متلازمة هيلب: الأسباب والعلاج

الكاتب - 22 نوفمبر 2022

ما هي متلازمة هيلب؟

نادراً ما يحدث مضاعفات أثناء الحمل، ولكن في حال حدوثها فعادةً ما تكون خطرة على الأم والجنين، وتعتبر متلازمة هيلب "HELLP syndrome" من المضاعفات النادرة الخاصة بتسمم الحمل والتي تحدث في أواخر فترة الحمل، ومن الممكن أن تحدث بعد الولادة بفترة وجيزة.

متلازمة هيلب تجمع مجموعة من المشاكل المشتركة التي تحدث في جسم المرأة الحامل وليس مرضاً بحد ذاته، فيجمع الاسم "HELLP" هذه المضاعفات، والتي تشمل:

  • انحلال الدم (Hemolysis): وهو انحلال لكريات الدم الحمراء المسؤولة عن نقل الأوكسيجن.
  • ارتفاع أنزيمات الكبد (ELevated Liver Enzymes): ترتفع قيم الأنزيمات الكبدية التي تعكس وجود خلل في الوظيفة الكبدية.
  • انخفاض عدد الصفائح الدموية (Low Platelet Count): تتناقص أعداد الصفيحات المتواجدة في الدم، ووقد يتسبب بحدوث نزف حاد خطر على الحامل.

تعتبر متلازمة هيلب من المضاعفات النادرة حيث تصل نسبة الإصابة بين النساء الحوامل بين 0.5%-0.9% وترتفع النسبة لتصل إلى 10-20% في حالات التسمم الحملي الشديدة. (1)

تظهر حوالي 70% من حالات متلازمة هيلب بين الأسبوعين 27 و37 من الحمل، وباقي الحالات تتأخر لتظهر حتى بعد 48 ساعة بعد الولادة.

كما وتختلف النسب المتعلقة بالوفيات حسب شدة كل حالة، ولكن عموماً لا تتجاوز 24% قبل الولادة، وترتفع حتى 37% في فترة ما حول الولادة. (2)

أعراض متلازمة هيلب

تحدث الأعراض المتعلقة بمتلازمة هيلب أثناء الحمل أو بعد الولادة، وتظهر بشكل مفاجئ دون أي سابق إنذار. وفي حال ظهور أي من هذه العلامات يجب استشارة الطبيب في الحال لتقييم الحالة.

وتتضمن الأعراض:

  • تشوش الرؤية
  • ألم في الربع العلوي الأيمن من البطن أو في أعلى ومنتصف البطن (المنطقة الشرسوفية)
  • تعب عام
  • صُداع
  • زيادة الوزن بشكل غير طبيعي بسبب ظهور الوذمات (التورم)
  • زيادة شدة الغثيان والإقياء
  • نزف من الأنف أو أي مكان آخر
  • حدوث نوب اختلاجية

أسباب متلازمة هيلب

إن السبب الحقيقي المباشر وراء ظهور هذه المتلازمة غير محدد حتى الآن، ولكن يعتقد أن له نفس الآلية المرضية المُسببة لتسمم الحمل، وذلك نتيجةً لترافقهما معاً.

وحالة تسمم الحمل أو ما يعرف بمقدمات الارتجاع تصيب النساء الحوامل، وتترافق مع ارتفاع لضغط الدم بالإضافة لمشاكل كلوية أو كبدية.

هنالك نظرية تقترح أن هذه المتلازمة تنشأ من التشكل غير الطبيعي للمشيمة الخاصة بالجنين، والذي ينتج عنه أوعية دموية شاذة، قد تطلق بعض العوامل التي تسبب تنشيط التخثر. (3)

وعملية التخثر هذه ستؤدي إلى استهلاك الصفحيات الدموية، وهذا ما يفسر نقص عددها في الدم.

كما أنه أثناء مرور كريات الدم الحمراء في الأوعية الدقيقة المليئة بالتخثرات سيؤدي ذلك لإنحلالها.

وأخيراً يعتقد أن إصابة الأوعية الدموية الدقيقة يمكن أن تؤدي إلى النخر الكبدي الذي يؤثر على وظائف الكبد.

عوامل الخطورة

هنالك بعض عوامل الخطورة التي قد تزيد من نسب حدوث متلازمة هيلب وتشمل:

مضاعفات الإصابة

يوجد مجموعة من المضاعفات المرتبطة بمتلازمة هيلب، التي قد تطال الأم وجنينها، وهي كالتالي:

١- مضاعفات الأم

  • تسمم الحمل
  • انفصال المشيمة
  • التخثر المنتشر داخل الأوعية "DIC"
  • الأذية الكلوية الحادة "Acute Kidney Injur"
  • حدوث وذمة دماغية و الرئوية
  • عدوى في مكان الجرح في حال كانت الولادة القيصرية
  • تمزق الكبد
  • انفصال الشبكية واضطرابات أخرى تصيب العين
  • حادث وعائي دماغي، نزيف أو احتشاء
  • وفي الحالات الشديدة حدوث الوفاة

٢- مضاعفات الجنين

  • تحدُّد نمو الجنين داخل الرحم
  • الولادة المبكرة
  • قلة الصفيحات الدموية
  • وفي الحالات الشديدة، الوفاة في فترة ما حول الولادة

تشخيص متلازمة هيلب

قد يكون من الصعب تشخيص متلازمة هيلب اعتماداً على الأعراض فقط وذلك لاشتراك اضطرابات الحمل الأخرى بنفس الأعراض.

كما أن الخطوة الأهم إذا تأكد التشخيص بالمتلازمة تكون بتأكيد الطبيب لعدم وجود تسمم حملي، من خلال:

  • قياس الضغط الشرياني، الذي يجب أن يجرى بشكل دوري للمرأة الحامل
  • بالإضافة لقياس مستويات البروتين في البول

يعتمد الطبيب على مجموعة من التحاليل المخبرية لتأكيد وجود متلازمة هيلب، وذلك من خلال التحقق من المعايير الثلاث التالية:

١- انحلال الدم

لمعرفة وجود انحلال في الدم، لابد من وجود ما لا يقل عن اثنين من النتائج التالية:

  • تحليل تعداد الدم الكامل "CBC" والذي قد يثبت وجود فقر في الدم غير مُفسَّر ويكون الهيموغلوبين <8 إلى 10 غ / ديسيلتر.
  • لطاخة الدم المحيطي وهو عبارة عن طبقة رقيقة من الدم يتم وضعها على تحت المجهر بعد وضع صبغة عليها والتي يمكن أن تظهر الأشكال غير الطبيعية للخلايا.
  • نازعة هيدروجين اللاكتات (LDH) بحيث لتأكيد التشخيص يجب أن يكون أكثر من ضعفي المستوى الأعلى الطبيعي
  • انخفاض هابتوغلوبين في مصل الدم لنسبة أقل من 25 مجم / ديسيلتر، بالإضافة لارتفاع مستوى البيليروبين لأكثر من 1.2 ملغ / ديسيلتر
٢- ارتفاع أنزيمات الكبد

حيث تكون ناقلة أمين الألانين (ALT) أو ناقلة أمين الاسبارتات (AST) أعلى بمرتين من المستوى الطبيعي.

٣- انخفاض عدد الصفيحات

بحيث يكون عدد الصفيحات في الدم أقل من 100،000 خلية / ميكرو لتر.

علاج متلازمة هيلب

إن الخطوة الأساسية لبدء علاج متلازمة هيلب، هي ولادة الطفل بأسرع وقت ممكن حتى ولو كان قبل الموعد المُحدد للولادة.

ويؤخذ بعين الاعتبار قبل ولادة الطفل دراسة تشمل حالة الأم الصحية وعمر الجنين، على الشكل التالي:

  • إذا كانت الحالة الصحية للمرأة الحامل متدهورة يجب أن يولد الطفل مهما كان عمره
  • إذا كانت الحالة الصحية للمرأة الحامل مستقرة نوعاً ما، يكون هنالك خيارين بالاعتماد على مدة الحمل:
    • إذا كانت مدة الحمل قد تجاوزت الأسبوع 37 فيمكن إجراء الولادة
    • أما إذا كانت مدة الحمل أقل 37 أسبوع فيجب الانتظار ومراقبة الحامل حتى اكتمال نمو الجنين

وخلال فترة المراقبة، يحرص الطبيب على نمو الجنين من خلال التعويض بالستيروئيدات القشرية التي تُساعد على اكتمال نمو رئتي الطفل بشكل أسرع قبل ولادته.

أما بالنسبة للعلاج الذي تتلقاه الأم في المستشفى فيشمل ما يلي:

  • أدوية خفض ضغط الدم
  • تسريب كبريتات المغنيسيوم للوقاية من حدوث الإرجاج (النوب)
  • نقل الدم في حال وجود نزيف حاد

في الختام لا بد من التنويه على أهمية المراقبة المستمرة لصحة الجنين والحامل عند طبيب النسائية المختص خلال فترة الحمل واتباع نصائح الطبيب وارشاداته، بالإضافة لإجراء التحاليل والفحوص المطلوبة في مواعيدها وذلك لتجنب أي مضاعفات خطرة بالتالي الحفاظ على صحة الحامل والجنين.