متلازمة وولف باركنسون وايت: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 22 مارس 2023

تعريف متلازمة وولف باركنسون وايت

متلازمة وولف باركنسون وايت "WPW"، هي حالة قلبية يحدث فيها نوبات من تسرع القلب "Tachycardia"، وتكون سرعة القلب تفوق 100 نبضة في الدقيقة.

تعود هذه المتلازمة لأسباب خِلقية عادةً، حيث يكون هناك خلل تشريحي في بنية القلب، يؤدي لوجود توصيل كهربائي شاذ.

وعلى الرغم من وجود هذه الحالة منذ الولادة، إلا أنه من الممكن أن تتأخر الأعراض لتظهر، كما أنه في بعض الحالات لا يمكن ألا يظهر أي أعراض، وتكشتف عن طريق الصدفة عبر إجراء اختبار تخطيط قلب كهربائي "ECG".

قد يكون من الصعب تقدير الانتشار الحقيقي لمرضى متلازمة وولف باركنسون وايت حول العالم، وذلك لوجود فئة واسعة من الحالات التي لا أعراض أو علامات لها بالتالي لا تزال غير مكتشفة.

حسب بعض الخبراء، فإنه من الممكن أن يكون هناك 65% من المراهقين و 40% من البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 30 عاماً، يشخصون بمتلازمة وولف باركنسون وايت بالاعتماد على تخطيط القلب الكهربائي، دون وجود أعراض. (1)

من جهة أخرى، تقدر إحدى الدراسات الإحصائية أن معدل انتشار المتلازمة قد يصل لـ 0.36 لكل 1000 شخص، مع وجود أغلبية للذكور بنسبة تبلغ 61%. (2)

كما وقد أردفت الدراسة أن معدل الوفيات المتعلق بالمرض كان يتراوح ما بين 0.07-0.02 مع وجود ذروة له في عمر الـ 29 عام.

الآلية المرضية

إن القلب عبارة عن عضلة مسؤول عن ضخ الدم لأنحاء الجسم كافة، وتتألف هذه العضلة من أربع حجرات، تعمل بتناغم، على الشكل التالي:

  • الأذين الأيمن: يستقبل الدم غير المؤكسج (غير محمل بالأكسيجين) الوارد من كل الجسم، من ثم يحوله للبطين الأيمن.
  • البطين الأيمن: يكون أكثر سماكة عضلية من سابقه، يعمل على ضخ الدم الوارد من الأذين الأيمن للرئتين.
  • الأذين الأيسر: يستقبل الدم المؤكسج (المحمل بالأكسيجين) الوارد من الرئتين، ويمرره للبطين الأيسر.
  • البطين الأيسر: هو الجزء الأكثر ضخامة في القلب، وذلك لأنه مسؤول عن ضخ الدماء المؤكسجة لكافة أعضاء الجسم.
مقطع تشريحي للقلب
مقطع تشريحي للقلب

لكي يعمل القلب كوحدة واحدة بشكلٍ متوازن ومتناغم، يملك شبكة من المسارات العصبية. التي تبدأ بما يلي:

  • العقدة الجيبية الأذينية (تعمل مثل المولٍّد الكهربائي) وهي المسؤولة عن إصدار التنبيه
  •  الذي ينتقل للبطينات عبر عقدة أخر تُعرف بالعقدة الأذينية البطينية (وتعمل كالمنظم الكهربائي)
  •  والتي تمرر التنبيه عبر شبكة من الأعصاب لكامل البطينات (تعمل مثل الخطوط الكهربائية)

يحكم هذه المسارات بعض الخصائص، التي تضم:

  • يكون الأذينين معزولين كهربائياً بشكل كامل تقريباً عن البطينين، وذلك من خلال وجود حلقات أذينية بطينية ليفية تمنع انتقال التنبيه.
  • في الحالة الطبيعية يكون الاتصال الكهربائي الوحيد بين الأذينين والبطينين هو العقدة الأذينية البطينية.
  • يكون التوصيل عبر العقدة الأذينية البطينية بتواتر معين، وذلك لمنح الوقت الكافي للبطينات لتمتلئ بالدم قبل انقباض الأذينات.

وفي متلازمة وولف باركنسون وايت يكون هناك مسار إضافي شاذ يصل ما بين الأذينين والبطينين، وهذه الفجوة قد تسمح للإشارة الكهربائية بالانتقال من الأذينين إلى البطينين بسرعة أكبر من المعتاد. متجاوزةً العقدة الأذينية البطينية التي تنقل الإشارة الكهربائية بشكلٍ أبطأ.

لذلك لا يكون هناك أعراض متعلقة بالمتلازمة في حال لم ينتقل التنبيه عبر المسار الشاذ، وحالما يبدأ النظم القلبي باعتماد المسار الشاذ كمسار نظامي، يبدأ القلب بالتسارع وتظهر الأعراض.

أعراض متلازمة وولف باركنسون وايت

إن أعراض متلازمة وولف باركنسون وايت لا تظهر عند جميع المرضى، حيث بعض الأشخاص يكونوا مصابين دون ظهور أي أعراض ويتم اكتشاف المرض لاحقاً عند اجراء تخطيط كهربائي للقلب نتيجة سبب آخر وبالصدفة.

أما في حال ظهور أعراض فستكون مرتبطة بحدوث التسارع في ضربات القلب، والذي يسبب:

  • ضيق في التنفس
  • الشعور بالخفقان القلبي
  • دوخة
  • فقدان الوعي
  • ألم صدري

ويجب التنويه هنا إلى أهمية زيارة الطبيب أو التوجه لقسم الإسعاف بشكل طارئ في حال الشعور بأي من هذه الأعراض.

أسباب متلازمة وولف باركنسون وايت

تنشأ متلازمة وولف باركنسون وايت نتيجة وجود مسار شاذ يصل البطينات بالأذينات بسبب مشكلة خِلقية في القلب.

ولم يحدد السبب الحقيقي المباشر وراء هذه المشكلة الخلقية، ولكن تقترح بعض الأبحاث الدور الوراثي للمرض المذكور. (3) (4)

المضاعفات

تمر معظم النوبات بشكلٍ سليم ولكن من الممكن أن تحدث بعض المضاعفات لمتلازمة وولف باركنسون وايت والتي قد تكون خطيرة على حياة المريض، وتتضمن:

  • هبوط شديد في الضغط الشرياني
  • انخفاض شديد في معدل ضربات القلب
  • قصور القلب
  • احتشاء عضلة قلبية
  • وفي الحالات الشديدة الوفاة

التشخيص

يكون التشخيص الذي يهدف له الطبيب هو اكتشاف سبب تسرع القلب لدى المريض وظهور الأعراض الأخرى في حال وجودها، وهي ما تدفع الطبيب للقيام بتخطيط قلب كهربائي (ECG).

وعند إجراء التخطيط وفي حال وجود متلازمة وولف باركنسون وايت سيكون هنالك بعض المظاهر المميزة التي تؤكد الحالة.

ولكن في حال كان التخطيط طبيعي واستمرار شك الطبيب بوجود هذه المتلازمة فقد يلجأ لفحوصات أخرى تشمل:

  • اختبار جهد: الذي يتضمن إجراء تخطيط قلب كهربائي أثناء قيام المريض بنشاط بدني.
  • جهاز هولتر: وهو جهاز مرافق للمريض، يستطيع أن يؤمن تخطيط لمدة 24 ساعة أو أكثر.
  • فحص فيزيولوجيا القلب الكهربائية (EP): يجرى هذا الفحص في المستشفى، ويتضمن إدخال قثطرة للقلب.

علاج متلازمة وولف باركنسون وايت

لا يحتاج المرضى الذين لا يشتكون من أية أعراض مرافقة لمتلازمة وولف باركنسون وايت لأي علاج فوري، وإنما يتم اختيار العلاج المناسب من قِبل الطبيب بعد دراسة الحالة.

حيث أن المرضى الذين يعانون من أعراض، يمكننا تقسيمهم إلى فئتين:

١- الفئة الأولى

وهم المرضى الذين يعانون من نوبة اضطراب نظم تسرعي حادة "Tachyarrhythmia"، ويكون العلاج بحسب إرشادات جمعية القلب الأمريكية بالإنعاش القلبي الرئوي والتسلسل المتبع لرعاية القلب والأوعية الدموية في حالات الطوارئ. (5)

حيث تكون المراحل على الشكل التالي:

  • البدء بالمناورات التي تبطئ القلب، مثل:
    • تحريض السعال
    • تدليك الرقبة
    • إجراء مناورة فالسالفا، التي تتضمن إجراء زفير والمجرى التنفسي مغلق، عن طريق إغلاق الفم والأنف
  • إن استمرار النوبة، سيدفع الطبيب للبدء بالعلاج الدوائي، الذي يتضمن بعض الأدوية المنظمة لضربات القلب
  • ويكون الخيار الأخير في حال عدم التجاوب هو الصدمات الكهربائية

وينصح المرضى عادةَ بتجنب بعض الأصناف الدوائية التي قد تفاقم الأعراض مثل حاصرات قنوات الكالسيوم وحاصرات بيتا.

٢- الفئة الثانية

وهو المرضى المشخصين بمتلازمة وولف باركنسون وايت "WPW"، وحدث لديهم سابقاً اضطراب نظم تسرعي حاد "Tachyarrhythmia" ولكن حالياً لا يعانون من عدم انتظام ضربات القلب أو أي أعراض.

ويكون مرضى الفئة الثانية أمام خيارين:

  • الاستئصال باستخدام الترددات الراديوية: يتم هذا الأجراء عادةً عبر القثطرة، حيث يصل الطبيب للقلب من خلال الشريان الفخذي، ويعد الخيار الأول أمام مرضى الفئة الثانية المستقرين. 
  • الأدوية: قد تساعد بعض الأدوية في اضطراب نظم القلب الحاصل، مثل فليكانيد (Flecainide) وبروبافينون (Propafenone)

الوقاية من متلازمة وولف باركنسون وايت

لا يمكن الوقاية من حدوث متلازمة وولف باركنسون وايت، وذلك لكون المرض خلقي إلا أنه يمكن الوقاية من نوب اضطراب النظم التسرعية عبر العلاج المذكور للفئة الأولى.

كما أنه من المهم زيارة الطبيب بشكل دوري لمراقبة الحالة، حتى لو لم يكن هناك أية أعراض.