مد البصر: الأعراض والعلاج

الكاتب - 26 أكتوبر 2022

ما هو مد البصر؟

مد البصر أو طول النظر "Farsightedness" وهي من حالات الخلل الانكسارية، حالة مرضية تصيب العين وتؤثر على رؤية المريض، بحيث تصبح الرؤية القريبة غير واضحة ومشوشة.

وتحدث في حال تجاوزت أشعة الخيال الذي ينظر إليه طبقة الشبكية داخل العين، وتعد المسؤولة عن نقل التنبيهات البصرية التي تتلقاها إلى الدماغ الذي بدوره يفسر كل ما نراه.

تختلف الإحصائيات التي تحدد بالضبط مدى انتشار طول النظر حول العالم، ولكن تعد الأخطاء الانكسارية بشكل عام من الأمراض العينية الشائعة وتشمل:

  • قصر النظر
  • مد البصر
  • اللابؤرية وغيرها
  • حيث يقدر عدد المصابين بهذه الحالات في الولايات المتحدة الأمريكية فقط 150 مليون شخص

أعراض مد البصر

ترتبط الأعراض الموجودة في مد البصر بمشاكل الرؤية الحاصلة، فالمريض يعاني من صعوبة في رؤية الأجسام القريبة من العين مع بقاء تلك البعيدة واضحة.

ويمكن تقسيم مد البصر إلى:

١- مد البصر الخفي

وهو شائع عند الأطفال، حيث تعوض العدسة عبر عملية المطابقة، وهي العملية التي تسمح بوضع الخيايل على الشبكية من خلال تغيير انحناء العدسة عبر العضلات الهدبية المرتبطة بها، فلا يلاحظ الخلل الموجود.

إلا أن الجهد المبذول من العدسة والعين، ينتج عنه أعراض خاصة يمكن أن تشير إلى المشكلة الحقيقة، وتتمثل بـ:

  • صداع في مقدمة الرأس وحول العينين.
  • زيادة إفراز الدمع من العين.
  • تعب العينين، الذي ينتج عنه ألم في العينين و ضعف رؤية وميل للنوم.
  • انزعاج خفيف من الضوء الساطع.

٢- مد البصر الظاهر

وفي هذه الحالة لا تستطيع العدسة عمل المطابقة لتعويض الخلل الانكساري وخاصة في الحالات المتقدمة، بالتالي تظهر الأعراض بمشاكل الرؤية، وتحتاج إلى علاج.

أسباب مد البصر

تتمثل آلية الرؤية بالتقاء أشعة الخيال المرئي عند نقطة محددة على الشبكية، ولكي تصل هذه الأشعة لهدفها، تعمل كل من العدسة (جسم بلوري داخل العين) والقرنية (الطبقة الأمامية للعين) على تغيير اتجاه هذه الأشعة نحو الشبكية ويشكلان معاً القوة الكاسرة الخاصة بالعين.

يحصل مد البصر عندما تكون القوة الكاسرة للعين ضعيفة، أو أن قطر العين أقل من الطبيعي، لذا فإن الأشعة الساقطة تجتمع في نقطة خلف الشبكية.

ومن الأسباب التي تؤدي لضعف القوة الكاسرة، بالتالي حدوث مد البصر ما يلي:

  • نقص تحدب (تقوس) القرنية، وهي حالة خلقية.
  • الغياب الخلقي أو المكتسب للعدسة والذي سيسبب بشكل حتمي مدا للبصر.
  • تبدلات في ألياف العدسة والمرتبطة بالعمر، فمع تقدم العمر تصبح العدسة أقل مرونة كما يقل انحناء الطبقات الخارجية للعدسة فتقل القوة الكاسرة لها.
  • تقوم العدسة بعملية تدعى المطابقة وذلك بتغيير انحنائها، عبر عضلات مرتبطة بها هي العضلات الهدبية، فإذا أصيب العصب الخاص بها (العصب القحفي الثالث) بشلل بسبب ورم أو حتى بعض الأدوية المخدرة، تنقص القوة الكاسرة بالتدريج.

أجريت العديد من الأبحاث لتحديد أهم عوامل الخطورة المتَّهمة في التسبب بمد البصر، وذلك لانتشاره ضمن مجموعات عرقية محددة وفئات عمرية معينة بشكل أكبر من غيرها (1). وتم التوصل لعامللان مهما:

  • الوراثة، حيث ترتفع احتمالية الإصابة في حال كان أحد أفراد العائلة مصاب بمد البصر أو حتى الحول. (2)
  • تدخين الأم خلال فترة الحمل، قد يكون عاملاً مهماً يمكن الوقاية منه.

الآثار طويلة المدى

يعتبر من النادر ظهور مضاعفات بسبب مد البصر، ولكن يمكن لبعض الحالات المتقدمة وغير المعالجة أن تؤدي لبعض الآثار الجانبية:

  • صعوبات في التعلم: يحتاج الطفل أن يقترب من الكتاب لكي يقرأ أو يكتب، لذلك في حال كان يعاني من مد بصر لن تكون الأحرف والكلمات واضحة مما يترتب عليه مشاكل في التعلُم.
  • انخفاض جودة الحياة: إن تأثر جودة الحياة أمر وراد جداً لتأثر قدرة المريض البصرية، فالمهام البسيطة اليومية تصبح صعبة.
  • إجهاد العين: يؤدي عمل العين في تعويض خلل الانكسار بشكل مستمر إلى حصول إجهاد العدسة والشعور بألم في العين ومقدمة الرأس.
  • الحوَل: إن استمرار عمل عضلات العين في المطابقة، يترتب عليه انحراف محور العين وبالتالي إمكانية حدوث الحول.

التشخيص

ينصح الأطفال والبالغين بعمل فحص دوري للعين، لملاحظة التبدلات الحاصلة في العدسة والرؤية.

وفي حالة ملاحظة أي مشكلات في الرؤية، يلجأ طبيب العيون لتشخيص الحالة وتحديد الأسباب من خلال:

١- فحص حدة البصر (Measure visual acuity)

وهي الخطوة الأولى لتقدير حدة بصر المريض، وذلك من خلال وضع لوحة مليئة بأحرف أو أشكال متدرجة من الأكبر للأصغر.

لكن هذا الاختبار قلّ ما يفيد في تشخيص مد البصر، حيث إن هؤلاء المرضى لا يعانون من أي مشاكل متعلقة بالنظر للمسافات البعيدة.

٢- فحص انكسار العين (Eye Refraction Test)

يلجأ الطبيب إلى هذا الفحص لتقدير مدى تحدب القرنية والعدسة للضوء، ومنه يستطيع أن يكشف حالة مد البصر في حال وجودها.

بالإضافة لفائدة هذا الفحص بوضع الدرجات المناسبة لخطأ الانكساروبالتالي وصف النظارات أو العدسات المناسبة للحالة.

٣- فحص المصباح الشقي (Slit Lamp Exam):

يُجرى هذا الفحص لتقييم البنى الداخلية الموجودة في العين، ومنه لنفي أي أمراض أخرى مُحتملة.

بالإضافة لما سبق قد يلجأ الطبيب إلى تنظير العين وفحص عضلات العين عبر مراقبة حركة العين تجاه جسم متحرك.

العلاج

توجد ثلاثة خيارات رئيسية لتصحيح سوء الانكسار الحاصل في حالة مد البصر. وهي تشمل:

١- النظارات الطبية

النظارات الطبية تعتبر من الخيارات الشائعة المتبعة لتصحيح مد البصر، وذلك عبر العدسات المحدبة المقربة التي تعوّض النقص في القوة الكاسرة.

يفحص الطبيب المختص عين المريض لتحديد درجات تحدب العدسات المناسبة لحالته.

٢- العدسات اللاصقة

تعتبر العدسات اللاصقة بديلاً جمالياً للنظارات الطبية، ويحدد الطبيب الدرجة المناسبة من العدسات لكل مريض بالاعتماد على فحص درجات مد البصر.

٣- الجراحة الانكسارية

إن الجراحة الإنكسارية من الجراحات الشائعة لتصحيح مشاكل العين وتشمل الليزك أو الليزر.

تصحح هذه الجراحة عبر أشعة الليزر الخلل الإنكساري بشكل نهائي عبر إجراء تعديلات على القرنية، مما يغني عن استخدام العدسات أو النظارات الطبية.