مرض البهاق: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 19 ديسمبر 2022

ما هو مرض البهاق؟

مرض البهاق هو اضطراب جلدي يظهر فيه مناطق بيضاء على الجلد؛ وحوالي 1% من السكان تقريباً على الصعيد العالمي مصابون بالبهاق.

يعتبر البهاق حالة طويلة الأمد وتنتج عن تدمير الميلانين في الجسم، والذي هو المادة الصباغية المسؤولة عن إعطاء الجلد لونه.

يمكن أن يؤثر هذا المرض على أي منطقة من الجلد، وهو يبدأ عادةً ببعض البقع البيضاء الصغيرة على اليدين والساعدين والقدمين والوجه، وقد ينتشر تدريجياً على الجسم على مدار عدة أشهر، وقد يشمل الأغشية المخاطية في الفم، والأنف، والمستقيم، بالإضافة إلى الأعضاء التناسلية، والعين، والأذن.

عادةً ما تبقى البقع الكبيرة في نفس المكان لسنوات، إلا أنه قد تستمر أحياناً في الاتساع والانتشار؛ بينما يتغير موقع البقع الصغيرة بمرور الوقت، حيث تفقد مناطق معينة من الجلد الصباغ وثم تستعيده وهكذا.

يختلف البهاق بين الأشخاص في مساحة الجلد المتأثرة، وأيضاً في كمية فقدان الصباغ.

وهناك نوعان من البهاق:

  • البهاق غير القطعي أو المعمم: وهو النوع الأكثر شيوعاً، ويحدث عندما تظهر البقع البيضاء بشكل متماثل على جانبي الجسم، على سبيل المثال كلتا اليدين أو الركبتين؛ ويمكن في هذا النوع من البهاق أن يحدث فقدان سريع للون وعلى مساحة كبيرة.
  • البهاق القطعي: وهو أقل شيوعاً، ويحدث عندما تكون البقع البيضاء فقط على قطاعٍ أو جانب من الجسم، مثل أحد الساقين أو جانب واحد من الوجه، وغالباً ما يبدأ هذا النوع في سن مبكرة ، ويبقى لمدة سنة إلى سنتين ثم يتوقف عادة.

أعراض مرض البهاق

يمكن أن تبدأ أعراض مرض البهاق بالظهور في أي عمر، ولكنها عادةً ما تبدأ بين العشرينات أو الثلاثينيات من العمر.

ويتمتع معظم الأشخاص الذين يعانون من البهاق بصحةٍ جيدة؛ إلا أن بعضهم قد يكون مصاباً باضطرابات المناعة الذاتية الأخرى مثل:

  • داء غريفز (أحد أسباب فرط نشاط غدة الدرقية)
  • التهاب الغدة الدرقية لهاشيموتو (أحد أسباب قصور الغدة الدرقية)

ويتميز البهاق عموماً بظهور مناطق بيضاء في الجلد تتصف بما يلي:

  • تكون حواف هذه البقع عادةً محددة جيداً ولا يوجد فيها أي التهاب.
  • يمكن أن تظهر البقع أسفل الذراعين وفي أسفل البطن وبين الأرداف أو في المناطق الأخرى التي يحدث فيها احتكاك للجلد، وحول فتحات الجسم وفي المناطق المكشوفة كالوجه أو اليدين.
  • قد تظهر البقع في المناطق المتضررة من الجلد مثل المناطق التي تعرضت للجروح أو الحروق.
  • قد يتقدم البهاق ليصل إلى أجزاء أخرى من الجسم، وخاصةً خلال أوقات الإجهاد أو المرض أو الحمل.
  • يمكن أن يبقى البهاق مستقراً في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى قد تستيعد البقع البيضاء الصباغ فجأة.

ومن الجدير بالذكر أيضاً أن الشعر من الممكن أن يصبح أبيضاً كذلك، وقد يبدأ الشيب في الظهور في شعر الرأس والوجه في وقت أبكر من المعتاد في المناطق المتأثرة.

أسباب مرض البهاق

إنَّ سبب البهاق غير معروف، ولكن الأبحاث تشير إلى أن البهاق قد يكون مرضاً مناعياً ذاتياً، حيث تهاجم الخلايا المناعية أنسجة الجسم الطبيعية والصحية عن طريق الخطأ.

ويجب معرفة أن البهاق لا ينتج عن عدوى ولا يمكن التقاطه من شخص آخر مصاب به.

وقد يرتفع خطر الإصابة بالبهاق غير القطعي إذا كان الشخص:

  • وجود أفراد في العائلة مصابين بالبهاق
  • وجود إصابات في العائلة بأمراض المناعة الذاتية الأخرى
  • لدى المريض حالة مناعة ذاتية أخرى
  • المريض مصاب بالميلانوما (نوع من سرطان الجلد) أو لمفوما لاهودجكن (سرطان في الجهاز اللمفاوي). حسب (1).
  • لديه تغيرات معينة في جيناته والمرتبطة بالبهاق غير القطعي. حسب (2)

أما بالنسبة للبهاق القطعي، فيعتقد أنه يتنج عن المواد الكيميائية المنبعثة من النهايات العصبية في الجلد؛ والتي تكون سامة لخلايا الجلد الصباغية.

كما من المحتمل أن يكون البهاق ناتجاً عن أحداث معينة من الحالات الشديدة كالولادة، أو تلف الجلد بسبب الإصابة بحروق الشمس الشديدة أو الجروح والتعرض لبعض المواد الكيميائية.

التشخيص

يمكن للطبيب تشخيص البهاق بعد فحص المناطق المصابة من الجلد، وقد يسأل المريض عن التاريخ المرضي في عائلته.

كما يمكن أن يستفسر الطبيب إذا كان المريض قد أصيب بحروق شمسية مؤخراً أو أي طفح جلدي شديد، أو ما إذا كان الجلد يسمر بسرعة أو يحترق عند التعرض للشمس.

قد يستخدم الطبيب مصباحاً للأشعة فوق البنفسجية (UV) يسمى مصباح وود والذي يمكن الطبيب من النظر إلى الجلد بمزيد من التفصيل.

يتطلب هذا الإجراء التواجد في غرفة مظلمة؛ حيث يسهل ذلك رؤية بقع البهاق تحت الأشعة فوق البنفسجية.

كما ويساعد على تمييز البهاق عن الأمراض الجلدية الأخرى، مثل النخالية المبرقشة (حيث يكون هناك فقدان للصباغ أيضاً بسبب عدوى فطرية).

علاج البهاق

يمكن لمريض البهاق مناقشة الخيارات العلاجية مع الطبيب المختص، فهنالك العديد من العلاجات والتي تهدف لاستعادة لون الجلد المفقود.

ويعتمد نوع العلاج ععلى صحة المريض العامة بالإضافة لعمره، وأماكن ظهور البهاق على الجسم، بينما قد يختار بعض المرضى عدم علاج حالة البهاق أصلاً.

على المريض أن يحذر من الشمس قدر الإمكان ويضع الواقي الشمسي ويرتدي الملابس الواقية وألا يحصل على وشم، والذي قد يحرض ظهور بقعة جديدة من البهاق بعد حوالي 10 إلى 14 يوماً. 10

١- العلاج غير الطبي

يعتمد العلاج غير الطبي على استخدام مستحضرات التجميل والتسمير الذاتي وصبغات البشرة، وهو يوفر طريقة آمنة لجعل البهاق أقل وضوحاً، وكثيراً ما يوصى بهذه العلاجات للأطفال لأنه يجنب الآثار الجانبية المحتملة للأدوية.

كما قد تساعد بعض الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية والإنزيمات لاستعادة لون الجلد لدى الأشخاص المصابين بمرض البهاق.

ولكن لا يوجد دليل يدعم هذه العلاجات ولا توجد معرفة بالآثار الجانبية المحتملة.

٢- الأدوية الموضعية

يمكن للعديد من الأدوية الموضعية (التي توضع على الجلد) أن تضيف لوناً إلى البشرة؛ وتعتبر الستيروئيدات القشرية الأدوية الأكثر شيوعاً.

ويستعيد حوالي نصف مرضى البهاق تقريباً بعضاً من لون البشرة بعد 4 إلى 6 أشهر من العلاج.

تعتبر هذه الأدوية أكثر فاعلية في مناطق معينة من الجسم، مثل الوجه، بينما تكون أقل فعالية على اليدين والقدمين.

كما يمكن دمج عدد من الأدوية لتحسين النتائج، ويعتبر هذا الخيار فعالاً بشكل أكبر عند الأشخاص ذوي البشرة الداكنة.

ولكن هناك بعض من تلك الأدوية التي لا ينبغي استخدامها على الوجه بسبب الآثار الجانبية المحتملة، فقد يحدث ضمور في الجلد، ويصبح رقيقاً وجافاً وهشاً جداً.

٣- العلاج الضوئي

يستخدم العلاج الضوئي لاستعادة اللون المفقود الناتج عن مرض البهاق، وهو فعال جيداً على الوجه، وأقل فعالية على اليدين والقدمين.

ولكنه يتطلب التزاماً زمنياً فيحتاج المرضى من 2 إلى 3 علاجات في الأسبوع الواحد ويستمر لعدة أسابيع، كما يمكن دمجه مع علاج آخر مثل الستيروئيدات القشرية الموضعية.

٤- العلاج بالـ PUVA

وهو يعتمد على الأشعة فوق البنفسجية من النمط A (UVA) بالإضافة دواء يسمى "سورالين" لاستعادة لون البشرة.

يعتبر فعالاً بنسبة 50% إلى 75% تقريباً في استعادة الصباغ على الوجه والجذع والذراعين والفخذين، إلا أنه ليس فعالاً جداً في اليدين أو القدمين.

يستغرق هذا العلاج وقتاً طويلاً ويتطلب زيارة المستشفى أو مركز مختص بهذا العلاج مرتين في الأسبوع لمدة عام تقريباً.

من الجدير بالذكر أن "دواء سورالين" يمكن أن يؤثر على العينين، لذلك يجب إجراء فحص للعينين قبل وبعد الانتهاء من هذا العلاج للتأكد من عدم وجود أي مضاعفات.

٥- الجراحة

يتم اللجوء إليها عندما لا ينجح العلاج الضوئي أو الأدوية الموضعية؛ وهو ليس خياراً مناسباً للأطفال.

تنطوي معظم الجراحات على إزالة الجلد الطبيعي ووضعه في المكان المطلوب الفاقد للون؛ وهي خيار فعال عند 90٪ إلى 95٪ من المرضى.

قد تفشل الجراحة في بعض الأحيان، ويمكن أن تشمل الآثار الجانبية تغير شكل الجلد أو العدوى.

٦- إزالة التصبغ

يعتمد هذا العلاج على إزالة الصباغ المتبقي في الجلد السليم، ولكن القليل من المرضى يختارون هذا العلاج.

وذلك لأن إزالة ما تبقى من الصباغ يترك المريض ببشرة بيضاء تماماً؛ ولكن يمكن أن تكون طريقة فعالة لتوحيد لون البشرة.

وهو يتم عن طريق استخدام كريم يوضع مرة أو مرتين يومياً، ويزيل تدريجياً اللون المتبقي من الجلد، ويمكن أن يستغرق هذا العلاج من 1 إلى 4 سنوات.