مرض التهاب الكبد A: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 11 يناير 2023

يعد الكبد من أكبر الأعضاء الداخلية في جسم الإنسان، ويقع في الجزء الأيمن العلوي من البطن، ويمكن أن يتعرض إلى أمراض مختلفة تسبب مشكلات صحية، منها مرض التهاب الكبد A، فما هو هذا المرض، وما هي أعراضه، وما هي عوامل الإصابة به، وما هي طرق العلاج والوقاية منه؟

ما هو مرض التهاب الكبد A؟

التهاب الكبد A أو ما يُعرف مسبقاً بالتهاب الكبد الوبائي (hepatitis A) هو مرض يسببه فيروس التهاب الكبد (HAV).

وتحدث الإصابة بالتهاب الكبد A نتيجة تناول طعام أو شراب ملوث، أو نتيجة الالتصاق بشخص مصاب أو مادة حاملة للمرض.

حيث يرتبط المرض بالمياه والأطعمة الملوثة، والصرف الصحي السيئ، وسوء النظافة الشخصية، وممارسة الجنس الفموي والشرجي.

كما يمكن أن يعيش فيروس التهاب الكبد في مياه البحر والمياه العذبة ومياه الصرف الصحي والتربة لمدة شهر أو أكثر.

ويتعافى معظم المصابين به في غضون شهرين، إلا أنه قد تستمر الإصابة به لأشهر عدة، وفي حالات نادرة يمكن أن تؤدي الإصابة إلى وفاة المريض حال توقف الكبد عن العمل (قصور الكبد).

وتقدر معدلات الوفيات الناجمة عن التهاب الكبد A بحوالي 0.3 إلى 0.6٪ من الحالات المصابة في جميع الفئات العمرية.

عوامل الإصابة

توجد عوامل عدة تُسهم في زيادة احتمال الإصابة بالتهاب الكبد A، وتتمثل فيما يلي:

  • السفر إلى البلدان النامية
  • ممارسة الجنس مع شخص مصاب
  • ممارسة الرجال الجنس مع ذويهم
  • تعاطي أدوية الفم والحقن المحظورة
  • السكن غير المستقر
  • التشرد
  • العيش مع شخص مصاب أو الاعتناء به
  • التعامل مع الكائنات المصابة بالفيروس في مراكز الأبحاث
  • الإصابة باضطرابات تجلط الدم. (1)

أعراض الإصابة بالتهاب الكبد A

تظهر الأعراض عادة بعد 15 إلى 50 يوماً من الإصابة، ويعاني معظم البالغين أعراضاً تشبه الإصابة بالإنفلونزا.

وقد لا تظهر أية أعراض عند بعض المصابين، وخاصة الأطفال الصغار الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات.

وتشمل الأعراض ما يلي:

  • التعب
  • الحمى
  • فقدان الشهية
  • الغثيان
  • ألم في البطن
  • بول داكن
  • براز رمادي أو طيني اللون
  • اصفرار الجلد والعينين (اليرقان)
  • الإسهال
  • الحكة
  • ألم المفاصل

وتستمر تلك الأعراض لأسابيع عدة، ثم يتعافى معظم المصابين تماماً من المرض.

لكن ما تجدر الإشارة إليه أنه عادةً ما تمنح الإصابة بالمرض مناعة مدى الحياة.

مضاعفات الإصابة

يعاني حوالي 10٪ من الأشخاص الذين أصيبوا بالتهاب الكبد A من الانتكاسة، لكنهم يتعافون منها، لا سيَّما أن تجدد الإصابة لا يسبب حالة مزمنة طويلة الأمد.

وتزداد حدة المرض لدى المتقدمين في العمر.

وقد تؤدي الإصابة بالمرض إلى حدوث التهاب الكبد الصاعق، وهو أحد أشكال التهاب الكبد الحاد.

حيث يحدث التهاب الكبد الصاعق نتيجة تدمير عدد كبير من خلايا الكبد بحيث لا يستطيع أداء وظيفته.

بالإضافة إلى ذلك يؤدي ذلك النوع من التهاب الكبد إلى اعتلال وتورم دماغي، مما يتسبب في تثبيط الجهاز العصبي المركزي، والتأثير في الوظيفة العصبية العضلية.

ويعد ارتفاع الضغط داخل الجمجمة من الأسباب الرئيسية لوفاة المصابين بالتهاب الكبد الصاعق.

كما يزداد خطر الوفاة بالتهاب الكبد الصاعق مع التقدم في العمر، وعند الإصابة بالأمراض الكبدية المزمنة.

تشخيص التهاب الكبد A

يؤكد فحص الدم الإصابة بفيروس التهاب الكبد A، كما يمكن للأجسام المضادة الكشف عن كل من العدوى الحادة الحالية والسابقة.

وتبحث فحوصات الدم عن الأجسام المضادة، من خلال الاختبارات التالية:

  • اختبار الغلوبولين المناعي M (IgM anti-HAV): عندما يصاب الشخص لأول مرة بالتهاب الكبد A، ينتج الجسم الأجسام المضادة من النوع M (IgM)؛ وعادةً ما يمكن اكتشافها بعد أسبوعين إلى حوالي ستة أشهر من بداية ظهور الأعراض.
  • اختبار الغلوبولين المناعي G (IgG anti-HAV): حيث يكشف عن الأجسام المضادة من النوع G (IgG) التي تتطور لاحقاً أثناء المرض، وتبقى في الجسم مدى الحياة، مما يوفر حصانة ضد الفيروس مستقبلاً، كما يستخدم هذا الاختبار في الكشف عن الإصابة السابقة لمريض التهاب الكبد A.
  • اختبار الأجسام المضادة للالتهاب الكبدي A: حيث يكشف كلاً من الأجسام المضادة IgM وIgG، وبالتالي يستخدم لتحديد العدوى الحالية والسابقة.

وعند التشخيص، يجب الإبلاغ فوراً عن حالات العدوى الحادة للسلطات المحلية ومراكز الصحة العامة للمساعدة في منع تفشي المرض.

علاج التهاب الكبد A

يعتمد علاج التهاب الكبد A اتباع أنماط حياتية تعتمد على تحسين حياة المريض ومنع حدوث مضاعفات أخرى مثل الجفاف والإرهاق، تشمل ما يلي:

  • الأكل والشرب جيداً
  • تجنب تناول الكحول
  • الراحة مع أخذ إجازة من العمل
  • تناول مسكنات الألم إذا لزم الأمر

ويمكن إدخال المرضى الذين يعانون مرحلة حادة من الغثيان والقيء إلى المستشفى للحصول على السوائل الوريدية (IV).

وحال لم يتم تلقيح المريض، رغم علمه بإصابته بالفيروس، فلا يزال بإمكانه تلقي اللقاح أو الغلوبيولين المناعي في غضون أسبوعين من التعرض للإصابة.

الوقاية

تعتمد الوقاية من فيروس التهاب الكبد A على التلقيح والنظافة الشخصية.

وتُوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالتلقيح الروتيني لفيروس التهاب الكبد الوبائي عند جميع الأطفال في عمر السنة، حيث تُعطى جرعتين من اللقاح عن طريق الحقن في العضل.

كما يُفضل طبياً تلقيح الأشخاص البالغين المعرضين لخطر الإصابة أو الذين يعانون اضطراباً مزمناً في الكبد.

بالتالي يصبح لدى معظم الأشخاص مستويات وقائية عالية من الأجسام المضادة في غضون شهر واحد بعد الجرعة الأولى، وتكون الجرعة الثانية معززة للاستجابة المناعية ضد الإصابة بالمرض.

وتجدر الإشارة إلى أن الفيروس يظل على قيد الحياة لمدة تصل إلى 4 ساعات على أطراف الأصابع.

لذلك ينبغي غسل اليدين جيداً وتناول الأطعمة النظيفة؛ لمنع انتقال العدوى.

ويجب على المسافرين، عدم تناول المحار النيء (غير المطهي جيداً) أو الأطعمة المغسولة بمياه ملوثة.

ويُفضل شراء مياه الشرب المعبأة تجارياً، أو غلي الماء في درجة حرارة لا تقل عن 85 درجة مئوية لمدة دقيقة واحدة على الأقل.

كما أنَّ إضافة اليود إلى الماء أو معالجته بالكلور يقتل الفيروس أيضاً.