مرض النقرس: الأعراض والعلاج

الكاتب - 24 نوفمبر 2022

ما هو مرض النقرس؟

يعتبر مرض النقرس شكلاً شائعاً من التهاب المفاصل ويسبب ألماً شديداً؛ وهو عادةً ما يصيب مفصلاً واحداً في كل مرة (ويكون غالباً المفصل المشطي السلامي الأول الموجود في إصبع القدم الكبير).

كما أنه أكثر انتشاراً بين الذكور، بينما تكون الإناث أكثر عرضة للإصابة به بعد الوصول إلى سن اليأس.

يمر المريض بأوقات لا تظهر فيها أي أعراض تخص المرض وتعرف باسم فترة الهجوع، وقد تظهر نوبات مفاجئة تزداد فيها الأعراض سوءً والتي يمكن أن تحدث بشكل متكرر، مما يؤدي إلى حدوث ضرر بطيء بالأنسجة في منطقة الالتهاب.

كما يمكن أن تؤدي نوبات مرض النقرس المتكررة إلى التهاب المفاصل النقرسي، وهو شكل متقدم لالتهاب المفاصل.

أعراض مرض النقرس

تعتبر نوبات النقرس مؤلمة للغاية وتحدث فجأة بين عشية وضحاها.

يمكن أن تستمر نوبة النقرس من أسبوع لأسبوعين، وقد لا تظهر أي أعراض على الإطلاق بين النوبات.

قد تشمل الأعراض في المفاصل المصابة أثناء النوبة ما يلي:

  • الألم الشديد
  • الاحمرار
  • التصلب
  • التورم
  • المضض، وهو الألم الذي يحدث عند لمس المنطقة المصابة، حتى لو كنات لمسة خفيفة
  • الدفء أو الشعور بأن المفصل حارق

أسباب مرض النقرس

يحدث مرض النقرس عندما تتجمع كميات زائدة من حمض البول (حمض اليوريك) في الجسم، وتتراكم بلوراته في المفاصل وما حولها.

قد تجذب هذه البلورات خلايا الدم البيضاء، مما يؤدي إلى حدوث نوبات النقرس الشديدة المؤلمة والتهاب المفاصل المزمن.

ويمكن أن يترسب حمض البول أيضاً في المسالك البولية، مما يتسبب في ظهور الحصيات الكلوية.

ومن أسباب زيادة حمض البول هو زيادة إنتاج هذا الحمض في الجسم أو بسبب عدم استطاعة الكليتين التخلص منه بالشكل المطلوب.

كما قد ترفع بعض الأطعمة والأدوية من مستويات حمض البول وقد تؤدي إلى تحريض نوبات النقرس؛ وتشمل:

  • الأطعمة الحاوية على البورين كالأطعمة البحرية مثل المحار واللحوم الحمراء وحساء الدجاج واللحوم العضوية مثل الكبد
  • الإفراط في شرب الكحول
  • المشروبات السكرية والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من سكر الفركتوز
  • بعض الأدوية مثل الأسبرين ومدرات البول
  • مثبطات المناعة المستخدمة في زراعة الأعضاء مثل سيكلوسبورين وتاكروليموس

عوامل الخطورة

تزيد العوامل التالية من احتمالية الإصابة بفرط حمض البول في الدم، والذي بدوره يسبب مرض النقرس، ومنها:

  • الذكور فهم أكثر عرضة للإصابة
  • السمنة
  • الإصابة بحالات صحية معينة، بما في ذلك:
    • قصور القلب الاحتقاني
    • ارتفاع ضغط الدم
    • مقاومة الأنسجة لهرمون الأنسولين
    • داء السكري
    • ضعف وظائف الكليتين

المضاعفات

قد تحدث مضاعفات عديدة مع تقدم مرض النقرس، والتي يمكن أن تشمل:

١- التوفات

وهي عبارة عن رواسب تشبه الحجارة تتوضع في الأنسجة الرخوة أو الأنسجة الزليلية أو في العظام بالقرب من المفاصل.

ويمكن أن تظهر على شكل نتوءات بأحجام مختلفة وفي أجزاء مختلفة من الجسم كاليدين والقدمين والكاحلين والمرفقين.

وعلى الرغم من أنها ليست مؤلمةً عادةً، إلا أنها يمكن أن يسبب تلفاً في المفاصل مما يسبب صعوبةً في الحركة.

٢- تلف المفصل

يمكن أن يسبب مرض النقرس المزمن تورماً متكرراً والتهاباً مزمناً، بالتالي قد يسبب تلفاً في المفصل؛ وقد يعاني البعض من صلابة في المفصل وتشوهه.

٣- كسور العظام

توصل الباحثون في دراسة عام 2016 إلى أن هنالك وجود خطر أكبر لحدوث كسور العظام لدى الأشخاص الذين لديهم إصابة بالنقرس.

٤- الحصيات الكلوية

يمكن أن تتسبب المستويات العالية من حمض البول في تجمع البلورات في المسالك البولية وتشكل الحصيات، مما يسبب ألماً شديداً في الظهر أو الفخذ أو أسفل البطن وألماً عند التبول بالإضافة إلى تغير لون البول.

٥- أذية الكليتين

تضعف وظيفة الكليتين مع تراكم بلورات حمض البول فيهما، وقد يتطور الأمر إلى القصور الكلوي.

وفي المراحل المبكرة من الأذية الكلوية يمكن أن يشعر المريض بالتعب وانخفاض الطاقة.

بالإضافة إلى ذلك قد يحدث تورم في الكاحلين وغثيان وفقدان الشهية وغيرها من المشاكل الصحية.

تشخيص الإصابة بمرض النقرس

عند حدوث ألم مفاجئ أو شديد في المفصل ينصح باستشارة الطبيب أو أخصائي الأمراض الرثوية وهو الطبيب المتخصص في مرض النقرس والأنواع الأخرى من التهاب المفاصل.

يأخذ الأطباء في الاعتبار عدة نقاط لتأكيد الإصابة بالنقرس:

  • الأعراض: حيث يطلب الطبيب من المريض أن يصف أعراضه، ومدى تكرارها ومدة استمرارها.
  • الفحص البدني: يفحص الطبيب المفاصل المصابة للبحث عن التورم والاحمرار والدفء.
  • تحاليل الدم المخبرية: وذلك لقياس كمية حمض البول في الدم.
  • الاختبارات التصويرية: بالأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
  • البزل: ويعني سحب السائل من المفصل باستخدام إبرة؛ ومن ثم فحصه من خلال المجهر للبحث عن بلورات حمض البول لتأكيد مرض النقرس أو عن مشكلة مختلفة (مثل البكتيريا المسببة للعدوى أو أي نوع آخر من البلورات)

علاج مرض النقرس

يمكن علاج مرض النقرس عبر تغيير النمط الغذائي والحياتي للمريض بالإضافة للأدوية.

يمكن تخفيف الألم الحاصل خلال النوبات بتناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل الإيبوبروفين، والستيروئيدات والكولشيسين المضاد للالتهابات.

١- الوقاية من النوبات المستقبلية

قد يساعد إدخال تغييرات على النظام الغذائي ونمط الحياة في الوقاية من حدوث الهجمات المستقبلية، من خلال:

  • إنقاص الوزن
  • الحد من تناول الكحول
  • تناول كميات أقل من الأطعمة الغنية بالبورين
  • وقد يساعد أيضاً تغيير أو إيقاف الأدوية التي تزيد من حمض البول في الدم.

وتشمل الأطعمة التي تحتوي على نسبة منخفضة من البورين والتي يمكن أن تقلل من خطر النقرس (1) ما يلي:

  • الفواكه والخضروات الطازجة، علماً أنَّ القرنبيط والسبانخ والفطر والبازلاء الخضراء تحوي على نسبة متوسطة من البورين ولذلك يجب الاعتدال في تناولها
  • منتجات الألبان قليلة الدسم
  • البطاطا والأرز والخبز والمعكرونة
  • ويمكن تناول الدواجن والبيض باعتدال

٢- الوقاية من تكون التوفات والحصيات الكلوية

وبما أن التوفات تنجم عن المستويات العالية والمزمنة من حمض البول، فإنَّ الأشخاص الذين يعانون من النوبات الحادة المتكررة أو من النقرس المزمن هم الأكثر عرضة ليتشكل لديهم حصيات.

ولذلك يوصي الأطباء بالعلاج الوقائي لخفض مستويات حمض البول في الدم باستخدام أدوية مثل:

  • ألوبيورينول
  • فيبوكسوستات
  • بيغلوتيكاز

٣- نمط الحياة

بالإضافة إلى العلاج الدوائي، يمكنك تدبير مرض النقرس باتباع نمط حياة صحي، والذي أثبت أنه يقلل الألم ويخفف من الشعور بالعجز لدى المريض.

يجب على مريض النقرس أن يحمي مفاصله من الإصابات، وأن يمارس الأنشطة التي لا تتطلب تطبيق تأثير كبير على المفاصل.

لذلك ينصح بممارسة النشاط البدني المعتدل لحوالي 150 دقيقة أسبوعياً على الأقل؛ وتشمل الأنشطة المعتدلة الموصى بها المشي أو السباحة أو ركوب الدراجات.

أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة المفرطة، فإن فقدان الوزن وممارسة الأنشطة المعتدلة يسهم في:

  • التقليل من الضغط على المفاصل، وخاصة المفاصل التي تحمل وزن الجسم مثل الوركين والركبتين.
  • كما ويفيد بتخفيف الألم وتحسين وظيفة المفصل وإبطاء تقدم الالتهاب فيه.

الوقاية من مرض النقرس

هناك العديد من الإرشادات المتعلقة بنمط الحياة والنظام الغذائي التي يمكن للشخص أن يتبعها للوقاية من حدوث مرض النقرس في المقام الأول، والتي يمكن أن تشمل:

  • شرب كمية كبيرة من السوائل حوالي 2-4 لترات في اليوم
  • تجنب تناول الكحول
  • الحفاظ على وزن صحي