مرض كاواساكي: الأسباب وسبل العلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 21 يونيو 2023

مرض كاواساكي "Kawasaki Disease" هو حالة التهابية شديدة ونادرة وغير معدية، تصيب بشكل رئيسي الأطفال دون الخمس سنوات ولكن يمكن أن تصيب الأطفال الأكبر سناً. ويتميز المرض بحدوث التهاب في الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم، ويشمل العديد من الأعراض المختلفة.

وعلى الرغم من أن سبب المرض لا يزال غير معروف، إلا أنه يعتبر من الأمراض الخطيرة التي يجب معالجتها بعناية، حيث يمكن أن يؤدي إلى تشوهات في الشرايين وأمراض القلب الخطيرة مثل التهاب الأبهر وتضيق الصمامات. فمرض كاواساكي يعتبر من الأسباب الرئيسية لأمراض القلب المكتسبة لدى الأطفال، بالتالي فإن التعرف على الأعراض المبكرة والبدء في العلاج السريع يمكن أن يساعد في تجنب تلك المضاعفات.

أعراض مرض كاواساكي

هنالك العديد من الأعراض المتنوعة لمرض كاواساكي، وهو يمر عادةً بثلاث مراحل تشمل:

١- المرحلة الأولى

خلال المرحلة الأولى من المرض تظهر الأعراض التالية:

  • حمى تكون غالباً أعلى من 39 درجة مئوية وتستمر خمسة أيام على الأقل
  • احمرار العين (التهاب الملتحمة) بدون إفرازات سميكة من العين
  • طفح جلدي على الجذع أو في منطقة الأعضاء التناسلية أو كليهما
  • احمرار وجفاف وتشقق الشفتين، كما يصبح اللسان شديد الاحمرار وينتفخ (وهو ما يسمى بلسان الفراولة)
  • تورم واحمرار الجلد في راحتي اليدين وأخمصي القدمين
  • تورم العقد اللمفاوية في العنق
٢- المرحلة الثانية

تشمل الأعراض في المرحلة الثانية من المرض ما يلي:

  • تقشر جلد اليدين والقدمين وخاصة عند أطراف الأصابع
  • ألم في المفاصل
  • إسهال
  • إقياء
  • ألم في البطن
٣- المرحلة الثالثة

خلال المرحلة الثالثة من مرض كاواساكي تختفي العلامات والأعراض ببطء ما لم تتطور أية مضاعفات، وقد يعاني المريض من التعب والتهيج وانخفاض الطاقة لمدة ثمانية أسابيع بعد التشخيص الأولي.

الأسباب وعوامل الخطر

لايزال السبب الأساسي لمرض كاواساكي لم يعرف بعد. ولكن هنالك مجموعة من الاحتمالات والشكوك لسبب سير المرض.

  • إحدى الاحتمالات تشير إلى أنه قد يحدث نتيجة استجابة غير طبيعية للإصابة بفيروس شائع لا يُظهر له الجسم الطبيعي استجابةً هامةً عادةً.
  • وهنالك احتمال آخر يفترض أن هذا المرض هو من اضطراب في المناعة الذاتية، أي أن الجهاز المناعي للجسم يهاجم أنسجته الخاصة عن طريق الخطأ ويعتبرها كما لو كانت عوامل غريبة تسبب الأمراض.

ولكن عموماً تم تحديد مجموعة من العوامل التي يمكن أن تزيد خطر الإصابة بمرض كاواساكي، ومنها ما يلي:

  • العمر: غالباً تتراوح أعمار المصابين بين سنة واحدة وخمس سنوات
  • الجنس: الذكور أكثر عرضة للإصابة من الإناث
  • الخلفية العرقية: إن الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بمرض كاواساكي هم الأطفال المنحدرين من أصول آسيوية وجزر المحيط الهادئ (اليابانيين والصينيين) بالإضافة إلى الأمريكيون الأفارقة.
  • الوراثة: يكون الشخص أكثر ميلاً للإصابة بالمرض إذا كان الوالدين مصابين به، مما يشير إلى أن مرض كاواساكي قد يكون مرتبطاً بالمورثات.
  • العوامل البيئية: يكون معدل الانتشار في النصف الشمالي من الكرة الأرضية خلال شهري يناير ومارس أعلى بحوالي 40% مما هو عليه في أغسطس حتى أكتوبر.
  • كما يقترح البعض أن المرض قد ينشأ نتيجةً لرد فعل لبعض السموم أو الأدوية، ولكن لا تتوفر أدلة سريرية كافية على هذه النظرية.

مضاعفات مرض كاواساكي

يتسبب مرض كاواساكي في التهاب بالأوعية الدموية مما يؤدي لمجموعة مضاعفات حيث يمكن أن تصاب بالالتهاب مجموعة من الشرايين الرئيسية في الجسم مثل الشرايين التاجية أو الشريان العضدي أو الفخذي.

حيث ونتيجة للمرض قد يحدث ضعف في الشرايين التاجية التي تمد القلب بالدم، فعندما يمر الدم عبر الجزء الضعيف من جدار الشريان يتسبب ضغط الدم في انتفاخ الجدار نحو الخارج مما يؤدي إلى ما يسمى بأم الدم، والتي يمكن أن تتسبب في حدوث النوبات القلبية أو أمراض القلب.

من الممكن أن تلتئم أم الدم أحياناً من تلقاء نفسها بمرور الوقت. إلا أن بعض الأطفال قد يتعرضون لمزيد من المضاعفات التي تتطلب متابعة العلاج مع الأخصائي. وبدون تلقي العلاج المناسب يعاني حوالي 1 من كل 4 أطفال مصابين بالمرض من مضاعفات في القلب، ويمكن أن يكون ذلك قاتلاً في حوالي 2 إلى 3% من الحالات.

ولذلك فإن مرض كاواساكي يعد أحد الأسباب الرئيسية لأمراض القلب المكتسبة لدى الأطفال دون سن الخامسة. كما يزداد خطر الإصابة لديهم بمضاعفات القلب والأوعية الدموية الأخرى في وقت لاحق من الحياة أيضاً.

تشخيص مرض كاواساكي

تتشابه بعض أعراض مرض كاواساكي مع أعراض الأمراض الفيروسية والجرثومية الأخرى التي تصيب الأطفال. ويتم تشخيصه عادةً بعد السؤال عن الأعراض المشاهدة وإجراء الفحص السريري.

وإذا شك الطبيب بحالة مرض كاواساكي يطلب مجموعة من الفحوص التشخيصية والتي تشمل:

  • إجراء فحوص للقلب مثل تصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية، والذي يمكن أن يبين فيما إذا كان هناك تلف في القلب والشرايين التاجية.
  • إجراء اختبار على عينات الدم والبول لاستبعاد الإصابة بالحالات الصحية الأخرى، مثل الحمى القرمزية أو الحصبة أو حمى الجبال الصخرية المبقعة أو التهاب المفاصل الروماتويدي عند الأطفال؛ ويمكن أن تظهر هذه الاختبارات ما يلي:
    • ارتفاع تعداد خلايا الدم البيضاء
    • التهاب المفاصل
    • ارتفاع سرعة التثفل
    • فقر الدم خفيف
    • وجود بروتين أو خلايا دم بيضاء في البول

كما أن هناك بعض المرضى الذين لا يستوفون المعايير التشخيصية الكاملة لمرض كاواساكي ويطلق على المرض في هذه الحالات مرض كاواساكي غير النموذجي أو غير المكتمل.

العلاج

تشمل طرق العلاج المعتمدة في علاج الطفال المصاب بمرض كاواساكي ما يلي:

  • إعطاء الغلوبولينات المناعية عن طريق الوريد " Intravenous Immunoglobulin"، وهي بروتينات بشرية تستخدم لعلاج طيف واسع من الأمراض. وقد لا يستجيب حوالي 10% من الأطفال للجرعة الأولى منها مما يتطلب إعطاءهم جرعة ثانية أو أدوية مساعدة أخرى.
  • في بعض الحالات يعطى دواء الأسبرين "Aspirin" تحت اشراف طبي شديد. حيث يكون هناك خطر ضئيل للإصابة بمتلازمة راي عند الأطفال المصابين بمرض فيروسي والذين يأخذون دواء الأسبرين. وتسبب هذه المتلازمة أضراراً في جميع أعضاء الجسم ولا سيما الدماغ والكبد.
  • السوائل عن طريق الوريد لترطيب الجسم
  • أدوية لتسكين الألم وتخفيف التورم
  • وضع الكمادات الباردة

عادةً ما يكون العلاج فعالاً في منع الإصابة بأمراض القلب، ويكون الطفل عادةً جاهزاً للخروج من المشفى عندما:

  • يشرب السوائل
  • يتقبل الأدوية عن طريق الفم
  • تتوقف الحمى وتختفي علامات التهاب

الوقاية

لا يمكن الوقاية من مرض كاواساكي، ولكن يمكن للأطفال المصابين الشفاء التام في غضون 6 إلى 8 أسابيع إذا تم تشخيص المرض وعلاجه على الفور.

النصائح

  • يجب الحرص على تلقي الطفل لكل اللقاحات وفي موعدها المحدد
  • يجب ألا يتلقى الأطفال اللقاحات الفيروسية الحية مثل لقاح فيروسات الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والحماق وذلك لمدة 11 شهراً بعد العلاج بالغلوبيونات المناعية. نظراً لأن هذه الغلوبيونات قد تتداخل مع قدرة الجسم على تطوير الأجسام المضادة لتلك الفيروسات.
  • قد ينصح طبيب الأمراض القلبية بالحد من بعض الأنشطة إذا وجد دليل على وجود شذوذات في فحص القلب.
  • يجب الاتصال بالطبيب في حال عودة الحمى أو ظهور الأعراض السابقة من جديد أو في حال كانت أشد.