معلومات عن النخالية المبرقشة: الأسباب والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 5 سبتمبر 2023

ما هي النخالية المبرقشة؟

النخالية المبرقشة "Tinea Versicolor"، المعروفة أيضاً باسم السعفة المبرقشة، هي عدوى فطرية سطحية تؤثر على الجلد. تتميز هذه العدوى بوجود بقع متقشرة ذات لون داكن أو فاتح على الجلد بالمقارنة مع الجلد المحيط.

يمكن أن تظهر هذه البقع في أنحاء مختلفة من الجسم، إلا أنها تظهر بشكل أكثر شيوعاً في مناطق محددة مثل الصدر، ولا تترافق هذه الحالة مع أية أعراض مزعجة وتكون الشكوى الأساسية جمالية.

تسمى النخالية المبرقشة بهذا الاسم، لأن أي عدوى جلدية تشبه النخالة (قشور القمح) تسمى بالنخالية، أما مصطلح مبرقشة فاطلق عليها بسبب اختلاف لون الجلد في مكان الإصابة (سواء كان داكن أو فاتح).

تنتشر هذه الإصابة بشكل عام في المناطق الاستوائية وذلك نتيجة درجات الحرارة المرتفعة ويقدر أن نسب الإصابة تصل لحوالي 50%، أما في في الدول الاسكندنافية الباردة فلا تتجاوز أرقام الحالات 1%. (1)

كما أن النخالية المبرقشة تصيب كل الفئات العمرية، حيث يوجد بعض الحالات لدى الأطفال الرضع، إلا أنها أكثر شيوعاً بشكل خاص في فئة الشباب والمراهقين والبالغين بين 20-30 عام. (2)

أعراض النخالية المبرقشة

تظهر أعراض النخالية المبرقشة عادةً بعد فترة حضانة تتراوح بين 2- 4 أسابيع، كما أن العارض الرئيسي يكون بظهور بقع متغيرة اللون على الجلد والتي تتميز بالتالي:

  • ذات حدود واضحة ودقيقة، يتراوح حجمها بين بضع مليمترات إلى عدة سنتيمترات
  • تكون بلون أغمق أو أفتح من الجلد المحيط
  • قد يحدث تقشر للجلد المصاب
  • تظهر على منطقة محددة غالباً وخاصةً على الظهر وتحت الإبط وأعلى الذراعين والصدر والرقبة
  • قد تكون على الجبهة عند الأطفال
  • لا تتأثر بالشمس، لذلك قد يتغير لون الجلد المحيط دون أن تتأثر المنطقة المصابة

كما يمكن أن تظهر بعض الأعراض الإضافية والتي تشمل:

  • حكة خفيفة. أو شديدة بحسب شدة الإصابة
  • تورم ضئيل واحمرار في المنطقة
  • زيادة التعرق

أسباب النخالية المبرقشة

إن سبب حدوث النخالية المبرقشة هو وجود عدوى فطرية من نوع فطريات يُعرف بالمالاسيزيا "Malassezia‏"، وتعيش هذه الفطريات على جلد بشكلٍ طبيعي وتتغذى على الأنزيمات الحالة للدهون الموجودة على الجلد.

إن وجود هذه الفطور على الجلد لا يسبب أي اضطراب كما أن الإصابة به غير معدية، إلا أن هناك عوامل محددة قد تؤهل لحدوث النخالية المبقرشة، نذكر منها:

  • الوراثة
  • الظروف البيئية المحيطة مثل الحرارة والرطوبة
  • نقص المناعة
  • الحمل
  • الجلد الدهني
  • استخدام المستحضرات الدهنية والكريمات

التشخيص

يستطيع الطبيب تشخيص عدوى النخالية المبرقشة بناءً على المظهر السريري عادةً، دون أي حاجة لفحوص إضافية.

إلا أنه في بعض الحالات قد يلجأ الطبيب لأحد الاختبارات التالية:

  • الفحص بمصباح وود: هو أداة تشخيصية مهمة في عيادة الأمراض الجلدية، حيث يقوم الطبيب بتسليط الضوء الصادر من المصباح على مكان الآفة، والتي تتألق بألوان مختلفة بناءً على نوع الإصابة.
  • يظهر في حالة النخالية المبرقشة تألّق باللون الأخضر والأصفر في المناطق المصابة.
  • تنظير الجلد: الذي يظهر:
    • شحوب
    • شبكة من الصباغ (خلايا صباغية) على أرضية شاحبة
    • حجم الآفة
  • المجهر مع تجريف الجلد: يتم تجريف الجلد عبر هيدروكسيد البوتاسيوم (KOH)، وذلك للتخلص من الخلايا الجلدية.
    • بعدها يتم مشاهدة مكان الإصابة عبر المجهر، الذي يعطي مظهراً مميزاً، على شكل خيوط وبقع تمثل الخيوط الفطرية والفطور.
  • الزرع: تؤخذ عينة من المنطقة المصابة، توضع ضمن وسط معين لتنمو، إلا أن أغلب نتائج الزرع تكون سلبية لذلك لا يمكن الاعتماد بشكل كامل على هذا الاختبار.
  • خزعة من الجلد: يمكن أخذ عينة من الجلد المصاب، لكي تدرس تحت المجهر ويمكن من خلاله أن يرى الطبيب الفطور ضمن الخلايا الجلدية.

علاج النخالية المبرقشة

تعالج النخالية المبرقشة عبر مضادات الفطور، التي يمكن أن تؤخذ بأشكال مختلفة تِبعاً لشدة الإصابة كما قد تحتاج البشرة لعدة أسابيع أو شهور لكي تعود إلى لونها الطبيعي. أما الحالات التي لا تستجيب بشكلٍ مطلق على العلاج، قد يفيد تكراره مرة أخرى.

ومن الخيارات العلاجية المضادة للفطور الموجودة نذكر:

١- شامبو مضاد للفطور

يكون استخدام الشامبو المضاد للفطور العلاج الأول الموصى به لحالة النخالية المبرقشة، كما إنه متاح دون وصفة طبية.

إلا أنه من الأفضل استشارة الطبيب قبل استخدامه حيث قد يسبب بعض المضاعفات مثل جفاف في الجلد أو الحساسية.

ويتم استخدام الشامبو المضاد للفطور على الشكل التالي:

  • خلط الشامبو بالماء
  • تحريك الخليط جيداً إلى أن يعطي رغوة
  • وضع هذا الخليط على منطقة الإصابة
  • تركه لمدة 10-15 دقيقة
  • تكرار الأمر يومياً لمدة 5-7 أيام

٢- كريمات مضادة للفطور

إذا كانت منطقة الإصابة صغيرة، يمكن أن تكون الكريمات المضادة للفطور حلاً جيداً.

ويكفي دهن المنطقة المصابة بالكريم مرة أو مرتين في اليوم، ولمدة تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين.

٣- أدوية فموية مضادة للفطور

إذا كانت الإصابة بالنخالية المبرقشة واسعة وتأخذ مساحة كبيرة من الجلد أو في حال لم يستجب المريض لأنواع العلاجات الأخرى، تكون الأدوية الفموية خياراً وارداً.

وتؤخذ الأدوية الفموية المضادة للفطور عادةً مرة يومياً ولمدة تتراوح بين أسبوع إلى 4 أسابيع.

كما يمكن أن تسبب هذه الأدوية بعض الآثار الجانبية، التي تتمثل بما يلي:

  • طفح جلدي
  • غثيان
  • إقياء

الوقاية

يمكن الوقاية من الإصابة بالنخالية المبرقشة عبر مجموعة من النصائح التي تشمل:

  • الابتعاد عن مستحضرات التجميل الزيتية (الدهنية)، ويمكن قراءة مكونات المستحضر على العلبة.
  • المحافظة على النظافة الشخصية، وإزالة الأوساخ الموجودة على البشرة.
  • ارتداء ملابس فضفاضة وخاصة في الأماكن الحارة والرطبة.
  • أيضا تجنُّب الشمس قدر الإمكان.
  • كما يمكن استخدام بعض أنواع الشامبو أو الكريمات المضادة للفطور في حال وجود ما يؤهل للإصابة.

الفرق بين النخالية المبرقشة والبهاق

قد يتم الخلط بين النخالية المبرقشة والبهاق حيث إن كلاهما يتسبب بحدوث بقع من الجلد فاقد اللون، ويتمثل الفرق بما يلي:

النخالية المبرقشةالبهاق
لا تكون الإصابة متناظرة، فمن الممكن أن تظهر في جانب دون الآخريتطور بشكلٍ متناظر في جانبي الجسم وفي نفس الوقت
قد يتقشَّر الجلد المصاب.يكون الجلد المصاب بالبهاق طبيعي، دون أي مظاهر تقشر
تميل النخالية المبرقشة إلى إصابة المناطق التالية:
- الظهر
- تحت الإبط
- الذراعين
- الصدر
- الرقبة
يصيب البهاق بشكل شائع:
- حول الفم والعينين
- الأصابع
- المعصمين
- الإبطين والإربية
الفرق بين النخالية المبرقشة والبهاق

خِتاماً، لابدّ أن نؤكد في مقالنا هذا على أهمية مراجعة عيادة طبيب الأمراض الجلدية، للتأكد من الحالة بشكلٍ دقيق.