نزلات البرد عند الأطفال

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 4 مايو 2023

تعتبر نزلات البرد من أكثر أنواع العدوى الفيروسية انتشاراً، خاصةً عند الأطفال ويعود ذلك لعدة أسباب أبرزها عدم تطور مناعتهم بشكل كافي، لذلك سنتحدث اليوم عن نزلات البرد لدى الأطفال وسُبل علاجها بشكل موسع.

تعريف نزلة البرد

هي عدوى فيروسية تُصيب الجهاز التنفسي العلوي المتضمن الأنف والفم والبلعوم والحنجرة (أي دون الرئتين)، ويُعد من أشيع الأمراض التي يُصاب بها الإنسان على مدار حياته، ولا يعد مشكلة صحية خطيرة إلا أن أعراضه قد تكون مزعجة للمريض.

تكون نزلات البرد أشيع عند الأطفال مقارنًة بالفئات العمرية الأكبر، وتعد من أهم أسباب غيابهم عن المدارس.

ويعود ذلك لعدة نقاط، أبرزها:

  • عدم اكتمال نمو الجهاز المناعي، وبالتالي لا يكون متعرف على الأنماط الفيروسية المُسببة.
  • كثرة التجمعات خلال المدرسة.
  • عدم الوعي تجاه النظافة الشخصية، وطرق العدوى المحتملة.

تختفي عادًة أعراض النزلة خلال أسبوع دون أي علاج مطلوب، لذا يعد من الأمراض سهلة العلاج.

أعراض نزلات البرد عند الأطفال

تحدث الأعراض الخاصة بنزلات البرد نتيجة استجابة جسم الطفل الطبيعية لدخول الفيروس إلى الجسم، وتختلف هذه الأعراض بين الأطفال المصابين، إلا أن هنالك مجموعة من الأعراض الشائعة والتي تعد نموذجية ولا بد أن يعاني مرضى نزلات البرد من أحدها.

الأعراض النموذجية

تبدأ الأعراض بعد يوم أو يومين من التعرُّض للفيروس عادًة، وتشمل:

  • زيادة إفراز المخاط في الأنف (سيلان الأنف)
  • زيادة الورود الدموي لبطانة الأنف، مما يؤدي لتورم هذه البطانة (احتقان في الأنف وصعوبة في التنفس)
  • تهيُّج الأنف (عطاس)
  • يحدث تنقيط للمخاط الزائد باتجاه الرئتين مما يؤدي لحدوث ارتكاس قصبي (سعال)
  • خروج إفرازات خضراء أو صفراء أو شفافة من الأنف
  • الحُمّى خلال الأيام الثلاثة الأولى، أي ارتفاع درجة حرارة الجسم (أكثر من 100.4 درجة فهرنهايت أو 38 درجة مئوية)
  • ألم بلعوم
  • مشاكل في النوم
  • نقص الشهية للطعام
  • تضخم العقد الليمفاوية في الرقبة

تخف شدة الأعراض خلال عشرة أيام من ظهورها، ولكن من الممكن لبعض الأعراض أن تستمر أكثر من ذلك.

ومن الوراد أيضًا أن يُصاب الطفل بنزلة برد أخرى مباشرةً، وتبدو الحالة كأنها نزلة برد واحدة استمرت طويلاً.

الأعراض الخاصة بالفيروسات التاجية

قد تنجم نزلة البرد عن الإصابة بأحد الفيروسات التاجية، والتي تتميز بأعراض هضمية إضافية قد يعاني منها الطفل، مثل:

  • الإمساك أو الإسهال
  • الألم البطني
  • الغثيان والإقياء

أسباب نزلات البرد عند الأطفال

السبب الرئيسي للإصابة بنزلة البرد هو العدوى الفيروسية، إلا أن هنالك أكثر من 200 نوع فيروس، وتكون بعض الأنواع الفيروسية أشيع من غيرها بسبب قدرتها على تبديل نمطها بحيث لا يتعرَّف عليها الجهاز المناعي البشري ويحاربها.

ومن أكثر الفيروسات تسبباً بنزلات البرد عند الأطفال (1) نذكر:

  • الفيروس الأنفي
  • فيروس نظير الانفلونزا 
  • الفيروسات التاجية
  • الفيروسات الغدية
  • الفيروسات المعوية
  • الفيروس التنفسي المخلوي البشري (RSV)

يختلف تأثير الفيروسات آنفة الذكر، عن فيروس الإنفلونزا وفيروس كورونا المستجد، اللذان قد يسببان أعراض شبيهة بنزلات البرد، إلا أن إصابة القصبات الهوائية تكون شديدة على المريض.

الخيارات العلاجية المتبعة

لا يوجد علاج لإيقاف نزلة البرد عند الأطفال، فالخيارات العلاجية المتاحة تهدف لتخفيف حدة الأعراض.

لذلك ينصح بالعناية بالطفل ومراقبة تطور الأعراض إلى أن تنتهي فترة المرض.

العلاج المنزلي

يعتمد العلاج المنزلي على مجموعة من العوامل التي تمنح الطفل الشعور بالراحة وتخفف من شدة أعراض نزلة البرد، ويضم:

١- الإماهة: وتعني شرب السوائل لمنع حدوث الجفاف، ويعد أمراً مهماً لمرضى نزلات البرد، لذلك ينصح الأهل بالتالي:

  • الأطفال الرضع: يمكن للأم أن تزيد من فترات الرِضاعة سواءً أكانت طبيعية أم عبر الحليب الصناعي.
  • بالنسبة للأطفال الأكبر: يمكن للأهل أن يقوموا بتحضير المزيد من العصائر أو المشروبات العشبية الساخنة مثل الزعتر واللبلاب والتي أثبتت فعاليتها بتقليل السعال. (2)

٢- التعرض للبخار: يمكن للبخار أن يفيد بالتخفيف من احتقان الأنف في حالة نزلات البرد عند الأطفال (3)

حيث يمكن الجلوس ضمن غرفة البخار أو استخدام الأجهزة الخاصة بصنع البخار أو الجلوس بالحمام مع ترك المياه الساخنة من الصنبور لينطلق البخار.

  • يمكن للأم أم تجلس مع رضيعها لمدة خمس دقائق وهي كافية بالنسبة للرضيع
  • أما الأطفال الأكبر سنّاً فيمكنهم البقاء لقرابة ال20 دقيقة بشكل فعال.

٣- الراحة: تعد الراحة ركن أساسي لتخفيف شدة الأعراض وتسريع عملية الشفاء، وذلك بالنسبة للرضع والأطفال على حدٍ سواء.

لذلك ينصح الأهل بتوفير مكان هادئ للأطفال للجلوس واللعب، ومحاولة تجنب القفز أو الركض.

٤- الطعام: يجب العناية بجودة الغذاء المتناول، فيمكن زيادة حصة الفواكه والخضروات بالإضافة لبعض الطعام الدافئ كالحساء، وتجنُّب الوجبات السريعة والأطعمة المحلاة صناعيًا.

٥- رفع الرأس أثناء الاستلقاء: يفضل أن يقوم الأهل برفع وسادة طفلهم أو رضيعهم قليلًا، وذلك لكي لا يعود المخاط من الأنف باتجاه الرئتين فيسبب سعالًا مزعجًا.

٦- القطرات الأنفية الملحية: هي عبارة عن قطرات تحوي سائل ملحي تُساعد على تخفيف درجة الاحتقان الأنفي وفتح المسلك من أجل التنفس.

  • بالنسبة للرضع، يُفضل تطبيق هذه القطرات قبل 15 دقيقة من الإرضاع ومن ثم إزالة المخاط بلطف عبر ماص خاص.
  • بالنسبة للأطفال الأكبر، يمكنهم بعد تطبيق القطرات أن يتخلصوا من المخاط بأنفسهم.

يمكن تكرار استخدام القطرات الأنفية الملحية عدة مرات خلال اليوم، فهي آمنة ولا تسبب أي مضاعفات.

٧- الترطيب: يمكن ترطيب الأنف عبر استخدام الفازلين،لتخفيف التقرح الحاصل من الجفاف.

العلاج الدوائي

يكون العلاج الدوائي الموصوف من قبل الطبيب لتخفيف ارتفاع الحرارة والألم الحاصل عند الطفل المصاب بنزلة البرد، وليس لعلاج الحالة.

قد يصف الطبيب أسيتامينوفين أو إيبوبروفين ويمكن الحصول على هذه الأدوية دون وصفة طبية، إلا أنه يُفضل ألا تُعطى للأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين دون مراجعة الطبيب وذلك حسب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ، وذلك بسبب الآثار الجانبية التي من الممكن أن تتسبب بها هذه الأدوية للأطفال.

المضاعفات

إن ظهور مضاعفات بعد الإصابة بنزلات البرد أمر نادر بالنسبة للأطفال والبالغين، إلا أن بعض الأشخاص قد يعانون من:

  • التهاب الأذن الوسطى الجرثومي:  الذي من المضاعفات الشائعة بين الأطفال حيث من الممكن أن يحدث نتيجة إغلاق نفير أوستاش (الواصل بين الأنف والبلعوم) ويشكل بالتالي وسطاً مناسباً لنمو الجراثيم في الأذن.
  • التهاب الجيوب الأنفية: إن استمرار الأعراض الأنفية أكثر من 10 أيام يُرجح وجود التهاباً في الجيوب.
  • ذات الرئة الجرثومية: قد يحدث التهاباً في الرئة بشكل ثانوي لنزلات البرد.
  • تفاقم حالة الربو الموجودة سابقًا.

الوقاية من نزلات البرد عند الأطفال

ينبغي على الأهل تثقيف أطفالهم  حول الإرشادات الوقائية تجاه نزلات البرد، وهي وسيلة جيدة لتجنّب الإصابة خلال فترات انتشار العدوى، وتضم هذه الإرشادات:

  • غسل اليدين بالمدة الكافية (بين 15 إلى 30 ثانية) وبالطريقة الصحيحة، التي تتضمن الفرك الجيد لكل مناطق اليد، فهي وسيلة هامة للوقاية من الجراثيم.
  • مسح اليدين بالكحول، كحل بديل عن غسل اليدين، في حال لم يكن من الممكن الوصول للماء والصابون.
  • يمكن تطبيق مطهر منزلي لمنع انتشار الفيروس في البيت.
  • تجنّب التجمعات والأشخاص المرضى المصابين بنزلات البرد.