نصائح مهمة لتقوية جهاز المناعة لدى الأطفال

الكاتب - أخر تحديث 2 نوفمبر 2023

يساعد الجهاز المناعي على حماية الجسم من الأمراض والعدوى، وفي مرحلة الطفولة يكون الجهاز المناعي قيد التطور والنمو، ويكون ذلك بالاعتماد على مجموعة من العوامل التي تتضمن التغذية الجيدة والنوم واللياقة البدنية والالتزام بجدول التطعيمات. وفي هذا المقال، سنلقي نظرة على بعض النصائح الهامة لتعزيز وتقوية جهاز المناعة لدى الأطفال، مما يمنحهم حماية إضافية وصحة أفضل.

نصائح لتقوية جهاز المناعة لدى الأطفال

فيما يلي نذكر أهم النصائح والأمور التي يمكن أن تساعد على دعم وتعزيز جهاز المناعة لدى الأطفال:

١- الحصول على النوم الكافي

يعتبر النوم من الجيد من أهم العوامل المؤثرة على صحة الجسم، وله أهمية خاصة لدى الأطفال في تحسين:

  • النمو العقلي حيث يساعد النوم على تحسين التركيز والإبداع وحل المشكلات.
  • النمو الجسدي حيث يساعد النوم على تعزيز القوة البدنية ويكون الطفل في اليوم التالي أكثر نشاطاً وقوةً.
  • تقوية جهاز المناعة لدى الأطفال من خلال تفعيل العديد من خلايا الجهاز المناعي خلال النوم لمحاربة العدوى والأمراض.
  • بالإضافة إلى كل ما سبق يساعد النوم الجيد على إطلاق هرمونات النمو التي تساعد على تطور ونمو الطفل.

نموهم العقلي والجسدي وتقوية جهاز المناعة.

يتغير الاحتياج لساعات النوم حسب العمر ومن طفل لآخر أيضا، لذلك يفضل التحلي بالمرونة بحسب حاجات الطفل، وبشكل عام فإن توصيات ساعات النوم حسب العمر تكون على الشكل التالي:

  • الرضيع يحتاج من 15 حتى 20 ساعة من النوم
  • الأطفال من عمر سنة وحتى سنتين يحتاجون متوسط ساعات نوم بين 11 إلى 15 ساعة
  • الأطفال بين 2 إلى 5 سنوات يحتاجون 10 إلى 14 ساعة
  • الأطفال بين 6 سنوات وحتى 13 سنة يحتاجون بين 9 و12 ساعة من النوم
  • المراهقين بين 14 و18 عاماً يحتاجون للنوم بين 8 حتى 11 ساعة

٢- النشاط البدني

الأنشطة البدنية مهمة جداً لصحة الأطفال وتطورهم البدني والنفسي. حيث تساعد هذه الأنشطة على تعزيز القوة العضلية واللياقة البدنية، ودعم جهاز المناعة لدى الأطفال أيضا.

هنالك مجموعة من الأنشطة البدنية المتنوعة التي يمكن للأطفال ممارستها بشكل يومي، حيث يجب على الطفل أن يكون نشيط لمدة ساعة كاملة على الأقل. ومن هذه النشاطات نذكر:

  • اللعب في الهواء الطلق كممارسة الركض والقفز وركوب الدراجة
  • يمكن القيام بنزهة مشياً على الأقدام مع العائلة والأصدقاء
  • تسلق الجدران والحبال وخاصةً في حدائق ألعاب الأطفال يمكن أن يكون تحدياً ممتعاً ومفيداً بنفس الوقت ويساعد على تحسين القدرة على التوازن.
  • يمكن للأطفال ممارسة مختلف الرياضات مثل كرة القدم أو كرة السلة أو السباحة أو الجمباز أو الكاراتيه والجودو وغيرها، وذلك بحسب ما يفضله الطفل.

٣- السيطرة على التوتر

التوتر والإجهاد يمكن أن يكون لهما تأثير كبير على صحة الجهاز المناعي للأطفال. حيث يؤثر على:

  • عندما يواجه الجسم التوتر والإجهاد، يزيد إفراز هرمون الكورتيزول. وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات الكورتيزول إلى تقليل استجابة الجهاز المناعي وجعل الأطفال أكثر عرضة للعدوى.
  • التوتر والإجهاد يمكن أن يؤثران سلباً على نوم الأطفال، مما يؤدي إلى تقليل جودة وكمية النوم، والنوم الجيد ضروري لتعزيز القوة المناعية.
  • بعض الأطفال قد يلجؤون إلى تناول الطعام بكثرة أو الامتناع عنه بسبب التوتر، بالتالي هذا يؤثر على التغذية السليمة التي يحتاجها الطفل بالإضافة إلى تأثيره على صحة الجهاز المناعي.

يمكن تعليم وتشجيع الطفل على التعامل مع التوتر والضغط النفسي من خلال تقديم الدعم الكامل له وإظهار المحبة والقدرة على الاستماع لمشاكله وتفهمها. بالإضافة إلى ذلك فإن قضاء الأهل للوقت مع أطفالهم وممارسة النشاطات الممتعة يعزز من ثقة الطفل بنفسه لمواجهة القلق والتوتر.

يجب أن يكون التعامل مع التوتر والإجهاد شاملاً بحيث يتضمن دعماً عاطفياً واهتماماً بالجوانب البدنية والنفسية. كما ينصح بالتحدث إلى الطبيب المختص عند وجود مخاوفٍ بشأن مزاج الطفل أو صحته العاطفية والنفسية.

٤- أخذ اللقاحات

أخذ اللقاحات بشكل كامل له دور أساسي في تقوية جهاز المناعة لدى الأطفال. حيث ينصح بمتابعة جدول اللقاحات بشكل منتظم لجميع الأطفال وذلك بحسب العمر. بالإضافة إلى ذلك ينصح بأخذ لقاح الأنفلونزا سنوياً لجميع الأطفال من عمر 6 أشهر وأكبر.

حيث يساعد أخذ اللقاحات بما يلي:

  • تنشيط الاستجابة المناعية: اللقاحات تحتوي على مكونات محددة من الجراثيم أو نسخ جينية منها، والتي تقدم للجسم بشكل آمن. عند تلقي اللقاح، يتعرض الجهاز المناعي لجزء صغير من الميكروب (مثل بروتين سطحي)، وهذا بالتالي يحفز الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة والخلايا المناعية التي تستطيع مكافحة الميكروب.
  • تكوين الذاكرة المناعية: بالإضافة إلى تنشيط الاستجابة المناعية الفورية، تسمح اللقاحات للجهاز المناعي ببناء ذاكرة مناعية أيضا. هذا يعني أنه حينما تتعرض الجسم للميكروب الحقيقي في المستقبل، سيكون الجهاز المناعي قادرًاً على التعرف على الميكروب ومحاربته بشكل أفضل وأسرع.
  • المساهمة في مناعة القطيع: عندما يتم تطعيم نسبة كبيرة من السكان ضد مرض معين، يتم تقليل انتشار المرض في المجتمع بشكل عام. هذا يحمي الأفراد الذين لا يمكنهم تلقي اللقاح (مثل من لديهم حساسية لمكونات اللقاح) ويقلل من انتشار المرض.
  • الوقاية من الأمراض: اللقاحات تساعد في منع الأمراض الخطيرة والمعدية مثل شلل الأطفال، والحصبة، والنكاف وغيرها. وهذا يقلل من تعرض الأطفال للأمراض بالتالي يخفف من الضغط على جهاز المناعة.

٥- نظام غذائي صحي

يؤثر النظام الغذائي الذي يتبعه الطفل على صحته ونموه بشكل كبير. على سبيل المثال إذا كان الطفل يستهلك كميات كبيرة من السكريات والأطعمة المقلية على حساب الأطعمة الطازجة فقد يتراجع عمل الجهاز المناعي لديه. وكذلك سوف يفتقر إلى العناصر الغذائية الضرورية التي يحتاجها لحماية مناعته.

وفيما يلي نقدم بعض أهم الأطعمة التي تساعد على تعزيز جهاز المناعة عند الطفل:

  • اليوسفي (الماندرين): يحتوي اليوسفي على مستوياتٍ عاليةٍ من فيتامين C، ولذلك يعد إضافةً ممتازةً إلى النظام الغذائي.
    • ونظراً لصغر حجمها من السهل إضافتها في وجبات الغداء، ووضعها في حقيبة الطفل بحيث توفر على الدوام وجبة خفيفة صحية تعزز المناعة.
  • البرتقال: كما هو حال اليوسفي يحتوي البرتقال أيضاً على كميةٍ عالية من فيتامين C.
  • الجريب فروت (الليمون الهندي): وهو كذلك مليء بفيتامين C، ويحتوي على الليكوبين " Lycopene"، وهو مضاد أكسدة قوي.
  • الشوكولاتة الداكنة: تحتوي الشوكولاتة الداكنة على ثيوبرومين "Theobromine"، وهو مضاد للأكسدة، يساعد في تعزيز الجهاز المناعي من خلال حماية الجسم من الجذور الحرة.
  • الأسماك الزيتية: مثل سمك السلمون وسمك التونة؛ تعتبر الأسماك الدهنية مصدراً جيداً لأحماض أوميغا 3 الدهنية.
  • البروكلي: تعد هذه الخضروات الخضراء مصدراً جيداً لفيتامين C، وهي تحتوي على مادة سولفورافان " sulforaphane"، وكلاهما يساعد على دعم جهاز المناعة.
  • اللوز: يحتوي اللوز على فيتامين E الذي يساهم في تعزيز جهاز المناعة من خلال محاربة الجذور الحرة.
  • التوت الأزرق: ويعد غني أيضا بمضادات الأكسدة.
  • بذور عباد الشمس: غنية بفيتامين E.
  • الكيوي: يعد مصدراً ممتازاً لفيتامين C والألياف والبوتاسيوم ومضادات الأكسدة.

الرضاعة الطبيعية والجهاز المناعي

الرضاعة الطبيعية لها أهمية كبيرة في تطوير وتعزيز جهاز المناعة للأطفال. حيث تساعد في:

  • المضادات الحيوية الطبيعية: حليب الأم يحتوي على مضادات حيوية طبيعية تساعد في مكافحة العدوى والأمراض. هذه المضادات تساعد في حماية الرضيع من العديد من الأمراض والالتهابات مثل:
  • المكونات الغذائية المتوازنة: حليب الأم يحتوي على توازن مثالي من البروتين والدهون والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن. وهذه المكونات الغذائية تساعد في تلبية احتياجات النمو والتطور للرضيع.
  • الوقاية من الحساسية والالتهابات: الرضاعة الطبيعية قد تقلل من خطر الإصابة بالحساسية والالتهابات مثل الالتهاب الرئوي والأذن الوسطى.
  • تشير الدراسات إلى أن الإرضاع الطبيعي قد يعزز أيضاً قوة دماغ الطفل، ويساعد في حمايته من مرض السكري المعتمد على الأنسولين، وداء كرون، والتهاب القولون، وبعض أشكال السرطان في وقت لاحق من الحياة.

بالإضافة إلى ما سبق فإن الحليب الأصفر الذي يتدفق من الثديين خلال الأيام القليلة الأولى بعد الولادة (اللبأ) يكون غنياً بشكلٍ خاصٍ بالأجسام المضادة الهامة لمكافحة الأمراض. حيث توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بأن ترضع الأم ابنها طبيعياً فقط في الأشهر الستة الأولى من الحياة. وعند عدم القدرة على ذلك يمكن منح الرضاعة الطبيعية لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر على الأقل من أجل استكمال المناعة والحصانة التي تلقاها الطفل في الرحم.