نقص السكر في الدم: الأسباب وطرق العلاج

الكاتب - 8 سبتمبر 2022

يؤثر نقص السكر في الدم على جسم الإنسان، وفي حال تجاهل المريض الأعراض الأولية فقد يؤدي إلى مضاعفات مختلفة.

كما أن تغيرات مستويات السكر في الدم قد jدل على مشكلات عضوية أخرى، وبالتالي يجب استشارة الطبيب لتشخيص الحالة.

فما هي أعراض وعلامات نقص السكر في الدم؟ وكيف يتم تشخيصه وعلاجه؟

ما هو نقص السكر في الدم؟

يتم تعريف نقص السكر الدم بانخفاض مستويات السكر الدموية عن 70 ملغ/دل، يبدأ الجسم عندها باتخاذ مجموعة من الإجراءات الدفاعية لإعادة سكر الدم إلى الحدود الطبيعية قبل تفاقم الحالة.

تنظيم سكر الدم

يتم تنظيم سكر الدم في الجسم بالتعاون بين عدة هرمونات يؤثر كل منها بطريقة مختلفة على الجسم، وهي:

  • هرمون إنسولين: الهرمون الأساسي في خفض سكر الدم، ويتم إفرازه من خلايا خاصة في البنكرياس.
  • هرمون غلوكاكون: الهرمون الأساسي في رفع سكر الدم، ويتم إفرازه من خلايا خاصة في البنكرياس مختلفة عن الخلايا التي تفرز إنسولين.
  • هرمونات أخرى ترفع سكر الدم: أهمها "كورتيزول" و"أدرينالين" اللذان تفرزهما الغدة الكظرية في حالات التعرض للطوارئ مثل الشدات النفسية أو العمليات الجراحية والأمراض الصعبة.
  • الأدوار المختلفة للهرمونات الأخرى كهرمون النمو وهرمون الغدة الدرقية في تنظيم استقلاب سكر الدم.
  • دور الكبد والعضلات في تخزين الفائض من سكر الدم على شكل "غليكوجين" يتم استعماله عند الحاجة.
  • يجب معرفة أن السكر هو أسهل المواد الغذائية معاملةً للحصول على الطاقة، ولكنه ليس أغنى المواد الغذائية بالطاقة، بل تتفوق عليه المواد الدسمة في ذلك.

أعراض وعلامات نقص السكر في الدم

يتعامل الجسم مع نقص سكر الدم على أنه حالة غير طبيعية مهددة للخطر، ولأجل ذلك يتم تفعيل جهاز الخطر في الجسم الذي يتمثل بارتفاع مستويات "أدرينالين" في الدم مما يؤدي لظهور أعراض وعلامات مثل:

  • الشعور بالجوع
  • ارتعاش الأطراف أو الجسم بالكامل
  • الشعور بالقلق
  • التعرق البارد، أي تعرق الجسم مع احساسه بالبرودة وليس بسبب الحرارة
  • تسارع ضربات القلب
  • الشعور بالدوار
  • الشحوب
  • الشعور بالضعف العام
  • تشوش الرؤية
  • الإحساس بالوخز والتنميل في اليدين والوجه واللسان

وتهدف هذه الأعراض والعلامات إلى إعطاء الإنذارات للحصول على كميات كافية من السكر قبل تفاقم الحالة.

بالإضافة إلى دور "أدرينالين" في سحب السكر من مخازنه في الكبد لإعادة إلى الدم وإعادة مستوياته إلى القيم الطبيعية لها.

ولكن إذا استمر السكر بالانخفاض دون تعويضه، مع فشل محاولات الجسم الدفاعية في رفعه، فقد يتأثر الدماغ ينقص السكر وتبدأ بعض الأعراض العصبية بالظهور إلى أن تنتهي الحالة بفقدان وعي الشخص المصاب.

أسباب نقص السكر في الدم

قد تحدث نوبات نقص في مستوى السكر في الدم في الحالات التالية: (1)

  • الأشخاص المصابين بمرض السكري، حيث يتناولون جرعات الإنسولين أو الأدوية الخافضة لسكر الدم الفموية إما بجرعات عالية أو بدون تناول الوجبات الغذائية في مواعيدها وبكمياتها الصحيحة مما يسبب نقص بمستوى السكر في الدم.
  • أكثر خافضات السكر الفموية شيوعاً التي قد تسبب نقص السكر الدم هي زمرة سلفونيل يوريا "Sulfonylurea" وزمرة "Meglitinides"
  • القيام بمجهود بدني أو نفسي شديد أو الصيام المديد دون تعويض السكر كأهم مصدر للطاقة في مثل هذه الظروف المجهدة.
  • حالات مرضية أخرى خطيرة مثل الأورام المفرزة للإنسولين، حالات نقص هرمونات كورتيزول أو هرمون الغدة الدرقية، أو هرمون النمو (2).
  • بعض أنواع الأدوية تسبب اضطراب بمستويات السكر مثل: "كينين" المستعمل في علاج "الملاريا" ومركبات الساليسيلات المستعملة في أمراض المفاصل.
  • كما أن تناول الكحول بكثرة يؤثر أيضاً أيضاً على مستوى السكر في الدم.

تشخيص الحالة المرضية

يعتمد التشخيص على قياس مستويات سكر الدم بسرعة من خلال فحص سكر الدم الإصبعي بواسطة جهاز قياس السكر والذي يعطي النتيجة بسرعة، ولكن في أغلب الحالات يطلب الطبيب قياس سكر الدم في هذه الحالات.

لذلك عندما يعاني الشخص من أي من الأعراض السابقة خاصة بوجود عوامل خطر مثل:

  • تناول أدوية خافضة للسكر عند مريض مصاب بارتفاع سكر الدم أو أخذ جرعات من إنسولين
  • عدم تناول وجبة طعام منذ مدة طويلة أو إن كان الشخص صائماً
  • مريض كحولي
  • مريض مسن
  • أعراض عصبية أو غياب عن الوعي

يجب عندها فوراً قياس سكر الدم الإصبعي للتأكد من عدم وجود حالة نقص سكر دم، حيث يمكن علاجها بسرعة وعودة التعافي مباشرة وبدون أي مشاكل إضافية.

أما المرحلة التالية من التشخيص فتكمن في البحث عن الأسباب التي أدت إلى نقص السكر الدم ومدى جديتها وضرورة علاجها.

علاج نقص السكر في الدم

في حال كان الشخص لا يزال واعياً، يمكن فوراً استخدام السكريات البسيطة كسكر الطعام أو الحلوى لرفع مستويات السكر الدموية بسرعة.

أما في حالة تبدل حالة الوعي أو ظهور الأعراض العصبية فيجب عندها اللجوء إلى المحاليل الوريدية السكرية لإعادة رفع مستويات السكر الدموية بسرعة.

يجب الانتباه إلى ضرورة استعمال السكريات البسيطة في علاج نقص سكر الدم الحاد الطارئ، وليس السكريات المعقدة الموجودة في الأطعمة التي تحتوي السكريات مع مواد أخرى كالدهون.

كما يجب الانتباه إلى كمية السكر المعطاة لتعويض النقص تجنباً لفرط سكر الدم اللاحق خاصة عند مرضى الداء السكري.

يمكن القيام بما يلي عند نقص السكر الدم مع المريض الذي لا يزال واعياً:

  • تناول نصف كوب من عصير فاكهة مثل: تفاح أو عنب أو توت بري
  • تناول ملعقة كبيرة من السكر أو العسل

ويتم بعدها بحوالي 15 دقيقة إعادة قياس سكر الدم للتأكد من فعالية الإجراءات في رفع سكر الدم، والوقاية من حدوث فرط في سكر الدم.

يجب بعد ذلك تناول وجبة غذائية خفيفة لتثبيت مستوى السكر في الدم، حيث أن السكريات سريعة الامتصاص تخرج من الدم بسرعة ونعود لحالة نقص سكر الدم من جديد.

ويتوافر أيضاً "غلوكاكون" بشكل حقن أو بخاخ أنفي لحالات نقص السكر الطارئ في الدم.

المضاعفات

إن تعويض انخفاض السكر الفوري يؤدي في معظم الحالات إلى التعافي التام بدون أي مضاعفات.

ولكن التأخر في تعويض نقص السكر الدم بعد مدة من ظهور الأعراض أو تكرار النوب دون علاج جيد لها يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة.

تشمل هذه المضاعفات:

  • المضاعفات العصبية من السكتة الدماغية وحتى غياب الوعي
  • المضاعفات القلبية كنقص التروية القلبية وصولاً إلى الوفاة

الوقاية من النوبات

الوقاية من نوبات نقص السكر تشمل أن يكون المريض أو من يعتنون به مدركون للأعراض وعلامات انخفاض السكر في الدم للتنبه لها بأسرع وقت وتدبيرها قبل تطور الحالة.

بالإضافة إلى الانتباه إلى الظروف والأحداث التي تسبق ظهور الأعراض كبذل المريض لجهد شديد وعدم تناول الطعام أو إهمال الوجبات الغذائية خلال اليوم.

أما بالنسبة لمرضى الداء السكري، فبالإضافة لما سبق، يجب عليهم التأكد من أخذهم للجرعات الصحيحة من إنسولين أو خافضات السكر الفموية في مواعيدها الدقيقة وبالتزامن مع مواعيد وكميات الوجبات الموصى بها.

ومن المفيد امتلاك جهاز قياس سكر الدم الإصبعي في المنزل خاصةً بوجود مريض داء سكري نظراً لسهولة استعماله وسرعة إظهاره للنتيجة وبالتالي سرعة وسهولة تدبير الحالة.

حالات خاصة من نقص سكر الدم

قد تحدث بعض حالات نقص سكر الدم بشكل مخفي دون ملاحظة أي أعراض أو علامات تشير لها، وذلك في حالات:

  • الإصابة القديمة بالداء السكري لمدة أكثر من 5 - 10 سنوات، حيث تضعف استجابة الجهاز العصبي.
  • المرضى الذين يتناولون الأدوية التي تعاكس عمل أدرينالين كحاصرات بيتا المستعملة في أمراض القلب وارتفاع الضغط الشرياني، حيث تمنع هذه الأدوية ظهور الأعراض المنذرة بنقص السكر الدم كتسارع ضربات القلب والارتعاش وغيرها.
  • عند المسنين
  • تناول كمية كبيرة من الكحول

تعتبر حالات نقص سكر الدم عند هؤلاء أكثر خطورة من غيرهم، وخاصة في حال حدوث نوب نقص سكر الدم خلال النوم أثناء الليل بحيث لن يتم التنبه لها، مما يؤدي إلى طول مدة انخفاض السكر وحدوث المضاعفات العصبية.

ولكن يمكن تجنب ذلك بالتأكيد على تناول وجبة خفيفة قبل النوم تضمن الحفاظ على مستويات سكر الدم من الانخفاض.

وتعتبر حالة نقص سكر الدم شائعة جداً بين الأفراد، وتكتسب أهميتها من سهولة اكتشافها وعلاجها، وبنفس الوقت المضاعفات الخطيرة التي تنتج من إهمالها وعدم الانتباه لوجودها.

ووجبة إفطار غنية بكافة أنواع الأطعمة تكفي لأن يحافظ الجسم على الطاقة لأطول مدة ممكنة، بالإضافة للانتباه إلى تناول الأدوية المنظمة لسكر الدم في مواعيدها الدقيقة وحسب استشارة الطبيب.