نواسير الأمعاء: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 14 سبتمبر 2023

تعريف نواسير الأمعاء

تُعد نواسير الأمعاء أحد الأمراض الشائعة التي تؤثر على الجهاز الهضمي، حيث تظهر على شكل انتفاخات في الأوردة الصغيرة في الشرج أو المستقيم، وتكون علئ شكل عقد صلبة في جدار الأمعاء.

فالنواسير هي اتصال أو ممر غير طبيعي بين جوفين أو جوف وسطح في الجسم، واللذان لا يتصلان بشكلٍ طبيعي، وغالباً ما يبدأ الطرف المصاب بتشكيل الناسور ويشق طريقه للتجويف أو السطح المجاور.

تختلف أسباب ظهور نواسير الأمعاء، وقد تكون الجراحة من المسببات الرئيسية لهذه الحالة، فقد أُجريت دراسة على مرضى العمليات الجراحية، وكانت نسبة الإصابة بالنواسير المعوية وغيرها حوالي 5.5% (1)

بالإضافة إلى ذلك تختلف نسب الشفاء المتعلقة بالنواسير باختلاف عدة عوامل كصحة المريض العامة وشدة الناسور وغيرها، وتتراوح نسبة الوفيات من 6% إلى 48% حتى بعد التقدم المحرز في علاجها.

الأنواع

يمكن تصنيف نواسير الأمعاء بحسب عدة معطيات التشريحي، والفيزيولوجي، والمنشأ وذلك على الشكل التالي:

١- تشريحياً

يُساعد التصنيف التشريحي، بمعرفة الأعضاء المُشتركة بتكوين الناسور كما ويحدد نوعها وفقًا للأسطح أو الأعضاء التي يتصل بها، بحيث يبدأ الاسم بالعضو الأساسي الأصلي له ثم السطح أو العضو الذي يتصل به. ومن الأنواع ما يلي:

  • المعوي الجلدي: يبدأ الناسور في الأمعاء وينتهي على سطح الجلد.
  • المعوي المعوي: يبدأ الناسور في أحد عرى الأمعاء وينتهي بعرى أخرى.
  • المعوي المثاني: يبدأ الناسور في الأمعاء وينتهي في المثانة.
  • المعوي القولوني: يبدأ الناسور بأحد أقسام الأمعاء الدقيقة وينتهي بالقولون.
  • المستقيمي المهبلي: يبدأ الناسور بالمستقيم وينتهي بالمهبل.

٢- فيزيولوجياً

يمكن أن تُصنَّف النواسير بحسب كمية المواد العابرة من خلال الناسور، على الشكل التالي:

  • ناسور منخفض النتاج: يمر من خلال الناسور المعوي كمية سوائل أقل من 500 مل خلال 24 ساعة.
  • ناسور عالي النتاج: يمر من خلال الناسور المعوي كمية سوائل أكثر من 500 مل خلال 24 ساعة.

٣- المنشأ

المقصود هنا، السبب المؤدي لظهور الناسور، وتُصنَّف على الشكل التالي:

  • خِلقي يظهر مع الشخص منذ ولادته أو مكتسب يظهر خلال حياة الشخص.
  • أولي نتيجة مرض بالجسم أو ثانوي على سبيل المثال بسبب جراحة.
  • ورمي نتيجة حدوث ورم في الأمعاء
  • التهابي

الأعراض

يعتمد ظهور أعراض نواسير الأمعاء على مكان الناسور من السبيل المعوي.

في بعض الحالات من الممكن أن يتواجد دون أن يعطي أية علامات على وجوده، ولكن في حالات أخرى من الممكن أن يسبب مجموعة من الأعراض مثل:

  • إسهال
  • فقدان وزن، نتيجة سوء امتصاص المواد الغذائية
  • ألم بطني
  • نفخة
  • تسريب سائل من البطن وخاصةً إذا كان الناسور جلدي
  • الغثيان والإقياء
  • نفخة في البطن

أسباب نواسير الأمعاء

هنالك أسباب عديدة للنواسير المعوية، منها ما قد يكون سليم ومنها ما يخفي مرضاً أو حالة خطرة على صحة المريض. وسنذكر الأسباب الأكثر شيوعاً على الشكل التالي:

١- الجراحة

تشكل المضاعفات الجراحية أكثر الأسباب شيوعاً لتشكل الناسور، حيث يعتمد ظهو نواسير الأمعاء على العديد من العوامل مثل حالة المريض الصحية، ومهارة الجراح وأيضاً سبب إجراء الجراحة.

وعادةً ما تنشأ النواسير نتيجة إجراء غير مقصود للأمعاء أو بسبب وجود مفاغرة جراحية في الأمعاء (المفاغرة هي أماكن وصل الأمعاء مع بعضها) التي تؤدي إلى تشكل النواسير حيث تبدأ الحالة عادةً بخرَّاج مكان الخياطة، ويزيد من خطر تشكل الناسور وجود الأمور التالية:

  • وجود ضعف في إمداد الدم إلى المنطقة
  • انخفاض ضغط الدم الجهازي بشكل عام
  • زيادة شد خيط مكان المفاغرة
  • حدوث عدوى مكان المحيطة المفاغرة

٢- داء الرتوج

يعد داء الرتوج من الأسباب المهمة لحدوث النواسير الداخلية أي التي تحدث داخل البطن، على سبيل المثال التي تكون بين الأمعاء والمثانة.

ويصاب بالنواسير حوالي 20.4٪ من مرضى داء الرتوج المُعالجين جراحياً، يمكن أن يحدث الناسور في هذه الحالة في أي إتجاه، إلا أن النواسير القولونية تحدث بنسبة 66% و يليها الناسور القولوني المهبلي بنسب 25% ، ويليهما النواسير القولونية المعوية 7 %. (2)

٣- داء كرون

تشكل أمراض الأمعاء الالتهابية سبباً مهماً لحدوث النواسير المعوية، وبشكل خاص داء كرون حيث وبحسب دراسة فإن نسبة حدوث الناسور هي 11.9٪ بين مرضى داء كرون. (3)

تعد النواسير حول الشرج من المظاهر الشائعة لداء كرون، بالإضافة أيضا للنواسير المعوية القولونية والمعوية الجلدية.

٤- الأورام

تعرف النواسير المُسببة بالأورام بالنواسير الخبيثة، والتي من الممكن أن تحدث بسبب أورام الأمعاء أو الأعضاء المجاورة.

حيث إن وجود الورم الخبيث سيضعف المكان الذي يتواجد به، ومنه يسبب ممر من وإلى الأمعاء.

٥- العلاج الشعاعي

يؤدي التعرض للأشعة لأسباب علاجية مثل العلاج الشعاعي الحوضي إلى تشكل ناسور معوي، فهذه الأشعة تُسبب التهاباً مزمناً في جدار الأمعاء، ويستغرق تشكل الناسور عدة سنين في هذه الحالة. ففي إحدى الحالات تم إيجاد ناسور معوي قولوني ومعوي مهبلي حدثت بعد 35 عاماً من العلاج الإشعاعي للحوض. (4)

٦- الرضوض غير الجراحية والأجسام الأجنبية

قد تكون بعض رضوض البطن سبباً لتشكل النواسير المعوية، وقد يضاف لها وجود جسم غريب مثل ابتلاع جسم معدني أو عظم سمكة في الأمعاء.

مضاعفات نواسير الأمعاء

إن حدوث مضاعفات لنواسير الأمعاء نادرة نوعاً ما، حيث أن التشخيص والعلاج السريع للحالة يقلل من نسبة حدوث المضاعفات المرتبطة بإهمال الحالة.

وتتضمن هذه المضاعفات:

  • سوء التغذية واضطرابات في سوائل وشوراد الجسم، نتيجة اضطرابات في عمل الأمعاء الدقيقة، المُتمثِّل بامتصاص السوائل المواد الغذائية المهمة للجسم
  • إنتان موضعي، والذي يحدث بشكل خاص في النواسير المعوية الجلدية نتيجة تماسها مع الوسط الخارجي ويعد الإنتان من أسباب الوفاة الأساسية المرتبطة بمضاعفات النواسير.
    • قد يسبب هذا الإنتان بحدوث خرَّاج مكان الناسور أو التهاب النسيج تحت الجلد (التهاب الهلل) أو التهاب الصفاق (البريتون) المعمم أو ممكن أن يصبح إنتان دم معمم.
  • العِلَّوص، وهو حدوث فشل مؤقت في حركة الأمعاء التعمجية المسؤولة عن نقل الطعام.

تشخيص نواسير الأمعاء

يمكن أن تفيد القصة السريرية والفحص السريري في كشف النواسير المعوية الجلدية لأنها تظهر بوضوح على الجلد، أما باقي الأنوع فتحتاج مجموعة من الفحوص الإضافية لتأكيد التشخيص وتحديد العلاج المناسب. وتشمل هذه الفحوصات:

١- التنظير الهضمي

يعتمد فحص التنظير الهضمي على إدخال أنبوب مرن إلى السبيل الهضمي يعرف بالمنظار ومرفق به كاميرا وضوء.

يساعد هذا الفحص على مراقبة البنية الداخلية للسبيل الهضمي، بالإضافة أيضا لإمكانية أخذ عينات من النسج لنفي أو تأكيد الأورام الخبيثة.

يوجد نوعان لهذا الفحص:

  • التنظير الهضمي العلوي: يدخل الطبيب المنظار من الفم، ويصوِّر المعدة و الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة.
  • التنظير الهضمي السفلي: يدخل الطبيب المنظار من فتحة الشرج، ويصوِّر المستقيم والقولونات، والجزء السفلي من الأمعاء الدقيقة.

٢- التصوير بالأشعة السينية

يجرى تصوير عبر الأشعة السينية للأمعاء العلوية والسفلية، مع إعطاء مادة ظليلة، قادرة على إظهار الأمعاء بشكل أكثر وضوحاً.

٣- تصوير الناسور

يتسخدم للنواسير الجلدية، حيث يقوم الطبيب بحقن المادة ظليلة، من خلال مخرج الناسور الموجود على الجلد، من ثم إجراء صورة بسيطة. يُساعد هذه الإجراء على رسم الناسور بشكل واضح.

٤- اجراءات تصويرية أخرى

  • يمكن أن يساعد أيضا التصوير بالطبقي المحوري (CT) والرنين المغناطيسي (MRI) في كشف مكان الناسور وتحديد أبعاده، ويمكن أن يضيف الطبيب مادة ظليلة لتوضيح الصور.
  • يمكن أن يعطي التصوير بالأمواج فوق الصوتية معلومات إضافية قيّمة

علاج نواسير الأمعاء

عادةً ما تعالج النواسير عبر الأدوية والتدابير الداعمة والانتظار والمراقبة إلى أن يغلق بشكل عفوي، وقد يحتاج الأمر إلى ما يصل إلى ثلاثة أشهر.

وتتضمن التدابير الداعمة، ما يلي:

  • محاولة السيطرة على كمية السوائل المُسربة، وخاصًة إذا كان الناسور يصل للجلد مع الانتباه لنظافة وتعقيم الجلد.
  • وصف صادات حيوية مناسبة للوقاية أو علاج أي عدوى محتملة أو موجودة.
  • تعويض السوائل والعناصر الغذائية، سواءً أكان عبر الوريد أو من خلال أنبوب أنفي معدي.
  • علاج العامل المسبب في حال وجوده مثل داء كرون، وذلك سيُساعد على علاج والتئام الناسور.
  • إذا بقي الناسور رغم كل هذه الإجراءات المُتَّبعة فلا يبقى سوى الخيار الجراحي أمام الطبيب لإغلاق الناسور.