هبوط الرحم: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - OB/GYN
الكاتب - أخر تحديث 2 مارس 2023

تعاني كثير من النساء الإصابة بهبوط الرحم، فما هو هذا المرض؟ وكيف تحدث الإصابة به؟ وكيف يمكن للنساء الوقاية منه؟ وما هي طرق العلاج الطبية المستخدمة في هذه الحالة المرضية؟

ما هو الرحم؟

يعد الرحم أحد أعضاء الجهاز التناسلي، وهو عبارة عن عضو عضلي مجوف ذو جدار سميك يشبه ثمرة الكمثرى المقلوبة، كما يقع الرحم في الحوض ما بين المثانة والمستقيم.

بالتالي يكون الرحم مثبَّتاً عن طريق مجموعة من العضلات التي تأخذ شكل الأرجوحة تُعرف بعضلات قاع الحوض، بالإضافة إلى العضلات الرافعة للشرج، إلى جانب الأنسجة المحيطة به.

كيف تحدث الإصابة بهبوط الرحم؟

يحدث هبوط الرحم (Uterine prolapse) عند تدلّي عنق الرحم إلى أسفل القناة المهبلية باتجاه الخارج، ويكون نتيجة حدوث أي خلل أو ضعف في العضلات أو الأنسجة.

حيث لا تتسبب هذه الحالة في أي اضطرابات خطيرة، إلا أنها تتصاحب مع بعض الأعراض للمريضة، مما يستلزم العلاج.

كما تشير بعض الدراسات الإحصائية إلى هبوط أعضاء الحوض الأخرى مثل المستقيم تزامناً مع تدلي الرحم.

كما كشفت إحدى الدراسات التي أجريت على 1961 امرأة (1)، أن نسب الإصابة بهبوط أعضاء الحوض بلغت ما يلي:

  •  ٪9.7 من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين سن 20-39 عاماً
  • ٪49.7 من النساء اللاتي تتعدى أعمارهن سن الثمانين عاماً

لذا فإنه من المتوقع أن تُصاب ما يقرب من 50٪ من النساء بتدلي أعضاء الحوض في سن متقدمة.

أعراض هبوط الرحم

توجد أعراض وعلامات مميزة لهبوط الرحم، وهي كالتالي:

  • الشعور بامتلاء المهبل
  • رؤية بروز أو انتفاخ داخل المهبل أو خارجه
  • الشعور بثقل في أسفل الحوض
  • صعوبة التبول أو التبرز
  • عدم القدرة على الإفراغ الكامل للمثانة أو الأمعاء
  • شعور مُلِح برغبة في التبول أو تفريغ الأمعاء
  • حدوث سلس بولي
  • ألم خلال ممارسة الجنس
  • ألم أسفل الظهر

عوامل خطورة هبوط الرحم

يرتبط هبوط الرحم بعوامل عدة، منها:

  • الحمل والولادة: حيث يعد حدوث تدلي للرحم خلال فترة الحمل شديد الخطورة لكنه نادر جداً، حسب دراسة عام 2018 لكن من الشائع حدوث الهبوط بعد الولادة، نتيجة تأثر الأنسجة المحيطة بالرحم بسبب وزن الجنين
  • الإمساك المزمن: حيث تعد النساء اللاتي تعانين الإمساك لفترات طويلة، أكثر عرضة للإصابة بالمرض، نتيجة الضغط المتواصل على عضلات الحوض
  • زيادة الوزن: حيث يزيد ارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI) من احتمالية الإصابة بالمرض، بحسب دراسة عام 2017
  • التدخين: حيث أثبتت الدراسات الطبية أن التدخين يتسبب في هبوط أعضاء الحوض (2)
  • السعال المزمن: حيث يتسبب السعال المزمن في شد أعضاء الحوض نحو الأسفل، مما يؤدي إلى تدلي الرحم
  • سن اليأس: حيث تعاني النساء نقصاً في هرمون الإستروجين، الذي يلعب دوراً هاماً في الحفاظ على متانة أربطة أعضاء الحوض

درجات هبوط الرحم

كما يمكن أن نضع هبوط الرحم ضمن درجات معينة، تعكس مدى تقدم الحالة، وهي كالتالي:

الدرجةالوصف
الأولىيصل الرحم إلى أعلى المهبل
الثانيةيصبح الرحم بحدود فتحة المهبل
الثالثةينزل عنق الرحم ويصبح خارج الفتحة المهبلية
الرابعةيصبح كل من الرحم وعنقه خارج الجسم
درجات هبوط الرحم

المضاعفات

كما يمكن أن تتسبب بعض حالات هبوط الرحم في مراحلها المتقدمة في حدوث مجموعة من المضاعفات، تشمل ما يلي:

  • التقرحات المهبلية: حيث يتسبب تدلى الرحم في سحب جزء من بطانة المهبل، بما يُعرّضها للاحتكاك بالملابس، ويتسبب في حدوث تقرحات مهبلية، تشكل مصدراً للعدوى
  • هبوط أعضاء الحوض: حيث يتسبب تدلي الرحم في مراحله المتقدمة، هبوط أحد أعضاء الحوض مثل المستقيم أو المثانة
  • التهاب المسالك البولية: حيث يتسبب هبوط الرحم في تدلي المهبل، مما يؤدي إلى التهاب المسالك البولية

تشخيص هبوط الرحم

تعد الأعراض التي تُعانيها المريضة كافية لتشخيص إصابتها بهبوط الرحم، ويحتاج الطبيب المختص إلى الفحص السريري للحوض والمهبل.

لكن قد يلجأ إلى بعض الفحوصات الإضافية الأخرى، مثل:

  • تنظير المثانة
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): لفحص أعضاء الحوض والوضع الدقيق للرحم

علاج هبوط الرحم

حيث يعتمد الطبيب الخطة العلاجية للمريضة، على النحو التالي:

1- تغيير نمط حياة المريضة

يؤدي تغيير نمط حياة المصابة بهبوط الرحم إلى تسريع العلاج، وذلك عن طريق ما يلي:

  • العمل على ضبط وزن جسم المريضة
  • ابتعاد المريضة عن التدخين
  • اتِّباع المريضة تمارين كيجل التي تُعرف بتمارين قاع الحوض، وهي كالتالي:
    • استلقاء المريضة
    • قبض عضلات قاع الحوض من خلال حبس خروج الغازات لمدة 5 ثوانٍ
    • الاسترخاء لمدة 5 ثواني أخرى
    • تكرار نفس التمرين 10 مرات يومياً

2- الدعامة المهبلية

إذا لم تستجب المريضة لخطوات تغيير نمط حياتها عبر الإجراءات السابقة، فمن المتوقع أن يلجأ الطبيب إلى ما يُعرف بالدعامة المهبلية، حيث تعد أداة طبية تدخل في المهبل وتساعد على تثبيته ودعم جدرانه.

3- الجراحة

تكون الجراحة هي الخيار الأخير الذي يلجأ إليه الطبيب، بعد فشل كل الخطوات العلاجية السابقة.

كما يمكن إجراء جراحة لتثبيت الرحم عبر تقوية الأربطة المحيطة به، أو عن طريق استئصال الرحم خاصةً لدى النساء المتقدمات في السن.

الوقاية

في النهاية، تعد الوقاية من هبوط الرحم أمر هام للغاية للنساء المتقدمات في السن.

لذلك توجد نصائح عدة تساعد النساء على الوقاية منه، تشمل ما يلي:

  • ضبط وزن الجسم
  • أداء التمارين التي يوصي بها الطبيب بشكل منتظم
  • علاج الإمساك حال الإصابة به عن طريق تناول كمية مناسبة من الألياف في الطعام
  • السيطرة على السعال، عن طريق تناول العلاج المناسب له بعد استشارة الطبيب
  • الإقلاع عن التدخين
  • رفع الأحمال الثقيلة بشكلٍ صحيح، ودون إجهاد

وأخيراً ينبغي التذكير بضرورة استشارة طبيب النساء المختص دورياً، خاصة للمتقدمات في السن.