هرمون الأوكسيتوسين: الوظائف والاضطرابات

الكاتب - أخر تحديث 9 أغسطس 2023

يعد هرمون الأوكسيتوسين واحداً من الهرمونات الهامة في جسم الإنسان، حيث يساهم بشكل كبير في تنظيم العديد من الوظائف الحيوية، بما في ذلك الولادة والرضاعة الطبيعية والتفاعل الاجتماعي. يمكن أيضا استخدام الأوكسيتوسين بشكل اصطناعي في العلاج الطبي لبعض الحالات المرضية. حيث يتمتع هذا الهرمون بخصائص مثيرة للاهتمام في العديد من المجالات الطبية والعلمية.

إفراز هرمون الأوكسيتوسين

يعد الأوكسيتوسين هرمون وناقل عصبي ينتجه الوطاء الموجود في الدماغ، وهو يتم نقله إلى الغدة النخامية الموجودة في قاعدة الدماغ لتطلقه بدورها إلى مجرى الدم.

يلعب الأوكسيتوسين دوراً هاماً في وظائف الإنجاب والتكاثر، بدءاً من التحفيز الجنسي حتى الولادة والإرضاع. ويتم تنظيم إنتاج وإفراز الأوكسيتوسين عبر آلية التلقيم الراجع الإيجابي، حيث يؤدي إطلاق الهرمون إلى تحفيز إطلاقه أكثر.

ويحدث هذا في العديد من العمليات الجسمانية، مثل حركة الرحم خلال الولادة، حيث حين يبدأ الرحم بالتقلص يحفز اطلاق المزيد ممن الهرمون الانقباضات ويزداد اتساع الرحم، بالإضافة إلى ذلك له دور في إطلاق الحليب من الثدي خلال الرضاعة الطبيعية.

كما تستمر دورة التلقيم الراجع الإيجابي حتى يتوقف الطفل عن الرضاعة، ويتم إيقاف إفراز الأوكسيتوسين بمجرد ولادة الطفل. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الهرمون له تأثير على العديد من الوظائف الأخرى في الجسم، بما في ذلك التأثير على المزاج والسلوك الاجتماعي والإحساس بالارتباط الاجتماعي.

الوظيفة

يكمن الدور الأساسي لهرمون الأوكسيتوسين في تحفيز تقلصات الرحم أثناء المخاض والولادة وتحفيز تقلص أنسجة الثدي للمساعدة في الرضاعة بعد الولادة.

ويعمل أيضا كناقل عصبي في الدماغ وله دور مهم في العديد من السلوكيات البشرية والتفاعلات الاجتماعية، بما في ذلك:

  • الإثارة الجنسية
  • التقدير
  • يخفف من التوتر والقلق (1)
  • الثقة
  • الارتباط العاطفي حيث يحفز سلوكيات الترابط مثل الرابطة بين الوالدين والطفل، وتقترح بعض الأبحاث أنه يزيد من إخلاص الرجل لشريكته (2)(3)

والجدير بالذكر أن آثار الأوكسيتوسين على الدماغ تعتبر معقدة، وقد أظهرت إحدى المراجعات أن دوره عام أكثر منه محدد (4). وما زال العلماء مستمرين حالياً في البحث عن دور هذا الهرمون في حالات مختلفة، بما في ذلك:

اضطراب مستويات هرمون الأوكسيتوسين

تلعب مستويات هرمون الأوكسيتوسين دورًا حاسمًا في عدة وظائف بدنية ونفسية، مثل الولادة والإرضاع والعلاقات الاجتماعية. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي اضطراب مستويات هرمون الأوكسيتوسين إلى مجموعة متنوعة من الأعراض والاضطرابات.

على سبيل المثال قد يرتبط ذلك بحالات الاكتئاب والقلق، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يرتبط اضطراب مستويات هرمون الأوكسيتوسين بحالات اضطراب القلق الاجتماعي وصعوبات التعامل مع الاجتماعات والعلاقات الإنسانية الأخرى.

١- ارتفاع مستويات هرمون الأوكسيتوسين

على الرغم من عدم وضوح الآثار المترتبة على زيادة مستويات هرمون الأوكسيتوسين، إلا أن البعض ربط المستويات العالية منه بتضخم البروستات الحميد، وهي حالة تؤثر على غدة البروستات عند أكثر من نصف الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً وتسبب صعوبة في تمرير البول.

يمكن أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى تطوير علاجات جديدة للحد من تضخم البروستات الحميد عن طريق استهداف مستويات الأوكسيتوسين. ومع ذلك، يتطلب ذلك إجراء المزيد من الأبحاث والتجارب السريرية لتحديد فعالية وسلامة أي علاجات محتملة.

٢- نقص مستويات هرمون الأوكسيتوسين

هنالك العديد من الأعراض المرتبطة بنقص هرمون الأوكسيتوسين والتي لاتزال بحاجة للمزيد من الدراسات، وهي تشمل:

  • صعوبات في الإرضاع والعناية بالطفل الرضيع لدى الأمهات الجدد.
  • اضطراب طيف التوحد وظهور أعراض الاكتئاب، بما في ذلك اكتئاب ما بعد الولادة، والتي تم ربطها بانخفاض مستويات الهرمون.

وقد تم اقتراح استخدام هرمون الأوكسيتوسين لعلاج هذه الأعراض والاضطرابات، ولكن لا يزال هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لدعم هذه الفكرة.

كيف يمكن زيادة مستويات الأوكسيتوسين؟

يمكن تعزيز مستويات هرمون الأوكسيتوسين بشكل طبيعي عن طريق ممارسة الرياضة. كما أن مجرد اللمس البسيط يمكن أن يزيد من إفراز هذا الهرمون، وينطبق ذلك أيضاً على التدليك أو الاحتضان أو ممارسة الجنس. (5)

الأوكسيتوسين الصناعي

يتم استخدام الأوكسيتوسين كدواء بوصفة طبية لتحفيز بدء تقلصات الولادة أو تقويتها أثناء المخاض، ويمكن استخدامه للحد من النزيف بعد الولادة، وحتى للحث على إكمال الإجهاض.

وعلى الرغم من فاعلية هرمون الأوكسيتوسين في التحكم في تقلصات الولادة، فإن له آثار جانبية تشمل تسرع ضربات القلب وحدوث نزيف غير عادي، بالإضافة إلى ذلك فإذا تم إعطاء الكثير منه بسرعة كبيرة، فقد يؤدي ذلك إلى تمزق الرحم.

كما تم اقتراح الأوكسيتوسين كعلاج محتمل للرهاب الاجتماعي والتوحد واكتئاب ما بعد الولادة، وذلك نظراً لاعتقاد العلماء بأنه يمكن أن يحسن الرفاهية الشخصية ويمكن أن يستخدم للأشخاص الذين يعانون من بعض الاضطرابات العصبية والنفسية. بالإضافة إلى ذلك يُعتقد أنه يمكن أن يساعد الأشخاص الذين يتجنبون التفاعل الاجتماعي وأولئك الذين يعانون من الخوف المستمر وعدم القدرة على الثقة بالآخرين.

ويمكن للأوكسيتوسين أن يساعد في علاج إصابات الأمعاء والوقاية منها، وإذا تم تأكيد ذلك، فقد يكون مفيدًا في الوقاية من إصابة الأمعاء الناتجة عن العلاج الكيميائي والإشعاعي. كما يمكن استخدامه لعلاج متلازمة القولون العصبي. (6)