هل تعانين ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل؟ إليكِ ما يجب عليكِ معرفته

الكاتب - 19 مارس 2024

يعد ارتفاع ضغط الدم أحد أكثر المضاعفات شيوعاً خلال فترة الحمل، وتشكل هذه الحالة خطراً كبيراً على صحة الأم والجنين.

ما هو ضغط الدم؟

يعرّف ضغط الدم "Blood pressure" بأنه قوة ضاغطة يمارسها الدم على جدران الأوعية الدموية أثناء ضخ القلب للدم في جميع أنحاء الجسم لتزويد الأعضاء بالأكسجين والمواد اللازمة لأداء مهامها.

ولقياس صحة ضغط الدم نستخدم مصطلحين أساسيين هما:

  • ضغط الدم الانقباضي: وهو القوة التي يضغط بها الدم على جدران الأوعية الدموية عندما ينبض القلب
  • ضغط الدم الانبساطي: وهو القوة التي يضغط بها الدم على جدران الأوعية الدموية عندما يرتخي القلب

ويصبح ضغط الدم مرتفعاً إذا كان ضغط الدم الانقباضي أعلى من 130 ملم زئبقي mmHg أو/ وإذا كان ضغط الدم الانبساطي أعلى من 80 ملم زئبقي mmHg.

ويعد ارتفاع ضغط الدم من أكثر المشكلات الصحية انتشاراً حيث يصيب أكثر من 45% من البالغين. (1) بينما يبلغ معدل انتشار ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل "Hypertension in pregnancy" ما بين 5 إلى 10% بين جميع حالات الحمل في أنحاء العالم. (2)

أنواع ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

يوجد عدد من الأنواع لارتفاع لضغط الدم أثناء الحمل نوردها في الجدول التالي: (3)

النوعالتعريف
ارتفاع ضغط الدم○ إذا كان ضغط الدم الانقباضي لدى الحامل بين 140 و 159 مم زئبق
أو/ و
○ إذا كان ضغط الدم الانبساطي لدى الحامل بين 90 و 109 مم زئبق
ارتفاع ضغط الدم الشديد (المزمن)○ إذا كان ضغط الدم الانقباضي لدى الحامل ≥ 160 ملم زئبق
أو/ و
○ إذا كان ضغط الدم الانبساطي لدى الحامل ≥ 110 ملم زئبق
○ يحدث ارتفاع ضغط الدم لدى النساء قبل الحمل أو قبل 20 أسبوعاً منذ آخر دورة شهرية
ارتفاع ضغط الدم الحملي "Gestational Hypertension"○ يحدث ارتفاع ضغط الدم بعد الأسبوع 20 من الحمل أو آخر دورة شهرية ويختفي بعد الولادة
ما قبل الإرجاج (تسمم الحمل)○ يمكن أن يؤدي كل من ارتفاع ضغط الدم المزمن وارتفاع ضغط الدم الحملي إلى هذه الحالة الخطيرة بعد الأسبوع 20 من الحمل
○ تتميز هذه الحالة بارتفاع ضغط الدم ووجود بروتين في البول وإذا لم تعالج سريعاً تسبب مضاعفاتٍ لكل من الأم والجنين
جدول يوضح أنواع ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

الفئات المعرضة لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

توجد فئات من النساء أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم خلال فترة الحمل هنَّ ما يلي: (4)

  • النساء اللاتي يحملن لأول مرة
  • السيدات اللاتي لديهنّ تاريخ عائلي للإصابة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل سواء لدى الأم أو الشقيقات
  • الحوامل بأكثر من جنين واحد
  • النساء اللاتي تقلّ أعمارهنّ عن 20 عاماً أو تزيد على 40 عاماً
  • النساء اللاتي تعانين ارتفاع ضغط الدم أو أمراض الكلى قبل الحمل

مضاعفات الإصابة

يشكل ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل مصدر قلق رئيسي حيث يهدد صحة كل من الأم والجنين، وفيما يلي نبرز مخاطر ارتفاع ضغط الدم على الحامل وجنينها:

أولاً: التأثيرات على الأم

1- ما قبل الإرجاج

يحدث عندما تعاني الحامل ارتفاع في ضغط الدم مع علامات تدل على ضعف وظائف بعض الأعضاء مثل الكلى والكبد مع أعراض أخرى تتمثل في تغيرات في الرؤية وصداع حاد. وتتطلب هذه الحالة علاجاً فورياً لتجنب مضاعفات خطيرة مثل تلف الكلى والكبد والدماغ.

2- السكري الحملي

يعد السكري الحملي نوع من مرض السكري يصيب النساء الحوامل فقط.

3- الأمراض القلبية الوعائية

تصاب الحامل في حالة ارتفاع ضغط الدم بأعراض أخرى مثل النوبات القلبية.

4- انفصال المشيمة

يحدث انفصال المشيمة عن جدار الرحم قبل الولادة بما يعرض الجنين لخطر نقص الأكسجين والمواد الغذائية.

5- القصور الكلوي

يعد القصور الكلوي حالة خطيرة تحدث عندما لا تعمل الكلى بشكلٍ جيد وتسمح للفضلات بالتراكم في الجسم.

6- النزيف ما بعد الولادة

يعد نزيف ما بعد الولادة حالة خطيرة تتطلب التدخل الطبي الفوري.

7- الوذمة الرئوية

تحدث هذه الحالة عند تراكم السوائل في الرئتين وصعوبة التنفس.

8- السكتة الدماغية

تحدث السكتة الدماغية عند توقف تدفق الدم إلى الدماغ مما يسبب تلفاً عصبياً دائماً أو حدوث الوفاة المبكرة.

9- الوفاة المرتبطة بالحمل

تحدث وفاة المرأة أثناء الحمل أو خلال عام بعد انتهاء حملها بسبب مضاعفات صحية مرتبطة بالحمل.

ثانياً: التأثيرات على الجنين

1- الولادة المبكرة

تحدث الولادة المبكرة قبل الأسبوع 37 من الحمل مما يسبب مضاعفات صحية خطيرة للجنين.

2- تقييد نمو الجنين

يتسبب ارتفاع ضغط الدم في ضيق الأوعية الدموية في الحبل السري بما يحد من حصول الجنين على الأكسجين والمواد الغذائية.

3- انخفاض وزن الطفل عند الولادة

يتسبب ارتفاع معدلات ضغط الدم لدى الأم في احتمالية انخفاض وزن الطفل عند الولادة.

4- موت الجنين داخل الرحم

تسهم إصابة الأم بارتفاع ضغط الدم إذا لم يعالج مبكراً في موت الجنين داخل الرحم.

5- وفاة حديثي الولادة

يتسبب ارتفاع ضغط الدم لدى الأم الحامل في موت الطفل في أول 28 يوماً من حياته.

فحوصات تشخيص الإصابة بارتفاع ضغط الدم عند الحامل

يوجد نوعان من الفحوصات لتشخيص الإصابة لدى الأم أو الوقاية منها مبكراً هما ما يلي:

1- تحاليل الدم

  • الهيموجلوبين  (Hb)
  • الهيماتوكريت  (Hct)
  • تحليل البول
  • إنزيمات الكبد
  • الكرياتينين
  • حمض اليوريك

2- الفحوصات التصويرية

  • الإيكو دوبلر لشرايين الرحم: يُجرى بعد 20 أسبوعاً من آخر دورة شهرية ويستخدم لتحديد النساء المعرضات لخطر الإصابة بما قبل الإرجاج وتأخر النمو داخل الرحم.

العلاج

يعتمد العلاج على مدى قرب موعد الولادة في حال اقترابها ونمو الطفل، حيث ينصح الطبيب بولادة الطفل في أقرب وقتٍ ممكن. بينما إذا كانت الأم تعاني من ارتفاع ضغط الدم الخفيف ولم يكتمل نمو الطفل فمن المحتمل أن يوصي الطبيب بما يلي:

  • الاستلقاء على الجانب الأيسر لتخفيف وزن الطفل عن الأوعية الدموية
  • زيادة فحوصات ما قبل الولادة
  • تخفيف كميات الملح المتناولة
  • شرب 8 أكواب من الماء يومياً

أما إذا كان ارتفاع ضغط الدم شديداً فقد يحاول الطبيب علاج الحالة بأدوية ضغط الدم حتى تصل الأم إلى مرحلة الولادة بأمان.

الوقاية

لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية لكن يمكن السيطرة على بعض العوامل التي تسهم في حدوثها، كما ينبغي اتباع تعليمات الطبيب بشأن النظام الغذائي وممارسة الرياضة.

وتتضمن بعض الطرق التي يمكن من خلالها المساعدة في الوقاية مثل ما يلي:

  • تخفيف تناول الملح
  • شرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء يومياً
  • زيادة كمية البروتين في النظام الغذائي
  • تقليل الأطعمة المقلية والوجبات السريعة
  • الحصول على قسط كافٍ من الراحة
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
  • رفع القدمين عدة مراتٍ خلال اليوم
  • تجنب شرب المواد الكحولية
  • تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين

بالإضافة إلى ذلك قد يقترح الطبيب تناول بعض الأدوية والمكملات الإضافية.