يشتهر نبات الكركم بفوائده الطبية والصحية المتعددة، فهو ليس فقط توابل مشهورة في المطبخ، بل يُعتبر أيضا واحداً من أكثر الأعشاب الطبيعية فاعلية.
في هذا المقال، سنستكشف على نطاق واسع ١٤ فائدة مذهلة لنبات الكركم على الصحة، بدءاً من خصائصه المضادة للالتهابات والمضادة للأكسدة وصولاً إلى دوره في تعزيز صحة الدماغ. فلنلقِ نظرة عميقة على عجائب هذا النبات الذي لطالما استخدم لعلاج العديد من الأمراض وتعزيز الصحة العامة.
فوائد الكركم
الكركم "Curcuma longa" هو نبات من عائلة الزنجبيل، ويُسمَّى أيضا الزعفران الهندي أو التوابل الذهبية. وهو يزرع في الأصل في جنوب شرق آسيا وجنوب آسيا، وهو جزء أساسي في التوابل المستخدمة في المطبخ الهندي والتايلاندي والصيني.
المادة الفعالة الرئيسية في الكركم هي الكركومين، وهي المسؤولة عن الخصائص الطبية والصحية العديدة لهذا النبات. الكركمين لها خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة قوية، كما تعتبر مادة محتملة لتحسين الهضم ودعم الصحة العامة للجسم. ولذلك يعتقد حالياً أن للكركم دور هام كمكمل غذائي.
ويواجه الباحثون العديد من الصعوبات في دراسة فوائد الكركم، لأنَّ الكركمين مادة غير مستقرة أي تتحول بسرعة إلى مواد أخرى، وأيضا فهي لا تصل لمستويات كافية في الدم عند تناولها عن طريق الفم. علاوةً على ذلك فإن منتجات الكركم مختلفة في التركيب مما يزيد صعوبة تحديد آثارها بدقة.
ومع تلك الصعوبات تمكنت الدراسات تحديد فوائد عديدة لاستخدام هذا النبات الشهير وتشمل:
1- خصائص مضادة للالتهاب
الكركمين، وهو المكون الرئيسي النشط في نبات الكركم، له خصائص مضادة للالتهابات. هذه الخصائص تنتج عن قدرته على تثبيط الإنزيمات المسؤولة عن التهابات الجسم، مثل السيكلوأكسيجيناز والليبوكسيجيناز، مما يقلل من التورم والتهيجات.
بالإضافة لتواجد المركبات الفينولية الأخرى فيه والتي لها خصائص مضادة للالتهابات، مثل التورميرون والجينجيرون.
تشير الدراسات إلى أنه من أهم فوائد الكركم هو اليساعد في تقليل الالتهاب المرتبط بالعديد من الحالات الصحية، بما في ذلك:
- التهاب المفاصل: يمكن أن يساعد الكركم في تقليل الألم والتورم المرتبطين بالتهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب المفاصل العظمي. (1)
- أمراض القلب: يمكن أن يساعد الكركم في تقليل الالتهاب المرتبط بأمراض القلب، مثل تصلب الشرايين والتهاب الأوعية الدموية.
- السرطان: يمكن أن يساعد الكركم في تقليل الالتهاب المرتبط ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان القولون والمستقيم وسرطان الثدي.
2- مسكن للآلام
يسهم الكركم في تخفيف ألم مرضى التهاب المفاصل التنكسي أثناء المشي وصعود السلالم. (2) كما أن له دور في تخفيف تأثير المواد التي يسبب إفرازها شعور بالألم. (3)
3- مضادات الأكسدة
الخصائص المضادة للأكسدة تنطوي على قدرة المركبات في الكركم، وخاصة الكركومين، على مكافحة الجزيئات الحرة في الجسم.
والجزيئات الحرة هي مركبات غير مستقرة تحتوي على إلكترونات غير متجانسة وتميل إلى التفاعل مع الخلايا الحية، مما يمكن أن يتسبب في التلف الخلوي ويزيد من خطر الأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والشيخوخة المبكرة.
بالتالي يحمي الكركمين الموجود في الكركم الجسم من خلال كبح هذه الجذور مختلف الأجهزة فيسهم في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، وتحسين وظائف الكبد من خلال منع تأثير السموم الضارة على الكبد. (4)
4- يقلل خطر الإصابة بالسرطان
يستهدف الكركم خطوات مختلفة في عملية تشكل الأورام، إذ يمنع نقطة البدء في تشكل السرطان، ويمنع تكاثر الخلايا الخبيثة خلال تطور التسرطن، كما يحرض موت الخلايا السرطانية.
أيضاً يلعب دوراً في تحسين الاستجابة للعلاج الكيميائي، إذ له دوره في دعم الأدوية الكيميائية المستخدمة في علاج سرطان القولون.
علاوة على ذلك، أظهرت دراسة أخرى دوره في العلاج الشعاعي لسرطان الخلايا الحرشفية. (5)
كما تبيَّن أنه يثبط نمو الخلايا السرطانية في الطرق الصفراوية للكبد والغدة النخامية والفم والورم العضلي الأملس في الرحم.
وتشمل السرطانات الأخرى التي كان له دور هام فيها سواء باستخدامه بمفرده أو بالمشاركة مع الأدوية سرطان البنكرياس والبروستات والثدي والورم النخاعي المتعدد.
5- تحفيز جهاز المناعة
يساعد الكركم في تحفيز جهاز المناعة بعدة طرق، بما في ذلك:
- يعمل على تعزيز إنتاج الخلايا المناعية، مثل الخلايا الليمفاوية والخلايا القاتلة الطبيعية.
- يحسن نشاط الخلايا المناعية، مثل قدرتها على التعرف على الأجسام الغريبة ومكافحتها.
- زيادة استجابة الجسم للعدوى مما يساعد الجسم على محاربة العدوى بشكل أكثر فعالية.
6- أمراض العين
أجرى الخبراء إحدى الدراسات لتقييم فوائده على التهاب القزحية، وأظهرت نتائج مهمة في تخفيف الانزعاج لدى نسبة عالية من المرضى.
كما تقلل خصائصه كمضاد أكسدة من أمراض مثل الساد والمياه الزرقاء والتنكس البقعي المرتبط بالعمر. (6)
7- سكر الدم
من فوائد الكركم المهمة هو تحسين حساسية الأنسولين بالتالي يساعد في الوقاية من السكري بل ويساعد في علاجه أيضا.
بالإضافة لخصائصه الأخرى التي تسهم في منع تطور السكري بآليات مختلفة مثل كونه مضاد للالتهابات ومضاد للأكسدة ويخفض الدهون في الدم. (7)
8- التئام الجروح
خلال الشيخوخة ومع التقدم في العمر بشكل عام يصبح التئام الجروح ضعيفاً، وقد أشهرت الدراسات دور الكركم الهام في تقليل الالتهاب وتحسين تدفق الدم مما يساعد في تحسين التئام الجروح.
كما أن الكركم يسهم في التنظيم الهرموني ودوره في التئام الجروح من خلال تحسين الخلايا الليفية التي تمر بمرحلة الشيخوخة.(8)
9- أمراض القلب
لاحظ الباحثون دوراً هاماً للكركم في خفض مستويات الكوليسترول والبروتينات الدهنية في الدم ولدى المرضى الذين يعانون من متلازمة الشريان التاجي الحادة.
كما يحسن الكركم ضغط الدم من خلال تحسين وظيفة الخلايا البطانية في القلب والأوعية الدموية. إذ تساعد هذه الخلايا على توسيع الأوعية الدموية وتقلصها لتنظيم ضغط الدم والحفاظ على عمل القلب.
إضافة لذلك يقلل الكركم من الالتهاب في جدران الأوعية الدموية من خلال منع ارتباط بطانتها بالخلايا المناعية، إذ أن هذا الالتهاب يسبب تشكل لويحات تجعل الأوعية أكثر صلابة أو تصبح مسدودة. وكنتيجة لكبح هذه الآلية يقلل الكركم من خطر الإصابة بجلطات الدم والسكتات الدماغية وخطر الإصابة بأمراض القلب.
10- الدماغ
هناك أدلة متزايدة على أن الكركم يساعد في منع مرض الزهايمر أو إبطاء تقدمه من خلال فوائده المضادة للالتهابات والأكسدة. (9)
وهناك بعض الأدلة على أنه يمكن أن يساعد في تحسين أعراض الاكتئاب واضطرابات المزاج حيث يعزز مستوى المواد الكيميائية المنظمة للمزاج في الدماغ مثل السيروتونين والدوبامين.
ويمكن أن يزيد من مستويات عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ BDNF وهو هرمون دماغي قد يساعد في الحفاظ على القدرة المعرفية ومنع تدهورها المرتبط بالعمر.
11- الجلد
إن ميزات الكركم المضادة للأكسدة والميكروبات والمضادة للالتهابات تجعله مكوناً شائعاً للعناية بالبشرة. حيث يساعد في الحماية من:
- التجاعيد: يمكن أن يساعد الكركم في تقليل ظهور التجاعيد عن طريق تحفيز إنتاج الكولاجين.
- الالتهابات الجلدية: يساعد الكركم في علاج الالتهابات الجلدية، مثل حب الشباب والإكزيما وتقليل الهالات السوداء. .
- السرطان الجلدي: يمكن أن يساعد الكركم في الوقاية من سرطان الجلد عن طريق مكافحة الجذور الحرة.
12- عملية الهضم
يدعم حركات وتقلصات الجهاز الهضمي، ويحفز المرارة على إفراز الصفراء مما يسهل عملية الهضم. كما يقلل من أعراض الانتفاخ والغازات ويحسن أعراض القولون العصبي.
13- نقص الوزن
ويرتبط تناوله عند المرضى الذين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي بانخفاض كبير في مؤشر كتلة الجسم والوزن ومحيط الخصر. (10)
14- مكافحة الشيخوخة
لا يوجد دليل على أن الكركم أو الكركمين يؤثران بشكل مباشر على طول العمر،
ولكن بفضل قدرتهما على محاربة الالتهاب وحماية الجسم من الجذور الحرة واحتمالية تأخير تنكس الدماغ والأمراض الأخرى المرتبطة بالعمر، لابد أن يكون الكركم والكركمين فعالين في مكافحة الشيخوخة.
