6 نصائح لابد من اتباعها لتكوين بيئة عائلية صحية

الكاتب - أخر تحديث 4 مايو 2023

تختلف العائلات عن بعضها البعض بكثير من الأمور، إلا أن هناك بعض العناصر المشتركة التي يمكن أن تسهم في تكوين بيئة عائلية صحية. وفي هذا المقال سوف نستعرض بعض هذه النصائح.

١- الاحترام العاطفي المتبادل

إن الاحترام العاطفي يعد عاملاً مهماً لتكوين بيئة عائلية صحية. ففي هذه البيئة، يقوم الوالدين بتعليم أطفالهم أسس التعاطف مع الآخرين وضبط النفس واحترام مشاعر الآخرين. بالإضافة إلى تشجيع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم وتقبلها، ومساعدتهم على التعامل بشكل صحيح مع حالات الغضب والتوتر والحزن التي يمرون بها.

وبهذه الطريقة، يتعلم الأطفال كيفية التفاعل بطريقة صحية مع العواطف والمشاعر، ويكون لديهم قدرة أكبر على تحقيق الاستقرار العاطفي في الحياة.

يدعم هذا الأمر العديد من الدراسات العلمية، التي تشير إلى أن الأطفال الذين يتعرضون للرعاية العاطفية في الأسرة يكونون أكثر قدرة على التكيف والتعلم، ويظهرون أيضا مستويات أعلى من الثقة بالنفس والاستقرار النفسي في المستقبل. (1)(2)

٢- تشجيع الآراء الشخصية

يجب أن يتمكن كل فرد في الأسرة من التعبير عن رأيه بحرية واحترام، وعلى جميع أفراد الأسرة احترام ذلك الرأي والسماح للآخرين بالتعبير عنه. يعتبر هذا النهج أساسياً لتطوير شخصيات الأطفال، حيث يتعلمون كيفية التفكير بشكل مستقل وتكوين آراءهم الخاصة حول مختلف أمور الحياة. ويوفر الأهل بيئة آمنة للأطفال للتعلم من خلال التجارب وارتكاب الأخطاء، وهذا يساعد على نموهم العاطفي والعقلي والاجتماعي.

وتؤكد الأبحاث العلمية أن وجود هذه البيئة العائلية الصحية وتعليم الأطفال هذه الأمور بسن مبكرة يساعدهم في مواجهة الاكتئاب والقلق والتوتر في مرحلة البلوغ، كما أنه يساعدهم على بناء العلاقات الاجتماعية الصحية والإيجابية مع الآخرين في المستقبل. (3)(4)

٣- تحديد قواعد مناسبة بحسب كل فئة عمرية

ينصح بتحديد قواعد وتوقعات محددة في بيئة الأسرة لضمان توجيه السلوكيات الإيجابية للأطفال وتشجيع الالتزام بالمسؤوليات المنزلية والحفاظ على النظام والتنظيم. وتشير الدراسات إلى أن القواعد الصارمة والتوقعات المحددة تساعد على تنمية الشخصية والتفاعل الاجتماعي وتعزز الانضباط والسلوك المناسب لدى الأطفال.

كما أن إعطاء الأطفال المسؤوليات المنزلية المناسبة يساعد على تعلم الانضباط والمسؤولية وتعزز الشعور بالثقة بالنفس والانتماء إلى الأسرة.

لذلك، ينبغي على الوالدين تحديد مجموعة من القواعد والتوقعات المناسبة لعمر أطفالهم وتحفيزهم للاحترام والالتزام بها، مما يساهم في خلق بيئة عائلية صحية وآمنة لتنمية الأطفال.

٤- تلبية حاجات أفراد الأسرة

تعتبر تلبية الحاجات العاطفية لأفراد الأسرة من الجوانب الأساسية في بناء بيئة عائلية صحية ومستقرة. فعندما يحظى الطفل بالرعاية والاهتمام العاطفي من قبل أفراد أسرته، يشعر بالأمان والاستقرار، مما يساعده على التعلم والنمو السليم. ويتضح أن الحاجات العاطفية للأطفال تتضمن الاعتناء بهم وتلبية احتياجاتهم النفسية والعاطفية، والاستماع إلى ما يودون التعبير عنه، وتوفير بيئة عائلية داعمة ومحببة لهم.

وتشير الدراسات إلى أن تلبية الحاجات العاطفية للأطفال تؤثر على تطورهم النفسي والاجتماعي. فعلى سبيل المثال أشارت الدراسات إلى أن الأطفال الذين يحصلون على الدعم العاطفي الكافي من قبل والديهم، يتفوقون على أقرانهم في العديد من المجالات، مثل الذكاء الاجتماعي والتعلم والتحصيل الدراسي. كما وتوصي الأبحاث بأن يعمل الوالدين على تلبية الحاجات العاطفية لأطفالهم، وتحديدًا في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث تتشكل شخصية الطفل وينمو دماغه ونظامه العصبي بشكل كبير. (5)

٥- الشعور بالأمان

يعد الشعور بالأمان والاستقرار من الأمور الأساسية التي تساعد الأطفال على النمو والتعلم بشكل صحيح. ومن المهم أن يتجنب الوالدين تعنيف الأطفال بقسوة عندما يخطئون، فذلك يمكن أن يتسبب في تكوين مشاعر الخوف وعدم الأمان لدى الأطفال، مما يؤثر سلباً على نموهم العاطفي والاجتماعي.

بالمقابل، ينبغي على الوالدين تشجيع الأطفال على فهم الأخطاء التي يرتكبونها، والتعامل معها بطريقة طبيعية وإيجابية. فعندما يشعر الطفل بأنه يستطيع التعلم من أخطائه دون خوف أو قلق، يتمكن من التقدم في الحياة والتطور بشكل أفضل.

وتدعم الأبحاث العلمية أهمية توفير الشعور بالأمان للأطفال في بيئة عائلية صحية، فقد أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يتعرضون للعنف الجسدي أو النفسي يعانون من مشاكل نفسية وسلوكية في المستقبل، مثل الاكتئاب والقلق والعدوانية. (6)

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين يتلقون الدعم والتشجيع من الوالدين عند ارتكابهم الأخطاء يتمكنون من التعلم والنمو بشكل أفضل وأسرع، ويكونون أكثر قدرة على التعامل مع الصعوبات في الحياة فيما بعد. (7)(8)

٦- الأخطاء والمسامحة

ينصح الخبراء بتوفير نماذج آمنة ومناسبة لإدارة الخلافات في المنزل، حيث يمكن للأطفال التعلم من تجاربهم الخاطئة والتطور في بيئة صحية وداعمة. وتشير الأبحاث إلى أن توفير هذه البيئة الداعمة يمكن أن يحسن من الصحة العقلية والعلاقات الاجتماعية للأطفال.

تمثل إدارة الخلافات بطريقة صحيحة جزءاً مهماً من بناء علاقات صحية داخل الأسرة، حيث يتم تعزيز الثقة والاحترام المتبادل والتعلم من الأخطاء بدلاً من إحراج الأفراد أو تذكيرهم بشكل دائم بما اقترفوه. ويعد ذلك مهماً لتعزيز الشعور بالأمان والاعتماد على العائلة في المستقبل.

وينصح الخبراء بتبني بعض النماذج الفعالة لإدارة الخلافات، على سبيل المثال:

  • تشجيع الحوار الفعال والاستماع بصدق إلى وجهات النظر المختلفة
  • تحديد الحلول المناسبة بطريقة جماعية
  • تحديد العقاب المناسب بطريقة عادلة ومتساوية لجميع الأطفال في الأسرة