7 علامات تنذرك بحدوث الجلطة القلبية

الكاتب - 27 فبراير 2024

توجد علامات وأعراض مبكرة للجلطة القلبية تنذر باحتمالية حدوثها، فما هي هذه الأعراض وكيف يمكن التعامل معها؟

الجلطة القلبية

تصنف الجلطة القلبية (Heart Attack) على أنها من الأمراض التي تسبب الوفاة وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. (1)

وينبغي التذكير أن خلايا العضلة القلبية تحتاج إلى التزود الدائم بالدم والأوكسجين لتعزيز وظائفها وأداء مهامها ويحدث ذلك عن طريق الأوعية الدموية المغذية للقلب المعروفة باسم الشرايين الإكليلية (Coronary Arteries).

لذلك أي اضطراب سيؤثر في أداء الشرايين الإكليلية يتسبب في نقص وصول الدم إلى عضلة القلب. ويكون هذا الخلل ناتجاً عن ضيق في قطر هذه الشرايين أو حدوث انسداد كامل لها بسبب جلطة دموية مما يؤدي إلى الإصابة بالجلطة القلبية أو احتشاء العضلة القلبية (Myocardial Infraction).

علامات حدوث الجلطة القلبية

قد تحدث الجلطة القلبية بشكل مفاجئ لكن هناك عدد من الأشخاص يظهر لديهم أعراضاً وعلاماتٍ مبكرة تشير إلى احتمالية الإصابة بها تتضمن ما يلي:

1- آلام في الصدر

يعد ألم الصدر هو أحد أكثر الأعراض شيوعًا للجلطة القلبية ويوصف بأنه شعور بضيق وضغط شديد في منتصف الصدر يشبه وجود شيء ثقيل ضاغط يسبب الألم وعدم الراحة.

ويرتبط ألم الصدر أحياناً بممارسة الجهد البدني وعادة ما يزول عند الراحة لكن يشير هذا النوع من الألم إلى وجود نقص في تدفق الدم إلى القلب أو ما يعرف باسم خناق الصدر (angina) وقد يحدث فجأة ولا يختفي رغم توقف أي نشاط بدني بما ينذر باحتمالية الإصابة بالجلطة القلبية.

2- ضيق التنفس

يعرف ضيق التنفس (Shortness of breath) بأنه الإحساس بعدم كفاية الهواء أو الأكسجين الذي يتنفسه الشخص أو عدم القدرة على التنفس جيداً وينتج عن هذا الإحساس شعور بالاختناق والحاجة إلى مزيد من الهواء.

ومن أعراض ضيق التنفس ما يلي:

  • زيادة عدد مرات التنفس في محاولة الحصول على كمية أوكسجين أكثر وإزالة شعور الاختناق
  • التوتر والاضطراب بسبب الشعور بالاختناق وصعوبة التنفس
  • التنفس بسرعة شديدة للحصول على مزيد من الهواء

ومن الأسباب التي تحفز حدوث ضيق في التنفس ما يلي:

  • الألم الصدري: يكون ضيق التنفس أحياناً مصاحبًا للألم الصدري
  • الجهد البدني: إذ يحفز الجهد البدني ضيق التنفس لدى بعض الأشخاص
  • حالات أخرى: قد يحدث ضيق التنفس دون أي محفزات

3- التعرق

يعد التعرق طبيعياً في حالات النشاط أو الطقس الحار لكن عندما يصبح متكرراً دون سبب خاصةً مع حدوث ألم في الصدر يكون علامة على الجلطة القلبية.

كما يتسم التعرق المصاحب للجلطة القلبية بكونه بارداً مع شعور الجسم بالبرودة بدلاً من الحرارة.

4- عسر الهضم

يمثل أحياناً الإحساس المتكرر بوجود ألم في البطن خاصة في منطقة المعدة وأعلى البطن أحد العلامات المبكرة للجلطة القلبية نتيجة تجاور الوجه السفلي للقلب والمعدة بما يتسبب في حدوث عدد من الأعراض الهضمية مثل ما يلي:

  • ألم أو حرقان في المعدة
  • شعور بعدم الارتياح في المعدة
  • عسر هضم

5- الشعور بآلام في الذراع والفك السفلي والظهر

قد تظهر آلام في أجزاء أخرى من الجسم غير منطقة الصدر تدلل على احتمالية الإصابة بالجلطة القلبية مثل ما يلي:

  • ألم في اليد والذراع: إذ يشعر المريض بتشنج خاصة في اليد اليسرى كما يعاني البعض من حدوث شد في الذراع اليسرى دون سبب واضح ويستمر لفترات زمنية متفاوتة
  • ألم في الظهر: قد يشعر المريض بألم بين لوحي الكتف
  • ألم في الفك السفلي: قد يشعر المريض بألم في الأسنان أو اللثة

وتتزامن هذه الآلام المنتشرة في الجسم مع ألم الصدر ويعود سبب ذلك إلى مشاركة هذه المناطق لعدد من الأعصاب التي تنبه بوجود نقص في الدم المتدفق إلى عضلة القلب وتسبب الإحساس بهذه الآلام.

6- الشعور بالتعب

يمثل الشعور بالتعب وتراجع القدرة على تحمل الجهد وممارسة النشاطات اليومية أحد العلامات المبكرة التي تنذر باحتمالية الإصابة بالجلطة القلبية أو وجود أحد الأمراض القلبية الأخرى.

إذ يشعر المريض بحالة من انعدام الطاقة وعدم القدرة على التركيز والرغبة في النوم نتيجة تفاقم المرض القلبي تدريجياً. لذلك ينبغي الحرص على متابعة الطبيب المختص حال ظهور هذه الأعراض دون أسباب معروفة.

7- عدم انتظام ضربات القلب

يعد عدم انتظام ضربات القلب اضطراباً شائعاً يظهر على شكل سرعة في ضربات القلب أو عدم انتظامها. وتدلل اضطرابات النظم القلبية على ما يلي:

  • نقص التروية القلبية: نتيجة عدم تدفق الدم لعضلة القلب مما يقلل من مستويات الأكسجين الواصلة إليه
  • الإصابة بأمراض الصمامات القلبية
  • خطر الإصابة بالجلطة الدموية

عوامل الإصابة بالجلطة القلبية

توجد بعض الفئات التي تصبح أكثر عرضةً لخطر الإصابة بالجلطة القلبية نتيجة وجود مجموعة من العوامل التي تنقسم إلى فئتين رئيسيتين هما: عوامل مرتبطة بنمط الحياة، وعوامل أخرى صحية.

أولاً: عوامل مرتبطة بنمط الحياة

  • التدخين
  • السمنة
  • قلة النشاط البدني
  • النظام الغذائي غير الصحي: إذ يؤثر الإفراط في تناول الدهون المشبعة والسكريات في صحة القلب

ثانياً: عوامل صحية

  • العوامل الوراثية: يزيد وجود تاريخ عائلي للإصابة بالجلطات القلبية من خطر حدوثها
  • ارتفاع ضغط الدم
  • الإصابة بمرض السكري
  • الإصابة بمرض الشرايين الإكليلية حيث تكون هذه الشرايين المغذية للقلب ضيقة مما يقلّل من تدفق الدم ويزيد من احتمالية انسدادها وحدوث الجلطة القلبية

تشخيص الجلطة القلبية

يشخص الطبيب الإصابة بالجلطة القلبية عبر عدة إجراءات تشمل ما يلي:

1- التاريخ المرضي والعلامات الحيوية

يسأل الطبيب المصاب أو مرافقيه عن الأعراض التي يشعر بها وطبيعتها وموعد تطور الحالة والأدوية التي يتناولها أو إصابته بأمراض أخرى مزمنة ثم يقيس العلامات الحيوية من ضغط الدم والنبض ونسبة الأوكسجين في الدم.

2- إجراء تخطيط القلب الكهربائي

يعد تخطيط القلب الكهربائي (ECG) إجراءً أساسياً لتشخيص أي مشكلات في تدفق الدم للقلب. ويضع الطبيب المريض على جهاز لتسجيل التنبيه الكهربائي وانتقاله عبر عضلة القلب وملاحظة وجود التغيرات في هذا المخطط.

وتجدر الإشارة إلى أن الجلطة القلبية في معظم حالاتها تتزامن مع وجود تغيرات في موجات تخطيط القلب الكهربائي بما يساعد على تشخيص الإصابة.

3- إجراء تحاليل الدم

يطلب الطبيب من المريض إجراء عدد من التحاليل الطبية عبر سحب عينات من الدم لتقييم الحالة العامة للجسم ووظائفه الحيوية ومراقبة نسب بعض المواد الكيميائية في الجسم التي ترتفع في حالة الإصابة بالجلطة القلبية.

4- تصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية

يستخدم جهاز التصوير بالأمواج فوق الصوتية (Echocardiogram) لتقييم حجرات القلب وصماماته والاطمئنان على العضلة القلبية.

علاج الجلطة القلبية

يعتمد علاج الجلطة القلبية على محاولة إزالة الإنسداد الموجود في الشرايين الإكليلية وتوسيعها لاستعادة التدفق الطبيعي للدم تجاه عضلة القلب عن طريق عدد من التدابير مثل ما يلي:

1- قسطرة القلب

تعرف قسطرة القلب (Cardiac catheterization) أيضا باسم تصوير الشرايين (Angiogram) وهي إجراء تشخيصي وعلاجي.

حيث يضع الطبيب أنبوب مرن ذي قطر صغير ضمن الأوعية الدموية للوصول إلى الشريان الأبهر الذي يتفرع منه الشرايين الإكليلية التي تغذي القلب ثم يحقن مركبات قابلة للذوبان في هذه الأوعية لتصوير تدفق هذه المواد ضمن الشريان بالأشعة السينية بشكل مستمر وبهذا يشخص حالة الشريان الإكليلي.

من ناحية أخرى يمكن إجراء عملية توسيع للشريان الإكليلي باستخدام بالون قابل للنفخ وزرع دعامة معدنية (Stent) ضمن الشريان تلتصق بجداره وتؤدي لبقائه في حالته الطبيعية مما يسمح بتدفق الدم إليه.

2- عملية المجازات الإكليلية

تمثل عملية المجازات الإكليلية (Coronary Artery Bypass) واحدة من عمليات القلب المفتوح. وتعد إجراء جراحي يتضمن فتح الصدر والوصول إلى القلب لزراعة مجازة وعائية في هذه المنطقة التي تقع بعد نطقة الانسداد في الشريان الإكليلي وذلك لاستعادة التدفق الدموي لعضلة القلب.

3- الأدوية

تشكل الأدوية أحد التدابير الفاعلة لعلاج الجلطة القلبية لمساعدتها في منع تكرار حدوث الجلطات وتعزيز وظيفة القلب. وتشمل أبرز الأدوية المستخدمة ما يلي:

  • الأدوية المضادة لالتصاق الصفيحات (Antiplatelets) للوقاية من حدوث جلطات جديدة
  • أدوية ضغط الدم لضبط معدلاته لدى المريض
  • حاصرات بيتا (Beta-blockers) لضبط سرعة ضربات القلب وتخفيف حاجته للأوكسجين
  • الأدوية التي تخفض مستويات الدهون والكوليسترول
  • الأدوية الموسعة للأوعية الدموية مثل النترات (Nitrates)