ألم العصب الوركي: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 30 أكتوبر 2023

ما هو ألم العصب الوركي؟

إنّ ألم العصب الوركي "Sciatica" أو ما يعرف باسم عرق النسا ينجم عن إصابة في العصب الوركي أو تهييجه نتيجة سبب ما.

يعتبر العصب الوركي أطول وأثخن عصب في الجسم، حيث ينشأ من المنطقة الألوية (منطقة الأرداف)، ويتكون من خمسة جذور عصبية تتجمع معاً لتشكل العصب الوركي.

يمر العصب الوركي على كل جانب من الجسم عبر الورك والأرداف وأسفل الساق وينتهي أسفل الركبة مباشرة، ثم يتفرع إلى أعصاب أخرى، والتي تستمر بدورها إلى أسفل الساق إلى القدم وأصابع القدم.

إن مصطلح ألم العصب الوركي يستخدم بشكل شائع لوصف أي ألم في أسفل الظهر وينتشر إلى أسفل الساق، ولكن تشترك كل الحالات في إصابة عصب أسفل الظهر سواء بتهيج أو التهاب أو شد أو انضغاط.

أعراض ألم العصب الوركي

تشمل بعض الأعراض الشائعة ما يلي:

  • الألم: عادةً ما يظهر الألم في ساق واحدة فقط في كل مرة وتنتشر الأعراض من أسفل الظهر أو الأرداف إلى الفخذ وأسفل الساق.
    • قد يكون الشعور بالألم ثابتاً أو متقطعاً
    • يوصف عادةً على أنه إحساس حارق أو ألم حاد ومنتشر
    • غالباً ما يكون أكثر حدة في الساق مقارنة بالظهر
  • تغير الحس: قد يشعر المريض بالخدر أو الوخز في الجزء الخلفي من الساق
  • الضعف: يحدث ضعف في الساق والقدم، وقد يؤدي الشعور بثقل في الساق المصابة إلى صعوبة رفع القدم عن الأرض

قد يؤدي التغيير في الوضعية إلى تفاقم الألم أو تخفيفه، حيث:

  • قد يشعر المريض أن الألم يتفاقم في وضعيات معينة مثل:
    • عند الجلوس
    • عند محاولة الوقوف
    • الوقوف لفترة طويلة
    • عند ثني العمود الفقري للأمام
    • فتل العمود الفقري
    • أثناء السعال
  • قد يزداد الألم أو يظل ثابتاً أثناء الاستلقاء، مما يتسبب في اضطرابات في النوم
  • العصب الوركي يتألف من 5 جذور عصبية وقد تكون هناك أعراض أخرى خاصة بجذر العصب المصاب

أسباب ألم العصب الوركي

ويشكل ألم العصب الوركي عرضاً شائعاً للعديد من الحالات الطبية المختلفة؛ إلا أنَّ معظم الحالات تنجم عن فتق النواة اللبية (الديسك).

يتألف العمود الفقري من ثلاثة أجزاء: الفقرات، والأعصاب والأقراص بين الفقرية، ويعمل كل قرص كوسادة بين كل فقرتين مما يمنح المرونة للعمود الفقري.

وفي حال حدوث فتق بالقرص يخرج محتواه (النواة اللبية) ويضغط على العصب الوركي.

كما تشمل الأسباب الأخرى لألم العصب الوركي ما يلي:

  • التضيق الشوكي القطني: وهو عبارة عن تضيق في القناة الفقرية التي يمر فيها النخاع الشوكي أسفل الظهر.
  • الانزلاق الفقاري: وهو حالة ينزلق فيها القرص للأمام ليتجاوز الفقرة الموجودة تحته
  • الأورام المتشكلة ضمن العمود الفقري
  • العدوى بالكائنات الدقيقة
  • إصابة في العمود الفقري
  • متلازمة ذيل الفرس: وهي حالة نادرة ولكن خطيرة؛ تؤثر على الأعصاب في الجزء السفلي من النخاع الشوكي، وتتطلب عناية طبية فورية
  • ويمكن في كثير من الحالات أن تكون الأسباب مجهولة

عوامل خطر الإصابة

تشمل عوامل الخطر الشائعة ما يلي:

  • العمر: حيث أن الأشخاص في الثلاثينيات والأربعينيات لديهم مخاطر أكبر للإصابة بالتهابات في الأعصاب
  • المهن التي تتطلب رفع أوزان ثقيلة ولفترات طويلة فقد تسبب أذية لفقرات العمود الفقري والأعصاب على المدى الطويل
  • الخمول: الأشخاص الذين يجلسون لفترات طويلة وغير النشطين بدنياً أكثر عرضة للإصابة بألم العصب الوركي مقارنة بالأشخاص النشطين

أنواع ألم العصب الوركي

يمكن أن يصنف ألم العصب الوركي إلى:

  • ألم العصب الوركي الحاد: وهو ألم حديث يستمر لمدة 4 إلى 8 أسابيع.
  • ألم العصب الوركي المزمن: يستمر لأكثر من 8 أسابيع وعادةً لا يهدأ مع العلاج الذاتي؛ وقد يتطلب علاجاً غير جراحي أو جراحي.
  • ألم العصب الوركي المتناوب: ألم يصيب كلا الساقين بالتناوب؛ وهو نادر الحدوث وقد ينتج عن مشاكل تنكسية في المفصل الحرقفي العجزي.
  • ألم العصب الوركي ثنائي الجانب: يحدث في كلا الساقين معاً، وهو نادر الحدوث أيضاً.

تشخيص ألم العصب الوركي

يراجع الطبيب التاريخ المرضي للمريض، ومن ثم يسأله عن أعراضه، وخلال الفحص البدني يطلب من المريض المشي حتى يتمكن الطبيب من معرفة كيف يحمل العمود الفقري وزن الجسم.

قد يطلب منه أيضاً المشي على أصابع القدمين والعقِبين للتحقق من قوة عضلات الساق.

وخلال الفحص السريري يطلب الطبيب من المريض الاستلقاء على الظهر وترك الساقين ممدوتين، ويرفع الطبيب ببطء كل ​​ساق ويلاحظ النقطة التي يبدأ عندها الألم، مما يساعد في تحديد الأعصاب المصابة وتحديد ما إذا كانت هناك مشكلة في أحد الأقراص.

واعتماداً على الفحص البدني، قد يتم إجراء الاختبارات التصويرية وغيرها، والتي قد تشمل:

  • التصوير بالأشعة السينية: للبحث عن كسور العمود الفقري ومشاكل القرص الفقري والالتهابات والأورام والنتوءات العظمية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT): للحصول على صور مفصلة للعظام والأنسجة الرخوة في الظهر. حيث يمكن أن يظهر التصوير بالرنين المغناطيسي ضغطاً على العصب وانفتاقاً في القرص وأي حالة التهاب في المفاصل قد تضغط على العصب.
  • دراسة سرعة التوصيل العصبي أو تخطيط كهربية العضل: وذلك لفحص مدى جودة انتقال النبضات الكهربائية عبر العصب الوركي واستجابة العضلات لها.
  • تصوير النخاع: لتحديد ما إذا كان الألم ناجماً عن الفقرات أم الأقراص.

علاج ألم العصب الوركي

١-ألم العصب الوركي الحاد

تستجيب معظم هذه الحالات بشكل جيد للعلاج والرعاية الذاتية، والتي تشمل:

  • تناول مسكنات الألم مثل الإيبوبروفين
  • ممارسة التمارين مثل المشي أو تمارين التمدد الخفيفة
  • حزم الضغط الساخنة أو الباردة التي يمكن أن تساعد في تقليل الألم
  • تجنب الاستلقاء الطويل والخمول، والتي يمكن أن تزيد الأعراض سوءاً

٢- ألم العصب الوركي المزمن

عادةً ما يتضمن العلاج مجموعة من تدابير الرعاية الذاتية والعلاج الطبي:

  • العلاج الفيزيائي والتدليك
  • العلاج السلوكي المعرفي
  • المسكنات
  • كما يمكن ممارسة تمارين خفيفة تساعد بتخفيف الضغط على العصب الوركي، ويمكن أن تساعد بالتقليل من الأدوية

قد تجرى الجراحة إذا لم تستجب الأعراض للعلاجات الأخرى واستمرت في التفاقم، وتشمل الخيارات الجراحية:

  • استئصال الصفيحة الفقرية القطنية: والتي يمر ضمنها النخاع الشوكي في أسفل الظهر لتقليل الضغط على الأعصاب.
  • استئصال القرص الفقري.

وعلى الرغم من أن هذه الجراحة آمنة وفعالة للغاية، إلا أنها مثل جميع العمليات الجراحية يمكن أن تنطوي على مخاطر، والتي قد تشمل:

  • النزف
  • العدوى
  • الجلطات الدموية
  • تلف العصب
  • تسرب السائل الدماغي الشوكي
  • فقدان السيطرة على المثانة أو الأمعاء

المضاعفات

يتعافى معظم الناس تماماً من ألم العصب الوركي؛ إلا أن الألم قد يستمر ويصبح دائماً في حالات معينة.

وإذا أصيب العصب المضغوط بشكل خطير، فقد يحدث ضعف مزمن في العضلات، مثل هبوط القدم، وبهذه الحالة يصبح المشي الطبيعي مستحيلاً.

من المحتمل أن يحدث أيضاً تلف دائم في الأعصاب مع أنها ليست شائعة، ولكن قد تؤدي إلى فقدان الإحساس في الساق المصابة.

ولذلك ينصح باللجوء إلى الطبيب على الفور إذا فقد المريض الإحساس بساقيه أو قدميه.

الوقاية

يمكن أن يساعد اتخاذ الخطوات التالية في حماية الظهر وتقليل مخاطر الإصابة سواء بالتهاب العصب الوركي أو أذية الفقرات.

  • الحفاظ على وضعية جيدة: يساعد اتباع تقنيات الوضعية الجيدة أثناء الجلوس والوقوف ورفع الأشياء والنوم في تخفيف الضغط على أسفل الظهر. ويمكن أن يكون الألم علامة تحذيرية مبكرة على سوء الوضعية المعتادة.
  • تجنب التدخين: حيث يقلل النيكوتين من وصول الدم إلى العظام، مما يضعف العمود الفقري والأقراص الفقرية.
  • الحفاظ على وزن صحي
  • ممارسة الرياضة بانتظام وتجنب الجلوس لفترات طويلة من الزمن
  • اختيار الأنشطة البدنية الأقل احتمالاً لإيذاء الظهر، مثل السباحة أو المشي أو اليوغا
  • ارتداء أحذية مناسبة وإبقاء السلالم والممرات خالية من الفوضى لتقليل احتمال السقوط