ارتفاع ضغط الدم: الأسباب والعلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 22 أغسطس 2022

ارتفاع ضغط الدم هو حالة معروفة وشائعة في المجتمع، وهو يتطور عبر السنين ولا تظهر أعراضه مباشرةً، فربما يكون ضغط دمك مرتفعاً منذ سنوات دون أن تدرك أو تظهر عليك أي أعراض.

سنتعرف في هذا المقال أكثر عن ضغط الدم وأسباب ارتفاعه وكيف يمكن التعامل معه بالشكل الصحيح.

ما هو ضغط الدم

يعرّف ضغط الدم أنه الضغط الذي يطبقه الدم الجاري على جدران الشرايين والتي تنقل بدورها الدم من القلب إلى الأجزاء الأخرى من الجسم.

نتيجة لذلك يتحدد ضغط الدم من خلال كمية الدم التي يضخها القلب ومدى مقاومة تدفقه بالشرايين، فكلما زادت كمية الدم التي يضخها قلبك وضاقت شرايينك ارتفع الضغط.

على مدار اليوم يرتفع ضغط الدم وينخفض بشكل طبيعي ؛ ولكنه قد يرتفع أحياناً بشكلٍ مرضي مما يعود بمختلف المخاطر على الجسم.

ويختلف الضغط الطبيعي من شخص إلى آخر باختلاف الكثير من العوامل، ولكن بشكلٍ عام يعتبر الضغط الطبيعي ١٢٠/٨٠ أو أقل بقليل.

يعتبر الضغط مرتفعاً إذا كان ١٣٠/٨٠ وما فوق، في حين أنه إذا وصل إلى١٨٠/١١٠ أو أعلى أكثر من مرة يجب طلب العلاج الطبي على الفور، ونكون هنا أمام حالة نوبة ارتفاع ضغط الدم.

أعراض نوبات ضغط الدم

نادراً ما يكون لارتفاع ضغط الدم أعراض ملحوظة، ويمكن أن تشمل الأعراض في حال ظهورها ما يلي:

  • تشوش الرؤية
  • نزيف في الأنف
  • ضيق في التنفس
  • ألم في الصدر
  • دوخة
  • صداع

ينصح بإجراء فحوص دائمة وقياس ضغط الدم باستمرار حتى لو كان المريض يشعر بتحسن أو بحالة عدم وجود أعراض.

خاصةً من تجاوزوا ٤٠ عاماً ويتمتعون بصحة جيدة فهم غير مستثنين من هذه الفحوصات الروتينية، فمن المستحسن القيام بها بشكل دوري.

الأسباب

لا يوجد دائماً تفسير واضح لسبب ارتفاع ضغط الدم، ولكن يُصاب معظم الأشخاص به نتيجة نظامهم الغذائي أو نمط حياتهم أو حالة طبية معينة.

العوامل الثابتة

يمكن لأي شخص أن يعاني من ارتفاع الضغط، ولكن لدى بعض الناس فرصة أكبر من غيرهم في الإصابة نتيجة بعض العوامل الثابتة، وتشمل:

١- العمر: حيث تزداد فرصة الإصابة مع التقدم في العمر.

٢- الجنس: قبل عمر 55، تزداد فرصة إصابة الرجال على النساء، بينما تزيد احتمالية إصابة النساء بارتفاع ضغط الدم بعد انقطاع الطمث.

٣- القصة العائلية: يميل ارتفاع ضغط الدم إلى الانتشار في بعض العائلات أكثر من غيرها نتيجة عوامل وراثية معينة.

٤- العرق: فالأمريكيون من الأصل الإفريقي معرضون للإصابة بارتفاع الضغط أكثر من غيرهم.

عوامل متغيرة

هناك عوامل وأسباب قابلة للتغيير والتي يمكن أن تزيد أيضاً من خطر الإصابة، ومنها:

  • شرب الكحول بكثرة
  • التدخين
  • زيادة الوزن
  • عدم ممارسة ما يكفي من التمارين الرياضية
  • الإكثار من تناول الملح

ارتفاع الضغط الثانوي

أحياناً يكون ارتفاع الضغط ناجماً عن حالةٍ أو مرضٍ واضح ومحدد، ويسمى في هذه الحالة بارتفاع ضغط الدم الثانوي.

وهناك العديد من الحالات المختلفة التي يمكن أن تسببه، بما في ذلك:

  • أمراض الكلى
  • أمراض الغدة الكظرية
  • متلازمة كون أو الألدوستيرونية الأولية وهي حالة ينتج فيها الجسم الكثير من هرمون الألدوستيرون الذي يحث الكليتين على الاحتفاظ بالملح والماء.
  • متلازمة كوشينغ وهي متلازمة تؤدي إلى إفراز كميات زائدة من هرمون الكورتيزول.
  • فرط نشاط الغدد جارات الدرق
  • مشاكل الغدة الدرقية
  • تضيق الشريان الأبهري
  • انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم

يمكن أن تسهم الآثار الجانبية لبعض الأدوية أيضاً في ارتفاع ضغط الدم الثانوي، بما فيها:

  • موانع الحمل الفموية (حبوب منع الحمل)
  • مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية
  • حبوب تخفيف الوزن
  • المنشطات
  • مضادات الاكتئاب
  • مثبطات جهاز المناعة
  • مزيلات الاحتقان

التأثيرات السلبية لارتفاع ضغط الدم

١- خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية

يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى إتلاف جدران الشرايين، وهذا يجعل المريض أكثر عرضةً لتكوين رواسب من اللويحات التي تتسبب بتصلب الشرايين أو تضيقها.

ويمكن أن تؤدي هذه الترسبات أيضاً إلى حدوث جلطات دموية، والتي يمكن أن تتدفق عبر مجرى الدم وتمنع تدفق الدم إلى القلب أو الدماغ، مما يؤدي إلى حدوثٍ نوبة قلبية أو سكتة دماغية.

٢- الإصابة بقصور القلب

عندما تتصلب الشرايين أو تتضيق، يتعين على القلب أن يعمل بجهد أكبر لإيصال الدم إلى أنحاء الجسم.

وقد يؤدي عبء العمل المتزايد هذا إلى تضخم القلب وفشله في إمداد أعضاء الجسم بالدم.

٣- حدوث ألمٍ في الصدر

ويُطلق عليه أيضاً اسم الذبحة الصدرية، ويحدث عندما لا يحصل القلب على الدم الذي يحتاجه للقيام بعمله.

فعندما يؤدي الأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم أنشطة كالمشي أو صعود الدرجات أو الرياضة الشديدة، يمكن أن تتسبب الذبحة الصدرية بشعور ضاغط أو عاصر أو شعور بالامتلاء في الصدر.

٤- تلف الكليتين

يمكن أن يتسبب ارتفاع الضغط في تلف الشرايين التي تغذي الكليتين، ويمكن لذلك أن يقلل من قدرتهما على العمل، وفي حالات نادرة يؤدي إلى الفشل الكلوي.

٥- مشاكل في الرؤية

إنَّ العينين مليئتان بأوعية دموية صغيرة، ويمكن لارتفاع ضغط الدم أن يتسبب في إجهادها أو إتلافها.

كما يمكن له أن يسبب تورماً في العصب البصري، وقد يؤدي خفض ضغط الدم في بعض الأحيان إلى عكس مشاكل الرؤيةوترك ارتفاع ضغط الدم دون علاج يمكن أن يسبب ضعفاً دائماً في البصر.

٦- العجز الجنسي

يمكن أن يتسبب ارتفاع ضغط الدم في انخفاض الرغبة الجنسية لدى النساء وضعف الانتصاب عند الرجال.

٧- الإصابة بمرض الشريان المحيطي (PAD)

يحدث مرض الشريان المحيطي عندما تضيق الشرايين في الساقين أو الذراعين أو المعدة أو الرأس فتسبب الألم والتشنج والتعب.

والإصابة بهذا المرض تزيد خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية.

٨- الإصابة بنوبة ارتفاع ضغط الدم

وهي حالة طبية طارئة قد تتسبب في تلف الأعضاء وفي مضاعفات أخرى قد تهدد الحياة، وتتطلب عناية طبية فوراً.

علاج ضغط الدم المرتفع

يحتاج معظم الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم إلى علاج مدى الحياة للمساعدة في درء أو تأخير المشكلات الصحية الخطيرة التي تسببها الحالة.

العلاجات الوقائية

وقد تشمل خيارات علاج ارتفاع ضغط الدم اتباع ما يلي:

  • نظام غذائي صحي قليل الملح
  • الإقلاع عن التدخين
  • الحد من تناول الكحول
  • ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة
  • التعامل مع الإجهاد النفسي والتوتر

العلاجات الدوائية

تتوفر مجموعة متنوعة من الأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم، ومن المهم متابعة العلاجات الدوائية باستمرار مع الطبيب المختص فمع الوقت يمكن تغيير الجرعات أو حتى إضافة دواء جديد.

فبالنسبة للعديد من الأشخاص المصابين يكون تناول أكثر من دواء بجرعات منخفضة أكثر فعاليةً من تناول جرعات أكبر من دواء واحد.

وقد يوصي الأطباء عادةً بالأدوية التالية:

١- مدرات البول:

وعادةً ما تكون الخط الأول في العلاج؛ حيث تساعد الكلى على التخلص من الصوديوم والماء من الجسم.

وبالتالي التقليل من كمية السوائل التي تتدفق عبر الأوردة والشرايين، فيؤدي ذلك بدوره إلى خفض ضغط الدم.

٢- حاصرات بيتا:

تعمل هذه الأدوية على تقليل عبء عمل القلب وتوسيع الأوعية الدموية؛ ونتيجةً لذلك ينبض القلب أبطأ وبقوةٍ أقل.

وغالباً ما يتم الجمع بين حاصرات بيتا وأدوية ضغط الدم الأخرى.

٣- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACEi):

تساعد هذه المثبطات على خفض ضغط الدم عن طريق مساعدة الأوعية الدموية على الاسترخاء ما يسمح بتدفق الدم عبر الجسم بسهولة أكبر.

٤- حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 (ARBs):

تمنع هذه الأدوية هرمونات معينة من التأثير على القلب والأوعية الدموية ما يمنع ضغط الدم من الارتفاع.

٥- حاصرات قنوات الكالسيوم:

توقف هذه الحاصرات حركة الكالسيوم إلى خلايا الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى إرخاء الخلايا العضلية فيها وبالتالي استرخاء تلك الأوعية.

٦- مثبطات الرينين:

تعمل هذه الأدوية على إبطاء إنتاج إنزيم يسمى الرينين، والذي يتم إنتاجه في الكلى والذي يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

ومن المهم الانتباه إلى أنه لا ينبغي أن تؤخذ مثبطات الرينين مع مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين أو حاصرات مستقبل الأنجيوتنسين.

٧- حاصرات ألفا:

تعمل على خفض ضغط الدم عن طريق منع شد عضلات الأوردة والشرايين.

٨- حاصرات ألفا وبيتا:

تعمل على إبطاء معدل ضربات القلب لتقليل كمية الدم التي يتم ضخها عبر الأوعية الدموية.

٩- العوامل المؤثرة المركزية:

تعمل على منع الإشارات القادمة من الدماغ والتي تنبه الجهاز العصبي لزيادة معدل ضربات القلب وتضييق الأوعية الدموية.

١٠- موسعات الأوعية الدموية

والتي تساعد على ارخاء الأوعية الدموية وتوسيعها وبالتالي تخفيف الضغط عن الشرايين.

الوقاية من ارتفاع ضغط الدم

يمكن منع ارتفاع ضغط الدم من خلال اتباع نمط حياة صحي، وهذا يتضمن:

  • الحد من كمية الصوديوم (الملح) المتناولة وزيادة كمية البوتاسيوم
  • التقليل من تناول الدهون
  • الإكثار من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وخاصة التمارين الهوائية
    التمارين الهوائية هي التمارين التي ينبض فيها القلب بقوة أكبر ويستهلك الأوكسجين بكميةٍ أكبر من المعتاد مثل المشي السريع.
  • الحفاظ على وزن صحي
  • الحد من شرب الكحول
  • تجنب التدخين
  • الاسترخاء والتعامل مع التوتر بشكلٍ سليم
    حيث يمكن أن يحسن ذلك من الصحة العاطفية والجسدية ويخفض ضغط الدم المرتفع.