ارتفاع هرمون البرولاكتين: الأسباب والعلاج

الكاتب - 15 ديسمبر 2022

ما هو هرمون البرولاكتين؟

هرمون البرولاكتين هو الهرمون المسؤول بشكل رئيسي عن نمو الثديين عند الأنثى وإنتاج الحليب عند الحامل تحضيراً للإرضاع عقب ولادة الطفل، وهي الوظيفة المعروفة لهذا الهرمون.

إلا أن له أكثر من 300 دور في الجسم موزعة، في الجهاز التناسلي والاستقلاب وتنظيم السوائل وأيضاً في الجهاز المناعي والوظائف السلوكية.

يفرز هذا الهرمون من الفص الأمامي للغدة النخامية، الموجود في قاعدة الدماغ وتتحكم مجموعة من العوامل بمستوياته والتي يطلق عليها اسم عوامل تثبيط البرولاكتين (PIFs) كالدوبامين. 

ارتفاع هرمون البرولاكتين

قد يحدث اضطرابات تطال مستويات هرمون البرولاكتين، ومنها ما يعرف بفرط البرولاكتين، وهي حالة يحدث بها ارتفاع لهرمون البرولاكتين عند الذكور أو النساء غير الحوامل.

إن هذا الارتفاع قد يخفي بعض الأمراض في الجسم، منها ما يكون سليم والآخر قد يشكل خطورة على حياة المريض.

تختلف الأعراض التي تظهر نتيجة هذا الارتفاع بين الذكور الإناث، وتكون عند الإناث أكثر وضوحاً، إلا أن الأعراض بالمجمل تكون واضحة وتدفع المريض لزيارة الطبيب.

بالنسبة للاحصائيات المتعقلة بهذا الاضطراب، فإنه يقدر أن انتشار فرط برولاكتين الدم لا يتجاوز 1% من عامة السكان و 5% إلى 14% من النساء اللواتي يعانين من انقطاع الطمث الثانوي.

أسباب ارتفاع هرمون البرولاكتين

يعد كل من الحمل والرضاعة الطبيعية، من الأسباب الشائعة لارتفاع قيم هرمون البرولاكتين، ولكن هذا لا ينفي وجود بعض أسباب أخرى يمكن أن تؤدي إلى اضطراب في مستويات الهرمون، وهي تضم:

  • اضطراب وظيفة الغدة النخامية المسؤولة عن هذا الهرمون، والذي قد يعود لممارسة الرياضة العنيفة أو مرض القمه العصبي (فقدان الشهية) ومن الممكن أن تؤثر بعض الأدوية أو الحالات المرضية أيضاً.
  • أورام الغدة النخامية، كالورم البرولاكتيني أو أي أورام أخرى للغدة قد تؤثر على مستويات هرمون البرولاكتين. عادةً ما تكون هذه الأورام سليمة (غير سرطانية) إلا أن أحجامها الكبيرة تؤدي للعديد من الاضطرابات. 
  • قصور الغدة الدرقية قد يؤثر على مستويات البرولاكتين.
  • بعض الأمراض المزمنة، كالداء الكلوي أو الكبدي المزمن.
  • بعض الإصابات أو الأمراض التي تؤثر على جدار الصدر.
  • تنبيه (مداعبة) الحلمة يمكن أن يؤثر على مستويات الهرمون.
  • كما أن هناك مجموعة من الأدوية التي قد تتدخل في مستويات البرولاكتين، مثل:
    • أدوية المعالجة للاكتئاب والقلق، يذكر منها مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCA)، ومثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI).
    • الأدوية المخصصة لاضطرابات المزاج والفصام مثل ريسبيريدون والهالبيريدول.
    • أدوية ارتفاع ضغط الدم مثل ميثيل دوبا وحاصرات قنوات الكالسيوم.
    • حبوب منع الحمل
    • المسكنات الأفيونية
    • دواء الاستروجين

أعراض ارتفاع هرمون البرولاكتين

يمكن أن تكون حالة ارتفاع هرمون البرولاكتين غير عرضية، ولا يكتشف المريض وجود هذه المستويات المرتفعة بالصدفة.

أما في حال وجود أعراض فهي تأتي على شكل قصور غدد تناسلية أو ثر الحليب من الثدي (ثر اللبن أو الحليب هو حالة يفرز فيها الثدي الحليب دون وجود حمل). ومن الأعراض المشاهدة:

الأعراض عند الإناث

  • حدوث جفاف في المهبل، الذي قد يؤول إلى ألم أثناء الجماع.
  • اضطرابات في الدورة الشهرية، كأن يحدث انقطاع في الطمث أو عدم انتظام، الذي يشمل قلة الطمث أو غزارة الطمث.
  • إنتاج حليب من الثدي (ثر الحليب/ثر اللبن) مع عدم وجود حمل أو إرضاع.

الأعراض عند الذكور

  • مشاكل في الانتصاب، كأن يكون هناك صعوبة في الانتصاب أو الحفاظ عليه
  • التثدي، الذي هو تضخم في الثديين
  • انخفاض الكتلة العضلية وتساقط شعر الجسم
  • انخفاض الرغبة الجنسية
  • قلة النطاف وحتى العقم

قد تظهر أعراض مرتبطة بورم الغدة النخامية ومدى حجمه، وتضم:

  • الصداع
  • شلل في حركات العين نتيجة إصابة بعض الأعصاب
  • عيب في الساحة البصرية (أجزاء العين والقدرة على الرؤية)

المضاعفات

إن وصول هرمون البرولاكتين لمستويات عالية ولفترات طويلة قد يؤدي لبعض المضاعفات التي تشمل:

  • العقم
  • هشاشة العظام

بالإضافة لبعض المضاعفات المرتبط بالورم البرولاكتيني، مثل:

  • العمى
  • قصور الغدة النخامية
  • تسريب السائل الدماغي الشوكي (CSF)

التشخيص

إن أهم خطوة قبل البدء بالتشخيص، هو نفي وجود حمل أو إرضاع في كانت المصابة إنثى.

ويكون التشخيص لحالة ارتفاع هرمون البرولاكتين عبر عدة خطوات، تشمل:

  • تحليل الدم: حيث يتمكن الطبيب من تحديد قيم البرولاكتين، وتأكيد وجود ارتفاع في مستوياته.
  • الفحوص التصويرية: بعد تأكيد وجود ارتفاع في قيم الهرمون، لا بد من نفي وجود ورم في الغدة النخامية، عبر التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو عبر التصوير الطبقي المحوري (CT).

علاج ارتفاع هرمون البرولاكتين

يهدف العلاج إلى تخفيض متسوى البرولاكتين قدر الإمكان، وتختلف طريقة التخفيض حسب العامل المسبب، وهي كالآتي:

  • يوجد خيار أولي دوائي، مثل بروموكريبتين وكابيرجولين، اللذان يعملان على خفض مستويات البرولاكتين بالإضافة لتقليص حجم الورم النخامي.
  • إذا كان الخيار الدوائي غير فعال أو كان حجم الورم النخامي يتوسع فإن الخيار الجراحي يكون الحل الأفضل.
  • يمكن إضافة العلاج الشعاعي كخيار إضافي، لتقليص حجم الورم البرولاكتيني.
  • إذا كان الارتفاع مرتبط بقصور الغدة الدرقية فإن العلاج المعيض بالثيروكسن يكون هو الحل البديل.
  • أما إذا كانت الأدوية هي السبب وراء هذا الارتفاع، فإن العلاج يكون بإيجاد بديل أقل تأثيراً.

الوقاية من ارتفاع هرمون البرولاكتين

لا يوجد أي طريقة قد تمنع الورم النخامي من الظهور وبالتالي أرقام البرولاكتين في الارتفاع.

إلا أن هناك بعض الإجراءات التي تساعد على استقرار هذا الهرمون، وهي:

  • يمكن أن يساعد التقليل من التوتر وحالات الشدة النفسية
  • التقليل قدر الإمكان من النشاطات البدنية العنيفة، وبشكل خاص تلك التي تسبب ضغطاً زائداً على جدار الصدر.
  • الابتعاد عن الملابس الضيقة التي قد تحفز الحلمات.
  • وجدت بعض الأبحاث أن فيتامين ب 6 (B6) قد يزيد من إنتاج الدوبامين الذي يساعد على خفض مستويات البرولاكتين.
  • لمكملات الفيتامين E دوراً في خفض مستويات البرولاكتين.

عند الختام، لابد من التأكيد على أن أهم نصيحة لهذه الحالة، هي أن يكون التشخيص والعلاج بأسرع وقت ممكن.