الرئيسية جسم الإنسان الجهاز الهضمي الإشريكية القولونية (إيكولاي): الأعراض والعلاج

الإشريكية القولونية (إيكولاي): الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 9 أغسطس 2023

تعد الإشريكية القولونية والمعروفة باسم إيكولاي "E. coli" من البكتيريا الضارة التي تؤثر على الجهاز الهضمي للإنسان، وتسبب العديد من المشاكل الصحية مثل التهابات المسالك البولية والتهاب الأمعاء وغيرها.

ما هي الإشريكية القولونية؟

الإشريكية القولونية "Escherichia coli" واختصاراً الإيكولاي "E. coli" هي جراثيم على شكل العصي تتبع لعائلة الجراثيم المعوية "Enterobacteriaceae".

ويمكن لهذه الجراثيم أن تعيش في بيئات مختلفة بوجود الهواء أو بدونه، كما أنها تعيش في أمعاء جميع الأشخاص والحيوانات ذوات الدم الحار.

وفي معظم الحالات لا تسبب هذه الجراثيم أية أضرار، بل تساعد في هضم الطعام الذي يتناوله المرء، ولكن يمكن أن تسبب بعض السلالات مشاكل وأعراضاً كالإسهال وآلام وتشنجات المعدة والحمى.

انتقال العدوى

على الرغم من أن معظم سلالات الإشريكية القولونية غير ضارة، لكن بعضها ينتج سماً يجعل الشخص مريضاً، حيث هناك نوع يدعى بالإشريكية القولونية "O157:H7" والذي ينتج ذيفاناً قوياً يسمى الشيغا "Shiga"، ويمكن أن يسبب أضراراً في بطانة الأمعاء الدقيقة. (1)

تجدر الإشارة إلى أن جراثيم الإشريكية القولونية تتراكم بشكل أساسي في الماشية مثل الأبقار والأغنام والماعز والغزلان، بالإضافة إلى بعض الثدييات الأخرى التي أصيبت بالعدوى مثل الخنازير والخيول والأرانب وكذلك الطيور مثل الدجاج والديك الرومي.

يمكن لجراثيم الإشريكية القولونية (إيكولاي) أن تنتقل بطرائق مختلفة إلى الإنسان، على سبيل المثال:

  • استهلاك الأطعمة الملوثة مثل اللحوم غير المطهية بشكل كامل، ومنتجات الألبان غير المبسترة، وعصائر الفاكهة، والفواكه والخضروات غير المغسولة.
  • استهلاك المياه الملوثة وخاصة في المناطق الريفية أو في المسابح.
  • الاتصال مع مفرزات الأشخاص المرضى عبر القيء أو البراز، أو عبر الاتصال المباشر مع الحيوانات التي تحمل الجراثيم
  • كما يمكن ببعض الأشخاص أن ينقلوا العدوى حتى لو لم تظهر عليهم الأعراض

وفي حال الإصابة بالإشريكية القولونية يمكن اتخاذ خطوات لتجنب نقل العدوى وإصابة الآخرين، بما في ذلك:

  • غسل جميع الأفرشة أو الملابس أو الأسطح المنزلية التي قد تلوثت ببراز الإسهال أو بالإقياء.
  • تجنب المشاركة بإعداد الطعام للآخرين لمدة 24 ساعة بعد اختفاء أعراض المرض.
  • الابتعاد عن العمل حتى 24 ساعة على الأقل من اختفاء الأعراض أو حتى 48 ساعة إذا كان المريض يعمل في مجال إعداد الطعام.

الفئات الأكثر عرضة للعدوى

يمكن أن تنتقل العدوى لأي شخص، ولكن هنالك بعض الفئات المعرضة لخطر الإصابة بشكل أكبر وهم:

  • حديثي الولادة والأطفال
  • كبار السن
  • الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل المصابين بالسرطان والسكري وفيروس نقص المناعة البشرية
  • النساء الحوامل
  • الأشخاص الذين يسافرون إلى مناطق ذات بيئة ملوثة

أعراض الإشريكية القولونية

تظهر أعراض العدوى عند الإصابة بالإشريكية القولونية "O157:H7" بعد 3 أو 4 أيام من التعرض للجراثيم.

ولكن أحياناً قد تظهر الأعراض في وقت مبكر بعد 24 ساعة أو في وقت متأخر بعد أسبوع واحد. كما يمكن أن تشمل الأعراض ما يلي:

  • ألم أو تشنج شديد في البطن والذي غالباً ما يبدأ بشكل مفاجئ
  • الإسهال المائي والذي يبدأ بعد بضع ساعات من بدء الألم
  • خروج براز مدمى بلون أحمر بعد حوالي يوم واحد، وذلك نتيجة الأضرار التي تسببها السموم التي تفرزها الجرثومة في الأمعاء
  • الغثيان
  • الإقياء في بعض الحالات
  • أحياناً قد تظهر حمى والتي عادةً ما تكون أقل من 38.3 درجة مئوية
  • التعب الناتج عن التجفاف وفقدان السوائل والشوارد

الإشريكية القولونية والتهاب المسالك البولية

تعتبر الإشريكية القولونية (الإيكولاي) سبباً شائعاً لعدوى المسالك البولية كالتهاب المثانة، حيث يقع مخرج المسالك البولية بالقرب من فتحة الشرج، ولذلك يمكن أن تنتشر الجراثيم من الجهاز الهضمي إلى المسالك البولية.

ويمكن أن يساعد مسح المنطقة وتنظيفها من الأمام إلى الخلف إلى تقليل مخاطر الإصابة بهذه الالتهابات.

وتشمل الأعراض الأكثر شيوعاً لعدوى المسالك البولية ما يلي:

  • كثرة التبول
  • ألم أو حرقة عند التبول
  • تغير لون البول ورائحته
  • التعب
  • ألم في الظهر
  • الغثيان والإقياء أو أحدهما
  • تمرير كمية صغيرة من البول

ومن الجدير بالذكر أيضاً أن بعض أنواع الإشريكية القولونية قد تسبب عدوى تنفسية رئوية أو قد تؤدي إلى الإصابة بالتهاب السحايا.

المضاعفات

١- المتلازمة اليوريميائية الانحلالية

يعاني حوالي 10% من المرضى من الإصابة بالمتلازمة اليوريميائية الانحلالية "Hemolytic Uremic Syndrome" وذلك بجسب آخر الإحصائيات من منظمة الصحة العالمية، ويعد الأطفال الصغار وكبار السن هم الأكثر عرضةً للإصابة بها. (2)

تتسبب هذه المتلازمة بانحلال الدم، والذي قد يسبب فقر الدم وانخفاض عدد الصفيحات الدموية، كما وأن نتيجة تكتل الصفيحات الدموية معاً داخل الأوعية الصغيرة في الكلية، وانخفاض تدفق الدم إليها قد تؤدي إلى الفشل الكلوي، وزيادة مخاطر حدوث النزف.

بالإضافة إلى ذلك قد تتطور لدى هؤلاء المرضى مشاكل في الجهاز العصبي المركزي والتي تؤثر على الدماغ والنخاع الشوكي، مما يؤدي لحدوث الاختلاجات والشلل وتورم الدماغ والسبات، وقد يسبب الوفاة في 3 إلى 5 في المئة من الحالات.

تبدأ المتلازمة اليوريميائية الانحلالية عادةً بعد حوالي 5 إلى 8 أيام من بداية الإسهال وهي حالة طارئة تستدعي العلاج الفوري في المستشفى.

٢- إنتان الدم

قد تؤدي الإصابة بالإشريكية القولونية (الإيكولاي) أيضاً في بعض الحالات إلى الإصابة بإنتان الدم، وهي تمثل استجابة الجسم القصوى للعدوى حيث تؤدي العدوى إلى تفاعلات متسلسلة في جميع أنحاء الجسم، وتعتبر حالة طبية طارئة تهدد الحياة.

التشخيص

عندما تظهر الأعراض الهضمية على المريض، يجب زيارة الطبيب وعندها سيتم اجراء اختبارات لتحديد سبب العدوى.

وقد يشك الطبيب بجرثومة الإيكولاي إذا كان الأعراض تتضمن خروج مخاط أو دم مع البراز أو إن استمرت الأعراض أكثر من بضعة أيام.

يمكن أن يحدد اختبار البراز في بعض الأحيان الجرثومة المعينة التي تسبب هذه العدوى، ويمكن لمعظم المختبرات تحديد الإصابة بالإشريكية القولونية المنتجة للذيفان (السموم)، وعادةً ما تظهر النتائج في غضون يومين إلى أربعة أيام.

كما يمكن أن تساعد اختبارات الدم أيضاً في التحقق من وجود الأجسام المضادة للعدوى أو الإصابة بمتلازمة انحلال الدم، أو إنتان الدم، وهي عدوى خطيرة في الدم تنجم عن الإصابة بالجراثيم بما في ذلك الإشريكية القولونية (الإيكولاي).

علاج الإشريكية القولونية

يعتمد علاج الإشريكية القولونية وأعراضها على موضع الإصابة بالجسم ونوع الأعراض المشاهدة، حيث يجدر الإشارة إلى أن معظم الناس يتعافون في غضون 5 إلى 10 أيام.

ومن المهم الانتباه إلى أن المضادات الحيوية لا تفيد في علاج هذه الجراثيم، بل وإن تناولها قد يزيد من خطر الإصابة بالمتلازمة الانحلالية اليوريمائية.

تعتمد الإجراءات العلاجية على أعراض المريض وشدتها حيث:

  • إذا كان المريض يعاني من الإسهال بدرجة خفيفة أو متوسطة فيجب أن يحاول الحفاظ على رطوبة الجسم بشرب الكثير من السوائل مثل محلول الإماهة عن طريق الفم، وهو متاح في الصيدليات.
  • كما وينصح المريض بالراحة وتجنب الأطعمة الحارة أو المسببة للغازات
  • من المهم تجنب تناول الأدوية المضادة للإقياء أو الإسهال دون استشارة الطبيب المختص
  • في حال تسببت الإصابة بالإشريكية القولونية بحدوث عدوى في المسالك البولية أو في الدم أو عدوى بالجهاز التنفسي، عندها من المحتمل أن يتضمن العلاج المضادات الحيوية باشراف الطبيب المختص ومن أبرز هذه الأدوية سلفاميثوكسازول "Sulfamethoxazole" وأمينوغليكوزيد "Aminoglycoside"

الوقاية من الإشريكية القولونية

يمكن أن تساعد بعض النصائح في الوقاية من العدوى بجراثيم الإشريكية القولونية (الإيكولاي)، وتشمل ما يلي:

  • طهي اللحوم بشكل جيد
  • شرب الحليب المبستر
  • غسل الخضروات وخاصة الورقية منها بشكل جيد
  • غسل أدوات المائدة والأواني بالماء الدافئ والصابون
  • تخزين اللحوم بشكل منفصل عن الأطعمة الأخرى واستخدام ألواح تقطيع مختلفة عند تحضير الطعام
  • غسل اليدين جيداً بالماء والصابون ولا سيما بعد الذهاب إلى المرحاض وعند تغيير الحفاض وقبل إعداد الطعام وبعده وعند لمس الحيوانات.