الارتجاع الحمضي المعدي المريئي "GERD"

المراجعة الطبية - M.D, FACG
الكاتب - أخر تحديث 27 سبتمبر 2022

إنّ الارتجاع الحمضي المعدي المريئي "GERD" هو مرض هضمي شائع يصيب نسبةً ليست قليلة من البشر، وتكون أعراضه شديدةً لدى البعض لدرجة قد تعيق وتحد من نشاطات المريض.

وتُعد الشكاوي الهضمية من الأكثر تواتراً بين الناس، ولعلّ كل شخص منّا يعاني هو أو أحد الأشخاص من حوله من آلام في منطقة الصدر يُطلِق عليها الأفراد عدة تسميات قد سمعناها جميعنا مثل "الحرقة" أو "الحموضة".

كل ما سبق يشير إلى حالة مشتركة تدعى طبياً "الارتجاع الحمضي المعدي المريئي - GERD".

ما هو الارتجاع الحمضي المعدي المريئي؟

يتوضع المريء في منطقة الصدر، وهو على اتصال من الأعلى مع البلعوم ومن الأسفل مع المعدة والتي تتوضع في منطقة البطن، والاتصال بين المعدة والمريء غير مغلق بشكل كامل في الحالة الطبيعية، إنما هناك عضلة في أسفل المريء مسؤولة عن ضبط هذا الاتصال تمنع عودة الحموض المفرزة بشكل طبيعي من المعدة إلى المريء.

أما عندما يختل عمل هذا الاتصال فإن الحموض المعدية القوية ستعود إلى المريء بشكل غير طبيعي، وتسبب أعراضاً متنوعةً لأن المريء الطبيعي غير مهيأ لتحمّل هكذا حموضة يصفها بعض المرضى بالحرقة في أسفل المريء "Heartburn".

الاتصال المعدي المريئي

لا بدّ لنا من الاطلاع ولو بلمحة بسيطة على آليات ضبط الاتصال المعدي المريئي من أجل الوصول لفهم أسباب هذه الحالة الطبية.

قبل أن يتصل المريء بالمعدة فإنه يخترق عضلة الحجاب الحاجز نزولاً باتجاه المعدة، ثمّ يشكل زاوية حادةً عند اتصاله بها.

وبالتالي يمكن تلخيص الآليات الضابطة التي تمنع عودة حموض المعدة إلى المريء في الحالة الطبيعية بما يلي:

  • عضلة الحجاب الحاجز المحيطة بالقسم السفلي من المريء
  • الزاوية الحادة التي يصنعها اتصال المريء بالمعدة
  • العضلة المريئية السفلية في منطقة الاتصال بالمعدة
  • وجود منطقة قصيرة من المريء في منطقة البطن
  • الضغط الموجود في منطقة البطن

وبالتالي فإن أي خلل في هذه الآليات سيكون سبباً في حصول الارتجاع الحمضي المعدي المريئي.

مقطع يوضح حالة الارتجاع الحمضي
مقطع يوضح حالة الارتجاع الحمضي

أعراض الارتجاع الحمضي المعدي المريئي

لا يعاني كل مرضى الارتجاع الحمضي المعدي المريئي من أعراض المرض، ويمكن أن يعاني أيضاً بعض المرضى أعراضاً أشد، لذلك تقسم الأعراض لنوعين:

١- الأعراض التقليدية:

وهي مجموعة من الأعراض المرتبطة بالطريق الهضمي، وهي أكثر شيوعاً من غيرها من الأعراض، وتشمل:

أ- الحرقة "Heartburn":

الحرقة هي شعور بالألم في منطقة الصدر، ويصفه المريض بوجود شعور كالحرق في أسفل مقدّم الصدر.

ويمكن تصنيف هذه الحرقة على أنها خفيفة عندما لا يتجاوز عدد مرات تكرارها في الأسبوع يوم إلى يومين، أما عندما تتجاوز هذه المدة، عندها نصفها أنها متوسطة الشدة إلى شديدة.

ب- الارتجاع "Regurgitation":

يمكن تعريف الارتجاع أو "القلس" أنه عبور جزء من محتويات المعدة الحاوية على الحموض إلى الفم أو إلى القسم السفلي من البلعوم، وقد تكون هذه الحموض ممزوجةً مع بعض البقايا الطعامية غير المهضومة بشكل كامل.

وكما الحرقة فإن الارتجاع يمكن تقسيمه إلى خفيف ومتوسط وشديد؛ بناءً على تكرار حدوثه خلال الأسبوع.

ج- اضطراب الهضم:

يعتبر وجود اضطراب في الهضم من الأعراض التقليدية للارتجاع الحمضي المعدي المريئي، حيث أنّ المريض قد يشعر بالألم عند البلع، كما قد يواجه صعوبات أثناء عملية الهضم.

وكل ذلك قد يشير لتطور التهاب في المريء، أو تضيق في القسم السفلي منه نتيجة المدة الزمنية الطويلة للمعاناة من الارتجاع دون معالجته.

٢- الأعراض غير التقليدية:

وهي مجموعة من الأعراض المختلفة، وتعد أقل شيوعاً من غيرها من الأعراض، وتشمل:

أ- الألم الصدري المتعلق بـ "GERD":

وهو ألم شديد قد يوقظ المريض من النوم، وقد يتحرض بالانفعال العاطفي، كما يشبه الألم القلبي، وقد ينتقل هذا الألم من منطقة الصدر إلى الكتف أو الفك السفلي أو حتى إلى الساعد، لكنه يتميز عن الألم القلبي أنه يَهدأ عبر الأدوية المضادة للحموضة.

ب- زيادة إفراز اللعاب:

قد يحرض الارتجاعُ الفمَ على إفراز كميات زائدة من اللعاب، إلا أن ذلك لا يعد عرضاً شائعاً.

ج- اللقمة الكروية:

وهي إحساس كاذب بوجود لقمة في البلعوم رغم عدم وجود شيء في هذه المنطقة، لكن هذا الشعور لم يتم تفسيره طبياً حتى الآن.

د- الغثيان:

يعاني بعض المرضى من إحساس بالغثيان ورغبة بالتقيؤ.

ه- أعراض غير متعلقة بالطريق الهضمي:

قد يعاني بعض المرضى من أعراض مثل السعال والعطاس وبحة الصوت والتهاب الأذن الوسطى.

أسباب الارتجاع الحمضي المعدي المريئي

وفق آلية الاتصال المعدي المريئي السابقة يمكن تحديد الأسباب التي تؤدي لحالة الارتجاع المعدي المريئي، وتطول القائمة كثيراً فيما يخص أسباب الارتجاع الحمضي المعدي المريئي.

ولكن يجب التنويه إلى أهم هذه الأسباب نظراً لشيوع هذه الحالة المرضية بين البشر، حيث أنها تصيب ما يقارب 20% من السكان. وهي كالتالي:

١- اضطراب العضلة المريئية السفلية:

يُمثل هذا الاضطراب أكثر الأسباب المؤدية للارتجاع الحمضي المعدي المريئي. حيث تقل قدرة هذه العضلة على ضبط الوصل المعدي المريئي، وبالتالي تزيد من احتمالية ارتجاع الحموض إلى المريء.

أي أنّ العضلة لا تتقلص كما يجب بعد تناول وجبة الطعام، وقد يكون لبعض الأطعمة والمشروبات والأدوية دوراً في ضعف هذه العضلة.

٢- التدخين:

 للتدخين دور في إطالة مدة العملية الهضمية وزيادة مدة بقاء الأطعمة داخل المعدة، وبالتالي زيادة إفراز الحموض في المعدة. (1)

٣- الفتق في الحجاب الحاجز:

يفصل الحجاب الحاجز بين الصدر والبطن، ويمر من خلاله المريء إلى البطن كما أسلفنا، وبالتالي عندما تضعف الحلقة المحيطة بالمريء في الحجاب الحاجز، فإن المريء سيصعد قليلاً إلى الصدر ويقل الضغط المطبق عليه من البطن، ومن ثم ستزداد احتمالية حدوث الارتجاع الحمضي.

٤- السمنة:

لم يتم التوصل بعد إلى الرابط المباشر بين السمنة والارتجاع الحمضي، لكنْ ما هو مؤكد حتى الآن هو أنّ السمنة تزيد من الضغط داخل البطن وتزيد من احتمالية حدوث حالة الارتجاع المعدي المريئي. (2)

٥- أثناء الحمل:

تزداد هرمونات "استروجين" و"بروجسترون" لدى المرأة الحامل، وهذه الهرمونات تلعب دوراً في التحكم بتقلص العضلات؛ مما يؤدي إلى استرخاء العضلة المريئية السفلية وعضلات المعدة.

يضاف إلى ما سبق وجود الجنين الذي يرفع الضغط داخل البطن، ومن ثم حدوث الـ "GERD"، كما أن هذه الحالة تنتشر في الربع الثاني والثالث من الحمل وليس خلال الربع الأول. (3)

٦- بعض أنواع الأطعمة:

لم يتفق الأطباء بعد على دور بعض الأطعمة في حدوث الارتجاع الحمضي المعدي المريئي، خصوصاً لدى المرضى الذين لا يعانون من الأعراض بتواتر كبير؛ إلا أنه عندما تزداد شدة وتواتر الارتجاع بالترافق مع بعض الأطعمة المحددة، فإنها تدفع المريض لتجنبها بشكل تلقائي.

ومن هذه الأطعمة:

  • الملح: تزداد الدلائل حالياً على ارتباط الحميات العالية الملح مع زيادة إمكانية حدوث الارتجاع.
  • الأطعمة التي ترخي العضلة المريئية السفلية مثل: 
    • الأطعمة المقلية
    • الوجبات عالية الدهون
    • الزبدة
    • الصلصات الحاوية على الحليب
    • الشوكولا
  • المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل
    • القهوة
    • الشاي
    • المشروبات الغازية
  • الأطعمة التي تزيد من إفراز المعدة للحموض وتشمل:
    • المشروبات الحاوية على الكافيين
    • الكحول
    • الطعام الحار
    • الفلفل الأسود
    • الفواكه الحمضية والعصائر كعصير البرتقال

٧- الأدوية:

قد يكون لبعض الأدوية تأثيرات جانبية تعمل على زيادة شدة أعراض الارتجاع الحمضي المعدي المريئي، أو قد تكون سبباً لها. (4)

ومن الأمثلة المهمة على هذه الأدوية:

  • بعض الأدوية المستخدمة لمعالجة ارتفاع الضغط الشرياني وأمراض القلب
  • بعض الأدوية المستخدمة في معالجة اضطرابات الطريق البولي والمياه الزرقاء في العين والحساسية
  • أدوية الربو
  • الأدوية المضادة للهيستامين كتلك المستخدمة للحساسية والحكة
  • الأدوية المهدئة والمزيلة للقلق
  • مكملات الحديد الفموية

متى يجب على المريض زيارة الطبيب؟

قد يكون من الصعب على المريض تحديد الوقت المناسب ليطلب استشارة اختصاصي الطب الباطني الهضمي، وذلك بسبب محاولة بعض المرضى مقاومة انزعاجهم أو بسبب محاولة بعضهم الآخر تجربةَ علاجات أخرى قبل استشارة الطبيب.

لذلك سنأتي على ذكر بعض النقاط المهمة التي يجب عندها طلب استشارة الاختصاصي، وهي:

  • استمرار معاناة المريض من الأعراض لفترة تزيد عن أسبوعين.
  • استمرار الأعراض من الحرقة وغيرها رغم محاولة المريض استخدام الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبيب.
  • معاناة المريض من الحرقة "Heartburn" لفترات تتنوع فيها الأعراض في الشدة والتواتر.
  • اضطراب عادات النوم لدى المريض نتيجة الأعراض بالإضافة إلى عدم الراحة خلال الليل.
  • تأثير المرض على أنشطة المريض اليومية والتي قد تصل إلى حد عدم قدرة المريض على الاندماج مع الحياة الاجتماعية.
  • الألم الذي يعاني منه المريض أثناء تناول الطعام إضافةً إلى صعوبة البلع.
  • معاناة المريض من الغثيان والإقياء أثناء حدوث الحرقة.
  • خسارة المريض للوزن بشكل كبير خلال فترة قصيرة.
  • شكوى المريض من بحة الصوت لفترة طويلة.

مضاعفات الارتجاع الحمضي المعدي المريئي

قد يتعرض المريض عند استمرار الحالة لفترة طويلة أو تجاهل العلاج لنوعين من المضاعفات وهي تقسم على الشكل التالي:

١- مضاعفات داخل المريء

قد تظهر بعض المضاعفات ضمن الطريق الهضمي، وتشمل:

أ- التهاب المريء التآكلي:

نتيجة طبيعة خلايا المريء واختلافها عن نمط حلايا المعدة وتعرّضه المستمر للحموض العالية القادمة من المعدة فإنها ستؤدي هذه الحموض إلى خسارة أجزاء من طبقاته إلى أن يصل الحال لحدوث التهاب في المريء.

ب- مريء باريت "Barrett":

إن طبيعة المريء غير مهيئة لاستقبال الحموض القوية من المعدة؛ لذلك يحدث تحول تكيفي في خلايا المريء لتصبح خلايا القسم السفلي منه تشبه خلايا المعدة القادرة على تحمّل هذه الحموض، وهذا ما يدعى "مريء باريت".

ج- تضيق المريء:

يحدث التضيق أثناء عملية التعافي التي تحدث في المريء من الالتهاب الحاصل، حيث تترسب طبقات من الكولاجين فوق المنطقة الملتهبة، إلى أن يضيق جوف المريء، وعندها يشعر المريض بصعوبة في مرور الطعام الصلب.

٢- مضاعفات خارج المريء

لا تشمل الاختلاطات المتعلقة بالـ "GERD" المريء فقط إنما قد تظهر اختلاطات خارج الطريق الهضمي ومنها:

أ- التهاب الحنجرة المزمن:

قد تصل كميات صغيرة من الحموض المعدية أثناء الارتجاع إلى الحنجرة لتؤدي إلى التهاب مزمن مع مرور الزمن، ويتظاهر بتغير في الصوت أو البحة أو الاختناق وتشنج الحنجرة أو قد يصل حتى إلى تضيق جوف الحنجرة.

ب- تضيق الحنجرة والرغامى:

إن التضيق قد يصيب الحنجرة أو حتى الرغامى، وبدرجات مختلفة لينتج عن ذلك أعراض متنوعة كصعوبة التنفس والسعال والعطاس وخروج قشع مخلوط بالدم.

ج- مضاعفات أخرى:

بالإضافة إلى ما سبق قد يحدث لدى بعض المرض نخر في الأسنان أو التهاب مزمن في الجيوب الأنفية أو التهاب متكرر في الرئتين.

التشخيص

عند زيارة اختصاصي الطب الباطني الهضمي فإن تشخيص المرض يعتمد بشكل أساسي على وصف المريض للأعراض، حيث يكون ذلك كافياً بالنسبة للطبيب في أغلب الأحيان.

إلا أنه يجب أن يجري الطبيب فحصاً كاملاً للمريض في أحيان أخرى لوضع التشخيص؛ ويتضمن هذا الفحص رؤية الشكل العام للمريض بالإضافة إلى  تأمل الوجه والبحث عن وجود الشحوب، وغيرها من العلامات.

وقد يطلب الطبيب بعض الاختبارات الأخرى والصور لوضع تشخيص أكيد للمرض، ومنها:

  • قياس ضغط العضلة المريئية السفلية: يهدف هذا الاختبار إلى قياس قدرة العضلة المريئية على التقلص بالقدر الكافية بعد الوجبات وبينها.
  • مراقبة درجة حموضة المريء: يعتبر الاختبار الذهبي والأكيد لوضع تشخيص الارتجاع الحمضي المعدي المريئي، حيث يتم وضع أداة تقيس درجات الحموضة ضمن المريء خلال مدة 24 ساعة؛ وبالتالي فإن القيم العالية للحموضة طوال النهار تؤكد وجود الـ "GERD".
  • صورةالصدر البسيطة: تُجرى في بعض الأحيان لنفي أو تأكيد وجود فتق في الحجاب الحاجز والذي يعد أحد أسباب الارتجاع الحمضي المعدي المريئي.

متى يجب القيام بالتنظير العلوي للسبيل الهضمي؟

يعد التنظير الهضمي العلوي وسيلةً مهمةً لدى بعض المرضى الذين يعانون من الارتجاع الحمضي المعدي المريئي.

ويجرى عادةً هذا الفحص لدى المرضى الذين يشتكون من الإقياء والغثيان المستمر والمترافق مع خروج الدم، إضافةً للذين فقدوا الكثير من الوزن خلال فترة قصيرة من المرض.

ويجري الطبيب التنظير بعد تحضير المريض من أجل الرؤية المباشرة لجوف المريء، وكشف أي التهاب في هذه المنطقة ناتج عن الارتجاع الحمضي الدائم.

كما بإمكانه أخذ شريحة من باطن المريء في المنطقة المتعرضة للحموض من أجل فحصها ودراستها لنفي تطور مرض خبيث فيها.

العلاجات المتبعة لحالة الارتجاع الحمضي المعدي المريئي

١- العلاج الدوائي:

يمكن للمريض السيطرة على أعراض ومضاعفات الارتجاع بعدة طرق، ويتمثل العلاج الدوائي بشكل أساسي بما يلي:

أ- مضادات الحموضة:

تعتبر مضادات الحموضة أدويةً لا تحتاج لوصفة طبيب، حيث يمكن لأي مريض الحصول عليها من أية صيدلية، وتعمل هذه الأدوية على تخفيف شدة حموضة المعدة بآلية كيميائية. (5)

كما أنها تتميز بعدم وصولها إلى الطريق الدموي، بل إنها تعمل داخل جوف المعدة فقط. وبالتالي تعتبر آمنة وسريعة التأثير، إلا أن تأثيرها لا يستمر طويلاً.

ب- مثبطات الهيستامين:

تعمل هذه الأدوية على تقليل إفراز المعدة للأحماض؛ ومن هنا يأتي دورها في المساعدة على شفاء تقرحات المريء الناتجة عن الارتجاع.

ج- مثبطات مضخة البروتون "PPIs":

 تعتبر هذه الأدوية هي الأكثر فعالية في تقليل إفراز المعدة للأحماض، كما تتفوق بكثير على مثبطات الهيستامين، ما يجعلها الخيار الأول للمرضى الذين يعانون من الارتجاع الحمضي المعدي المريئي المتوسط إلى الشديد. (6)

بالإضافة إلى ذلك فأن تأثيرها قد يستمر إلى يوم كامل، وهذا ما يجعلها مفضلةً لدى قسم كبير من المرضى.

د- الأدوية المحسنة لحركة الجهاز الهضمي:

تعمل هذه الأدوية على تنشيط الجهاز الهضمي، وتزيد من حركات المعدة أثناء الهضم؛ للمساعدة على الإفراغ السريع لمحتوياتها.

كما تحسن من حركات المريء، وتزيد من قوة العضلة المريئية السفلية وبالتالي تُنقص من الارتجاع الحمضي إلى المريء.

وغالباً تعطى هذه الفئة من الأدوية مع مثبطات إفراز الأحماض.

٢- العلاج الجراحي:

أحد الخيارات الأخرى لمعالجة مرضى الارتجاع الحمضي المعدي المريئي هو العلاج الجراحي، ولكن يجب تحقيق مجموعة من الشروط التي تدعم هذا الخيار وتضم:

  • فشل المعالجة الطبية باستخدام الأدوية وتغيير نمط الحياة.
  • الحاجة لللحصول على الأدوية باستمرار ولفترات طويلة.
  • معاناة المريض من اختلاطات الارتجاع المهمة، مثل "مريء باريت"، وتضيق المريء.
  • رغبة المريض في إجراء العمل الجراحي والذي قد يكون بسبب عدم تحمله لأخذ الأدوية باستمرار، أو لتحدد نشاطاته الحياتية أو لأسباب مادية متعلقة بالحصول على الدواء.
  • الاضطرابات الخارج هضمية الناتجة عن الارتجاع الطويل الأمد، كالسعال وبحة الصوت والربو وألم الصدر والاضطرابات التنفسية.
  • الاتهاب المريئي المستمر لمدة طويلة من دون هوادة.
  • وجود فتق في الحجاب الحاجز مترافق مع وجود بعض من أحشاء البطن في منطقة الصدر.
  • فشل عمل جراحي سابق تم إجراؤه لمعالجة الارتجاع.

أما بالنسبة للشروط التي تحول دون إمكانية إجراء العمل الجراحي فتضم:

  • عدم قدرة المريض على تحمل إجراء التخدير العام.
  • عدم قدرة المريض على تحمل إجراء جراحة للبطن.
  • وجود أمراض قلبية رئوية بمراحل متقدمة لدى المريض تحول دون إمكانية إجراء العمل الجراحي.
  • اضطراب قدرة جسم المريض على إجراء عملية التخثر بالشكل الأمثل، ما يزيد من إمكانية حدوث نزيف شديد لدى المريض خلال العمل الجراحي أو بعده.
  • ارتفاع في ضغط أوردة المريض البطنية وتحديداً "وريد الباب".
الخيارات الجراحية:

مع التطورات الطبية المتلاحقة فقد أصبح هنالك أكثر من خيار جراحي للمريض، حيث على الطبيب توضيح كل خيار من هذه الخيارات للمريض، إضافة للسلبيات والإيجابيات.

  • أصبح بالإمكان حالياً إجراء العمل الجراحي عن طريق التنظير بدلاً من النمط القديم الذي يعرف بـ"الجراحة المفتوحة".
  • تُعدّ عملية "طي قاع المعدة" أهم عملية للارتجاع على الإطلاق، حيث يتم خلالها طي جزء من المعدة حول الجزء السفلي من المريء لمنع حدوث الارتجاع.
  • كما هنالك عملية أخرى تعتمد على وضع حلقة في أسفل المريء لمنع حدوث الارتجاع الحمضي إلى المريء، وتدعى هذه العملية "Linx Surgery".
  • وأيضاً حالياً يوجد عملية متطورة لا تتضمن إجراء عمل جراحي عبر البطن تدعى اختصاراً "TIF" حيث تتميز بإدخال جهاز عبر فم المريض إلى أسفل المريء، ومن ثم تشكل طيات في أسفل المريء تشبه تلك الموجودة في الحالة الطبيعية، وذلك لمنع عودة الأحماض إلى المريء.

الفرق بين “GERD” و “GER” و”Heartburn”

يجب التنويه إلى بعض المصطلحات التي قد يذكرها الطبيب أو قد نسمعها من الأشخاص من حولنا، والتي قد تتداخل فيما بينها وهي الارتجاع الحمضي المعدي المريئي "GERD" والارتجاع الحمضي "GER" والحرقة "Heartburn".

ويمثل الارتجاع الحمضي الحالة الخفيفة التي تتميز بقلة تواتر حدوثها وقلة إزعاجها للمريض وبعدم ارتباطها الكبير بالأطعمة التي يتناولها.

أما الحرقة فهي الشعور بانزعاج شديد في منطقة الصدر يصفها المريض كشعور بالاحتراق من الداخل؛ وهو ناتج عن ارتداد الحموض إلى المريء.

وقد يدعو هذا الشعورُ بعضَ المرضى إلى طلب استشارةِ طبيب القلبية ظنّاً منهم أنّ السبب وراء ذلك هو القلب، لكنه يكون ناتجاً عن الارتجاع الحمضي إلى المريء.

وبالتالي فإن جميع المصطلحات السابقة تحدث في نفس السياق وهو الارتجاع الحمضي المعدي المريئي "GERD"، والذي يمثلها جميعاً.