البزل القطني: طريقة الإجراء والنتائج

الكاتب - أخر تحديث 11 أبريل 2023

تفيد الاختبارات والإجراءات الطبية في تسهيل عملية الوصول للتشخيص الصحيح، ومن هذه الإجراءات التشخيصية فحص البزل القطني.

ويشكل هذا الفحص دوراً شديد الأهمية في تشخيص الأمراض والحالات الطبية المتعلقة بشكل خاص بالجهاز العصبي المركزي.

تعريف البزل القطني

يمكن وصف فحص البزل القطني "Lumbar puncture"، بأنه إجراء يتم فيه إدخال إبرة ذات قياس مناسب ضمن المسافة بين الفقرات القطنية من العمود الفقري، وصولاً إلى السائل الدماغي الشوكي "CSF".

يشكل هذا السائل الوسادة التي تحيط بالدماغ والنخاع الشوكي، وتحميهما من الأذية المحتملة، كما يشكل المرآة التي تعكس الالتهابات التي تصيبهما.

لذلك فإن أخذ عينة من هذا السائل ودراستها يساعد بشكل كبير في كشف حالات النزف أو الإنتان أو حتى وجود الالتهاب فيه.

حيث يعتبر دوره مشابه لفحوص تعداد الدم الكامل "CBC" أو تحليل السائل البولي في كشف الأمراض الدموية أو البولية.

أسباب الاستخدام

يستخدم البزل القطني لأسباب عديدة تشخيصية، حيث أن الهدف الرئيسي منه هو أخذ عينات للدراسة وكشف كمية وتركيز محتوياته من الخلايا الدموية الحمراء والبيضاء، بالإضافة إلى محتواه من الغلوكوز (السكر) والبروتين.

كما أن تقييم قوامه ولونه لا تقلان أهمية عما سبق، بالإضافة للبحث عن الجراثيم والفيروسات أو الخلايا السرطانية فيه.

الأمراض التي يستخدم فيها هذا الفحص

قد يطلب الطبيب إجراء هذا الفحص لأسباب عديدة ويعتبر أكثرها شيوعاً:

  • التهاب السحايا وهو عبارة عن التهاب يصيب النسيج المحيط بالدماغ والنخاع الشوكي.
    • ينتج هذا الالتهاب عن أسباب فيروسية أو جرثومية غالباً، كما قد تسببه الإصابات الفطرية، وذلك بشكل خاص لدى المصابين بالضعف المناعي الشديد.
  • التهاب الدماغ وينتج عن إصابة فيروسية غالباً تصيب الدماغ.
  • البحث عن السرطانات التي تصيب الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والنخاع الشوكي).
  • النزف ويقصد هنا النزيف الذي قد يحصل في المسافة "تحت العنكبوتية" أي المساحة التي تتوضع بين الدماغ والنخاع الشوكي من جهة وبين السحايا التي تحيط بهما من جهة أخرى.
  • متلازمة راي "Reye Syndrome" حيث يعتبر من الأمراض الخطرة التي قد تكون مميتةً أحياناً، فهو يسبب اضطرابات شديدة في الدماغ وأعضاء أخرى.
    • ما زال السبب الحقيقي للمرض غير معروف إلى حد الآن، إلا أنه قد لوحظ ارتباط بينه وبين إعطاء دواء الأسبرين "Aspirin" للأطفال.
    • لذلك فإن التوصيات الحالية تشير إلى تجنب إعطاء الأسبرين للأطفال، إلا في حال وصفه من قبل طبيب الأطفال وينبغي في هذه الحالة مراقبة الطفل والالتزام بالجرعات.
  • التهاب النخاع الشوكي أو التهاب نقي العظم "Myelitis"
  • متلازمة غيلان باريه "Guillain-Barre Syndrome" حيث يهاجم فيه الجهاز المناعي للجسم الجهاز العصبي
  • مرض السفلس العصبي
  • الأمراض المزيلة للنخاعين "Demyelinating diseases" كما في مرض التصلب المتعدد "Multiple Sclerosis".
    • مع العلم أن "النخاعين" هو المادة التي تحيط وتغلف الألياف العصبية.
  • الصداع غير معروف السبب
  • الورم الدماغي الكاذب ويعرف أيضاً باسم ارتفاع الضغط داخل الجمجمة أو القحف مجهول السبب.
    • وهنا يبدي المريض علامات كتلك التي تظهر في حال وجود آفة ورمية داخل القحف، لذا سمي بـ"الكاذب".
  • الضمور الدماغي ونجد هذه الحالة النادرة لدى المسنين، حيث تترافق مع الخرف واضطراب في البصيرة والتوجه.
  • قياس ضغط السائل الدماغي الشوكي.

استخدامات علاجية

يستخدم فحص البزل القطني أيضاً لحقن بعض الأدوية والمواد مباشرة ضمن الحبل الشوكي، ومن الأمثلة على ذلك:

  • حقن مواد التخدير في بعض العمليات الجراحية
  • تصوير النخاع الشوكي الرقبي باستخدام الأشعة البسيطة وحقن المادة الظليلة "Myelogram"
  • حقن الأدوية الكيميائية أثناء علاج بعض أنواع السرطانات
  • كما قد يطبق هذا الإجراء لعلاج بعض الحالات وليس من أجل التشخيص فقط، مثل تخفيف الضغط حول الجهاز العصبي المركزي في الأمراض التي تزيد من إفراز سائل "CSF".

تحضير المريض وتطبيق البزل القطني

1- تحضير المريض للإجراء

يمكن للمريض تناول الطعام قبل إجراء البزل القطني، ولكن ينصح بشكل عام بتجنب الطعام الدهني وصعب الهضم وذلك ليبقى مرتاحاً خلال الإجراء.

كما يجب على المريض التبول قبل البدء بالإجراء مباشرةً من أجل إفراغ المثانة وذلك لمنحه شعوراً بالراحة قبل البدء.

  • في البداية يشرح الطبيب للمريض طبيعة الإجراء وكيفية التطبيق، ويجيب على استفسارات المريض بما يتعلق بالآثار الجانبية المتعلقة بالفحص.
  • يسأل الطبيب عن جميع الأدوية التي يتناولها المريض قبل بدء الإجراء وخاصة الأدوية المتعلقة بالتخثر أو الممعيات.
    • وذلك بهدف تجنب حالة النزيف الممكنة في حال أخذها دون إعلام الطبيب بذلك، أو في حال كان يعاني المريض من أيّ من الاضطرابات التخثرية، كالناعور مثلاً.
  • في حال كان يأخذ المريض دواء الأسبرين فقط فلا مشكلة في ذلك، أما المرضى الذين يأخذون دواءً آخر أو أكثر من دواء مضاد للتخثر في وقت واحد؛ قد يطلب الطبيب عندها من المريض إيقافها بشكل مؤقت.
    • ومن الأفضل مشاركة كافة أنواع الأدوية مع الطبيب ليقرر شكل أفضل تبعاً للحالة المرضية.
  • ينصح المريض بعدم القيادة في يوم إجراء الفحص،
  • بسبب التأثيرات الجانبية الممكنة للإجراء والمتعلقة بالتوازن أو فقدان الوعي.
  • كما ينصح المريض عادةً بأخذ استراحة من العمل لعدة أيام، ريثما تعود حالة المريض إلى الوضع الطبيعي.

2- طريق تطبيق الإجراء

يحتاج إجراء البزل القطني حوالي 15 حتى 20 دقيقة، ويتم بالشكل التالي:

  • يُطلب من المريض الاستلقاء على أحد جانبيه مع ثني ركبتيه إلى بطنه أو يمكن له الجلوس على جانب السرير والانحناء إلى الأمام.
  • يتم تنظيف وتعقيم المنطقة أسفل الظهر، حيث سوف يتم إدخال إبرة البزل.
  • يتم حقن مخدر موضعي بدايةً في المنطقة التي سوف تدخل فيها إبرة البزل.
  • يبدأ الطبيب عندها بإدخال الإبرة في المسافة بين الفقرات القطنية أسفل الظهر، وصولاً إلى المنطقة التي يتواجد فيها السائل الدماغي الشوكي، وذلك بعد نهاية النخاع الشوكي تجنباً لأذيته.
  • يتم أخذ العينة المطلوبة وإرسالها إلى المختبر، ثم تسحب الإبرة بهدوء.
  • توضع قطنة قطنية صغيرة مكان إدخال الإبرة أسفل الظهر وبذلك ينتهي الإجراء.
  • يبقى المريض مستلقياً بعد انتهاء الإجراء حوالي 30 دقيقةً، ومن ثم يمكنه المغادرة في حال كان كل شيء على ما يرام.
  • على المريض بعد العودة إلى المنزل شُرب كميات كبيرة من السوائل لتجنب حالة الصداع الذي قد يتلو تطبيق البزل القطني.

الآثار الجانبية والمضاعفات المتعلقة بالبزل القطني

  • الصداع التالي للبزل: يعتبر العارض الأكثر شيوعاً للإجراء، والذي يبدأ بعده بحوالي 24 حتى 48 ساعةً.
    • نجد ذلك بشكل أكبر لدى الشبّان الصغار في السن.
    • وينتهي الصداع بشكل عفوي خلال مدة لا تزيد عن 7 أيام.
  • ظهور الدم في العينة: قد يحدث خطأ أثناء إدخال إبرة البزل، حيث يتسرب الدم إلى العينة المأخوذة من أحد الأوعية الدموية الصغيرة أثناء الإجراء.
  • الإنتان: يحدث في حالات نادرة إنتان أثناء إدخال الإبرة، ويعد ذلك مرتبطاً بظروف التعقيم في بعض المراكز الطبية.
  • النزف الشديد: قد يحصل نزيف شديد لدى المرضى المهيئين لذلك، وبشكل خاص في حال عدم سؤال المريض عن الأدوية التي يأخذها أو الأمراض التي تسبب النزف لديه.
  • انفتاق الدماغ التالي للبزل: يعتبر من المضاعفات الأخطر على الإطلاق ولكنه نادر للغاية، ويظهر في أمراض معينة دون معرفة السبب المباشر ورائه. حيث يحصل فيه هبوط مفاجئ في جزء من الدماغ إلى أسفل، وقد يؤدي إلى الوفاة.

نتائج الفحص

ترسل العينة المأخوذة من البزل القطني إلى المختبر ليتم فحصها ودراستها، حيث تبدو صافية عديمة اللون في الحالة الطبيعية.

وتتضمن النتائج غير الطبيعية:

  • السائل العكر أي الحاوي على عدد كبير من الخلايا الدموية البيضاء والذي قد يشير إلى إنتان في الجهاز العصبي المركزي.
  • ارتفاع عدد الكريات الدموية الحمراء والذي يدل على وجود نزيف داخل أو في محيط الدماغ أو النخاع الشوكي.
  • وجود الخلايا السرطانية ويعبر عن وجود نقائل أو ورم أصلي في الدماغ أو قد يكون السبب هو أحد سرطانات الدم كاللمفوما أو اللوكيميا.
  • ارتفاع محتوى السائل من البروتين ونجد ذلك في الحالات الإنتانية أو النزوف، أو في الحالات الالتهابية غير الإنتانية في الجهاز العصبي المركزي.
  • انخفاض مستوى الغلوكوز (السكر) في السائل والذي يظهر نتيجة لوجود الإنتانات.
  • ارتفاع ضغط السائل الدماغي الشوكي حيث نجد ذلك في الوذمة الدماغية وفي النزوف والإنتانات، وغيرها من الاضطرابات.