البلوغ المبكر: الأعراض والأسباب

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 15 سبتمبر 2022

تمر عملية النضج الكامل للإنسان بعدة مراحل حتى تصل إلى المرحلة النهائية، لكن قد يحدث اضطراب ما في هذه المرحلة كتأخر البلوغ أو البلوغ المبكر، مما يدفع الأهل للقلق حول صحة أبنائهم.

فما هي أسباب البلوغ المبكر والأعراض المرافقة لهذه الحالة؟

ما هو البلوغ؟

البلوغ هو مجموعة التغيرات الجسدية والنفسية التي تتطرأ على الطفل حتى ينتقل إلى المرحلة العمرية والجسدية التالية، ولا يحصل البلوغ بشكل مباشر بين ليلة وضحاها، إنما يستمر ذلك على عدة سنوات وضمن عدة مراحل.

تعد الغدد الصماء هي المسؤولة عن تنظيم عملية البلوغ هذه وإطلاق الإشارة المسؤولة عن بدئها.

حيث تفرز منطقة أسفل الدماغ وتدعى "الوطاء" هرموناً يدعى "الهرمون المطلق للغدد التناسلية" أو "GnRH"، والذي بدوره يحفز الغدة النخامية على إطلاق الهرمونات النخامية الجنسية "FSH" و"LH".

ومن ثم تفعّل هذه الهرمونات الخصيتين لدى الذكر والمبيضين لدى الأنثى من أجل البدء بعملهما وإفراز الهرمونات المسؤولة عن الصفات الجنسية الذكرية أي "تستوستيرون"، وتلك الممسؤولة عن الصفات الجنسية الأنثوية أي "إستروجين".

متى يبدأ البلوغ؟

يبدأ البلوغ عادةً لدى الإناث بين عمر 8 و13 سنة، ويبدأ في شكله النموذجي بتطور غدة الثدي. بينما تبدأ الدورة الشهرية لديهن بين عمري 10 و 16 سنة.

في حين يبدأ البلوغ لدى الذكور بين عمري 9 و14 سنة، ويكون ذلك بزيادة حجم كيس الصفن بدايةً، ويصبح لون جلد الصفن أكثر قتامةً.

أما البلوغ المبكر فيحدث في عمر أقل من 8 أو 7 سنوات لدى الإناث، وبعمر أقل من 9 سنوات لدى الذكور.

وتبلغ نسبة حدوث الحالات الجديدة من البلوغ المبكر بشكل وسطي حوالي 1 وحتى 5 من بين كل 10 آلاف طفل، مع العلم أن نسبة احتمال إصابة الإناث تبلغ 20 ضعفاً نسبةً لاحتمال إصابة الذكور.

أعراض البلوغ المبكر

تختلف الأعراض بين الذكور والإناث وتكون على الشكل التالي:

الأعراض عند الإناث

تظهر على الإناث في حال حدوث البلوغ المبكر لديهن العلامات والأعراض التالية:

  • تعتبر بداية ضخامة غدة الثدي هي العلامة الأولى والأكثر وضوحاً في حال حدوث البلوغ المبكر، مع العلم أن هذه الضخامة قد تبدأ في أحد الثديين لتشمل لاحقاً الثدي الآخر.
  • بداية نمو الأشعار في المنطقة الإبطية أو منطقة العانة، وقد تترافق مع ضخامة الثدي أو تحدث قبلها أو بعدها.
  • يبدأ إنتاج الروائح من المنطقة الإبطية في وقت ظهور شعر العانة غالباً، حيث تنتج هذه الروائح بسبب المفرزات الناتجة عن غدد تتفعّل أثناء البلوغ.
  • يعتبر بدء الطمث من الأحداث المتأخرة والتي تظهر بعد 2 وحتى 3 سنوات من بدء تضخم غدة الثدي.
  • عادةً ما تحدث "شبة البلوغ" والنمو بشكل باكر لدى الإناث.
الأعراض عند الذكور

تظهر على الذكور العلامات والأعراض التالية كدليل على البلوغ المبكر:

  • أول علامة من علامة البلوغ لدى الذكور هي زيادة حجم الخصيتين، إلا أن هذا الدليل صعب الملاحظة، وقد يمر دون معرفة الأهل.
  • زيادة نمو وطول القضيب الذكري، بالإضافة لزيادة حجم كيس الصفن، ويحدث ذلك غالباً بعد سنة من بدء البلوغ.
  • تحدث "شبة البلوغ" لدى الذكور في وقت متأخر أكثر من الإناث، وغالباً ما تكون في فترة بدء ملاحظة التغيرات الجسدية على الذكر.
  • نمو شعر الإبط والعانة
  • ظهور شعر الذقن والوجه بشكل مبكر
  • الانتصاب العفوي الصباحي للقضيب
  • ظهور حب الشباب
  • زيادة خشونة الصوت
  • زيادة العدوانية لدى الطفل
  • تغيرات المزاج
  • يصبح الطفل أطول من أقرانه في نفس العمر

أسباب البلوغ المبكر

إن بدء البلوغ بشكله الطبيعي ينتج عن تفعيل سلسلة من الهرمونات التي تبدأ من "الوطاء" أسفل الدماغ ومن ثم الغدة النحامية ثم الغدد الأخرى كالكظرين، لينتهي ذلك بتفعيل المبيضين والخصيتين، وبناء عليه فقد تم تصنيف الأسباب ضمن مجموعتين:

١- البلوغ المبكر المعتمد على العوامل المُطلِقة الوطائية

يشير هذا المصطلح إلى الأسباب المؤدية لحدوث البلوغ بدءاً من الوطاء، أي بشكل مماثل للبلوغ الطبيعي.

وإن أغلب الإناث وحوالي نصف الذكور يحدث لديهم البلوغ بهذه الطريقة، ويندرج تحت هذا البند حالات البلوغ المبكر العائلية والحالات الجينية.

٢- البلوغ المبكر غير المعتمد على العوامل المُطلِقة الوطائية

يشير هذا المصطلح لحالة البلوغ التي لا تحدث بدءاً من الوطاء، إنما نتيجة إفراز للهرمونات الجنسية بتأثير أسباب مرضية غالباً.

ومن هذه الأسباب، الأورام التي تحدث في المبيض الأنثوي أو الخصيتين، وتدفعهما لإفراز الهرمونات أو الأورام التي تصيب غدة الكظر المتوضعة فوق الكليتين.

مضاعفات حدوث البلوغ المبكر

إن حالات البلوغ المبكر المعتمدة على العوامل الوطائية ليس لها أية مضاعفات أو آثار سوى قصر الطول النهائي للفرد مقارنةً بأقرانه بعد اكتمال البلوغ واضطراب الحالة النفسية للطفل في بعض الحالات.

أما في الحالات الناتجة عن أمراض معينة فإنها تحمل اختلاطات المرض المسبب كالسرطان على سبيل المثال.

كما يزداد احتمال حدوث بلوغ مبكر للطفل في الحالات التالية:

  • فرط نمو أو أورام الغدة النخامية والدماغ والخصيتين والمبيضين والغدة الكظرية
  • بعض الاضطرابات والمشاكل في الجهاز العصبي المركزي
  • وجود سوابق عائلية لحدوث البلوغ المبكر
  • بعض المتلازمات الوراثية النادرة
  • السمنة

تشخيص الحالة

عندما يلاحظ الأهل بدء حدوث البلوغ لدى أطفالهم في سن مبكر فقد يطلبون عندها استشارة الطبيب، الذي يبدأ بتدوين القصة التي يأخذها من المريض والأهل.

كما يسجل جميع المعلومات والأعراض التي ظهرت علي الطفل وسن ظهور كل منها من أجل تأكيد دخول الطفل في مرحلة البلوغ.

ويجب السؤال أيضاً فيما إذا كان قد سبق وحدثت مثل هذه الأعراض في عمر مبكر أيضاً لدى أحد أفراد عائلة الوالدين.

وبعد ذلك من الممكن إجراء بعض التحاليل والفحوصات التي من شأنها أن تثبت حالة البلوغ المبكر، أو تكشف وجود أسباب أخرى للحالة، ومن هذه الإجراءات:

  • تحليل هرمون "LH"
  • تحليل هرمون "FSH"
  • تحليل هرمون "إستروجين"، وبشكل خاص الهرمون من نمط "إستراديول"
  • تحليل هرمون "تستوستيرون"
  • تحليل الهرمونات الدرقية
  • يمكن إجراء تحليل لهرمون "GnRH" في بعض الحالات

كما من الممكن إجراء بعض الصور الشعاعية مثل:

  • إجراء صورة بسيطة للرسغ: حيث يفيد هذا الإجراء في تحديد ما يسمى "العمر العظمي"، والذي تتم مقارنته مع "العمر الزمني" الحقيقي للطفل، وفي هذه الحالة يكون العمر العظمي للطفل متقدماً على العمر الحقيقي له نتيجة البلوغ المبكر
  • تصوير بعض الأعضاء بالأمواج فوق الصوتية: يستخدم لتصوير الخصيتين أو المبيضين أو الغدة الدرقية.
  • التصوير باستخدام جهاز الرنين المغناطيسي "MRI": يستخدم ذلك في بعض الحالات الخاصة كالأورام وغيرها.

علاج حالات البلوغ المبكر

لا تتطلب معظم حالات البلوغ المبكر أي تدخل طبي، ما عدا الحالات الناتجة عن أسباب مرضية خطيرة كما في الأورام، وفي هذه الحالة يكون العلاج موجهاً للورم في حد ذاته.

أما ما عدا ذلك فإن ضرورة العلاج تكون متعلقةً بالحالات التي تسبب ضرراً نفسياً أو جسدياً للمريض، وفي ما سبق يمكن استخدام بعض الأدوية المثبطة لتأثير الهرمونات الجنسية.