البنكرياس ودوره بالجسم

المراجعة الطبية - M.D, FACG
الكاتب - أخر تحديث 27 يوليو 2022

البنكرياس من الأعضاء المهمة في الجسم، ويجهل الكثيرون أنه يصنف من ضمن الغدد.

وبوصفه غدة فإن عمله ضروري جداً من حيث صناعة وإفراز مواد مهمة للجسم. فما هي هذه المواد؟ وما تأثيرها على الجسم؟

تعريف البنكرياس

أولاً يجب معرفة أنواع الغدد لفهم طريقة عمل البنكرياس وتعريفه.

حيث يوجد نوعان من الغدد في الجسم غدد صماء (داخلية الإفراز) تفرز موادها للدم مباشرةً، وغدد خارجية الإفراز تعطي مفرزاتها خارج الدم مثلاً تفرز موادها في الأمعاء.

وبالتالي فإن البنكرياس يعرّف بأنه غدّة بحجم اليد تقريباً، وله شكل ورقة الشجر، ويسكن خلف المعدة بين العفج (الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة) يمينياً والطِّحال يساراً.

ويسمى الجزء العريض الذي يجاور العفج برأس البنكرياس، أما ذيله فهو الجزء الضيِّق الذي يقع بجانب الطِّحال، وبينهما يوجد جسم وعنق البنكرياس.

يوجد في البنكرياس بنيتان مستقلتان ومنفصلتان وهما وحدات الإفراز الخارجي والداخلي.

لذلك يعتبر البنكرياس غدّة داخلية وخارجية الإفراز في آنٍ واحد، ويحقق بذلك دوراً مهماً في ضبط سكر الدم وأيضاً هضم الطعام بالإضافة لوظائف أخرى.

أجزاء البنكرياس
مقطع تشريحي للبنكرياس

الوظيفة

للبنكرياس دور مهم في أجسامنا، فهو يعمل على عدة مجالات، وتقسم وظائفه على الشكل التالي:

١- الغدّة خارجيّة الإفراز

تشكل القسم الأكبر من البَنكرياس، وتنتج عصارات هضمية (إنزيمات) لها دور في تفكيك الطعام وهضمه، والتي تنتقل عبر قنوات لتصب في العفج.

ومن هذه الإنزيمات:

  • الليباز: يعمل مع الصفراء على هضم الدسم، لذلك أي مشاكل في إفرازه سيترتَّب عليها نقص في امتصاص الدسم والفيتامينات المُنّحلة فيه (A-K-E-D).
  • البروتياز: وهو أنزيم مهم لتفكيك البروتينات، كما أن له دور في حماية الجسم من الفلورا الطبيعية في الأمعاء، ويقي من حساسية الأجسام لبعض البروتينات عبر تفكيكها.
  • الأميلاز: هو المسؤول عن تفكيك وهضم السكر، كما أنه يعتبر أنزيماً مهماً لحصول الجسم على الطاقة.

٢- الغدّة داخلية الإفراز

تتشكل من خلايا تعرف بجزُر لانغرهانس، والتي تصنع عدة هرمونات وتطلقها بالدم مباشرةً وهي:

  • الأنسولين: وهو أهم ما ينتجه البنكرياس، حيث يضبط مستويات سكر الدم المرتفعة عبر توزيع السكر لخلايا الجسم. لذا في حال نقص توافره في الدم، يصاب الأشخاص بمرض السكري.
  • الغلوكاغون: يعمل بآلية معاكسة للأنسولين، حيث يتم إفرازه عند نقص مستويات سكر الدم، فيعمل على تحرير السكر من مخازنه في الكبد.
  • الغاسترين والأميلين: للغاسترين دور في تنبيه إفراز حمض المعدة، ويوجد بشكل أكبر ضمن المعدة، أمّا الأميلين فهو المسؤول عن عملية تفريغ المعدة وضبط الشهية للطعام.

الأمراض التي تصيب البنكرياس

يصاب البنكرياس كأي عضو في الجسم، بأمراضِ عديدة. وتختلف خطورتها تبعاَ لنوع الحالة ودرجتها، ومن الأمراض التي تصيبه:

١- التهاب البنكرياس:

لعله أهم وأخطر الأمراض، وذلك لكونه حالة شائعة وقد تكون مهددة للحياة.

ويهضم البنكرياس عند التهابه نفسه بنفسه عبر الأنزيمات التي يفرزها، وقد تعددت أسباب هذه الحالة فقد يكون بسبب حصوات من المرارة أو استهلاك الكحول وغيرها الكثير من الأسباب.

كما أن هذه الحالة تأتي عادةً يشكل إسعافي حاد، ومن الممكن أن تتطور على مدى سنوات بشكلها المزمن.

٢- داء السكري:

يظهر هذا الداء عند انخفاض قيم الأنسولين ونتيجة لذلك يبدأ سكر الدم بالارتفاع.

وتنخفض قيم الأنسولين نتيجةً لسبب مناعي يؤدي لتخرّب الخلايا المسؤولة عن إفراز الأنسولين في جزر لانغرهانس، ويدعى هذا بالسكري نمط أول (السكري الشبابي).

٣- قصور البنكرياس:

حيث يصاب بمشاكل تؤدي لقصور في عمله.

ونتيجة لهذا القصور تنقص هرموناته كالأنسولين مِما يؤدي لظهور داء السكري مثلاً.

وتنقص أيضاً الأنزيمات المسؤولة عن الهضم، ويظهر عوزها بسوء التغذية وفقدان الوزن، والإسهال وأعراض أخرى تتعلق بنقص الفيتامينات.

٤- انقسام البنكرياس:

هو مرض خلقي يؤدي لتشوه شكل البنكرياس تشريحياً حيث يكون عبارة عن قسمين ويتغير نتيجة ذلك تصريفه الطبيعي، وبالتالي قد تظهر العديد من المشاكل.

٥- الأورام:

قد يصاب البنكرياس بالأورام الحميدة، والتي قد تؤدي إلى زيادة في إفراز هرمون أو أنزيم معين كالأنسولين مثلًا مسببًة نقص في سكر الدم ونوبات فقد وعي، ولكن على العموم تعد سليمة السير نوعاً ما.

أمّا الخبيثة منها فهي حالة ورمية خطيرة غالباً ما تكشف بمراحلها المُتقدمة، لذا تعد سبباً لوفيات الأورام حول العالم.

نصائح للعناية بصحة البنكرياس

إن معظم النصائح تتمحور حول الوقاية من الالتهابات، لذلك فمعظم النصائح ترتبط بالاعتناء بالنظام الغذائي، ومنها:

  • الحد من تناول الكحول: يعد الكحول سبباً مهماً لالتهاب البنكرياس، لذا يفضل الابتعاد عن الكحول بشكلٍ نهائي وذلك لتجنب آثاره السامة والوقاية من الأضرار التي يسببها.
  • التقليل من الدسم: الشحوم هي أحد العوامل المسببة للالتهاب، لذا يفضل ضبط كمية الشحوم اليومية بين ٣٠ - ٥٠ غرام على ألا تتجاوز الحد الأعلى.
    وبالإضافة إلى ذلك فمن يعاني من زيادة في نسب الشحوم الثلاثية في الدم، ينصحه الأطباء باتباع حمية قليلة الدسم والسكر.
  • إنقاص الوزن: إن من يعاني من زيادة في الوزن يكون أكثر عرضةً لظهور الحصوات المرارية وبالتالي الالتهاب.
  • الابتعاد عن الوجبات الكبيرة: إن عمل البنكرياس هو إفراز العصارات الهاضمة عند وصول الطعام، لذلك فالوجبة الكبيرة تعني زيادة الجهد عليه.
  • تجنٌّب الحمية القاسية: إن انخفاض الوزن السريع يرافق ظهور الحصوات، وبالتالي يُفضل خفض الوزن تدريجياً، والابتعاد عن الحميات القاسية.
  • الحد من التدخين: أظهرت دراسة لمجلة (Pancreatology) أن المدخنين أكثر عرضةً لالتهاب البنكرياس بمرة ونصف عن الأخرين.