البوليبات القولونية: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 5 أبريل 2023

ما هي البوليبات القولونية؟

 البوليبات القولونية "Colonic polyps" هي عبارة عن نمو في نسيج البطانة الداخلية للقولون (الأمعاء الغليظة) أو المستقيم ولها أنواعاً مجهرية متعددة حيث تتطلب مجهراً لتحديدها.

وفي الواقع إن معظم البوليبات غير ضارة، إلا أن بعضها قد يتطور إلى سرطان، ويستغرق الأمر سنوات عديدة حتى يصل إلى تلك المرحلة، وترتبط عوامل الخطورة بهذه الحالات بحجم الورم المشاهد.

بالإضافة إلى ذلك تعتبر البوليبات شائعة وتزداد مع التقدم في العمر. إلا أنها قد تظهر أيضاً عند الأطفال بنسبة 6% تقريباً، وترتفع هذه النسبة إلى حوالي 12% عند أولئك الذين يعانون من نزيف معوي. (1)

كما أن هنالك أشكال مختلفة من البوليبات القولونية حيث يمكن أن تكون سطحية ومرتفعة قليلاً (لاطئ Sessile) أو لها ساق (معنق Pedunculated). وفي الواقع إن معظم البوليبات غير ضارة، إلا أن بعضها قد يتطور إلى سرطان، ويستغرق الأمر سنوات عديدة حتى يصل إلى تلك المرحلة.

أنواع البوليبات القولونية

هنالك العديد من الأنواع المختلفة للبوليبات، كما أن هذه الأنواع لها احتمالات مختلفة للتحول إلى سرطان. حيث توصلت إحدى الدراسات إلى أن البوليبات التي يبلغ حجمها 5 ميليمتر أو أقل تكون ذات خطر ضئيل في أن تصبح سرطانية. بينما تلك التي يتراوح حجمها بين 1.5 و3.5 سنتيمتر فتكون أعلى احتمالية للتطور إلى أورام خبيثة بنسبة 19 إلى 43 في المئة. (2)

وتشمل الأنواع الأكثر شيوعاً البوليبات القولونية ما يلي:

  • البوليبات مفرطة التنسج "Hyperplastic polyps" عادةً ما تكون غير ضارة ولا تشكل مصدر قلق، كم أن احتمالية تحولها للأورام الخبيثة نادرة.
  • الأورام الغدية "Adenomas": لا تعتبر الأورام الغدية أو البوليبات الورمية الغدية "Adenomatous Polyps" سرطانية، إلا أنها قد تصبح سرطانية في المستقبل. كما أن الأورام الغدية الأكبر تحمل خطراً أكبر للتحول إلى أورام سرطانية، ولذلك يوصي الأطباء بإزالة الأورام الغدية عموماً.
  • البوليبات الخبيثة "Malignant polyps": تحتوي البوليبات الخبيثة على خلايا سرطانية، ويعتمد علاج هذه البوليبات على شدة السرطان وصحة المريض بشكل عام.

أعراض البوليبات القولونية

لا تظهر أية أعراض عند معظم المصابين بالبوليبات القولونية، إلا أنها في بعض الأحيان قد تتسبب في ظهور أعراض متنوعة ولا تشير بالضرورة إلى حالة البوليبات وتشمل:

  • نزيف من المستقيم: حيث قد يلاحظ المريض وجود دم على ملابسه الداخلية أو على ورق الحمام بعد التبرز.
  • وجود دم في البراز: والذي يمكن أن يجعل البراز يبدو أسوداً أو يمكن أن يظهر على شكل خطوط حمراء في البراز.
  • التعب بسبب فقر الدم وعدم وجود ما يكفي من الحديد في الجسم: حيث يمكن أن يؤدي النزيف من البوليبات إلى حدوث فقر الدم ونقص الحديد.
  • تغيرات في النمط المعتاد للتبرز
  • ألم في البطن وهو عرض نادر الحدوث

الأسباب وعوامل الخطورة

ما زال الخبراء غير متأكدين من الأسباب المباشرة التي تؤدي إلى البوليبات القولونية، ولكن تشير بعض الأبحاث إلى أن هنالك مجموعة من عوامل الخطورة التي يمكن أن تزيد من فرص الإصابة، بما في ذلك ما يلي:

  • العمر حيث تزداد الإصابة عند من يبلغ عمرهم 45 عاماً أو أكثر.
  • وجود شخص في العائلة مصاب بالبوليبات أو بسرطان القولون والمستقيم.
  • الإصابة بالداء المعوي الالتهابي، بما في ذلك التهاب القولون التقرحي أو داء كرون.
  • البدانة
  • تدخين السجائر

المضاعفات

يمكن أن تشمل المضاعفات التي قد ترافق البوليبات ما يلي:

  • الإسهال
  • انسداد الأمعاء
  • السرطان

التشخيص

يبدأ الطبيب بأخذ القصة المرضية للمريض وتقييم عوامل الخطورة وإجراء الفحص السريري، كما أنه عند الاشتباه في وجود بوليبات في القولون فقد يوصي بإجراء مزيد من الاختبارات. حيث يمكن أن يقلل اكتشاف بوليبات القولون بشكل باكر من خطر حدوث المضاعفات.

وقد تشمل الاختبارات المجراة ما يلي:

  • تنظير القولون "Colonoscopy" وفيه يدخل الطبيب منظاراً مضاءً مزوداً بكاميرا عبر فتحة الشرج لفحص القولون، وقد يتم بعد ذلك إزالة أية بوليبات أو أخذ خزعة لفحصها.
  • تنظير القولون السيني المرن "Flexible sigmoidoscopy" والذي يفحص جزءاً محدوداً من القولون.
  • تنظير القولون الافتراضي "Virtual colonoscopy" وهو إجراء يستخدم فيه الطبيب الوسائل التصويرية لفحص القولون، بما في ذلك الأشعة السينية أو التصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي. وقد يضطر المريض إلى ابتلاع محلول الباريوم لجعل صور الأشعة السينية أكثر وضوحاً.
  • فحص البراز "Stool exam" للبحث عن وجود دم في البراز أو فحص الحمض النووي في البراز، واعتماداً على النتائج يمكن إجراء تنظير القولون لمزيد من الفحص.

علاج البوليبات القولونية

عادةً ما يوصي الأطباء بإجراء عملية جراحية لإزالة البوليبات القولونية، كما قد يقترحون أيضاً إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة للوقاية من تكرار الحالة.

ويمكن إزالة البوليبات باستخدام الطرق التالية:

  • تنظير القولون "Colonoscopy" ويتم باستخدام أداة قطع أو حلقة سلكية مكهربة موجودة في نهاية منظار القولون لاستئصال البوليب. أما بالنسبة للبوليبات الأصغر حجماً فقد يحقن الطبيب سائلاً تحتها لرفعها وعزلها عن المنطقة المحيطة لتسهيل إزالتها.
  • تنظير البطن "Laparoscopy" والذي يتم بإحداث شق صغير في البطن أو الحوض وإدخال منظار في الأمعاء. وتُستخدم هذه التقنية لإزالة البوليبات الكبيرة جداً أو التي لا يمكن إزالتها بأمان عن طريق تنظير القولون.
  • استئصال القولون والمستقيم "Removing the colon and rectum" ويكون ذلك ضرورياً فقط عندما يكون الشخص مصاباً بحالة شديدة أو بسرطان.
    • ويوصي الأطباء بهذا الخيار لمن يعانون من حالات وراثية نادرة. مثل داء البوليبات الغدي العائلي "familial adenomatous polyposis" وهي حالة وراثية تسبب سرطان القولون والمستقيم، وبإزالة البوليبات يمكن منع السرطان من التطور.

وبعد إزالة البوليب يرسله الطبيب إلى المختبر لفحصه بحثاً عن وجود السرطان.

قد يصف الطبيب الأسبرين aspirin ومثبطات COX-2 عند الأشخاص الذين يعانون بالفعل من البوليبات أو سرطان القولون، وذلك لمنع تكون بوليبات جديدة.

كما يوصى بالاستشارة الوراثية لمنع تطور البوليبات بالنسبة للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من البوليبات القولونية.

الوقاية من البوليبات القولونية

يمكن تقليل خطر الإصابة ببوليبات القولون من خلال اتباع عادات نمط حياة صحية، مثل:

  • تناول نظام غذائي قليل الدسم
  • تناول نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والألياف
  • الحفاظ على وزن الجسم ضمن الطبيعي
  • الإقلاع عن تدخين السجائر أو تجنبها
  • تجنب شرب الكحول

كما يجب أن يخضع الأشخاص الذين أصيبوا ببوليبات القولون لفحوصات منتظمة، نظراً لأن لديهم احتمالية أكبر لتطوير بوليبات أخرى.