التثدي عند الرجال: الأسباب والعلاج

المراجعة الطبية - OB/GYN
الكاتب - أخر تحديث 21 سبتمبر 2022

يعتبر التثدي عند الرجال اضطراباً في البنية الفيزيولوجية وهو أمر غير طبيعي، ويستدعي العلاج الطبي، قد يكون سبب هذه الحالة مجرد اضطراب هرموني، أو قد يكون سبب آخر.

فكيف يتم تشخيص هذه الحالة وتحديد أسبابها؟ وما هي العلاجات المتبعة؟

ما هو التثدي عند الرجال؟

يمكن تعريف التثدي بحدوث ضخامة شاملة في نسيج الثدي لدى الذكور، وتظهر هذه الضخامة غالباً في كلا الثديين، ويجب تفريقها عن التثدي الكاذب.

يصف التثدي الكاذب حالة تراكم الشحوم في منطقة الثدي من دون حدوث ضخامة في نسيج غدة الثدي.

وقد تشير حالة التثدي عند الرجال في بعض الأحيان لحالة مرضية كما في سرطان الثدي عند الذكور، أو قد تكون عبارةً عن اضطراب هرموني فقط.

وتنتشر هذه الحالة بين الذكور بنسبة تقارب 30%، وقد تم تحديد ثلاث ذروات لظهور التثدي:

  • الذروة الأولى: لدى حديثي الولادة حيث تظهر على 60% - 90% من الذكور.
  • الذروة الثانية: في سن البلوغ بين عمري 13 - 14 سنة.
  • الذروة الثالثة: بين عمري 50 - 80 سنة، حيث تصيب 24% - 65% من الذكور.

أسباب التثدي عند الرجال

١- الاضطراب الهرموني

قد ينتج التثدي عند الرجال عن الاضطراب الهرموني بين تراكيز الهرمونات الجنسية المختلفة، وبشكل خاص كل من هرموني "تستوستيرون" و"إستروجين".

حيث يعمل "إستروجين" لدى الإناث على تحريض تكاثر نسيج غدة الثدي، في حين أن هرمون "تستوستيرون" هو المسؤول عن الصفات الجنسية الذكرية، أي أنه يعاكس عمل الهرمون الأنثوي.

وبالتالي فإن زيادة تركيز هرمون "إستروجين" نسبةً لهرمون "تستوستيرون" سيؤدي لضخامة في نسيج الثدي، وهذا الاضطراب قد يكون غير معروف السبب في بعض الحالات.

٢- السمنة

تعتبر السمنة إحدى أكثر الأسباب شيوعاً لحدوث حالة التثدي عند الرجال، لكن الآلية المقصودة هنا لا تتعلق بتراكم النسيج الشحمي تحت الجلد كما في التثدي الكاذب، إنما بدور النسيج الشحمي في زيادة تركيز هرمون "إستروجين" الأنثوي الذي يؤدي إلى تكاثر نسيج غدة الثدي.

٣- الأطفال حديثي الولادة

يعود السبب في ذلك إلى انتقال هرمون "إستروجين" من خلال المشيمة أثناء الحمل إلى دم الجنين، ويؤثر على جسم الطفل، ولكن هذا التأثير لا يطول كثيراً بعد الولادة، وبالتالي لا يحتاج أي علاج بل يتراجع بشكل تلقائي خلال عدة أسابيع.

٤- البلوغ

خلال فترة البلوغ يحصل اضطراب في الهرمونات الجنسية قبل أن تستقر بشكلها النهائي، لذلك فإن هذا التأثير يزول غالباً بعد البلوغ واستقرار تراكيز الهرمونات، خلال بضع أسابيع وحتى ٣ سنوات في بعض الحالات.

٥- المتقدمين في السن

ينقص هرمون "تستوستيرون" مع التقدم في السن، وتزيد كمية الشحوم لدى كبار السن، مما يؤدي لزيادة تركيز هرمون "إستروجين" في أنسجة الثدي.

٦- أسباب أخرى

  • التثدي الناتج عن التأثير الجانبي لبعض الأدوية مثل الأدوية المضادة للحموضة وتلك المستخدمة في الأمراض القلبية.
  • بعض المخدرات والمركبات الممنوعة مثل القِنَّب والستيروئيدات البانية.
  • سوء استخدام وشرب الكحول.
  • الفشل الكلوي أو الكبدي.
  • بعض المتلازمات الجينية مثل متلازمة "كلاينفلتر".
  • حدوث التهاب أو سرطان في الخصيتين.
  • سرطان الرئة
  • أورام النخامة والغدة الكظرية

تشخيص الحالة

يطلب الطبيب لتشخيص حالة التثدي عند الرجال الاستماع للقصة المرضية والأعراض التي يعاني منها المريض، بالإضافة للسؤال عن السوابق المرضية، وإن كان المريض يتناول أية أدوية في وقت ظهور الأعراض.

خلال الفحص السريري، يحاول الطبيب تحديد طبيعة الكتلة الموجودة، فالبنية الطرية والمتحركة تشير إلى الأسباب السليمة، في حين أن البنية القاسية لنسيج الثدي وثبات البنية تحت الجلد قد تشير إلى الأسباب الخبيثة.

في حال توجه شك الطبيب لوجود سرطان في الثدي، قد يطلب بعض الفحوص المخبرية الإضافية وأيضاً إجراء خزعة من نسيج الثدي للتأكد سلامة الكتلة.

كما قد يحتاج لإجراء فحوص إضافية تتضمن:

  • تصوير الثدي بالأمواج فوق الصوتية والتصوير الشعاعي للثدي "الماموغرام"
  • تصوير الصدر بالأشعة البسيطة
  • التصوير باستخدام الرنين المغناطيسي "MRI"
  • تصوير الخصيتين بالأمواج فوق الصوتية والذي يفيد في حالة سرطان الخصيتين

علاج التثدى عند الرجال

يختلف علاج التثدي عند الرجال بحسب السبب، فقد يتفاوت بين العلاج الدوائي أو الجراحي، وفي بعض الحالات لا يكون هنالك حاجة لأي نوع من العلاج ويُكتفى بالانتظار إلى أن تتراجع الحالة تلقائياً، مثل حالة التثدي عند الأطفال حديثي الولادة.

١- العلاج الدوائي للتثدي

  • العلاج بـ "الكلوميفين": يفيد هذا الدواء في إنقاص حجم الثدي في 50% من الحالات، في حين أن حوالي 20% من حالات التثدي عند الرجل تصل للنتيجة الكاملة.
    ولهذا الدواء بعض الآثار الجانبية لكنها نادرة، وتتضمن إضرابات في الرؤية والطفح الجلدي والغثيان.
  • العلاج بـ "تاموكسيفين": يعتبر هذا الدواء من الأدوية المضادة للإستروجين، ويفيد بشكل رئيسي في حالات التثدي حديثة البدء.
    وتصل نسبة تراجع التثدي إلى حوالي 80% بشكل جزئي، إلا أن له بعض الآثار الجانبية كالغثيان والألم البطني.
  • حقن هرمون "تستوستيرون": يمكن حقن هذا الهرمون تحت الجلد في حالات التثدي الناتجة عن أسباب متعلقة بضمور وتراجع الغدد المسؤولة عن الهرمونات الجنسية، وذلك لتعويض النقص الحاصل.
  • العلاج بـ "دانازول": يشتق هذا الدواء من هرمون "تستوستيرون"، حيث يعمل على تثبيط إنتاج الهرمونات النخامية المسؤولة عن إنتاج "إستروجين".

٢- العلاج الجراحي

يعتمد العلاج الجراحي في حالات التثدي مجهولة السبب أو التي لم تستجب للعلاج الدوائي، أو في حال بقاء أجزاء لم تشفى بعد العلاج.

تعتبر جراحة تصغير وتصنيع الثدي هي الأفضل في حالات التثدي عند الرجال التي تكون فيها كتلة الغدة صغيرة.

ولهذه الجراحة بعض المضاعفات والتي قد تشمل:

  • تموت الأنسجة وحدوث تنخر فيها
  • تجمع للدم والسؤائل تحت الجلد
  • حدوث خدر دائم في المنطقة حول الحلمة
  • عدم الرضى عن الناحية الجمالية

في الختام، يعتبر التثدي عند الرجال من الحالات التي يمكن تشخيصها بمساعدة الطبيب المختص بسهولة وبالتالي تحديد العلاج المناسب لكل مريض بحسب العمر والحالة الفيزيولوجية والسبب المؤدي لحدوث التثدي.

لذلك ينصح باستشارة الطبيب عند ملاحظة أي تغيرات أو تضخم في منطقة الثدي ليتم تحديد سبيل العلاج الأنسب بشكل مبكر.