التهاب الكبد B: الأعراض والتشخيص

الكاتب - 16 يناير 2023

يعد التهاب الكبد B العدوى الكبدية الأكثر شيوعاً في العالم، حيث يمكن أن ينتقل التهاب الكبد B بطرق عديدة، وله العديد من المضاعفات الخطرة وخاصةً في حال تم إهمال الحالة.

فما هو هذا المرض وما هي أعراضه؟ وكيف يمكن تشخيصه؟

ما هو التهاب الكبد B؟

يعتبر الكبد من أكبر أعضاء الجسم الداخلية، ويقع في الجزء العلوي الأيمن من البطن، ويقوم بوظائف هامة في الجسم.

وينجم التهاب الكبد B عن الإصابة بفيروس التهاب الكبد B (HBV)، ويموت كل عام ما يصل إلى مليون شخص بسبب المرض.

يمكن أن ينتقل التهاب الكبد B بطرق عديدة كما يلي:

  • الاتصال المباشر مع دم الشخص المصاب أو بعض سوائله الجسدية؛ بما في ذلك تعاطي المخدرات بالحقن، أو التماس مع دم أو قروح شخص يعاني من العدوى، أو بمعدات الوشم.
  • من امرأة حامل مصابة إلى طفلها أثناء الولادة، بسبب تبادل الدم الذي يحدث بينهما (1)
  • من خلال المعدات الطبية (ومعدات طبيب الأسنان) غير المعقمة
  • ممارسة الجنس غير المحمي مع شريك لديه عدوى
  • مشاركة الأشياء الشخصية مثل شفرات الحلاقة، وفرشاة الأسنان، ومقص الأظافر، والمجوهرات، وجهاز مراقبة سكر الدم

يشكل التهاب الكبد B "وباءً صامتاً" لأن معظم المصابين لا يعانون من أعراض عندما يصابون، بالتالي يمكنهم نشر الفيروس بشكل غير مقصود إلى الآخرين؛ ولكن بالنسبة للأشخاص المصابين بشكل مزمن بدون أية أعراض يستمر الكبد لديهم بالتضرر بصمت.

ويمكن أيضا أن يتطور إلى مرض خطير في النهاية مثل تشمع الكبد أو سرطان الكبد.

أعراض التهاب الكبد B

يعاني بعض الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد B الحاد من أعراض بعد شهرين إلى 5 أشهر من التماس مع الفيروس، وتتضمن:

  • البول الأصفر الداكن
  • التعب
  • الحمى
  • البراز الرمادي أو بلون الطين
  • ألم المفاصل
  • فقدان الشهية
  • الغثيان
  • الإقياء
  • ألم البطن
  • اصفرار العيون والجلد (الإصابة باليرقان)

أما بالنسبة للرضع والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات فلا يعانون عادة من أية أعراض.

وفي حال الإصابة بالتهاب الكبد B المزمن، فقد لا تظهر أعراض حتى تتطور المضاعفات، والتي قد تكون بعد عقود من الإصابة ولهذا السبب يعتبر الفحص الدوري مهم حتى بغياب الأعراض.

المضاعفات

يمكن للأشخاص الذين يعانون من الإصابة في بعض الأحيان أن يصابوا بمشاكل خطيرة في الكبد، والتي تؤثر في الغالب على الأشخاص الذين يعانون من عدوى مزمنة غير معالَجة.

وتشمل بعض المشاكل الرئيسية المرتبطة بالإصابة ما يلي:

1- تشمع الكبد

والذي يصيب حوالي 1 من بين كل 5 أشخاص يعانون من النوع المزمن، وهو لا يتسبب عادة في أية أعراض ملحوظة حتى يحدث في النهاية أضراراً شديدةً في الكبد.

وعندها يمكن أن يسبب التعب وفقدان الشهية وفقدان الوزن والحكة الشديدة و الألم أو التورم في البطن وتورم الكاحلين.

وإذا تضرر الكبد بشدة، فقد تكون هناك حاجة إلى زرع كبد جديد.

2- سرطان الكبد

وقد ينطوي علاج سرطان الكبد على إجراء عملية جراحية لإزالة القسم المصاب من الكبد، أو إجراء عملية زرع كبد جديد.

3- التهاب الكبد B الصاعق

يمكن أن يؤدي التهاب الكبد B الحاد في أقل من 1 من كل 100 حالة إلى مشكلة خطيرة تسمى التهاب الكبد B الصاعق.

وهنا يهاجم الجهاز المناعي الكبد ويسبب أضراراً واسعة فيه، مما يسبب أعراضاً مثل التخليط الذهني والانهيار وتورم البطن الناجم عن تراكم السائل واليرقان الشديد.

كما يمكن أن تتسبب هذه الحالة في توقف الكبد عن العمل بشكل صحيح وغالباً ما تكون قاتلةً إذا لم تعالج بسرعة.

تشخيص التهاب الكبد B

يسأل الطبيب عن الأعراض وعن العوامل التي قد تجعل المريض أكثر عرضة لالتقاط العدوى.

وقد يسأل الطبيب عما إذا كان لدى المريض تاريخ عائلي من التهاب الكبد B أو سرطان الكبد، كما قد يسأل أيضاً عن عوامل أخرى قد تتسبب في تلف الكبد، مثل شرب الكحول.

ثم يقوم بالفحص الفيزيائي بحثاً عن تغيرات في لون البشرة والتورم في الساقين أو القدمين.

يمكن أن يساعد اختبار الدم الطبيب في تشخيص عدوى HBV لحادة والمزمنة، وإذا أكد الاختبار وجود الفيروس، فقد يطلب الطبيب اختبارات دموية أخرى لتأكيد:

  • فيما إذا كانت عدوى HBV في مرحلتها الحادة أو المزمنة
  • خطر حدوث تلف في الكبد
  • فيما إذا كان العلاج ضرورياً أم لا

يوصي الطبيب باختبار منتظم للأشخاص الذين يعانون من المرض المزمن؛ حيث أن الحالة يمكن أن تتغير عندما يصل المريض إلى مرحلة الإدمان.

علماً أنه يمكن أن تظهر اختبارات الدم أيضاً ما إذا كان المريض يحمل مناعة ضد التهاب الكبد B، والذي قد يكون بالتلقيح السابق أو إذا كان قد أصيب بعدوى حادة في الماضي.

كما قد يلجأ الطبيب للتصوير بالموجات فوق الصوتية، أو أخذ خزعة من الكبد لفحصها في بعض الحالات.

علاج التهاب الكبد B

يمكن للأدوية المضادة للفيروسات علاج الالتهابات المزمنة؛ ولكن إذا بدأت الحالة في التسبب في تلف الكبد الدائم، فإن الخضوع لعملية زرع الكبد يمكن أن يساعد في إطالة مدة البقاء على قيد الحياة.

لا يوجد علاج محدد أو دواء للعدوى الحادة؛ وتعتمد المعالجة على تخفيف الأعراض، ويمكن لأي شخص كان لديه تعرض محتمل للفيروس الخضوع لبروتوكول الوقاية في حال التماس مع الفيروس.

أما بالنسبة لعدوى HBV المزمنة، فتتوفر أدوية مضادة للفيروس، وهو ليس علاجاً للحالة بحد ذاته؛ إلا أنه يمكن أن يمنع الفيروس من التضاعف ومنع تقدم الحالة.

يتطلب الأشخاص الذين يعانون من عدوى HBV المزمنة تقييماً طبياً مستمراً وفحصاً بالأمواج فوق الصوتية للكبد كل 6 إلى 12 شهراً، مما يسمح للأطباء من تحديد ما إذا كان تلف الكبد في تقدم.

الوقاية

يمكن الحماية من الفيروس عن طريق الحصول على اللقاح؛ والذي يجب إعطاؤه لجميع الأطفال.

كما يجب على البالغين الذين هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الكبد B أو الذين يعانون من مرض الكبد المزمن أيضاً الحصول على اللقاح، بالإضافة إلى ذلك يعتبر اللقاح آمناً للنساء الحوامل كذلك.

كما يمكن تقليل فرصة العدوى كما يلي:

  • تجنب المخدرات
  • ارتداء القفازات إذا توجب على الشخص لمس دم أو قروح شخص آخر
  • تجنب الحصول على الوشم
  • عدم مشاركة الأشياء الشخصية
  • استخدام الواقي الذكري المصنوع من اللاتكس أو البولي يوريثان أثناء ممارسة الجنس

بعد التماس مع الفيروس

إذا شك المريض أنه كان على تماس مع الفيروس، يجب مراجعة الطبيب على الفور.

حيث يوصي الأطباء عادة بجرعة من لقاح التهاب الكبد B لمنع العدوى وأحياناً الغلوبيولين المناعي لالتهاب الكبد B (HBIG) للمساعدة في منع العدوى، ويفضل أن يكون ذلك في غضون 24 ساعة.