الجلطة القلبية: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 22 مارس 2023

تعد حالة الجلطة القلبية من أخطر وأكثر الحالات والاضطرابات التي تصيب عضلة القلب، حيث تسبب انقطاع التروية الدموية عن جزء أو عدة أجزاء من العضلة القلبية.

ويسبب هذا الأمر ضرر في المناطق الناقصة التروية أي التي لم يصلها الدم، وقد يؤدي لتموتها، وينجم عن هذا الأمر خلل واضطراب في وظيفة القلب ومضاعفات قد تكون خطيرة ومهددة للحياة.

فما هي حالة الجلطة القلبية وكيف تحدث وكيف يمكن التعامل معها؟

ما هي حالة الجلطة القلبية؟

تعرف الجلطة القلبية (Heart Attack) أو ما يعرف باحتشاء العضلة القلبية (Myocardial Infarction) بأنها حالة إسعافيه وخطيرة وقد تكون مهددة للحياة.

يحصل فيها انسداد مفاجئ لواحد أو أكثر من الشرايين المسؤولة عن تغذية العضلة القلبية بواسطة خثرة دموية ويطلق عليها اسم جلطة.

إن وظيفة القلب الأساسية هي ضخ الدم باتجاه أنحاء الجسم باستمرار وتأمين التروية الدموية والأوكسجين للخلايا في مختلف الأنسجة وذلك للمحافظة عليها ومساعدتها لتقوم بوظائفها بشكل فعال.

وكما هو الحال بالنسبة لكل الخلايا والأعضاء فخلايا عضلة القلب وأنسجته أيضاً بحاجة لتروية دموية مستمرة وللحصول على الأوكسجين بشكل مستمر لتقوم بمهمتها.

يتم تأمين تروية العضلة القلبية بالدم عن طريق شرايين خاصة تعرف باسم الشرايين الاكليلية (Coronary arteries).

وتتوزع هذه الشرايين الاكليلية في انحاء العضلة القلبية وفق نمط معين يؤمن التروية الدموية والأوكسجين لمختلف أقسام القلب.

وبالتالي فإن تعرض هذه الشرايين لأي إصابة أو مرض يؤثر على عملها كتضيق هذه الشرايين أو انسدادها سيؤثر بشكل مباشر على تروية اقسام العضلة القلبية وحصول الخلايا على الأوكسجين وهذا سيؤثر على عمل القلب بشكل عام.

في حالة الجلطة القلبية يحصل انسداد تام أو شبه تام لأحد هذه الشرايين الاكليلية بشكل مفاجئ بخثرة دموية.

وهذا يؤدي لقطع التروية عن جزء من خلايا وأنسجة القلب، هذا الأمر يجعل الخلايا في القسم الذي لا تصله تروية دموية تبدأ بالتخرب بشكل تدريجي وتفقد وظيفتها، وهذا الأمر يؤثر على وظيفة وعمل القلب ويسبب ظهور أعراض الجلطة القلبية عند المصاب.

ووفقاً لإحصاءات مركز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة الأمريكية (CDC) فإن الجلطة القلبية هي السبب الأكثر شيوعاً للوفاة في الولايات المتحدة عند كل من الذكور والإناث. حيث يكون من كل 5 وفيات هناك وفاة واحدة على الأقل سببها الإصابة بجلطة قلبية.

الأعراض المرافقة لحالة الجلطة القلبية

تترافق الجلطة القلبية مع مجموعة من الأعراض التي تحدث إما في مرحلة ما قبل حدوث الجلطة القلبية بقليل أو أثناء حدوث الجلطة.

هذه الأعراض متنوعة وعديدة ويكون قسم منها مشترك وشائع بين المصابين بالجلطة القلبية لكن هناك قسم أخر من الأعراض يكون مختلف بين حالة وحالة أخرى.

أي ليس من الضروري للشخص المصاب بجلطة قلبية أن يعاني من نفس أعراض شخص مصاب أخر.

وتشمل أبرز الأعراض والعلامات للجلطة القلبية ما يلي:

  • الألم الصدري وعدم الارتياح المفاجئ في منطقة الصدر، حيث يشعر المصاب بإحساس ألم في منتصف الصدر يوصف بأنه حارق أو طاعن. أو يوصف الشعور بأنه ضيق في الصدر مع إحساس بألم عاصر في منطقة القلب.
  • امتداد الألم لمنطقة الذراع اليسرى، العنق، الفك السفلي، أو بين لوحي الكتف بشكل متزامن مع الألم الصدري.
  • الإحساس بضيق أو عدم القدرة على التنفس والحاجة للأوكسجين وهو ما يعرف بالزلة التنفسية.
  • حدوث غثيان واقياء إضافة للشعور بالتعب والاعياء.
  • التعرق الغزير خلال الألم الصدري.
  • الدوار والاحساس بفقد التوازن.
  • الشعور بالخفقان وتسرع ضربات القلب في بعض الأحيان.
  • تحرض السعال وصعوبة في التنفس خلال نوبة الألم الصدري.
  • الغياب عن الوعي في بعض الأحيان.

أسباب حدوث الجلطة القلبية

الآلية المرضية الأساسية لحدوث الجلطة القلبية هي حصول انقطاع وتوقف مفاجئ للتروية الدموية والأوكسجين عن قسم أو أكثر من خلايا العضلة القلبية.

الأمر الذي يجعل هذه الخلايا تعمل بدون حصولها على حاجتها من الأوكسجين وهذا الأمر لا يمكن أن تتحمله الخلايا لفترة طويلة، وخصوصاً خلايا عضلة القلب التي تعمل باستمرار.

وتكون النتيجة في حال عدم عودة التروية الدموية في الوقت المناسب تضرر وتخرب وموت الخلايا ناقصة التروية وبشكل نهائي وغير قابل للعكس.

وبالتالي فإن أي مرض أو خلل يمكن أن يؤثر على حصول العضلة القلبية على حاجتها من الأوكسجين والتروية الدموية سيساهم بالإصابة بالجلطة القلبية وتحريض حدوثها.

وتشمل أبرز العوامل المسببة لحدوث الجلطة القلبية ما يلي:

١- أمراض الشرايين الاكليلية (Coronary heart disease)

مرض الشرايين الإكليلية (CHD) هي حالة مريضة يحصل فيها تضيق في لمعة وقطر الشرايين الإكليلية المغذية لعضلة القلب،.

والسبب في هذا التضيق هو ترسب وتجمع عدة مواد شحمية أهمها الكولسترول إضافة للصفيحات الدموية وغيرها في جدار الشرايين، هذه المواد تشكل مع الزمن يعرف باللويحة العصيدية (Plaque).

يزداد حجم اللويحة العصيدية وتكبر ضمن لمعة الشريان وتسبب مع الوقت إعاقة جريان الدم في الشريان واضعاف تدفقه.

كما يسبب هذا الأمر نقص تروية دموية لأقسام مختلفة من عضلة القلب وذلك بحسب الجزء المصاب ونسبة الانسداد الذي تسببه هذه اللويحات في قطر الشريان.

يكون التظاهر الأشهر لمرض الشرايين الإكليلية هو حدوث أعراض خناق الصدر (Angina) أو الذبحة الصدرية في البداية، وخاصة عند ممارسة الأعمال المجهدة وزوال هذه الأعراض في الراحة.

ولكن بالمقابل فقد تكون الجلطة القلبية هي أول عرض يحدث للمريض بسبب مرض الشرايين الاكليلية. ويعود هذا الأمر لسبب أساسيين هما:

  • وجود التضيق الشديد في قطر الشريان الناجم عن نمو وتطور اللويحة العصيدية يسبب بطء وركود في جريان الدم ضمن الشريان في المنطقة المتضيقة.
    • هذا البطء يحرض عملية تخثر الدم في المنطقة المتضيقة وبالتالي تتشكل خثرة تسد الشريان في هذه المنطقة وتحدث الجلطة القلبية.
  • تتعرض اللويحات العصيدية المضيقة للشرايين الاكليلية لرض وتحريض مستمر بسبب تدفق الدم وتقلص القلب.
    • ويمكن لهذا الأمر في بعض الأحيان أن يسبب تمزق للويحة العصيدية وتطاير أجزاء منها ضمن الشريان مع حدوث نزف.
    • كما ويسبب هذا الأمر حدوث الجلطة القلبية وانسداد الشريان الاكليلي.
٢- تعاطي المخدرات

يعد تعاطي المواد المخدرة والتي تباع بطرق غير شرعية من مسببات حدوث الجلطة القلبية وخاصة عند الشباب.

حيث تملك هذه المواد تأثيرات سلبية على القلب والأوعية الدموية، فتقوم بتحريض تضيق وتشنج في الأوعية التي تغذي القلب وهذا يسبب نقص تروية للخلايا ويحرض حدوث الجلطة القلبية.

وبعضها قد يسبب خلل واضطراب على مستوى الدم ومكوناته ويمكن أن يحرض تخثر الدم ويسبب حدوث الجلطة.

٣- نقص الأوكسجين في الدم (Hypoxia)

يحرض نقص مستويات الأوكسجين في الدم حدوث احتشاء العضلة القلبية وذلك من خلال حرمان خلايا عضلة القلب من الأوكسجين اللازم لعملها.

وهذا يسبب اضطراب عمل هذه الخلايا وتوقفها عن أداء مهامها، وفي النهاية تموت هذه الخلايا وتخربها وحدوث احتشاء في عضلة القلب.

هناك عدة أسباب لحدوث نقص الأوكسجين في الدم وأشهرها هي خسارة وظيفة الرئتين الطبيعية بسبب وجود اضطراب مرضي أو خلل يمنعهما من العمل.

أو حدوث تسمم بغاز أحادي أوكسيد الكربون (Carbon monoxide) بسبب التعرض الكثيف للدخان كما هو الحال في الحرائق مثلاً أو المصانع.

عوامل الخطر

لوحظ وجود عدة عوامل تساهم في رفع نسبة خطر الإصابة بالجلطة القلبية. هذه العوامل متعلقة إما بنمط حياة الشخص أو بوجود أمراض أخرى وحالات صحية تساهم في زيادة احتمال الإصابة بالجلطة القلبية.

وتشمل أبرز عوامل الخطر للإصابة بالجلطة القلبية ما يلي:

  • الإصابة بارتفاع التوتر الشرياني
  • ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم
  • الإصابة بمرض السكري
  • التقدم بالعمر حيث يرتفع خطر الإصابة بالجلطة القلبية بعد عمر 45 سنة عند الرجال و55 سنة عند النساء
  • العوامل الوراثية: يرتفع خطر الإصابة بالجلطة القلبية في حال وجود تاريخ مرضي وسوابق للإصابة بجلطة عند أفراد من العائلة
  • التدخين
  • النمط الغذائي الغير صحي الغني بالدهون
  • البدانة
  • قلة النشاط الفيزيائي

تشخيص الإصابة بالذبحة القلبية

يحتاج تشخيص الجلطة القلبية عند حدوثها إلى السرعة والدقة، واتباع خطوات معينة ومحددة.

وذلك لتحديد وجود الاحتشاء والتصرف بسرعة وبالشكل الأمثل لمنع حدوث الاختلاطات الخطيرة للجلطة القلبية والتي تكون مهددة لحياة المصاب.

كما يتم اجراء الفحص وإجراءات التشخيص في المشفى عادةً باعتبار أن حالة الجلطة القلبية إسعافيه وتحتاج لرعاية خاصة.

وتتضمن إجراءات التشخيص ما يلي:

١- الفحص والتقييم الأولي للمريض

يتم اجراء تقييم سريع وفحص سريري مباشرة للمريض عند وصوله للإسعاف.

حيث يتم السؤال عن طبيعة الأعراض، شدتها، متى بدأت، وجود ألم صدري، ضيق تنفس، ثم السؤال عن السوابق المرضية الأخرى وهل يوجد أمراض قلبية مشخصة سابقاً.

بالإضافة لذلك يتم سؤاله عن للأدوية التي يتناولها بشكل دائم إن وجدت، وغيرها من الأسئلة التي توجه نحو الشك بوجود جلطة قلبية.

وبالتزامن مع الاستجواب المرضي يتم اجراء فحص سريري يتضمن بشكل أساسي ما يلي:

  • قياس الضغط الشرياني
  • قياس نسبة الأوكسجين في الدم
  • حساب عدد ضربات القلب
  • تقييم وعي المريض

٢- مخطط القلب الكهربائي "ECG"

وهو اجراء يتم من خلاله تسجيل النشاط الكهربائي للقلب عن طريق جهاز مزود بمجموعة من الأقطاب الكهربائية التي توزع على نقاط معينة من الجسم.

يتم تقلص القلب بشكل منتظم ومتزامن عن طريق تنبيهات كهربائية تسير وفق مسارات محددة ضمن عضلة القلب وتنقل التنبيه للأجزاء المختلفة لتتقلص.

ويتم التقاط هذه التنبيهات والفعالية الكهربائية لتقلص القلب من قبل جهاز تخطيط القلب وعرضها بشكل مخطط.

في الحالة الطبيعية يكون مخطط القلب ذو نمط منتظم ومتشابه لأن كل الخلايا تتقلص بانتظام، ولكن في حالة الجلطة القلبية تنقطع التروية الدموية عن جزء من خلايا القلب وبالتالي تضطرب وظيفتها واستجابتها للتنبيه الكهربائي بالتالي يحدث خلل في مسار التنبيه الكهربائي للقلب.

كما يتم التقاط هذا الخلل في التنبيهات الكهربائية عن طريق جهاز تخطيط القلب ويقوم بعرض هذا الخلل على شكل تبدلات وتغيرات في المخطط الكهربائي للقلب.

تختلف هذه التبدلات بحسب موقع ومساحة المنطقة التي لا تصلها التروية الدموية. لذلك يعد اجراء مخطط القلب الكهربائي اجراء أساسي لتشخيص وتحديد وجود تبدلات في تروية القلب، على الرغم من أن هذه التبدلات قد لا تحدث أو ترصد عند كل مرضى الجلطة القلبية.

٣- اجراء اختبارات مخبرية للدم

يعد اجراء بعض اختبارات الدم في حالة الجلطة القلبية من الأمور الهامة سواء خلال المرحلة الحادة للجلطة القلبية والتواجد في الإسعاف، أو في المراحل اللاحقة بعد استقرار حالة المريض.

ومن أهم الفحوصات المخبرية للدم التي تجرى هي معايرة مواد معينة تدعى الواسمات القلبية (Cardiac Biomarkers). وهي مواد تظهر ويرتفع تركيزها في الدم عند حدوث ضرر وتخرب متعلق بخلايا العضلة القلبية بشكل أساسي.

ولذلك تجرى معايرة لهذه المواد وتراكيزها عند الشك بوجود جلطة قلبية.

وأهم هذه المواد والواسمات التي يتم فحصها:

  • التروبونين (Troponin): وهي أكثر المواد حساسية لأذية خلايا العضلة القلبية
  • الكرياتينين كيناز (Creatinine Kinase)
  • اللاكتات ديهدروجيناز (LDH)
  • الجليكوجين فوسفوريلاز (GPBB)

بالإضافة لمعايرة الواسمات القلبية في الدم يتم اجراء اختبارات دم إضافية في حالة الجلطة القلبية لتحري الحالة العامة لأجهزة الجسم ووظائفها.

فيتم اجراء معايرة لخضاب الجسم وتقييم الكريات الحمراء والبيضاء، إضافة لوظائف الكليتين والكبد وغيرها من القياسات لتقييم حالة الجسم.

٤- تصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية "Echocardiography"

يعطي جهاز تصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية صورة واضحة للقلب واجوافه، ويمكن من خلاله تحديد وجود خلل أو مشكلة مرضية في القلب قد لا تكون مكتشفة سابقاً.

يقوم الجهاز بإرسال أمواج فوق صوتية باتجاه القلب ومن ثم يلتقط ارتدادات هذه الأمواج ليظهر لنا صورة القلب وجدرانه والصمامات ضمنه.

كما ويحدد وجود مشاكل على مستوى الصمامات مثلاً ضمن القلب أو تحديد وجود مشاكل في حركة جدران القلب وتقلصها أو خلل في وظيفة القلب وانخفاض فيها.

وغيرها من الاضطرابات التي قد تكون موجودة سابقاً أو مترافقة حديثاً مع حالة الجلطة القلبية أو نقص التروية القلب.

٥- اجراء قسطرة القلب

عملية قسطرة القلب (Cardiac catheterization) هي اجراء تشخيصي وعلاجي في الوقت نفسه.

يتم فيه الوصول للشرايين الاكليلية المغذية لعضلة القلب واجراء تصوير وتقييم لحالة هذه الشرايين عن طريق حقن مادة ظليلة ضمن هذه الشرايين ومراقبة مسارها وتوزعها عن طريق الأشعة السينية بشكل مباشر.

تفيد هذه العملية بتشخيص وجود انسداد أو تضيق في الشرايين الاكليلية ناجم عن جلطة قلبية أو تصلب شرايين.

وكما يمكن عن طريقه محاوله إزالة وعلاج هذا الانسداد والتضيق من خلال محاولة توسيع هذا التضيق أو ازالته بأدوات خاصة.

٦- فحوص شعاعية إضافية

يمكن اللجوء في بعض الحالات لإجراء تصوير للقلب والشرايين الاكليلية الخاصة به.

عن طريق إما اجراء طبقي محوري للقلب والشرايين الاكليلية (Cardiac CT) أو اجراء رنين مغناطيسي للقلب (Cardiac MRI) وذلك لتشخيص وجود الاحتشاء والجلطة القلبية.

طرق العلاج

يعتمد علاج الجلطة القلبية بشكل أساسي على محاولة التداخل السريع لحل مشكلة الانسداد والتضيق في الشرايين الاكليلية وإزالته.

وذلك لمنع الضرر الدائم والتخرب في خلايا عضلة القلب المتضررة والذي يكون غير قابل للإصلاح في حال استمرا نقض التروية الدموية عن هذه الخلايا.

يقوم العلاج على عدة استراتيجيات وطرق ويتم تقرير الطريقة العلاجية المثالية بحسب كل حالة وشدتها.

وغالباً ما يتم وضع خطة علاج مشتركة بين عدة طرق، وتتضمن طرق وخيارات علاج الجلطة القلبية ما يلي:

١- العلاج الدوائي

آلية العلاج الدوائي تقوم بشكل أساسي على الأدوية التي تمنع تخثر الدم وذلك لإيقاف تطور الخثرة والجلطة الحالية إضافة للحماية من تشكل خثرات جديدة قد تسد شرايين أخرى.

وأيضاً على الأدوية التي تساهم في حل وتفكيك الخثرة والجلطة الحالية كمحاولة للتخلص منها وإعادة فتح الشريان المغلق أو المتضيق.

تعطى هذه الأدوية في المرحلة الباكرة لحدوث الجلطة بجرعات عالية ومن ثم يتابع لاحقاً بجرعات وقائية لمنع تخثر الدم.

وأهم أنواع الأدوية المميعة التي تعطى:

  • الأسبرين (Aspirin) يعمل كمانع للتخثر ومضاد التصاق للصفيحات الدموية التي تحرض تشكل الخثرة الدموية.
  • الكلوبيدوغريل (Clopidogrel) من مضادات التصاق الصفيحات أيضاَ.
  • حالات الخثرة (Thrombolytic) وهي أدوية تعطى عادة في الإسعاف وتحت اشراف طبي وذلك في الساعات الأولى للجلطة القلبية. حيث تعمل على محاولة حل الجلطة الدموية وتفكيك الخثرة السادة للشريان.

إضافة للأدوية المميعة للدم هناك مجموعات دوائية إضافية متنوعة تعطى للمرضى المصابين بالجلطة القلبية في المراحل اللاحقة وذلك اعتماداً على الأمراض المرافقة وحالة القلب والضغط الشرياني.

هذه الأدوية تتضمن بشكل عام أدوية الضغط الشرياني، أدوية التحكم بضربات القلب وضبطها، وأيضاً الأدوية التي تحسن من وظيفة القلب وغيرها.

٢- توسيع الشرايين بالبالون أو وضع الدعامات (Stent)

يتم هذا الاجراء عن طريق قسطرة القلب وتصوير الشرايين الاكليلية وتحديد مكان الجلطة أو التضيق في أي شريان وشدة هذا التضيق.

بعدها يتم محاولة إعادة التروية الدموية للمنطقة المتضيقة عن طريق محاولة فتح الشريان المصاب.

إما من خلال نفخ بالون صغير الحجم وبدرجة معين ضمن المنطقة المتضيقة للسماح للدم بالجريان بالشكل الطبيعي والتخلص من التضيق.

أو يمكن اللجوء في الحالات التي لا يمكن توسيعها لزرع ما يعرف بالدعامة أو الشبكة القلبية، وهي عبارة عن أنبوب دقيق وقطره صغير.

يتم زرع هذه الدعامة في المنطقة المتضيقة ضمن لمعة وجوف الشريان المصاب.

وتقوم هذه الدعامة بتأمين طريق عبور للدم ضمن الشريان وابعاد التضيق والتخلص منه. وهذا الأمر يعيد التروية الدموية لمنطقة القلب ناقصة التروية ويعالج المشكلة.

٣- الجراحة

تجرى الجراحة في حالات الجلطة القلبية التي لا يمكن حلها أو علاجها بطرق العلاج الأخرى.

أو عند وجود عدة انسدادات أو تضيقات هامة في الشرايين الإكليلية يصعب علاجها عن طريق قسطرة القلب والدعامات.

وأيضاً عند ترافق حالة الجلطة القلبية مع أمراض قلبية أخرى كوجود تضيق أو قصور في صمامات القلب بحاجة للعلاج الجراحي أيضاً.

يدعى العمل الجراحي الذي يتم فيه إعادة التروية الدموية لشرايين وخلايا القلب بعملية المجازات الاكليلية (Coronary Artery Bypass Grafting) ويصنف هذا العمل الجراحي كأحد عمليات القلب المفتوح.

خلال الجراحة يتم فيه فتح الصدر والوصول للقلب والقيام بإعادة التروية الدموية للمناطق ناقصة التروية من القلب عن طريق زرع طعوم وعائية على الشرايين الاكليلية وذلك بعد منطقة التضيق والانسداد.

حيث تقوم هذه الطعوم (Graft) بإيصال الدم للخلايا ناقصة التروية الدموية وبالتالي يتم التخلص وعلاج أعراض الاحتشاء ونقص التروية القلبية.

في الختام يجب إعادة التذكير بأن حالة الجلطة القلبية هي حالة إسعافيه وقد تهدد حياة المصاب بها.

لذلك يجب عدم التردد في التوجه لأقرب غرفة طوارئ أو طلب الإسعاف والمشورة الطبية عند الشك بوجود جلطة قلبية أو نقص تروية لأن مفتاح العلاج والتحسن وتجنب الاختلاطات هو التشخيص والعلاج الباكر.