الجمرة: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 16 سبتمبر 2022

يعتبر مرض الجمرة "Carbuncle" من الأمراض التي تصيب الجلد وتغزو جذور الأشعار الموجودة ضمن الجلد.

وبشكل عام يتعرض الجلد بمختلف مكوناته للعديد من العوامل الممرضة قد تغزو طبقاته المختلفة وقد تسبب التهاباً يكون شديداً في بعض الأحيان.

فما هي حالة "الجمرة" وما الأعراض المرافقة لها وطرق العلاج المتعبة؟

كيف تحدث الجمرة؟

يمكن وصف "الجمرة" أو ما يعرف بالخراج بتجمع للمواد الالتهابية حول جذور الأشعار عميقاً في الجلد.

وتنتج أغلب حالاتها عن تعرض جذور الأشعار والنسج المحيطة بها لإنتان بسبب جراثيم تدعى المكورات العنقودية المذهبة "Staphylococcus aureus"، فتمتلئ هذه التجمعات بالسوائل والقيح والخلايا المتموتة.

قد تجد هذه السوائل المتجمعة طريقها للخارج، أما في حالات أخرى فلا تجد هذه السوائل منفذاً للخارج فتتجمع مسببةً آلاماً شديدةً.

وقد تتعرض أي بقعة من الجلد لتشكل "الجمرة"، كما تظهر عند الذكور بشكل أكبر من الإناث.

وتعد الجراثيم المسببة للجمرة ذات قدرة كبيرة جداً على الانتشار وبسرعة بين الأفراد، لذلك قد يصاب أفراد العائلة جميعاً لدى إصابة واحد منهم، ويكون المصدر الرئيسي لدخول هذه الجراثيم غير معروف غالباً.

حالة الجمرة
حالة الجمرة "الخراج"

أعراض الجمرة

تعتبر الجمرة أكثر شدةً من "الدمامل"، حيث تعد الأخيرة عبارةً عن تجمعات صغيرة ومتفرقة من المواد الالتهابية حول جذور الأشعار.

كما تكون قليلة العمق في الجلد، بينما الجمرة تجمع كبير وأكثر عمقاً من سابقتها، لذلك فإنها ذات أعراض أشد وأكثر من الدمامل.

وقد يشتكي المريض من ظهور تجمع أحمر اللون، والجلد فوقه متوتر بشدة وشديد الحساسية لأي عامل خارجي مسبباً ألماً شديداً.

وتتطور الجمرة أو الخراج على مدى عدة أيام، وتكون ذات مركز بلون أصفر أو أبيض، لاحتوائها على القيح والمواد الالتهابية، وقد يخرج منها القيح من تلقاء نفسه أو قد يتجمع تحت الجلد.

ومن الممكن أن تترافق هذه الأعراض الموضعية مع أعراض أخرى عامة وهي:

  • التعب العام
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم
  • قد يسبق ظهور الجمرة إصابة الشخص بحكة عامة
  • الانزعاج والإحساس بالمرض الشديد
التشكل الداخلي للجمرة "الخراج"
التشكل الداخلي للجمرة "الخراج"

أسباب الجمرة

تزداد إمكانية إصابة الشخص بالجمرة في كل مما يلي:

  • الجروح التي من الممكن أن يتعرض لها الشخص أثناء الحلاقة أو ارتداء ملابس الغير.
  • قلة الاعتناء بالنظافة الشخصية مع تردّي الحالة الصحية العامة للبيئة المحيطة.
  • زيادة الوزن
  • الإصابة بمرض السكري: تضعف قدرة الجهاز المناعي عند الإصابة بالسكري، كما تضعف قدرة الفرد على الإحساس بالأذيات التي من الممكن أن يتعرض لها.
  • وجود التهابات جلدية مزمنة يعاني منها الفرد على مدىً طويل.
  • وجود ضعف وتثبيط في الجهاز المناعي لسبب طبي مرضي أو دوائي.
  • استخدام الأدوية عن طريق الحقن.
الشكل الخارجي والتقيح المرافق للجمرة
الشكل الخارجي والتقيح المرافق للجمرة

علاج الجمرة

يقوم علاج الجمرة بشكل أساسي على خطين علاجيين رئيسيين هما:

  • الشق ونزح السوائل من داخل الجمرة، ويطلق على هذه العملية مصطلح "التفجير"
  • إعطاء المضادات الحيوية الالتهابية

يمكن إجراء "تفجير" الجمرة ضمن عيادة طبيب الجلدية، حيث يجري الطبيب شقاً باستخدام أدوات خاصة شديدة العقامة، مما يسمح للسوائل المحتبسة بالخروج.

كما يطبّق الطبيب كمادات دافئة فوق "الجمرة" من حين لآخر أثناء "التفجير" من أجل تسهيل عملية خروج هذه السوائل وتسريعها.

أما فيما يخص استخدام المضادات الالتهابية، فيتم أخذ بعض من المواد المتجمعة وإرسالها إلى مخابر خاصة من أجل كشف الجرثومة المسببة وتحديد الأدوية التي من الممكن أن تستجيب لها هذه الجراثيم.

وكل ذلك تجنباً لاستخدام أدوية قد لا تفيد المريض أو لا تستجيب لها هذه الجراثيم، كما لا يوصي الأطباء عموماً باستخدام المضادات الحيوية للحالات التي يقل قطرها عن 5 مم.

أما في حال زيادة قطر الخراج عن 5 مم فينصح الأطباء عندها باستخدام المضادات الحيوية وينصح أيضاً باستخدام المضادات في:

  • الحالات التي قد لا تستجيب على استخدام "التفجير"، بغض النظر عن قطرها
  • وجود آفات متعددة من الجمرة
  • توقع تحول هذه الجمرة إلى التهاب في النسيج تحت الجلد
  • المرضى المثبطين مناعياً
  • المرضى المصابين سابقاً بالتهاب في العضلة القلبية
  • وجود ارتفاع شديد في الحرارة

ومن الأدوية المختارة لمثل هذه الحالات لدينا "TMP/SMX" و"كليندامايسين" و"دوكسي سايكلين".

بالإضافة لذلك فإن المصابين بحالات متقدمة من المرض والموجودين بالمستشفيات، فيجب عزلهم وإعطائهم علاجات قوية على الفور نظراً لقوة الجراثيم المسببة لهذه الحالة ومقاومتها الشديدة للأدوية، بالإضافة لسرعة انتقالها بين المرضى في حال إصابة أحد منهم.

متى يجب استشارة الطبيب؟

على المريض الذي يشكو مؤخراً من الجمرة، أن يطلب استشارة الطبيب في الحالات التالية:

  • معاناة المريض من ارتفاع في درجة الحرارة تصل إلى حوالي 38 درجة مئوية أو أكثر من ذلك.
  • زيادة في توتر الجلد فوق "الجمرة"، وزيادة في التوذم فيه، أو نزوح سوائل قيحية منها في حال زيادة شدة الحالة.
  • زيادة في شدة الألم الذي يعاني منه المريض.
  • في حال عدم تحسن الأعراض العامة التي يعاني منها المريض رغم البدء في العلاج.
  • ظهور علامات جديدة لم تكن موجودةً سابقاً.

الوقاية

يمكن للمريض الذي تعرّض هو أو أحد الأشخاص من حوله للجمرة الناتجة عن "جرثومة العنقوديات المذهبة" أن يتجنب التعرض لنفس الحالة لاحقاً، وذلك باتباع كل مما يلي:

  • النظافة الشخصية: وذلك بغسل اليدين جداً وبشكل متكرر مع فرك الأصابع وبين الأصابع، لتجنب وجود أي تجمعات للجراثيم الضارة، كما على الشخص تجنب مشاركة الآخرين المنشفة أو الثياب أو شفرات الحلاقة أو فرشاة الأسنان.
  • التقليل من انتقال المرض للآخرين: يتم ذلك بتجنب مشاركة أدوات الآخرين في حال الإصابة الحديثة بالمرض. وخاصةً في حال كان الشخص يرتاد أحد النوادي الرياضية أو جلسات البخار أو حمامات السباحة.
  • التخلص من المناديل والضمادات التي استخدمت أثناء المرض سابقاً، عن طريق وضعها ضمن أكياس محكمة الإغلاق أو حرقها.
  • تجنب جرح الجلد أثناء الحلاقة.
  • الإكثار من الفواكه والخضروات، لأنها تساعد بتقوية جهاز المناعة.