الحساسية ضد النيكل: الأسباب والعلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 11 أكتوبر 2023

تعتبر الحساسية ضد النيكل من الأمور الشائعة، فمعدن النيكليتواجد بشكل طبيعي في البيئة وفي العديد من المواد والأشياء التي نتفاعل معها بشكل يومي، على سبيل المثال المجوهرات والأزرار وأغلفة الأواني.

ويمكن أن تؤدي الحساسية ضد النيكل إلى ظهور طفح جلدي وحكة وتورم، وفي هذا المقال، سنلقي نظرة على الأسباب والأعراض وكيفية التعامل مع الحساسية ضد النيكل.

الحساسية ضد النيكل

الحساسية ضد النيكل "Nickel allergy" هي أحد أنواع التهاب الجلد التماسي (الأكزيما التماسية)، وهي اضطراب جلدي ناتج عن ملامسة الجلد لمادة غريبة بالتالي ينتج عنه حدوث استجابة تحسسية.

وتزداد نسب الإصابة بالحساسية ضد النيكل عالمياً، إذ كشفت دراسة عام 2018 أُجريت في أمريكا الشمالية زيادة عدد المصابين في عام 1994 من 14.3% إلى 20.1% في عام 2014.

أعراض الحساسية ضد النيكل

وتكون الأعراض الناتجة عن حالة الالتهاب التحسسي من النيكل ما يلي:

  • ظهور طفح جلدي
  • انتشار البثور
  • الحكة
  • احمرار الجلد
  • تقشُّر الجلد
  • ظهور بقع تشبه الحروق على سطح البشرة
  • تورم وانتفاخ مكان الجلد الملامس للنيكل.

وتظهر الأعراض بعد لمس الجلد لمعدن النيكل بحوالي 72 ساعة، ولكن في حال كانت الحساسية شديدة يمكن أن تظهر مباشرةً.

كما تظهر الأعراض السابقة بشكل شائع في الأماكن التالية، مثل:

  • شحمة الأذن نتيجة ارتداء الحُلي
  • المعصمين بسبب ارتداء الساعة
  • أسفل البطن نتيجة ارتداء الحزام

أسباب الحساسية ضد النيكل

تحدث الحساسية ضد النيكل بسبب تآكل عناصر المعدن، نتيجة تفاعله مع سوائل الجسم مثل العرق أو اللعاب. وخلال ذلك التفاعل بين سوائل الجسم وعناصر النيكل، يطلق المعدن أيونات حرة تسبب ردة فعل تحسسية.

وربطت بعض الأبحاث حالة التهاب الجلد التماسي بحدوث طفرة في الفيلاغرين "Filaggrin" وهو من البروتينات الضرورية للحفاظ على السطح الخارجي للبشرة(1) ولم تتوصل أبحاث أخرى إلى نتائج تفيد إذا ما كان للعامل الوراثي دور في الإصابة بالحساسية ضدد النيكل. (2)

عوامل الخطورة للإصابة

توجد عوامل عديدة تُزيد من فرص الإصابة بالحساسية ضد النيكل، منها:

  • الإصابة بالتهاب الجلد التأتبي أو الأكزيما التأتبية: حيث أكدت الدراسات أن الإصابة بذلك الالتهاب يُضعف السطح الخارجي للبشرة ويُزيد فرص التحسس من النيكل.(3)
  • العرق الأبيض: كشفت الأبحاث أن العرق الأبيض أكثر عرضة للإصابة بالتحسس من النيكل، وذلك بخلاف ذوي البشرة السمراء الذين لديهم مقاومة تجاه ذلك النوع من الحساسية.(4)
  • الإناث: تصيب حساسية النيكل الإناث أكثر من الذكور، وخاصة اللاتي تجاوزن الاثني عشر عاماً؛ وذلك لارتدائهن أقراط الأذن والحُلي الأخرى .(5)

متلازمة الحساسية ضد النيكل الجهازية

تحدث في بعض الحالات النادرة متلازمة الحساسية ضد النيكل الجهازية، نتيجة تناول بعض الأطعمة التي تحتوي على ذلك المعدن، بالتالي يظهر عدد من الأعراض، منها: (6)

  • احتقان أنفي
  • ضيق تنفس
  • صداع
  • حمى
  • آلام مفصلية وعضلية
  • تعب عام

مصادر تحتوي على النيكل

يعد النيكل من أكثر المعادن شيوعاً على وجه الأرض، ويوجد في النباتات والحيوانات ومياه البحر أيضا، بالإضافة إلى بعض المصادر الأخرى منها:

  • الحلي (المجوهرات)، ساعة اليد، أو أي قطعة معدنية يمكن ارتداؤها مثل دبابيس الشعر وأزرار الملابس
  • البطاريات والهواتف المحمولة
  • العملات المعدنية
  • النظارات
  • بعض أنواع طلاء الأظافر
  • اللوازم المكتبية
  • الأحبار المستخدمة في الوشم
  • السجائر الإلكترونية
  • مقابض الأبواب
  • التربة الزراعية
  • الآلات الموسيقية
  • المكواة
  • المظلات
  • أواني المطبخ
  • إبر الحياكة

وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي وجه بدراسة نسب النيكل الموجودة في المواد السابقة؛ لبحث كيفية إبقائها بشكل آمن بحيث لا تطلق أكثر من 0.5 ميكروغرام نيكل/ سم²/على الإنسان في الأسبوع الواحد، ونتيجةً لهذه التوجيهات؛ انخفضت نسب الحساسية ضد النيكل في الدنمارك من 26.9% إلى 12.4%. (7)

كما يتواجد النيكل بنسب صغيرة في بعض الأطعمة والخضروات والفواكه، (8) مثل:

  • الحبوب: الشوفان والشعير والذرة وفول الصويا والقمح والفول
  • الفواكه: المشمش والكرز والعنب والتين والبطيخ والموز
  • الخضار: القرنبيط الأخضر والبصل والسبانخ والخس والهندباء والهليون
  • اللحم المقدد
  • الأسماك والمأكولات البحرية مثل السلمون والأخطبوط والمحار

تشخيص الحساسية ضد النيكل

يتوصل الطبيب إلى تشخيص الحساسية ضد النيكل للمريض من خلال فحص الأعراض الجلدية، بالإضافة إلى التاريخ المرضي.

ويلجأ الطبيب إلى اختبار الحساسية ضد النيكل لتأكيد التشخيص، حيث يضع لصاقة على الجلد تحتوي على المعدن بالإضافة إلى لصاقات أخرى تحتوي على بعض المواد الطبية لمدة 48 ساعة فقط ثم يزيلها المريض، ويعود مجددًا إلى الطبيب بعد مرور حوالي 72 إلى 96 ساعة لفحص الجلد وتحديد وجود حساسية من عدمه.

علاج الحساسية ضد النيكل

تعتمد العلاجات الدوائية للحساسية ضد النيكل على ضرورة عدم التصاق الجلد به مع تخفيف الالتهاب وأعراض التحسس، حيث هناك ثلاثة أنواع من العلاج تشمل:

١- علاج لا يتطلب وصفة طبية

حيث توجد أنواع من الأدوية لا تتطلب وصفة طبية، لكن يحذر استخدامها حال وجود حساسية لدى الأطفال ويجب استشارة الطبيب المختص قبل البدء بها وهي:

  • كريم الهيدروكورتيزون: يثبط هذا الدواء الالتهابات الناتجة عن الحساسية، كما لا ينبغي استخدامه لفترة طويلة.
  • غسول الكالامين: مفيد لتخفيف الحكة، ويمكن استخدامه أربع مرات يومياً، لكن قد يترك تصبغ زهري اللون لفترة قصيرة.
  • مضادات الهيستامين الفموية: تعمل أيضا على تخفيف حالة الحكة والتحسس.
٢- علاجات تتطلب وصفة طبية

إذا استمرت حالة الحساسية رغم الخيارات العلاجية السابقة أو إذا كانت الأعراض شديدة، سيحتاج المريض إلى مجموعة من الأدوية لتخفيف الأعراض، وهي:

  • الستيرويدات القشرية الموضعية: تعمل بشكل فعال في تخفيف الحكة والاحمرار والتهيّج.
    • يجب استخدامها مرة أو اثنين يوميًا، ولا ينبغي إيقافها إلا بأمر طبي.
  • الستيرويدات القشرية الجهازية: تؤخذ عن طريق الفم، وتعطى لبعض الحالات، مثل الطفح الجلدي المنتشر أو متلازمة الحساسية ضد النيكل الجهازية.
    • وتعمل على تثبيط الالتهابات بشكل سريع ، ولا ينبغي إيقافها إلا بأمر طبي.
  • المضادات الحيوية الموضعية والجهازية: يوصى الطبيب بها، لوقف أي عدوى محتملة بسبب الحك المستمر لمكان الحساسية.
  • معدِّلات المناعة الموضعية: تعمل على تعديل الاستجابة المناعية، حيث أثبتت فعاليتها الجيدّة، بالإضافة إلى دورها في تخفيف عدد نوبات الحساسية المستقبلية. (9)
٤- العلاج الضوئي

يلجأ الطبيب في حالات معينة، إلى خيار العلاج الضوئي، الذي يعمل على تثبيط خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن الاستجابة التحسسية، لتخفيف الأعراض بشكل جيّد. (11)

ويستخدم الطبيب خلال ذلك النوع من العلاج جهازاً خاصاً يصدر أمواجًا ضوئية لبضع دقائق للتخفيف من حالة التهاب الجلد.

ويتطلب هذا النوع من العلاج التزاماً من المريض بالجلسات المحددة من قِبل الطبيب على مدى عدة شهور لتظهر النتائج.

الإرشادات

توجد بعض الإرشادات والنصائح المنزلية التي ينبغي اتباعها حال قرر المريض التعايش مع حساسية النيكل، وتتضمن ما يلي:

  • المجوهرات: يجب الابتعاد عن المجوهرات والحلي المصنوعة من النيكل، والاعتماد على الفضة والذهب.
  • فحص الملابس: الانتباه لنوعية الأحزمة وحمالات الصدر والأزرار المعدنية في الملابس، ويفضل استبدال هذه القطع بأخرى من البلاستيك أو وضع قطعة قماشية بينها وبين الجلد.
  • أغطية الأجهزة الإلكترونية: يُنصح بوضع غطاء بلاستيكي على الأجهزة الإلكترونية لتجنّب التصاق الجلد مباشرة بها.
  • بعض الأدوات المنزلية: يُفضل استبدال بعض الأدوات المنزلية، مثل مقابض الأبواب والمفاتيح وشفرات الحلاقة والأواني بأدوات أخرى خالية من النيكل.
  • تجنّب بعض الأطعمة: حيث يوصي الطبيب بتجنّب بعض الأطعمة التي تحتوي على النيكل.
  • الكمادات الباردة: يساعد وضع قطعة من القماش المبلل بالماء البارد على منطقة الالتهاب لمدة 15 دقيقة يومياً في تخفيف الحكة والاحمرار.
  • الحمام الفاتر: يفيد الاستحمام بماء فاتر في تخفيف الحكة، ويحب الابتعاد عن أي شامبو أو صابون يحتوي على مواد عطرية.
  • الترطيب: له دور مهم في التئام وتقوية سطح الجلد ويفيد في تقليل نوبات التهاب الجلد التماسي.
  • تغطية مكان التحسس: تجنباً للحك المستمر، الذي يُفاقم الحساسية.