الحميات الغذائية المرتفعة الدهون (High Fat Diets)

الكاتب - 25 يناير 2023

انتشرت الحميات الغذائية المرتفعة الدهون كوسيلة فعالة لخسارة الوزن بطريقة سريعة وصحية، وذلك بالاعتماد على مصادر غذائية مرتفعة الدهون لامداد الجسم بالطاقة بدلاً من السكريات.

فما هي أشهر هذه الحميات؟ وما فوائدها وآثارها الجانبية؟

تعريف الحميات الغذائية المرتفعة الدهون

تعتمد الخلايا على السكر في الحصول على الطاقة اللازمة للقيام بوظائفها، بالتالي تعتبر السكريات من مصادر الطاقة الأساسية للجسم.

ولكن في الحميات الغذائية المرتفعة الدهون يتم الاعتماد على الدهون بدلاً من السكريات كمصدر للطاقة، مع الانتباه لضرورة استهلاك الدهون المفيدة والابتعاد عن الدهون الضارة بالجسم.

إن آلية عمل هذه الأنماط من الحميات تعتمد بشكل أساسي على الحرمان من الغلوكوز الذي يتناوله الفرد، بالتالي يدفع ذلك الجسم إلى الاعتماد على الدهون المخزنة فيه كمصدر للطاقة، ومن هنا تأتي أهمية هذه الحميات في إنقاص الوزن.

أنواع الحميات الغذائية المرتفعة الدهون

تختلف أنواع الحميات الغذائية المرتفعة الدهون بناءً على عدة معايير، أهمها نسب الكربوهيدرات المسموح تناولها في اليوم الواحد، ومن أشهر هذه الحميات نذكر:

١- حمية أتكينز "Atkins diet"

تعتبر حمية أتكينز من الحميات الغذائية المرتفعة الدهون والمشهورة وقد ابتكرها الطبيب روبرت أتكنز في عام 1972.

يعتمد الشخص في المراحل الأولى من هذه الحمية على كميات قليلة جداً من الكربوهيدرات، ومن ثم يتم إضافة بعض الأطعمة الحاوية على السكريات شيئاً فشيء وبشكل تدريجي في المراحل اللاحقة.

٢- حمية الكيتو "Ketogenic diet"

حمية الكيتو من الحميات الشهيرة في زمننا الحالي وهي تعتمد في مبدئها على الكيتون كمصدر للطاقة بدلاً من السكر، وينتج هذا المركب عن استقلاب الحموض الدسمة في الكبد.

كما أن كمية السكريات التي يتناولها الشخص في حمية الكيتو يجب ألا تتجاوز 5-10% من الغذاء المتناول يومياً، أي حوالي 20-50 غرام من الكربوهيدرات في اليوم الواحد.

كما أن حمية الكيتو وكجزء من الحميات الغذائية المرتفعة الدهون، لها دوراً هاماً في إنقاص الوزن، وذلك بالاعتماد على الدهون المخزنة في جسم الإنسان كمصدر للطاقة.

مضمون الحميات الغذائية المرتفعة الدهون

تعتمد الحميات الغذائية المرتفعة الدهون على استهلاك الأطعمة الحاوية على كميات مناسبة من الدهون المفيدة للجسم، وبنفس الوقت الأغذية القليلة أو الخالية من الكربوهيدرات، ونذكر من هذه الأطعمة على سبيل المثال:

  • اللحوم مثل لحم البقر والدجاج أو الخنزير والديك الرومي
  • الأطعمة البحرية مثل سمك التونا والسالمون
  • الخضروات والفواكه القليلة السكريات، مثل:
    • السبانخ والخضروات الورقية الأخرى
    • البروكولي
    • القرنبيط
    • الهليون
    • التوت
    • الفراولة
  • المنتجات اللبنية مثل الجبنة، والقريش، والزبادي اليوناني غير الحاوية على المحليات أو المنكهات الإضافية
  • الأفوكادو
  • البيض
  • المكسرات مثل اللوز، والكاجو، والجوز، والفول السوداني
  • البذور مثل بذور الكتان وعباد الشمس
  • الزيوت الصحية كزيت الزيتون
  • المشروبات الخالية من السكر مثل القهوة والشاي
  • الشوكولا الداكنة وبودرة الكاكاو

الممنوعات

هنالك مجموعة من الأطعمة التي يمنع تناولها في الحميات الغذائية المرتفعة الدهون وهي التي تحوي على نسب مرتفعة من السكريات نذكر منها على سبيل المثال:

  • الحبوب
  • الخضروات النشوية مثل الذرة، والبطاطا، والبازيلاء والفجل
  • الفواكه المرتفعة السكريات مثل المانجو، والبطيخ أو الشمام، والخوخ، والكرز، والتين، والموز
  • الزبادي المحلى
  • العسل
  • الشيبس أو المقرمشات
  • الخبز والمعجنات بمختلف أشكالها
  • المخبوزات كالحلويات والكيك
  • المشروبات الحاوية على السكريات مثل العصائر، ومشروبات الطاقة، والمشروبات الغازية
  • الباستا (المعكرونة بأنواعها) والرز الأبيض

فوائد الحميات مرتفعة الدهون

إن المبدأ الأساسي لهذا النوع من الحميات الغذائية هو الاعتماد على استهلاك الشحوم الموجودة في الجسم، لذلك هو أمر مهم ويساهم بشكل كبير في إنقاص الوزن، وأيضاً إنقاص كمية الشحوم الحشوية في الجسم (وهي الشحوم الداخلية المحيطة بأعضاء البطن كالكبد، والكليتين وغيرها…)

نتيجة للاعتماد بشكل أساسي على الأغذية الغنية بالبروتين والدهون في النظام الغذائي، والابتعاد عن الكربوهيدرات قدر الإمكان، يشعر الشخص بالمزيد من الطاقة والحيوية للقيام بالأنشطة اليومية المختلفة.

كما أن هناك بعض الأدلة على أن الحميات المرتفعة الدهون تساعد في علاج مجموعة من الحلات الطبية، مثل:

  • الداء السكري من النمط الثاني: تقلل هذه الحمية من مقاومة الجسم تجاه الأنسولين، بالتالي تساهم في علاج النمط الثاني من السكري.
  • بالإضافة لأنماط معينة من السرطانات.
  • متلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCO)
  • داء الزهايمر
  • أمراض القلب

مضار الحميات الغذائية مرتفعة الدهون

تترافق الحمية العالية الدهون مع بعض المشاكل الصحية، ولكن أغلبها قابل للعلاج، ومنها:

  • أعراض الانخفاض في مستويات سكر الدم:
    • الجوع والعطش الشديدان
    • زيادة عدد مرات التبول
    • التعب
  • تغيرات المزاج مثل الارتباك والقلق
  • تسرع القلب
  • الدوار
  • التعرق
  • الإصابة بالحصيات الكلوية: بسبب ارتفاع نسب الكلس في البول، ونقص نسب السيترات فيه (السيترات هي المادة التي تمنع تشكل الحصيات في الكلية).
  • مشاكل العظام: تترافق هذه الحمية مع حالة حماض خفيف في الجسم (هو المسؤول عن مشاكل العظام المرافقة لهذه الحمية).
  • رائحة فم كريهة: تنجم في غالبية الحالات عن رائحة الكيتون الذي يتم استهلاكه في الجسم.
  • ارتفاع مستويات الكولسترول الضار في الجسم "LDL" وهي حالة تتطلب المراقبة والعلاج، حيث أن الارتفاع في نسب "LDL" يرفع نسب الإصابة بالجلطات وأمراض القلب.
  • بعض المشاكل الهضمية كالإمساك والغثيان والإقياء
    • تتحسن هذه الأعراض مع استمرار الحمية بمرور الوقت
  • انخفاض الضغط الانتصابي: هو انخفاض الضغط المفاجئ عند الانتقال من وضعية الجلوس أو الاستلقاء إلى وضعية الوقوف

المدة الزمنية لهذه الحمية

ينصح عند اتباع هذا النوع من الحميات الغذائية المرتفعة الدهون الالتزام لمدة 6 أسابيع على الأقل.

كما وينبغي إخبار الطبيب عن أي أعراض مزعجة، قد تكون متعلقة بالأطعمة التي يتناولها الشخص خلال هذه الحمية.

في الختام ينصح جميع الأشخاص المقبلين على أي نوع من الحميات الغذائية التواصل مع الطبيب المختص واستشارته بنوع الحمية المناسب، والالتزام بتعليماته للحرص على سلامة الجسم وقدرتة الأعضاء على القيام بالوظائف المختلفة.