أهمية السائل الأمينوسي خلال الحمل

المراجعة الطبية - OB/GYN
الكاتب - أخر تحديث 4 مايو 2023

ممَّ يتكون السائل الأمينوسي؟

يتكوَّن السائل الأمينوسي "Amniotic Fluid" من سوائل جسم الأم، ويبتلع الجنين هذا السائل ويطرحه عن طريق البول بدءاً من الأسبوع العاشر من الحمل حتَّى تصبح النسبة الأكبر من السائل الأمينوسي تدريجياً وبحلول الأسبوع عشرين تقريباً من الحمل من بول الطفل وإفرازات رئتيه.

يحتوي هذا السائل على الماء والشوارد بنسبة 98% ويُشكِّل ما تبقى البروتينات والكربوهيدرات والدهون والهرمونات والمعادن.

يتوضَّع الجنين داخل الكيس الأمينوسي ويمتلئ هذا الكيس بالسائل خلال أول 12 يوم بعد الحمل، وتكون كمية السائل أكبر حوالي الأسبوع 34 من الحمل ويبلغ متوسطها 800 مل، وعند اكتمال فترة الحمل في الأسبوع 40 تصبح حوالي 600 مل. (1)

ومن ثم يبدأ السائل بالتناقص مع اقتراب الولادة، وعندما يتمزق الكيس الأمينوسي في نهاية المرحلة الأولى من المخاض، يبدأ السائل الموجود داخل الكيس بالتسرب عبر عنق الرحم والمهبل، ويشير ذلك أن الولادة وشيكة.

أهمية السائل الأمينوسي بالنسبة للجنين

يطفو الجنين في السائل الذي يؤمن له الحماية وإمكانية التطور، حيث له دور مهم في:

  • حماية الجنين من الصدمات
  • التحكم في درجة الحرارة، فهو يعزل الجنين ويبقيه دافئاً
  • السيطرة على العدوى لاحتواء السائل الأمنيوسي على أجسام مضادة
  • يسهم في تطور الجهاز الهضمي والرئة عن طريق التنفس وابتلاع السائل الأمنيوسي، فيتدرب الجنين على استخدام عضلات هذه الأجهزة لتنمو وتتطور
  • نمو العضلات والعظام لأن الجنين يتمتع بحرية الحركة في السائل.
  • دعم الحبل السري ومنع انضغاطه، وهو الحبل الذي ينقل الطعام والأوكسجين من المشيمة إلى الجنين.
  • يمكن أن يصبح استخلاص الخلايا الجذعية من السائل الأمينوسي علاجاً واعداً في الطب التجديدي لعلاج العديد من الأمراض التنكسية والالتهابية في أجهزة مختلفة من الجسم كالجهاز العصبي، الهضمي، التنفسي والقلب. (2) (3)

الإجراءات الطبية

بزل السلى هو إجراء يتم فيه أخذ عينة من الخلايا في السائل الأمينوسي، عن طريق إبرة رفيعة تتوجه بالأمواج فوق الصوتية حتى تصل للسائل. ويفيد هذا الإجراء في:

  • تحري بعض التشوهات الصبغية مثل متلازمة داون أو متلازمة إدوارد أو متلازمة باتو.
  • الأمراض الوراثية في حال وجود تاريخ عائلي لها مثل فقر الدم المنجلي أو التلاسيميا أو التليف الكيسي.
  • الإنتانات الخلقية التي يمكن أن تسبب عيوب خلقية، مثل الفيروس المضخم للخلايا، والهربس، والحصبة الألمانية، داء المقوسات.
  • عيوب الأنبوب العصبي، بما في ذلك السنسنة المشقوقة أو انعدام الدماغ.

يتم إجراء هذا الفحص عادةً بين الأسبوعين 15-20 من الحمل، رغم أنه يمكن إجراؤه في وقت أبكر إلا أنه يمكن أن يزيد خطر حدوث مضاعفات كالإجهاض أو العدوى.

كما ينصح به في حال:

  • عمر الحامل 35 أو أكثر
  • وجود نتائج غير طبيعية بالأمواج فوق الصوتية أو فحص الدم
  • تاريخ للأمراض الوراثية في العائلة
  • اشتباه بوجود عدوى
  • عند اختبار نضج الرئة
  • كما يفيد في تقييم عدم توافق عامل الريزيوس

كمية السائل الأمينوسي

من المهم الحفاظ على كمية مناسبة من السائل فنقصه أو زيادته قد تدل على خلل وقد تسبب اضطرابات خلال فترة الحمل، ويقيس الطبيب هذه الكمية عبر التصوير بالأمواج فوق الصوتية حيث يكون مؤشر السائل الأمينوسي الطبيعي 5-25 سم ويوجد قياس آخر يسمى قياس الجيب الأعمق.

هذه القياسات تعتبر جزء من الملف الفيزيائي الحيوي الذي يتضمن تحري نبض قلب الجنين والتنفس أثناء الحمل.

 ١- نقص السائل الأمينوسي

تكون كمية السائل منخفضة، حيث يظهر مؤشر السائل الأمينوسي بالتصوير بالإيكو أقل من 5 سم، والجيب العمودي الأقصى أقل من 2 سم

أ- أسباب النقص

قد تكون الأسباب متعلقة بعيوب خلقية في الجنين مثل تشوهات الكلى أو بالحامل في الحالات التالية:

  • ارتفاع ضغط الدم المزمن أو تسمم الحمل
  • سكري الحمل
  • مشكلات المشيمة مثل انفصال المشيمة
  • تمزق الأغشية حول الجنين
  • حالات الحمل المتعددة بتوائم بسبب متلازمة نقل الدم بين التوائم
  • الحمل المديد
ب- مضاعفات النقص

تكون قلة السائل الأمينوسي أكثر خطورة خلال الأشهر الستة الأولى من الحمل، حيث ترتبط خلال النصف الأول بزيادة مخاطر:

  • الإجهاض
  • عيوب خلقية مثل عدم تكون الكلية وضعف نمو الرئة

بينما تشمل مخاطر النصف الثاني من الحمل:

  • تحدد النمو داخل الرحم
  • الولادة المبكرة
  • مضاعفات المخاض مثل انضغاط الحبل السري
ج- العلاج المحتمل

يتم تحديد العلاج بحسب عمر الحمل فقد يلجأ الطبيب في حال كان هناك تهديد لسلامة الجنين إما لتحريض المخاض وتسريب السوائل في الجوف الأمينوسي خلال المخاض، وقد يوصى بإجراء الولادة القيصرية. ومن الممكن أن يعتمد مراقبة الحالة بتسريب سائل قبل الولادة، وزيادة وارد الأم من السوائل.

٢- زيادة السائل الأمينوسي

وهي وجود كمية زائدة من السائل أو ما يسمى باستسقاء السائل الأمينوسي، يكون عندها مؤشر الإيكو أكبر من 24 سم، والجيب العمودي الأقصى أكثر من 8 سم.

ونتيجة لزيادة حجم السائل يزداد حجم الرحم ونتيجة لذلك قد تشعر الحامل بضيق النفس، وتعاني من الإمساك، وتورم القدمين، وحرقة المعدة.

أ- أسباب الزيادة

قد تكون بسبب مشكلات جنينية:

  • تشوهات الجهاز الهضمي، بما في ذلك رتق الاثني عشر أو المريء، وانشقاق البطن، وفتق الحجاب الحاجز
  • اضطرابات الدماغ أو الجهاز العصبي، مثل انعدام الدماغ أو الحثل العضلي
  • التقزم واضطراب نمو العظام
  • فشل القلب
  • العدوى
  • متلازمة بيكويث فيدمان وهي اضطراب نمو خلقي
  • تشوهات رئة الجنين
  • موه الجنين، حيث يتراكم مستوى غير طبيعي من الماء داخل مناطق متعددة من جسم الجنين
  • عدم تطابق عامل الريزيوس بين الأم والطفل

أو في حال ضعف السيطرة عند الحامل على مرض السكري، وأيضاً في حالات الحمل المتعدد بسبب متلازمة نقل الدم بين التوائم.

ب- مضاعفات الزيادة
  • المخاض المبكر
  • تمزق الأغشية الباكر
  • انفصال المشيمة
  • ولادة جنين ميت
  • نزيف ما بعد الولادة
  • سوء توضع الجنين
  • تدلي الحبل السري
ج- العلاج المحتمل

يُنصح بإجراء فحوصات مستمرة للسكري، والتصوير المتكرر بالأمواج فوق الصوتية لمراقبة مستويات السائل الأمنيوسي في الرحم.

عادة ما تترك الحالات الخفيفة من زيادة السائل الأمينوسي دون علاج، أما في الحالات الأكثر شدة قد يلزم تقليل السوائل إما عن طريق البزل بإبرة أو باستخدام دواء يسمى الإندوميتاسين يقلل من كمية البول التي ينتجها الجنين.

وفي حالات نادرة قد تكون هناك حاجة للولادة في حالات كانت المضاعفات تهدد حياة الأم أو الجنين.

في الختام تنصح كل حامل بمتابعة الحمل واستشارة الطبيب في حال ظهور أي أعراض تشعرها بالقلق، كما لا يجب إهمال الفحوصات الطبية المطلوبة خلال فترة الحمل أو إهمال المكملات الغذائية والفيتامينات الموصوفة وذلك لضمان أمن استمرار الحمل والحفاظ على صحة الأم وجنينها.