الساركوما: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 5 سبتمبر 2023

تعريف الساركوما

الساركوما هي نوع من أنواع الأورام التي تنشأ من الأنسجة الرخوة في الجسم، وقد تكون حميدة أو خبيثة تتكون من الخلايا السرطانية التي تنمو وتتضاعف بشكل غير طبيعي. وتصنف الساركوما عادةً وفقًا لنوع الأنسجة التي تنشأ منها، مثل العضلات والعظام والأنسجة الأخرى.

يمكن أن تتأثر العديد من أنواع الأنسجة بالساركوما، وتشمل العظام والأنسجة الليفية والعضلات والأنسجة الناعمة الأخرى، وقد يؤثر المرض أيضًا على الأعصاب والأوعية الدموية والأعضاء الداخلية.

وتختلف أعراضها وشدتها باختلاف نوعها وموقعها في الجسم، وتشمل الألم والانتفاخ والخدر وفقدان الوزن غير المبرر وغيرها من الأعراض.

تعتبر الساركوما أحد الحالات النادرة، حيث أنها وفقاً لتقرير في عام 2014 في الولايات المتحدة، كان هنالك حوالي 12020 من الحالات الجديدة، مع حوالي 4740 من الوفيات. (1)

ويشير التقرير نفسه إلى أن نسبة الحالات الجديدة قد شكلت ما يقارب 1% من مجمل السرطانات الجديدة، وحوالي 2% من الوفيات الناتجة عن السرطان.

أنواع الساركوما

تقسم الساركوما بشكل أساسي إلى نوعين:

١- ساركوما العظام

تنشأ ساركوما العظام كما يدل اسمها على حساب العظام وتقسم إلى عدة أنواع وفقاً للتراكيب المشكلة للورم، ويعد تحديد النوع مهماً للتشخيص وتحديد خطة العلاج الأمثل. وتشمل هذه الأنواع:

  • الساركوما العظمية: تنشأ هذه الساركومات ضمن الأماكن العظمية الآخذة في النمو لدى الفتيان وتبدأ في حوالي 80% من الحالات في العظام حول الركبة. إلا أنها قد تنشأ أيضاً في عظم الفخذ أو الساعد أو عظم الظنبوب.
  • ساركوما إيوينغ "Ewing's Sarcoma": يظهر هذا النمط بشكل أكبر لدى الأطفال والشبان الصغار، وتصيب العظام الكبيرة مثل الحوض وعظم الظنبوب في الساق والفخذ.
  • الساركوما العظمية الغضروفية: نشاهدها لدى الفئات العمرية بين 20 حتى 60 سنة، وتبدأ عادةً في منطقة الحوض لتنتقل بعدها إلى أماكن أخرى. تصيب هذه الساركوما النسج المرنة في الحنجرة والسبل الهوائية والجزء الخارجي من الأذنين أيضاً.

٢- ساركوما النسج الرخوة

تصيب ساركوما النسج الرخوة الصغار والكبار، وتبدأ 60% منها في الساعد والساق، بينما 30% في الجذع أو البطن، ونسبة 10% الباقية في الرأس والعنق.

هنالك أكثر من 50 نوعاً مختلفاً من هذا النمط، إلا أن الأكثر شيوعاً هو ساركوما النسيج الشحمي، وساركوما اللُحمة المعدية المعوية. ومن الأنواع الأخرى أيضاً:

  • ساركوما العضلات المخططة
  • الساركوما الليفية
  • الورم الليفي الجلدي
  • الورم الرباطي الليفي
  • أورام الجهاز العصبي:
    • الشوانوما الخبيثة
    • أورام غمد الأعصاب المحيطية الخبيث
    • الأورام الدماغية الوعائية
  • الساركوما الوعائية
  • الساركومات ذات الأصل غير المحدد، مثل:
    • ساركوما الخلايا الصافية (الرائقة)
    • الساركوما المصلية
  • الأورام الليفية التنسجيّة "Fibrohistiocytic Tumors"، مثل:
    • الساركوما متعددة الأشكال
    • الساركوما الليفية المخاطية

أعراض الساركوما

لا تظهر على المريض عادةً أية أعراض وبشكل خاص في المراحل الباكرة من الساركوما، إلا أنها قد تسبب أعراضاً تتعلق بمكان الورم في المراحل اللاحقة عندما تصبح أكبر وأكثر انتشاراً في الجسم، ومن الأعراض المشاهدة:

  • انتفاخ تحت الجلد، مع إحساس مؤلم بكتلة غير متحركةً عادةً عند محاولة تحركيها، كما أنها تزداد في الحجم مع الوقت.
  • ازدياد في حجم البطن والذي قد يسبب الألم مع إحساس دائم بالامتلاء والشبع والإمساك.
  • وجود ضخامة في جانب الرئة تسبب السعال وصعوبة التنفس.
  • ألم بطني سفلي مع صعوبة في التبول، والذي قد يترافق مع خروج البول الحاوي على الدم، ونجد ذلك في الساركوما التي تصيب المثانة.
  • التعب العام
  • نقص الشهية ونقص الوزن

يجب أن يطلب المريض استشارة الطبيب في حال ظهور أية كتلة لم تكن موجودة سابقاً أو أنها كانت موجودة لكنها بدأت بالنمو بشكل متسارع حديثاً.

في معظم الحالات عند ظهور الأعراض السابقة يكون السبب سليم وليس سرطاناً، فقد تكون الكتلة السابقة كيسةً سليمةً ممتلئةً بالسائل تحت الجلد أو أنها ورم شحمي سليم "Lipoma".

الأسباب وعوامل الخطورة للإصابة

ما تزال معظم هذه الأورام مجهولة السبب، ولكن قد تم ملاحظة دور بعض العوامل في زيادة احتمال الإصابة بالساركوما، ومنها:

١- العمر

قد تصيب الساركوما كل الفئات العمرية إلا أن احتمال الإصابة يزداد مع التقدم في العمر.

٢- التعرض السابق للعلاج الشعاعي

أقل من 1% من الذين سبق وتعرضوا للعلاج الشعاعي لسرطان آخر كان موجوداً سابقاً، قد يتطور لديهم ساركوما في مكان العلاج بعد عدة سنوات. نجد ذلك بشكل أكبر لدى الأشخاص الذين تعرضو لجرعات عالية من الإشعاع خلال فترة الطفولة. ويزداد هذا الاحتمال بشكل أكبر أيضاً عند المشاركة بين العلاج الشعاعي والعلاج الكيميائي.

كما يضاف لهذه القائمة الأماكن ذات النشاط الإشعاعي العالي المحيط حيث له دور في زيادة خطر الساركوما أيضا. (2)

٣- التعرض للمواد الكيميائية

إن التعرض الطويل والتراكمي على مدار عدة سنوات في بعض المهن التي تتضمن التعامل مع بعض المواد الكيميائية الخطيرة تزيد من احتمال الإصابة. ومن هذه المواد:

  • اليود المشع، بما فيه النمط "I-131"
  • مادة "Polychlorophenol"
  • بعض المواد الموجودة في وقود "البنزين"
٤- التاريخ العائلي

هنالك بعض الطفرات الوراثية التي قد تظهر في بعض العائلات والتي تجعل من الإصابة بالسرطانات أكثر احتمالاً، مثل الطفرة في الجين الورمي "P53".

كما أن الإصابة ببعض الأورام، مثل الورم الليفي العصبي "Neurofibromatosis"، والورم الأرومي الشبكي في العين "Retinoblastoma"، تزيد من احتمال الإصابة أيضاً.

٥- الإنتانات التي تضعف الجهاز المناعي

ومن أهم هذه الإنتانات، وهو فيروس عوز المناعة البشري "HIV" والذي يسبب مرض الإيدز "AIDS" حيث يرتبط هذا الفيروس بحدوث ساركوما كابوزي "Kaposi's Sarcoma".

كما يرتبط فيروس "EBV" مع الإصابة بساركوما العضلات الملساء. (3)

٦- زيادة الوزن

تعتبر النساء ذات الوزن العالي تحت خطر أعلى للإصابة بساركوما الرحم.

التشخيص

يصل الطبيب للتشخيص بعد القيام بمجموعة من الإجراءات التشخيصية والتي تطبق جميعها أو بعضها بما تقتضيه الحاجة. وهي:

  • الفحص السريري والسوابق الطبية للمريض: يأخذ الطبيب القصة الكاملة من المريض، ويجري الفحص السريري اللازم للتوجه للاحتمالات الممكنة، كما يجب السؤال عن عوامل التعرض المهني وغيرها.
  • الفحوصات التصويرية:
    • الصورة البسيطة "X-Ray"
    • التصوير الطبقي المحوسب "CT Scan"
    • التصوير بالرنين المغناطيسي "MRI Scan"
    • التصوير الطبقي بالإصادار البوزيتروني "PET Scan"
    • التصوير بالأمواج فوق الصوتية "Ultrasound"
  • الخزعة النسيجية: قد يلجأ الطبيب عند الشك بآفة ما في الجسم بأنها سرطانية إلى إجراء اقتطاع لجزء من النيسج المشتبه "الخزعة"، ومن ثم إرسالها لتتم دراستها تحت المجهر الضوئي، وتحديد طبيعة خلاياها.

علاج الساركوما

هنالك العديد من الخيارات العلاجية الحالية، إلا أن اعتماد الخطة العلاجية الأمثل يعتمد على نوع الساركوما وموقعها ومرحلتها السريرية، وعلى استجابة هذا النوع للعلاج. وتتضمن هذه الخيارات:

١- الجراحة

تعتبر العلاج الأمثل لأي حالة سرطانية، في حال إمكانية القيام بها، ويكون الهدف منها إجراء استئصال كامل للنسيج الورمي مع جزء من النسيج السليم المحيط به، تجنباً لإمكانية حدوث النكس وعودة السرطان.

قد يتطلب العمل الجراحي في الحالات السرطانية الكبيرة والمتقدمة، استئصال العضو بالكامل أو بتر الساق أو الساعد.

٢- العلاج الشعاعي

يقوم العلاج الشعاعي على تعريض العضو المستهدف إلى نبضات من الأشعة ذات الطاقة العالية، وذلك لقتل الخلايا السرطانية قدر الإمكان.

قد يطبق هذا العلاج من خارج الجسم أو في بعض الأحيان عن طريق وضع مواد مشعة داخل النسيج المستهدف.

٣- العلاج الكيميائي

في العلاج الكيميائي يتم إعطاء المريض بعض الأدوية التي تعمل على قتل الخلايا ذات النشاط العالي ومنها الخلايا السرطانية، إلا أن هذه الأدوية لا تقتل الخلايا الخبيثة فقط، بل تطال خلايا الجسم ذات النشاط الانقسامي العالي أيضاً.

٤- العلاج الهدفي

يعمل هذا النمط الحديث من العلاجات بشكل موجَّه أكثر من العلاج الكيميائي ولذلك سمي بالعلاج الهدفي، حيث يحرص العلاج على استهداف الخلايا السرطانية فقط.

٥- العلاج المناعي

عند اعتماد العلاج المناعي يتم اعطاء المريض أدوية تؤثر على الجهاز المناعي وتزيد من نشاطه في مواجهة خلايا السرطان.