السيلان البني: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 23 مايو 2023

تتعدد الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي "Sexually Transmitted Diseases"، ومن أكثرها شيوعاً هو مرض السيلان البني "Gonorrhea". فما هي أعراضه وأسبابه وكيف يمكن علاجه والوقاية منه؟

ما هو السيلان البني؟

يحدث السيلان البني "Gonorrhea" نتيجة عدوى بنوعٍ من الجراثيم تدعى بالنيسيريات البنية، ويعتبر هذا المرض ثاني أكثر مرض منتقل عن طريق الجنس، كما يعد من أكثر الأمراض الجرثومية المقاومة للمضادات الحيوية (1).

تصيب هذه العدوى كل من الذكور والإناث، إلا أن إصابة الإناث بها لا تصاحب بظهور أعراض عادةً، في حين أن الذكور أكثر إظهاراً للأعراض.

ويعتبر السيلان البني أكثر انتشاراً ضمن الذي تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 سنة، بسبب زيادة النشاط الجنسي للأفراد في هذه الفترة، والذي يكون عادةً مصحوباً بالتساهل في أساليب الوقاية من الأمراض الجنسية (2).

قد يصيب هذا المرض كل من القضيب أو المهبل أو عنق الرحم أو المستقيم أو العين أو الحلق.

وتشير منظمة الصحة العالمية (WHO)إلى أن معدل انتشار الإصابة بالسيلان البني قد بلغ حوالي 82.4 مليون حالة في سنة 2020 حول العالم، حيث يبلغ معدل الاصابة حوالي 19 إصابة لكل 1000 امرأة، و23 إصابة لكل 1000 رجل.

كما تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن معظم الإصابات تنتشر في المنطقة الإفريقية، ومنطقة غرب المحيط الهادئ.

أعراض الإصابة بالسيلان البني

وفقاً لمركز مكافحة الأمراض CDCقد لا يعاني بعض المصابين بالعدوى من أية أعراض سوى حرقة بسيطة أثناء التبول، والتي قد لا تشير لأي حالة مرضية.

وعلى الرغم من ذلك قد تسبب العدوى بعض الأعراض فعلى سبيل المثال:

١- عند الذكور

يعاني الذكور من الأعراض التالية:

  • التبول المتكرر
  • خروج مواد قيحية وإفرازات بلون أصفر أو أخضر أو أبيض من فتحة القضيب، حيث يعتبر السيلان للقيح عرض مميز للسيلان البني
  • تورم واحمرار في فتحة القضيب
  • ألم في الخصيتين
  • تورم في الصفن
  • التهاب في جلد قلفة القضيب
  • التهاب في الحلق
٢- عند الإناث

رغم قلة الأعراض التي تظهر على الإناث، إلا أن الأنثى المصابة قد تعاني بعضاً من التالي:

  • خروج إفرازات مائية أو لزجة أو خضراء اللون من المهبل
  • إحساس مؤلم وحارق أثناء التبول
  • زيادة عدد مرات التبول
  • ألم أثناء إيلاج القضيب في المهبل
  • زيادة حجم دم الطمث أو حدوث نزف غير اعتيادي بين أوقات الدورة الشهرية
  • التهاب في الحلق
  • ألم حاد وشديد أسفل البطن
  • ارتفاع الحرارة

الأعضاء الأخرى المعرضة للتأثر بالإصابة

يمكن أن تتأثر بعض الأعضاء بالإصابة بالسيلان البني وتظهر بعض الأعراض مثل:

  • إصابة المستقيم:
    • الحكة الشرجية
    • ألم أثناء حركة الأمعاء
    • خروج إفرازات شبيهة بالقيح من فتحة الشرج
    • خروج بقع من الدم من الشرج أثناء التغوط.
  • إصابة العين:
    • ألم في كرة العين
    • زيادة الحساسية تجاه الضوء
    • خروج إفرازات قيحية من إحدى العينين أو كلاهما
  • إصابة الحلق:
    • حدوث التهاب في الحلق
    • انتفاخ العقد اللمفاوية
    • حمى

أسباب وطرق انتقال السيلان

تنتقل جرثومة السيلان البني من شخص مصاب إلى آخر سليم غالباً عن طريق الاتصال الجنسي، عبر القضيب أو المهبل أو الشرج أو الفم (3).

وللعلم أنه ليس من الضروري أن يحدث القذف حتى تنتقل الجرثومة، لأن عملية الاتصال الجنسي نفسها غالباً ما تسبب جروحاً بسيطة وحتى مجهرية في هذه الأعضاء مما يسبب انتقال العدوى. كما يمكن أن تنتقل الإصابة من الأم المصابة إلى طفلها أثناء الولادة.

يمكن للمريض المصاب بالسيلان البني أو الذي يتلقى العلاج، أن يصاب مرة أخرى بالعدوى في حال حدث اتصال جنسي جديد مع شخص مصاب.

عوامل الخطورة للإصابة

هنالك مجموعة من عوامل الخطورة التي من شأنها أن تزيد من احتمال الإصابة بالسيلان البني، ومنها (4):

  • أن تكون الأنثى نشطة جنسياً وبعمر أقل من 25 سنة
  • قيام الرجل بعلاقة شاذة مع رجل آخر
  • تعدد الشركاء الجنسيين
  • عدم استخدام الواقي الذكري بشكل دائم أو عدم استخدامه بالشكل الصحيح
  • وجود سوابق للإصابة بالسيلان البني أو غيره من الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس

مضاعفات الإصابة

إن عدم علاج السيلان أو حتى علاجه بشكل غير صحيح قد يسبب بعض المضاعفات، ومنها (5):

١- العقم

قد تنتشر العدوى لدى الإناث إلى الرحم وأنبوب فالوب المتصل بالرحم والذي ينقل البيضة الملقحة بعد خروجها من المبيض إلى الرحم، مما يسبب داء الحوضي الالتهابي. وينجم عن ذلك تشكل ندبات وانسداد في القناة التناسلية، مسببة ألماً مزمناً.

كما يمكن أن يتسبب هذا بالعقم أو حدوث حمل خارج الرحم نظراً للانسدادات الحاصلة في الطريق الناقل للبيضة الملقحة.

كما أن العقم قد يحصل لدى الرجال غير المعالجين من المرض أيضاً، بسبب حصول التهاب في البربخ، والذي يعد الجزء الذي تخزن فيه الحيوانات المنوية (النطاف) فوق الخصية لتتابع نضجها.

قد يسبب المرض لاحقاً خراجاً التهابياً أسفل القضيب أو قد يسبب التهاباً مزمناً في غدة البروستات أو قد يؤدي لحصول التهاب وندبات في قناة مجرى البول مما ينتج عنه صعوبة وألم عند التبول.

٢- زيادة احتمال الإصابة بفيروس الإيدز

تؤدي الإصابة غير المعالجة من السيلان البني إلى جعل المريض أكثر عرضةً للإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة البشري "HIV".

وفي حال الإصابة بالسيلان البني، فإن المريض يصبح أكثر قدرةً على نقل فيروس نقص المناعة المكتسبة للشريك الآخر.

٣- إصابة المفاصل وأجزاء أخرى من الجسم

في حال وصول جراثيم النيسيريات البنية إلى الدم، قد تنتقل عندها إلى المفاصل مسببةً التهاباً فيها.

وتسبب إصابة المفاصل بدورها ارتفاعاً في الحرارة مع احمرار وطفح جلدي، بالإضافة لتورم والتهابات في المفاصل، بالتالي يسبب ذلك تقييداً في حركة المفاصل مع ألم شديد فيها.

وقد تنتقل الإصابة أيضاً إلى الصمامات القلبية أيضاً، مسببةً التهاباً فيها. وبالإضافة إلى ما سبق فإن الإصابة قد تصل إلى الدماغ أو حتى للنخاع الشوكي.

٤- إصابة الأطفال

إن انتقال الإصابة من الأم المصابة إلى الطفل أثناء الولادة، قد تسبب العديد من المضاعفات كحدوث تقرحات في فروة الرأس، أو العمى لدى الطفل.

تشخيص الإصابة بالسيلان البني

في حال الشك بالقيام بعلاقة جنسية مع شخص قد يكون مصاب بالسيلان فيفضل إجراء فحص لدى الطبيب بعد حوالي أسبوع، كذلك في حال ظهرت أعراض على المريض كخروج قيح من فتحة القضيب.

يقوم الطبيب بفحص المريض وأخذ التاريخ المرضي، والأعراض التي يشكو منها، مع السؤال عن العلاقات الجنسية التي قام بها المريض مؤخراً وفي حال كان لديه أكثر من شريك جنسي.

ولتأكيد التشخيص يأخذ الطبيب عينة من القيح أو الافرازات المهبلية ليتم دراستها في المختبر وكشف نوع الجراثيم الموجودة ضمنها وهو يعد الدليل الأكيد على الإصابة (6).

كما قد يطلب إجراء فحوصات الدم العامة كتعداد الدم الكامل "CBC"، والذي يشير فيها ارتفاع الكريات البيضاء إلى وجود حالة عدوى.

علاج السيلان البني

يعتبر العلاج الباكر والفعال للمريض حجر الأساس في منع تطور أية مضاعفات للمرض، كما ويجب تقديم العلاج الدوائي الفعالللحالات التالية (7):

  • كل مريض إيجابي اختبار الجرثومة النيسيرية البنية
  • كل شخص قد حصل بينه وبين المريض اتصالاً جنسياً خلال فترة الـ 60 يوماً السابقة للتشخيص، حتى لو لم تظهر عليه أية أعراض، وحتى في حال كان الاتصال الجنسي قد حصل مع استخدام الواقيات الجنسية.
  • الطفل المولود لأم مصابة بالمرض

في حال كان العلاج الموصوف يتم أخذه على أكثر من جرعة، فيجب الالتزام بالجرعات الكاملة وإتمامها حتى النهاية، لأن إهمال أية جرعة قد يمنع حدوث شفاء تام للمرض.

كما أن كل مريض بدأ بالعلاج الدوائي للمرض يجب أن ينتظر فترة لا تقل عن أسبوع قبل القيام بأي نشاط جنسي لاحق، خوفاً من انتقال العدوى.

الوقاية من السيلان البني

رغم إمكانية علاج عدوى السيلان البني بشكل فعال، إلا أن الوقاية تعتبر أفضل من العلاج.

وتتعدد سبل الوقاية من السلان البني فهي تشمل(8):

  • تحديد العلاقات الجنسية، أو معرفة التاريخ المرضي والجنسي للشريك
  • استعمال الواقي الذكري في حال الشك بإمكانية كون الشريك مصاباً بالمرض
  • استعمال أكثر من واقٍ في حال الشك بإمكانية تلف الواقي المستعمل
  • تجنب القيام بعلاقة جنسية مع شخص مريض حتى انتهاء فترة العلاج كاملةً

تعتبر الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس "STD" من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بشكل كامل تقريباً، ولكن يتطلب ذلك وعياً صحياً وتوعية مجتمعية دائمة تجاهها.