الطحال: أهميته ووظائفه

الكاتب - أخر تحديث 28 يوليو 2022

يعد الطحال من الأعضاء الغامضة، حيث يعتقد الكثيرين ألّا دور له في الجسم.

لكن في الحقيقة هو من الأعضاء الهامة جداً ضمن الجهاز اللمفاوي وله الكثير من الوظائف.

فما هي هذه الوظائف وما الاضطرابات التي قد يصاب بها؟

تعريف الطحال

قبل الحديث عن الطّحال لابدّ أن نشرح عن الجهاز اللمفاوي، وهو جهاز يحوي على:

  • أوعية تحوي سائل مشابه للدم إلا أنه مكون من الكريات البيض
  • عقد لمفاوية منتشرة في أنحاء الجسم
  • بالإضافة لأعضاء أخرى منها الطِّحال

ويمكن تعريف الطحال على أنه عضو من أعضاء الجهاز اللمفاوي وأكبرها حجماً، فهو بحجم قبضة اليد، ويتراوح وزنه بين ١٥٠ - ٢٠٠ غ (يختلف من شخص لآخر حسب وزن الجسم).

ويشبه من حيث الشكل حبة البن أو الفاصوليا، ولونه أحمر قاتم، بالإضافة إلى أنه طري الملمس واسفنجي البنية، أما أبعاده فهي تقريباً:

  • الطول ١٢ سم
  • العرض ٨ سم
  • الثخانة ٤ سم

يتم تزويد الطِّحال بكمّيات كبيرة من الدم، وذلك ما تتطلبه وظيفته، حيث يحوي على نُسج خاصة تنتج وتوظف الكريات البيض ضمن الجهاز المناعي،

كما إنها تعمل على التخلُّص من كريات الدم الحمراء الهرمة وذات العيوب.

نظراً للإمداد الدموي الكبير الذي يتلقاه فهو عرضة للإصابة بالكثير من الاضطرابات.

بنية الطحال وموقعه

إذا قسمنا البطن لأربع أرباع، فإن الطحال يتوضع في الربع العلوي الأيسر للبطن مجاوراً للبنكرياس وخلف المعدة.

ويكون مغطى بعضلة الحجاب الحاجز والقفص الصدري، مما يجعل محاولة جسّه أو (لمسه) عبر الفحص السريري غير ممكن.

وللطِّحال ثلاث حواف علوية وسفلية وأمامية، بالإضافة لوجهان وهما كالتالي:

١- الوجه الخارجي (الحجابي)

وهو الوجه المُحدب، وتترك الأضلاع التاسع والعاشر والحادي عشر أثرها عليه.

٢- الوجه الداخلي (الحشوي)

مُقعَّر ويجاور أحشاء البطن، حيث يشاهد عليه انطباعات المعدة والكلية اليسرى بالإضافة إلى الزاوية القولونية اليسرى.

كما أن للطحال قطبين خلفي وأمامي.

وظيفة الطحال

للطحال أدوار مهمة ومتعددة، وتتضمن:

١- تصفيّة الدم:

يكمن الدور الرئيسي للطحال بعمله على تصفية كريات الدم، حيث يتعرف على الكريات الحمر الهرمة أو المشوهة أو التالفة ويزيلها.

فالطحال يستقبل كميات كبيرة من كريات الدم الحمراء، وتمر ضمنه من خلال ممرات يزداد تضيقها بالتدريج،

وتستطيع الكريات السليمة المرور منها بسهولة لتستمر بطريقها، أما الكريات الحمراء التالفة فلا تستطيع العبور، وهنا يأتي دور البالعات وهي (من كريات الدم البيض) والتي تهضم وتدمر الكريات التالفة.

٢- إعادة التدوير:

لا يرمي الطِّحال الكريات دون الاستفادة من مكوناتها، فمثلاً يحفظ الحديد وال "هيموغلوبين" الموجود في الكريات التالفة، ويرسله لنقي العظم، الذي بدوه يستخدمها لتكوين كريات جديدة. 

٣- تخزين الدم:

تتميز الأوعية الموجودة في الطحال بقدرتها على التوسَّع والانقباض تِبعاً للظروف.

فمثلاً في حالات الصدمة، تتوسع الأوعية لتحفظ كميات كبيرة من الدم، وهي ما قد يحتاجه الجسم إذا استمرت حالة الضياع الدموي والصدمة.

٤- التقاط العوامل الممرضة:

يلتقط الطحال أيضاً أي كائنات غريبة موجودة في الدم مثل الجراثيم والفيروسات، وبالتالي يمنع أي حالة عدوى.

٥- إنتاج الكريات البيض:

إذا حدثت عدوى في الجسم يعمل الطِّحال وبقية العقد اللمفاوية على تجهيز جيش من الكريات البيض المُدافعة والتي تدعى باللمفاويات (الخلايا اللمفاوية).

وتنتج هذه الخلايا الأجسام المُضادة بالإضافة لبروتينات خاصة تستخدم لإضعاف وقتل الكائن الحي الممرض سواءً أكان جرثوم أو فيروس.

وبذلك تعمل اللمفاويات مع الأجسام المُضادة على منع انتشار العدوى في الجسم عبر محاصرة تلك العوامل والقضاء عليها.

أهمية الطحال

تكمن أهمية الطِّحال بوظائفه المتعددة، ولذلك إذا تأثر الطحال بأي مؤثر ولم يعد يعمل بالشكل المناسب، فسيلتهم أعداد أكبر من كريات الدم الحمراء، وهذا سيؤدي لخلل في الجهاز الدموي. وبالتالي قد يسبب:

  • فقر الدم: نتيجة لزيادة استهلاك كريات الدم الحمراء.
  • تزايد خطر الإصابة بإنتان: وذلك بسبب النقص الحاصل في عدد خلايا الدم البيض، بالإضافة لتراجع عمله في التقاط العوامل الممرضة.
  • زيادة النزف وظهور كدمات متعددة: نتيجة استهلاك الصفيحات الزائدة، والتي تكون مسؤولة عن وقف النزف.

اضطرابات الطحال

يصاب الطحال بمجموعة واسعة من الأمراض، والتي تتنوع بشدتها، وفي بعض الأحيان قد يكون له دور ممرض ويكون لاستئصاله دور علاجي.

وبالرغم من وظائفه الهامة إلا أنه في حالة الحاجة لاستئصاله فالجسم قادر على التأقلم من دونه.

ومن الأمراض التي يصاب بها:

١- فرفرية نقص الصفيحات المناعي ITP

وهي اضطراب ناجم عن تخرب الصفيحات لأسباب مناعية بأجسام مضادة ضد الصفيحات. ويكون الطحال غالباً هو مصدر هذه الأجسام بالإضافة لكونه مكان تخرُّب الصفيحات.

٢- فقر الدم الانحلالي

يصنع الطحال الأجسام المضادة في هذه الحالة ضد كريات الدم الحمراء، مما يؤدي لحدوث فقر الدم.

٣- فقر الدم الوراثي

في هذه الحالة لا تُصنع الكريات الحمر بالشكل أو الوظيفة المطلوبتان، مثل حالة فقر الدم المنجلي والثلاسيميا (فقر دم حوض الأبيض المتوسط)، وبالتالي سيخرب الطحال كميات كبيرة من الكريات الحمراء.

٤- الخباثات

تضم ابيضاض الدم (اللوكيميا) بالإضافة لسرطان الغدد اللمفاوية (اللمفوما) بكافة أشكالهم.

٥- ضخامة الطحال

قد تؤدي ضخامة الطِّحال لزيادة استهلاكه لعناصر الدم، مما قد يتطلب الحاجة لاستئصاله.

٦- الاحتشاء

لسببٍ ما قد يقل التدفق الدموي للطحال أو قد ينقطع تماماً.

٧- الإنتانات

يصيب الطحال مجموعة متنوعة من العوامل الممرضة (جراثيم وفيروسات وطفيليات) وبالتالي قد تطلب استئصالاً للطِّحال.

اللقاحات في حال الاستئصال

إن الأشخاص الذين اضطروا لاستئصال الطحال، هم أكثر عرضةً للإصابة بأنماط معينة من الجراثيم مثل الجراثيم المُغلفة.

ولذلك ينصح المرضى قبل الخضوع لعمل الاستئصال الجراحي أن يتلقو اللقاحات الخاصة بهذه الأنماط قبل أسبوعين من الجراحة.

أما في حالة الجراحات التي تجرى دون سابق إنذار (إسعاف - حوادث)، فينصح الأطباء بالحصول على اللقاحات بعد الجراحة بأسبوعين وليس أكثر.

وتتضمن اللقاحات الواجب تلقيها:

  • لقاح المكورات السحائية ( Meningococcal Vaccine)
  • لقاح المستدمية النزلية النوع "ب" (Hib Vaccine)
  • لقاح المكورات الرئوية (Pneumococcal Conjugate Vaccine)
  • لقاح انفلونزا (Influenza Vaccine)

وكذلك يجب أن يأخذ المريض اللُقاحات المُعتادة كلحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية، والحماق، وغيرها.