الهربس التناسلي: الأسباب والوقاية

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 30 أغسطس 2022

ما هو الهربس التناسلي؟

الهربس التناسلي مرض شائع ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي ويصاب به الأشخاص النشطين جنسياً من الجنسين.

 يتميز بمظاهر سريرية واضحة في أغلب الأحيان، ولكن لا يمكن علاجه بشكل تام، وإنما مجرد تثبيط للمرض وتخفيف للعدوى.

بالمقابل يمكن للعديد من الإجراءات والوقاية أن تخفف خطر الإصابة والعدوى به.

الأسباب

فيروسات الهربس أو ما يسمى بفيروسات "الحلأ"، هي عائلة كبيرة تضم أنواع متعددة من الفيروسات، ومنها الفيروسات المسببة للهربس التناسلي وهما فيروسا الهربس البسيط أو الحلأ البسيط HSV بنوعيه (HSV-1, HSV-2).

وعادةً ما يسبب فيروس الهربس البسيط نوع "HSV-1" الهربس الفموي (أو حبات السخونة كما تسمى باللهجات المحكية)، ويصاب معظم المصابين بالهربس الفموي في مرحلة الطفولة أو الشباب من الاتصال غير الجنسي باللعاب.

أما فيروس الهربس البسيط نوع " HSV-2" فهو المسبب الأساسي لحالات الهربس التناسلي، ومن الممكن أن يسبب الهربس الفموي أيضاً، وذلك بسبب تعدد أشكال الممارسات الجنسية.

ولكن مما تمت ملاحظته في السنوات الأخيرة، ورغم كون العدوى بفيروس الهربس النوع الثاني "HSV-2" هي المسؤولة عن الإصابة التناسلية، فإن ذلك لا يشكل حالياً إلا ما نسبته 70% من حالات الإصابة، وحوالي 30% من الإصابات التناسلية تسببها العدوى بفيروس الهربس البسيط من النمط الأول "HSV-1" بسبب الانتشار الواسع للجنس الفموي. (1)

وعملياً، لا يمكن للأطباء التمييز بين النوعين من خلال الفحص السريري وحده، رغم وجود بعض الاختلافات بين النوعين.

عدوى الهربس التناسلي

يعتبر الفيروس شائع جداً ويتم تسجيل أعداد إصابة سنوية كبيرة منه، وتحدث الإصابة به عن طريق ممارسة الجنس المهبلي أو الشرجي أو الفموي مع شخص مصاب بالعدوى. (2، 3)

وعموماً، تعد عدوى فيروس الهربس النوع الثاني " HSV-2" أكثر شيوعاً عند النساء منه عند الرجال، ويعود ذلك إلى طبيعة جسم المرأة الحساسة في المنطقة التناسلية مما يعرضها لخطر الإصابة بالفيروس أكثر من الرجال. (4)

كما أن معظم المصابين بفيروس الهربس النوع الثاني لا يعرفون أنهم مصابون به ورغم ذلك فهم قادرون على نقل العدوى للشركاء.

وتشمل مخاطر العدوى وجود اتصال مع:

  • قرحة هربس عند شخص مصاب
  • لعاب من شريك مصاب بعدوى الهربس الفموي
  • سوائل الأعضاء التناسلية من شريك مصاب بعدوى الهربس التناسلي
  • جلد في منطقة الفم لشريك مصاب بالهربس الفموي
  • جلد في المنطقة التناسلية لشريك مصاب بالهربس التناسلي
  • شريك جنسي ليس لديه قرحة مرئية ولكنه مصاب دون أن يكون مدركاً لإصابته

ولا تحدث الإصابة بالهربس من مقاعد المرحاض أو الفراش أو حمامات السباحة، كذلك لا تحدث الإصابة به من لمس الأشياء مثل مواد المائدة أو الصابون أو المناشف.

بالمقابل يجب الأخذ بعين الاعتبار أن خطر العدوى يبقى قائماً بنسبة عالية في غياب الأعراض وذلك بسبب استقرار الفيروس في الجسم.

وتكون احتمالات العدوى أعلى خلال الأشهر الثلاث الأولى بعد الإصابة الأولى، وخاصةً عند النساء. (5)

بالإضافة لكل ذلك يجب الانتباه إلى خطورة العدوى خارج نطاق الممارسة الجنسية وذلك في حالات مثل:

  • ولادة أم مصابة لطفلها
  • الرضاعة الطبيعية إذا لامس الطفل قرحة مفتوحة

بشكل عام، تؤدي العدوى بفيروس الهربس إلى نمطين من الإصابة (6):

  • النمط الأولي: ويحدث خلال 2-12 يوماً من العدوى بالفيروس (وسطياً بعد 4 أيام) وعادة ما يتميز بشكل شديد من تقرحات تناسلية مؤلمة، أعراض بولية سفلية شديدة كعسر البول، مع أعراض جهازية عامة كالحمى وضخامة العقد اللمفية.
  • النمط الناكس أو الراجع: ويتميز بكونه خفيف الشدة مقارنة بالنمط الأولي، وتظهر فيه الحويصلات الجلدية بشكل حويصلات وحيدة أو مجتمعة، مع غياب المظاهر البولية والجهازية الشديدة الملاحظة في النمط الأولي.

أعراض وعلامات الهربس التناسلي- النمط الأولي

معظم المصابين بالفيروس ليس لديهم أي أعراض أو تكون أعراضهم خفيفة للغاية، وتمر دون أن يلاحظها أحد، أو قد يتم الخلط بينها وبين حالات جلدية أخرى مثل البثور، لهذا السبب، لا يعرف معظم الناس أنهم مصابون بعدوى الهربس.

كما تظهر قرحات الفيروس عادةً على شكل بثور على

  • الأعضاء التناسلية (الفرج أو المهبل عند النساء، والقضيب أو كيس الصفن عند الرجال)
  • الأرداف
  • المستقيم والشرج
  • الفخذين
  • بالإضافة لمنطقة الفم وماحولها

وتدعى هذه المرحلة باسم "مرحلة تفشي المرض"، ثم تتكسر البثور وتترك تقرحات مؤلمة قد تستغرق أسبوعاً أو أكثر للشفاء.

وفي كثير من الأحيان وقبل ظهور الإصابة يصف المرضى بعض الأعراض وتشمل:

  • شعوراً بالحكة أو الحرقة في منطقة الأعضاء التناسلية أو الشرج
  • حرقة أثناء التبول
  • حمى أو صداع
  • ألم في المفاصل
  • إفرازات مهبلية غير عادية
  • كما قد تحدث أيضاً أعراض شبيهة بالإنفلونزا مثل الحمى وآلام الجسم أو تورم الغدد) أثناء التفشي الأول.
  • كما قد تحدث أيضاً أعراض شبيهة بالإنفلونزا مثل الحمى وآلام الجسم أو تورم الغدد.

أعراض وعلامات الهربس التناسلي- النمط الناكس

يمكن للأشخاص الذين يعانون من إصابة أولى بالفيروس أن يصابوا به بشكل متكرر، خاصةً إذا كان لديهم عدوى النوع البسيط الثاني HSV-2، ومع ذلك، فإن تكرار الإصابات عادة ما يكون أقصر وأقل حدة من الإصابة الأولى.

وعلى الرغم من أن الهربس التناسلي هو عدوى تستمر مدى الحياة، إلا أن تكرار شدة الإصابات قد ينخفض بمرور الوقت، حيث يكون الظهور الأول للمرض هو الأسوأ، فمن الممكن أن يستمر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، أما الإصابات اللاحقة فغالباً ما تكون أقل حدة ولا تستمر لفترة طويلة.

كما يمكن لبعض العوامل أن تزيد من احتمالية إعادة تفعيل الإصابات مثل:

  • الالتهابات الفيروسية أو الجرثومية
  • فترات الحيض
  • التوتر النفسي

متى يجب طلب الرعاية الطبية؟

يجب طلب الرعاية والاستشارة الطبية في حال:

١- ملاحظة أي أعراض أو علامات مما سبق ذكره.

٢- الشريك يعاني من مرض منقول جنسياً أو أعراض مرض منقول جنسياً.

حيث يمكن أن تشمل أعراض الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي:

  • قرحة غير عادية
  • إفرازات تناسلية كريهة الرائحة
  • حرقة عند التبول
  • نزيفاً خارج وقت الحيض عند النساء

ويشخص الطبيب الهربس التناسلي بمجرد النظر إلى أي تقرحات موجودة، بالإضافة لأخذ عينة من القرحة واختبارها.

أما في حالة عدم وجود تقرحات، فيمكن استخدام اختبار تحليل الدم للبحث عن الأجسام المضادة لفيروس الهربس البسيط.

ويساعد اختبار دم الهربس في تحديد ما إذا كنت مصاباً بعدوى الهربس التناسلي، وبأي نمط من فيروسات الهربس، ولكن لا يمكنه إخبارك بمن أصابك بالعدوى أو متى أصبت بالعدوى.

ويجب الإشارة إلى أن اختبار الدم قد يكون سلبياً بشكل كاذب خلال الأشهر الأولى من الإصابة لذلك ينصح بتكرار الاختبار بعد هذه الفترة. (7)

المضاعفات

يمكن أن يسبب الهربس التناسلي تقرحات مؤلمة في الأعضاء التناسلية ويمكن أن يكون شديداً عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

كما قد ينتقل الفيروس إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل العينين إذا تم لمس القروح أو السوائل من القرح.

العلاج

لا يوجد علاج تام للهربس التناسلي، والأدوية المستخدمة تهدف لمنع أو حد تفشي المرض.

يمكن للدواء اليومي المضاد للهربس التناسلي حسب وصفة الطبيب أن يقلل من احتمالية نقل العدوى إلى الشركاء الجنسيين.

كما أن لهذه الأدوية المستخدمة في علاج الهربس آثار جانبية منخفضة للغاية، ولا توجد مضاعفات خطيرة مرتبطة بهذه الأدوية.

نصائح لتخفيف الألم أثناء الإصابة الفعالة

  • الجلوس في ماء دافئ في حوض استحمام لمدة 20 دقيقة تقريباً
  • تجنب حمامات الفقاعات
  • الحفاظ على المنطقة التناسلية نظيفة وجافة وتجنب الملابس الضيقة
  • يمكن تناول الأدوية المسكنة للألم الاعتيادية مثل باراسيتامول مع تجنب أخذ دواء أسبرين.

الوقاية من الهربس التناسلي

في الواقع ورغم أنه مرض غير قابل للشفاء، لا يعاني بعض الأشخاص المصابين بالمرض من أي أعراض لفترات طويلة، ولكنهم يستمرون في نقل الفيروس والعدوى به.

لذلك فإن هناك إجراءات وقائية عديدة يمكن اتباعها لتخفيف خطر حدوث أو تنشيط الإصابة أو العدوى، ومنها:

  • إخبار الشريك عند وجود إصابة بفيروس الهربس التناسلي
  • استخدام الواقي الذكري بالطريقة الصحيحة في كل مرة تمارس فيها الجنس
  • أن تكون في علاقة طويلة الأمد أحادية الزواج مع شريك لا يعاني من الهربس

يمكن الوقاية أيضاً في حالة شريك مصاب بالهربس عن طريق:

  • تشجيع الشريك على تناول دواء مضاد للفيروس حسب وصفة الطبيب
  • تجنب ممارسة الجنس عندما يعاني الشريك أو أنت من أعراض الهربس التناسلي

عوامل صحية خاصة

١- الهربس ما بين الهجمات الفعالة للمرض

تعيش فيروسات الهربس البسيط بشكل كامن في الجسم دون التسبب بأية أعراض.

ويصل الفيروس بعد الإصابة الأولية إلى جذور الأعصاب وينتشر إلى العقد العصبية الحسية (أي أماكن الالتقاء التي تتجمع فيها الأعصاب من أجزاء مختلفة من الجسم) ويسكن فيها الفيروس إلى حين إعادة تفعيله لسبب ما.

لذلك يعتبر المصاب قادراً على نقل العدوى حتى وإن لم يكن هنالك أي أعراض واضحة.

٢- الحمل والهربس التناسلي

إذا كانت المرأة الحامل تعاني من الهربس التناسلي، فإن زيارات الرعاية السابقة للولادة مهمة جداً.

وتشير بعض الأبحاث إلى أن عدوى الهربس التناسلي يمكن أن تؤدي إلى إصابة الطفل بعدوى شديدة تسبب فشل أعضاء وقد تكون مميتة (تسمى الهربس الوليدي)، لذلك من المهم تجنب الإصابة بالهربس التناسلي أثناء الحمل. (8)

لحسن الحظ، من النادر أن تصيب النساء المصابات بالفيروس أطفالهن في المرحلة الجنينة، بالمقابل فإنه ينتقل بشكل أكثر شيوعاً أثناء الولادة.

وفي وقت الولادة، يجب على مقدم الرعاية الصحية إجراء الفحص بعناية بحثاً عن تقرحات الهربس، وفي حال وجود أي من أعراض وعلامات الفيروس الظاهرة فقد يتم اللجوء إلى الولادة القيصرية لتقليل خطر إصابة الوليد. (9)

أما بالنسبة للإرضاع فيمكن الإرضاع في حال الإصابة بالفيروس بشرط غياب الإصابة في الثديين حيث يمكن أن تنتشر العدوى إلى أي جزء من الثدي، ثم تنتقل للرضيع.

٣- ممارسة الجنس والهربس التناسلي

يمكن للعدوى ان تحدث حتى في حال عدم وجود أي أعراض، لذلك من الضروري التحدث إلى الشركاء الجنسيين في حال الإصابة.

إضافة لذلك فقد يسبب الفيروس العديد من المخاوف بشأن كيفية تأثير الهربس التناسلي على صحة المصاب وحياته الجنسية وعلاقاته الأسرية، حيث أنه غير قابل للشفاء.

ولكن من المهم توضيح أنه يمكن التحكم بالمرض عن طريق الأدوية، ويمكن أن يقلل الاستخدام اليومي للأدوية المضادة للفيروسات من خطر انتشار الفيروس للآخرين.

٤- الواقي الذكري وعدوى الهربس التناسلي

قد يساعد استخدام الواقي الذكري في تقليل خطر انتقال العدوى، لذلك يوصى باستخدامه بشكل دائم، ولكنه لن يتخلص من الخطر تماماً.

وبما أنه ليس خياراً جيداً للأزواج الذين يرغبون في الحمل، فقد يختار الأزواج إجراء اختبارات مصلية لتحديد ما إذا كان أي من الشريكين مصاباً بعدوى بدون أعراض.

٥- الهربس التناسلي والإيدز

يمكن أن تسبب العدوى تقرحات أو تشققات في الجلد أو بطانة الفم والمهبل والمستقيم مما يضعفها ويسهل مهاجمة فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) لها. (10)

ويعاني المرضى المصابون بكل من الهربس وفيروس نقص المناعة البشرية من تركيز أعلى من فيروس نقص المناعة البشرية في أجسامهم بسبب التفاعل بين فيروس الهربس وفيروس نقص المناعة البشرية.

فعندما يتسبب فيروس نقص المناعة البشرية في إتلاف الجهاز المناعي للمريض، يكون أكثر عرضةً لنقل عدوى فيروس الهربس البسيط بدون أعراض

الملخص

الهريس مرض جنسي يجب الحذر منه والتنبه لصحة العلاقة الجنسية من كلا الطرفين، وعند ملاحظة أي أعراض أو ازعاج أثناء العلاقة الجنسية يجب استشارة الطبيب والاستفسار عن هذه التغيرات دون تردد وذلك لتجنب أي مضاعفات لاحقاً.