تضيق الصمام الأبهري: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 14 ديسمبر 2022

يصيب تضيق الصمام الأبهري الصمام القلبي عند مخرج البطين الأيسر إلى الشريان الأبهري، والذي منه يمر الدم إلى كافة أنحاء الجسم.

ويتسبب ذلك بمشكلة تتمثل بزيادة عناء عضلة القلب التي تحاول تسيير الدم للجسم من خلال الصمام المتضيق.

فكيف يحدث وما هي أعراضه ومسببات حدوثه؟

تعريف الصمام الأبهري

الصمام الأبهري أحد صمامات القلب الأربعة، ويفصل بين البطين الأيسر والشريان الأبهر الذي يعد الشريان الرئيسي للجسم والذي تتفرع منه كل الفروع الشريانية الأخرى التي تغذي الجسم.

مهمة الصمام الأبهري هي السماح للدم بالمرور من البطين الأيسر للقلب باتجاه الشريان الأبهر ومنه إلى أنحاء الجسم، كما يمنع الصمام الدم من الارتداد باتجاه القلب.

حيث ينفتح الصمام الأبهري بالتزامن مع تقلص البطين الأيسر، فيسمح للدم بالمرور عبره، ومن ثم ينغلق عند انتهاء تقلص البطين الأيسر.

ما هو تضيق الصمام الأبهري؟

يعرّف تضيق الصمام الأبهري (Aortic Stenosis) أنه الحالة المرضية التي يحدث فيها تراجع في قدرة الصمام الأبهري على الانفتاح وضيق الفتحة التي يوفرها لمرور الدم عبره إلى الشريان الأبهر.

وبالتالي يحدث نقص تروية دموية وإعاقة لجريان الدم لأنحاء الجسم بسبب نقص قطر الانفتاح الخاص بالصمام الأبهري نتيجة عدة عوامل مرضية ووراثية مختلفة.

يتألف الصمام الأبهري الطبيعي من ثلاث وريقات وتبلغ المساحة الطبيعية له (٢-٣) سم مربع.

وبناء على ذلك يمكن تصنيف درجات تضيق الصمام الأبهري إلى عدة مستويات بحسب درجة التضيق وفق ما يلي:

  • تضيق خفيف عندما تصبح مساحة الصمام من (١.٥ - ٢) سم مربع
  • تضيق متوسط عندما تصبح مساحة الصمام من (١ - ١.٥) سم مربع
  • تضيق شديد عندما تصبح مساحة الصمام من (٠.٥ - ١) سم مربع
  • تضيق حاد عندما تصبح مساحة سطح الصمام أقل من ٠.٥ سم مريع

أعراض الإصابة بتضيّق الصمام الأبهري

تظهر الأعراض بطرق مختلفة عند المرضى، فمنهم من لا يعانون من أية أعراض تذكر في مراحل التضيق الخفيفة أو المتوسطة، لتظهر لديهم الأعراض بشكل مفاجئ حين يصبح التضيق شديداً.

بينما في حالات أخرى تبدأ الأعراض بالظهور مع بداية الإصابة وتتفاقم بشكل تدريجي مع الوقت.

وأكثر الأعراض المرافقة لهذه الحالة هي:

١- الألم الصدري:

حيث يشعر المريض بألم ضاغط أو عاصر في منطقة الصدر وخاصة عند ممارسة الجهد البدني.

وهذا الألم شبيه بألم الذبحة الصدرية ويحدث بسبب نقص التروية الدموية للعضلة القلبية الناجم عن تضيق الصمام الأبهري.

٢- ضيق التنفس:

حيث يترافق تضيق الصمام الأبهري المزمن وغير المعالج بضيق تنفس ناجم عن إعاقة جريان الدم وخروجه من البطين الأيسر.

وهذا يشكل ضغط وحمل زائد على عضلة القلب وينعكس أيضاً على الرئتين وعملهما.

٣- التعب والإرهاق:

وذلك بسبب نقص التروية الدموية لأجزاء الجسم المرتبط بتضيق الصمام الأبهري.

٤- فقد الوعي أو ما يعرف بنوبات الغشي:

بسبب نقص التروية الدموية للدماغ التي تنجم عن تضيق الصمام الأبهري من جهة، وخلل مستقبلات الضغط الموجودة في البطين الأيسر والشريان الأبهر من جهة أخرى بسبب ضعف جريان الدم عبر الصمام المتضيق.

٥- خفقان القلب وتسرعه:

حيث يحرض التأخر في ضخ الدم وإفراغه من البطين الأيسر الناجم عن تضيق الصمام الأبهري رد فعل من عضلة القلب، وهو التسرع والتقلص بشكل أسرع في محاولة لضخ كميات أكبر من الدم لأنحاء الجسم.

الأسباب التي تؤدي إلى حدوث تضيق الصمام الأبهري

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي لحدوث تضيق الصمام الأبهري.

لكن هناك ثلاث عوامل رئيسية أكثر شيوعاً من بقية العوامل تساهم بشكل مباشر في حدوث هذه الحالة، وهي:

١- عيوب الصمام الأبهري الخلقية

وهو السبب الأكثر شيوعاً عند الأطفال والشباب بشكل أساسي.

حيث يكون هناك تشوه في البنية التشريحية إما للقلب بشكل عام أو للصمام الأبهري بشكل خاص منذ لحظة الولادة وهذا الأمر يسبب تضيق في الصمام لاحقاً.

وأهم هذه العيوب الخلقية التي تسبب التضيق هي حالة الصمام الأبهري ثنائي الوريقات (bicuspid Aortic valve)، حيث يكون الصمام الأبهري مكون من وريقتين بدل الثلاث كما في الحالة الطبيعية.

٢- مرض القلب الرثياني (Rheumatic heart disease)

وهو مرض واختلاط ناجم عن الإصابة بالحمى الرثوية، وتكون عادةً التهاب جرثومي بجراثيم تدعى العقديات (strep) تصيب البلعوم، وعند عدم تشخيصها وعلاجها بالشكل الصحيح والفعال يمكن أن تنتقل لتصيب صمامات القلب ومن ضمنها الصمام الأبهري وتحدث فيه تسمك والتصاقات تسبب تضيقه.

٣- تكلس الصمام الأبهري وتنكسه

هو ترسب للكلس ودخوله في وريقات الصمام الأبهري، ما يجعل وريقات الصمام سميكة أو ثخينة، وتقل مرونتها وقدرتها على الانفتاح بالشكل الصحيح، وعندها يحدث التضيق.

ويشكل تكلس الصمام الأبهري السبب الرئيسي لحدوث تضيق الصمام الأبهري عند كبار السن، ويمكن أن يسمى أحياناً بالتضيق التنكسي للصمام الأبهري.

ووفقاً لدراسة في ٢٠١٣ تبين أن نسبة حدوث تضيق الصمام الأبهري عند البالغين هي ١٢.٤%، ونسبة الإصابة بتضيق الصمام الأبهري الحاد عندهم ٣.٤%

أشكال وأنواع تضيق الصمام الأبهري
أنواع تضيق الصمام الأبهري

المضاعفات

يمكن لحالة تضيق الصمام الأبهري أن تكون خطيرة ومهددة للحياة أحياناً، وخصوصاً في الحالات التي تتأخر الأعراض فيها للظهور أو تهمل الأعراض والحالة دون علاج أو مراقبة.

وتتضمن أكثر الاختلاطات والمضاعفات شيوعاً ما يلي:

١- وذمة الرئة (pulmonary edema)
وهي حالة يحدث فيها تراكم للسوائل في الرئتين والقصيبات تجعل المريض يعاني من ضيق نفس شديد مع نقص في نسبة الأوكسجين في الدم.
والسبب في حدوثها هو ارتفاع الضغط بأوعية الرئة الناجم عن ارتفاع الضغط في البطين الأيسر بسبب تضيق الصمام الأبهري.

٢- ضخامة العضلة القلبية
بسبب الجهد الإضافي الذي يبذله البطين الأيسر لضخ الدم إلى أنحاء الجسم بسبب تضيق الصمام الأبهري.

هذا الجهد والتقلص الطويل للجدران العضلية للبطين الأيسر يجعلها سميكة مع الوقت وتزداد ثخانتها بسبب زيادة عدد الخلايا العضلية فيها، والتي تزداد كنوع من المساعدة والتأقلم للبطين الأيسر ليضخ بشكل أفضل.

٣- قصور القلب (Heart failure)

٤- اضطرابات النظم القلبية

علاج تضيق الصمام الأبهري

يتم تقرير طبيعة العلاج بحسب شدة التضيق والأعراض التي يسببها، ففي الحالات الخفيفة واللاعرضية تكفي المراقبة فقط.

أما في الحالات متوسطة الشدة قد نحتاج أدوية وإجراءات أخرى تصل للعلاج الجراحي.

وتتضمن الخيارات العلاجية ما يلي:

١- العلاج الدوائي:

ويتم وصف مجموعة من الأدوية التي تخفف من أعراض تضيق الصمام الأبهري والحد من اختلاطاته.

وتتضمن أدوية لضبط ضغط الدم وأدوية لضبط سرعة وعدد ضربات القلب ومدرات للبول في بعض الأحيان، لتخفيف ضغط السوائل عن القلب والرئتين وغيرها من الأدوية التي تختلف من حالة لأخرى.

٢- العلاج الجراحي:

يتم فيه التداخل بشكل جراحي صغير أو كبير على الصمام الأبهري المتضيق لعلاج وحل مشكلة تضيقه.

هذا العلاج يعتبر ضرورياً خصوصاً في حال تفاقم الأعراض والوصول لمرحلة التضيق الشديد للصمام.

يتم إجراء العلاج إما عن طريق قسطرة القلب أو عن طريق العمل الجراحي التقليدي، وتتضمن آليات العلاج الجراحي ما يلي:

  • توسيع الصمام الأبهر ي عبر البالون (balloonvalvuloplasty)

وفيه يتم الوصول عبر قسطرة القلب للصمام الأبهري المتضيق ويتم إدخال أنبوب القسطرة الدقيق عبر فوهة الصمام المتضيقة، ومن ثم يتم إدخال بالون عبر أنبوب القسطرة وصولاً لفتحة الصمام الأبهري.

وعندها يتم نفخ هذا البالون بدرجة معينة داخل فتحة الصمام الأبهري المتضيقة لتوسيعها.

  • استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة (transcatheter aortic valve replacement)

وهي تقنية حديثة نسبياً يتم فيها إدخال صمام صنعي قابل للطي عن طريق قسطرة القلب وإدخاله ومن ثم وضعه وفتحه مكان الصمام الأبهري الطبيعي لتوسيع الصمام وحل مشكلة التضيق.

  •  توسيع الصمام الأبهري الجراحي (valvotomy)

وفيه يتم اللجوء للجراحة التقليدية وإجراء عملية قلب مفتوح للوصول للصمام الأبهري وتوسيعه جراحياً وتوسيع قطر الفتحة الخاصة بالصمام بشكل مباشر وبالعين المجردة.

  • استبدال الصمام الأبهري (aortic valve replacement)

يتم هنا إجراء عملية قلب مفتوح للوصول للصمام الأبهري المتضيق واستئصاله بشكل كامل وزرع صمام جديد مكانه بسبب عدم القدرة على حل مشكلة التضيق ببقية الخيارات العلاجية الأخرى.

وهناك نوعين من الصمامات البديلة التي يمكن زرعها وهي الصمامات الحيوية والصمامات الميكانيكية.

الملخص

رغم كون حالة تضيق الصمام الأبهري خطيرة في حال تم إهمالها لكن بشكل عام علاج هذه الحالة أمر سهل وقابل للتحقيق.

وحتى في حال اللجوء لعملية استبدال الصمام الأبهري جراحياً فإن نسبة نجاح العملية جيدة جداً.