متلازمة توقف التنفس أثناء النوم: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 4 سبتمبر 2022

ما هي متلازمة توقف التنفس أثناء النوم؟

متلازمة توقف التنفس أثناء النوم أو انقطاع النفس الانسدادي النومي (Sleep Apnea) وكما يوضح اسمها، فهي عبارة عن نوبات من توقف التنفس تصيب المريض خلال ساعات النوم. وهذا الأمر يؤدي لانخفاض إشباع الاوكسجين في الجسم، واستيقاظ المريض من أجل إتمام عملية التنفس.

تبقى في الحالة الطبيعية عملية التنفس قائمةً بشكل متواصل حتى خلال النوم وذلك كون أجسامنا تتطلب الأوكسيجن بشكل مستمر دون توقف، ولكن في هذه المتلازمة يحدث توقف للتنفس نتيجة أسباب مخلفة بحسب الحالة.

الأنواع

وهناك ثلاثة أنماط لهذه المتلازمة، تتضمن:

  • توقف التنفس الانسدادي: يحدث فيه انسداد أو تضيق للسبيل التنفسي العلوي، ويعد الشكل النموذجي للمتلازمة.
  • توقف التنفس المركزي: يكون سبب توقف التنفس عصبي مركزي، أي بالنظام الدماغي المتحكم بعضلات التنفس، بحيث يكون التنفس أكثر سطحيةً وأبطأ.
  • توقف التنفس المختلط: يحدث للمريض نمطا التنفس المذكورين بشكل مشترك، ويعد من الاضطرابات المنتشرة عالمياً، بالإضافة لذلك تزداد نسب الإصابة به بشكل تصاعدي، ويميل لإصابة الذكور بشكل أكبر من الأطفال والنساء. (1) (2)

أعراض متلازمة توقف التنفس أثناء النوم

إن الشكوى الرئيسية لا تصدر من المريض عادةً، وإنما من الزوج أو الزوجة أو أحد الأصدقاء أو أحد أفراد الأسرة، أي من الشخص المرافق للمريض أثناء نومه. وهناك أعراض يعاني منها المريض بنفسه مثل:

  • الشخير بكافة وضعيات النوم وبصوت عالي.
  • فترات قصيرة متكررة يستيقظ فيها المريض لاهثاً.
  • يكون النوم غير كاف بالنسبة للمريض، ويشعر كأنه لم يستفد من كم ساعات النوم.
  • التعب والنعاس خلال النهار.
  • يعاني المريض من صداع وجفاف فم عند الاستيقاظ.
  • مشاكل في التركيز وضعف في الذاكرة، بالإضافة إلى أن ردود الفعل تصبح متأخرة.
  • اضطرابات في المزاج وتهيّج.
  • القلق والاكتئاب.
  • حدوث اضطرابات جنسية (مشاكل في الانتصاب) وقلة الرغبة الجنسية.
  • الذهاب للتبول بكثرة خلال فترات النوم.

أسباب متلازمة توقف التنفس أثناء النوم

يختلف السبب وراء ظهور متلازمة توقف التنفس أثناء النوم حسب النمط الحاصل وفق التالي:

١- توقف التنفس الانسدادي

يكون توقف التنفس انسدادي عندما يكون هناك أي عائق يمنع تدفق الهواء باتجاه الرئتين. ويحدث ذلك بسبب:

  • رخاوة عضلات البلعوم الفموية المسؤولة عن إبقاء الطرق التنفسي سالك خلال النوم.
  • تضيق ميكانيكي دون أي رخاوة، والذي يكون له عدة أشكال مثل تشوهات الفك أو زيادة النسيج الرخو في العنق.
  • ضخامة اللوزات أو الناميات.
عوامل الخطورة في توقف التنفس الانسدادي

إن عوامل الخطورة المرتبطة بهذا النمط كثيرة ومتشعبة وتضم:

  • العمر: يمكن أن تحدث هذه المتلازمة في أي مرحلة عمرية إلا أنه خلال التقدم في العمر.
    يزداد تراكم الشحوم في منطقة العنق.
  • الوراثة: حيث حدد الباحثون بعض المورثات التي لها علاقة بظهور هذه المتلازمة. (3)
  • اضطرابات الغدد الصم: قد يؤدي حدوث تغيرات في مستويات بعض الهرمونات، إلى تغيّر في شكل الوجه أو حجم اللسان، وبالتالي حدوث تضيق أو حتى انسداد لمجرى التنفس.
  • قصور القلب والكلية: قد تؤدي هذه الحالات المرضية إلى تراكم السوائل في أنسجة الجسم المختلفة ومنها أنسجة العنق.
  • ضخامة اللوزتين: تعد أهم أسباب توقف التنفس عند الأطفال بالإضافة لضخامة اللسان.
  • نمط الحياة: يعد الإدمان على الكحول عامل خطر مهم، حيث إنه يزيد من احتمالية ارتخاء عضلات البلعوم، كما أن التدخين يؤدي إلى حدوث التهاب في مجرى التنفس الذي قد يزيد من ضخامة الأنسجة.
  • البدانة: يعد أحد أهم عوامل الخطورة لهذه المتلازمة عالمياً، وذلك للانتشار الواسع لحالات زيادة الوزن، والتي تترافق مع زيادة تراكم الشحوم حول العنق. (4)
  • الجنس: إن الذكور أكثر عرضةً للإصابة من الإناث (5)

٢- توقف التنفس المركزي

يكون توقف التنفس هنا لأسباب مرتبطة بالتحكم العصبي بعضلات التنفس، أي تكون المشكلة بالأوامر العصبية الصادرة. وتضم عوامل الخطورة لهذا النمط:

  • العمر: قد تزداد المشاكل المرتبطة بالتحكم العصبي بالتنفس خلال التقدم في العمر.
  • الوراثة: تدخل الوراثة أيضا في ظهور توقف التنفس المركزي، وذلك حسب الأبحاث المجراة.
  • نمط الحياة: يمثل كل من الكحول والتدخين عوامل خطر مهمة أيضاً.
  • الولادة المبكرة: إن الأطفال المولودين قبل الأسبوع 37، يكونوا أكثر عرضةً لتطوير هذه المتلازمة.
  • المخدرات الأفيونية: إن الاستخدام طويل الأمد لهذه المخدرات يشكل عامل خطر مهم.
  • الحالات الطبية: هناك بعض الحالات الطبية التي تزيد من فرص الإصابة مثل:
    • قصور القلب
    • السكتة الدماغية
    • الوهن العضلي الوخيم.
    • التصلّب الجانبي الضموري "ALS"

مخاطر متلازمة توقف التنفس أثناء النوم

تحمل متلازمة توقف التنفس أثناء النوم مجموعة من المخاطر القلبية الوعائية (6)

كما يتعرض الأفراد المصابون بهذه المتلازمة لخطر متزايد للإصابة بما يلي (7):

  • ارتفاع التوتر الشرياني
  • احتشاء العضلة القلبية
  • الذبحة الصدرية
  • السكتة الدماغية
  • اضطرابات النظم، مثل الرجفان الأذيني أو البطيني
  • قصور القلب

التشخيص

إن الأعراض التي يشكو منها المريض هي التي تساعد الطبيب بالتفكير بمتلازمة توقف التنفس أثناء النوم، وبناءً عليه يجري عدة خطوات وصولاً لتأكيد التشخيص هي:

١- مقياس "إبوورث" للنعاس

هو مقياس معتمد عالمياً من أجل كشف الحالات الموجِّهة لمتلازمة توقف التنفس أثناء النوم، وهو عبارة عن ثمانية أسئلة ولكل سؤال ثلاث درجات. ويتم التفكير بالمتلازمة إذا كان مجموع الدرجات 11 أو أكثر.

بالتالي يعد خطوة أولية بعدها يتم تأكيد التشخيص عبر الفحوص المطلوبة.

٢- فحوصات متلازمة توقف التنفس أثناء النوم

يوجد عدة فحوصات قد يطلبها الطبيب من أجل تأكيد وجود الاضطراب، وتتطلب هذه الفحوص أن ينام المريض في المشفى أو أحد المراكز المتخصصة لتتم مراقبته ليلة كاملة مثل:

  • مقياس جريان الهواء على الأنف والفم لقياس تدفق الهواء
  • مستشعر لمراقبة حركة جدار الصدر
  • مقياس الأكسجة لمراقبة مستويات الأكسجين في الدم
  • تصوير فيديو خلال نوم المريض
  • قياس ضغط الدم

وقد يطلب الطبيب مجموعة من التحاليل أو الفحوصات إذا شك بأحد الأسباب المذكورة مثل قصور الغدة الدرقية.

توقف التنفس اثناء النوم
أحد العلاجات لمتلازمة توقف التنفس اثناء النوم

العلاج

إن البدء بالعلاج أمر بالغ الأهمية لتحسين نوعية الحياة وتقليل احتمالية حدوث أي مضاعفات. كما أن الخيارات العلاجية تتعدد أمام المريض وأهمها:

١- تعديلات على نمط الحياة

أثبتت عدة أبحاث مدى تأثير التعديلات المجراة على نمط الحياة، في تخفيف شدة المرض. (8)

وتتضمن التعديلات:

  • خسارة بعض الوزن الزائد
  • التقليل من الكحول والتدخين
  • ممارسة الرياضة بانتظام
٢- جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر "CPAP"

يعد من أكثر وأنجح الخيارات العلاجية المتَّبعة شيوعاً، وهو عبارة عن آلة كهربائية تطبق ضغط هوائي عبر مضخة هواء، بشكل مستمر، بحيث الطرق الهوائية تبقى سالكة.

٣- بروفينت "Provent" و ثيرافينت "Theravent"

تعد خيارات أخرى مقبولة، وهي عبارة عن أشباه لصاقات توضع على فتحات الأنف، وتساعد في إبقاء الطريق التنفسي سالكاً.

٤- الأجهزة الفموية

تعمل هذه الأجهزة على ضبط وضعية الفك السفلي وترك مساحة زائدة خلف اللسان. كما وتستخدم أيضاً بشكل شائع للمراحل الخفيفة من المرض، وتحتاج هذه الأجهزة لمساعدة طبيب أسنان.

٥- الجراحة

تعد خياراً أخيراً أمام المرضى، كما تحاول الجراحة توسيع وتثبيت الطرق الهوائية العلوية.