جراحة تكميم المعدة: الإيجابيات والسلبيات

الكاتب - أخر تحديث 20 فبراير 2023

تعريف جراحة تكميم المعدة

جراحة تكميم المعدة " «Gastric Sleeve Surgery" إجراء جراحي لعلاج البدانة، ويعد من أحدث الحلول الموجودة وأفضلها لتخفيض الوزن، حيث تشير التقديرات أن متوسط فقدان الوزن خلال العام الأول بعد الجراحة يتراوح بين 60 إلى 70%.

وتعتمد هذه العملية على استئصال ما يقارب 80-85% من المعدة، مع ترك "كُمّ" من المعدة المتبقية.

وهذا الأمر سيؤدي بالطبع إلى تقليل كمية الطعام التي يستهلكها الشخص، بالتالي تقل كمية السعرات الحرارية التي تصل للجسم.

دوناً عن النقص المتوقع في إفراز هرمون الجريلين من المعدة، وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالجوع، ومنه سيحصل نقص في عدد وجبات التي سيطلبها المريض يومياً.

تقدم دراسة نسب العمليات الجراحية المجراة لتخفيض الوزن، وشكلت جراحة تكميم المعدة حوالي 46% من العمليات.

أسباب الجراحة

يعتبر السبب الأساسي لإجراء جراحة تكميم المعدة هو تقليل المخاطر والمضاعفات الناتجة عن زيادة الوزن الشديدة، ومساعدة المريض على تخفيض وزنه.

كما وأن هنالك مؤهلين للقيام بهذا العمل الجراحي، فجراحة تكميم المعدة تعتبر الحل الأخير الذي قد يلجأ له الطبيب في علاج البدانة المفرطة لدى المريض.

ويعتمد الأطباء على مقياس يعرف بمؤشر كتلة الجسم "BMI" والذي يحسب من خلال وزن وطول الشخص، بالتالي تحديد الوزن الأمثل للشخص وكمية الدهون بالإضافة لتحديد نمط البدانة لدى المريض.

وعليه فإن الأشخاص المؤهلين لهذا الإجراء الجراحي هم:

  • الذين مؤشر كتلة الجسم لديهم فوق 40
  • الأشخاص الذين مؤشر كتلة الجسم لديهم من 35-40، مع وجود حالة مرضية مرتبطة بالبدانة، مثل توقف التنفس أثناء النوم أو ارتفاع ضغط الدم أو داء السكري من النمط 2
  • الأشخاص الذين لم تنجح معهم الطرق غير الجراحية في خفض الوزن على مدى سنين تحت إشراف طبيب مختص

الإيجابيات والسلبيات

لجراحة تكميم المعدة العديد من المزايا إلا أنها كأي إجراء جراحي قد يحمل بعض الجوانب السلبية. وهي كالتالي:

١- إيجابيات جراحة تكميم المعدة

  • انخفاض الوزن بنسب مقبولة، وذلك مقارنةً مع الإجراءات الأخرى
  • تحسن المرضى المصابين بالأمراض المزمنة مثل: السكري وارتفاع التوتر الشرياني، بالإضافة للمشاكل المفصلية وهشاشة العظام (1)
  • تقلل أيضاً جراحة تكميم المعدة من الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب والقلق والرهاب وخاصة في حال ارتباط هذه الاضطرابات بزيادة الوزن (2)
  • تنقص كمية الحمض الموجودة في المعدة بالتالي يكون هناك فرص أقل للإصابة بالقرحة
  • يوجد فرص أقل لحدوث سوء امتصاص، وذلك لكون الإجراء على المعدة فقط مع المحافظة على سلامة الأمعاء الدقيقة
  • توجد بعض الدراسات التي تؤكد حدوث انخفاض في احتمالية الإصابة بالقصور الكلوي وذات الرئة بالإضافة لعدوى المسالك البولية (3)
  • لا يوجد أي أجسام غريبة داخل الجسم، التي قد تؤدي لانسداد ما أو تآكل

٢- سلبيات جراحة تكميم المعدة

  • إجراء غير قابل للعكس، وذلك لوجود جزء مُستأصل من المعدة
  • يبقى الجسم قادر على امتصاص الكربوهيدرات والدسم بالتالي فإنه من الوارد حدوث زيادة في الوزن
  • ظهور بعض الآثار الجانبية أو المضاعفات حيث إنه كأي إجراء جراحي يكون هناك احتمال وارد لحدوث هذه النقاط
  • يوجد مجموعة واسعة من الإجراءات قبل وبعد التدخل الجراحي

مضاعفات جراحة تكميم المعدة

قد يعاني بعض المرضى عقب العملية الجراحية من بعض المضاعفات، التي تشمل:

  • التهاب المعدة: قد تتأثر بطانة المعدة، ويحدث التهاب ضمنها وهذا سيؤدي للشعور بالغثيان والحموضة
  • التسريب: قد يحدث تسريب لمحتويات المعدة عبر جرح العملية المُجراة، ويعد من أشهر المضاعفات (4)
  • التهاب الصِفاق: يعرف أيضاً بالتهاب البريتوان، وهو الغشاء الذي يغلِّف الأمعاء، حيث من الممكن أن يحدث التهاباً ضمنه بعد الإجراء الجراحي
  • ضيق الكمّ: قد يكون الجزء من المعدة المتبقي أضيق من المطلوب
  • متلازمة الإغراق: هي حالة تحدث بعد تناول الطعام بحوالي ساعة، حيث يعاني المريض من الإسهال والغثيان والشعور بالدوخة أو التعب بعد الأكل
    • وتحدث نتيجة المرور السريع للطعام من المعدة للأمعاء الدقيقة "العفج"

التحضير لجراحة تكميم المعدة

تتطلب جراحة تكميم المعدة كغيرها من الجراحات بعض الخطوات التحضيرية قبل وقت العملية، والتي تبدأ قبل شهر تقريباً، وتضم:

آ- قبل أسبوعين إلى شهر من جراحة تكميم المعدة

يوجد مجموعة من الخطوات التي يجب أن يبدأها المريض قبل جراحة تكميم المعدة، والتي تشمل:

  • الإقلاع عن التدخين: تمثل إحدى الخطوات الرئيسية قبل الجراحة بالنسبة للمدخنين، حيث يجب أن يتوقفوا عن استخدام التبغ بكل أشكاله لفترة زمنية يحددها الطبيب.
    • تساعد هذه الخطوة في التقليل من احتمال تداخل النيكوتين مع الأكسجين ومواد التخدير في مجرى الدم، بالإضافة لتقليل مخاطر الجراحة.
  • تعديل الأدوية: يجري الطبيب بعض التعديلات فيما يخص الأدوية التي يتناولها المريض بشكلٍ مستمر.
    • حيث عادةً ما يطلب الأطباء التوقف عن الأدوية المميعة للدم مثل الأسبرين بالإضافة لمضادات الالتهاب اللاستيروئيدية (NSAIDs) ومكملات الفيتامين E وأي دواء آخر حتى لو كان عشبياً ولكن يؤثر على النزف.
  • تعديل النظام الغذائي: يوصي الأطباء عادةً بمجموعة من التعديلات بالنظام الغذائي الخاص بالمريض.
    • تقليل تناول الدهون والسكر، مع زيادة استهلاكك اليومي للأطعمة الغنية بالبروتينات بالإضافة الخضروات الطازجة والفواكه.

ب- قبل أسبوع من جراحة تكميم المعدة

يفضل تحضير الأوراق اللازمة للمشفى بالإضافة للمستندات الطبية، كما أنه من المهم إجراء التحاليل المخبرية والفحوص التصويرية بالإضافة إلى أية إجراءات أخرى يطلبها الطبيب.

ج- قبل يوم من الجراحة

يجب على المريض خلال الـ ٢٤ ساعة التي تسبق الجراحة أن يعتمد على السوائل فقط دون وجود وجبات طعامية.

كما ينبغي التوقف عن شرب السوائل تماماً قبل ٨ ساعات من العملية.

الجراحة والنقاهة

آ- يوم جراحة تكميم المعدة

  • ينصح بارتداء ملابس واسعة وفضفاضة، بالإضافة إلى تجنب ارتداء أي مجوهرات أو عدسات لاصقة أو ملحقات أخرى.
  • يتعبر من الضروري الالتزام بالأدوية التي وصفها الطبيب واخباره في حال حصول أي تعديل سابق.
  • يعتبر من الضروري في جراحة تكميم المعدية وجود مرافق للمريض لتسهيل بعض الاجراءات ولدعم المريض.

ب- خلال العملية الجراحية

تشمل الخطوات الأساسية التي يتبعها الأطباء خلال جراحة تكميم المعدة ما يلي:

  • أولاً يقوم طبيب تخدير بتطبيق المادة المخدرة المناسبة لتخدير المريض تخديراً عاماً.
  • من ثم يأتي دور الطبيب الجراح والذي في البداية يجري عدة شقوق صغيرة في القسم العلوي من البطن.
  • بعدها يُدخل منظار يحوي كاميرا للبطن، ومعه أدوات جراحية صغيرة خاصة بالإجراء.
  • يقوم الجراح باستخدام دباسة لتقسيم المعدة، وترك كم ضيق.
  • بعدها يخرج الأجزاء المعدية المستأصلة، عبر الشقوق المجراة.
  • قد يجري بعض الأطباء، بعض الاختبارات لتقييم متانة التخييط، وذلك عبر التنظير العلوي أو الفحوص الصباغية وذلك خلال الاجراء.

ج- بعد الجراحة وفترة النقاهة

يبقى المرضى الذين يخضعون لأي عمل جراحي لفترة معينة تحت المراقبة للتأكد من نجاح العملية وتفادي المضاعفات المترتبة بعدها، وينطبق هذا الأمر على جراحة تكميم المعدة.

١- الفترة الأولى

يمكث المريض في الليلة الأولى التي تلي الجراحة في المشفى، وذلك ليبقى تحت المراقبة، خوفاً من حدوث أي مضاعفات تالية للعمل الجراحي.

بالإضافة لتدبير بعض الآثار الجانبية الخفيفة، حيث قد يشتكي المريض من الغثيان والإقياء والألم.

٢- الفترة الثانية

قبل مغادرة المشفى، يسجل الأطباء مجموعة من التوصيات التي يجب اتباعها في فترة النقاهة، والتي تخص النظام الغذائي والحركة ومراقبة حدوث أي من المضاعفات.

تتراوح فترة النقاهة المطلوبة من أربعة إلى ستة أسابيع، يجب أن يتجنب فيها المريض أي نشاط بدني شاق.

نصائح ونمط الحياة بعد الجراحة

يقدم الأطباء بعد التوجيهات للمريض، والتي تعتبر هامة لتجنب الآثار الجانبية والمضاعفات وأيضاً للحصول على النتائج المطلوبة.

وتضم هذه النصائح:

١- النظام الغذائي

بعد الجراحة مباشرة، يجب أن يتبع المرضى نظاماً غذائياً خاصاً، حيث في البداية يكون النظام الغذائي معتمد على السوائل ثم ينتقلون ببطء لتناول الأطعمة اللينة، وأخيراً الأطعمة الصلبة. مع التركيز على:

  • الإماهة: يحتاج المرضى إلى شرب كمية وفيرة من المياه يومياً، وذلك لتجنب الغثيان واضطرابات الكلى والإمساك والإرهاق.
  • زيادة كمية البروتين: إن الحرص على زيادة كمية الوجبات الغنية بالبروتين أمر مهم، حيث يطلب عادة ما بين 60 إلى 100 جرام يومياً.
  • السكر والدسم: التقليل قدر الإمكان من الأطعمة التي تحتوي على السكر والدسم.

٢- تعويض الفيتامينات والمعادن

يتطلب عادةً تعويض النقص المحتمل في الفيتامينات والمعادن، لأي مريض خاضع لجراحة تكميم المعدة، والتي قد تضم:

٣- التمارين الرياضية

تساعد التمارين الرياضية في الحفاظ على صحة جيدة والمساعدة في تحقيق أفضل النتائج فيما يخص جراحة تكميم المعدة.

يفضل البدء بالمشي خلال الأيام الأولى التي تلي الجراحة، ومن ثم تكثيف التمارين، يجب أن يحافظ المريض على 30 دقيقة من الرياضة يومياً.

٤- الأدوية

قد تخف شدة بعض الأمراض المزمنة كالسكري والضغط، مما يتطلب تخفيض الجرعة الدوائية المعتادة من قِبل الطبيب.

٥- التدخين والكحول

يفضل الابتعاد كلياً عن التدخين والكحول، وذلك لما يحملان من مخاطر على الصحة العامة عموماً، كما إن تأثير الكحول سيكون أشد ويكون له مضاعفات وآثار سلبية بعد جراحة تكميم المعدة.

٦- الحمل

ينصح عادةً بتجنب الحمل لمدة 12 إلى 18 شهر عقب الجراحة، وذلك لضمان الاستقرار على وزن محدد والتأكد من حصول المريضة على التغذية الكافية في حال قررت الحمل.

ختاماً، لابد أن نؤكد على أهمية القيام بالحمية وتجربة أي طريقة أخرى لتخفيض الوزن، قبل اللجوء للخيار الجراحي.