خلع الورك الولادي: التشخيص والعلاج

المراجعة الطبية - OB/GYN
الكاتب - أخر تحديث 4 مايو 2023

تَحدث حالة خلع الورك الولادي "Developmental Dysplasia of the Hip" عندما لا يتوضع القسم العلوي من الفخذ في مكانه ضمن الورك بشكل صحيح عند حديثي الولادة والأطفال الصغار.

فما هي أسباب خلع الورك؟ وما هي طرق العلاج المتبعة؟

ما هو خلع الورك الولادي؟

يربط مفصل الورك عظم الفخذ بالحوض في الحالة الطبيعية؛ حيث يكون القسم العلوي من عظم الفخذ (رأس الفخذ) مكوراً كالكرة، ويتوضع داخل تجويف مقعر في عظام الحوض على شكل كوب يوافق شكل رأس الفخذ.

ولكن في حالة خلع الورك الولادي، يكون تجويف الورك مستوياً نوعاً ما ولا يثبت برأس الفخذ بإحكام في مكانه، وبالتالي لا يكون مفصل الورك متيناً؛ وفي الحالات الشديدة يمكن أن يخرج عظم الفخذ من مكانه.

مقطع يشرح مفصل الورك وأجزاء العظم
مفصل الورك وموقع رأس الفخذ

قد تصيب الحالة أحد الوركين أو كليهما، ولكنها أكثر شيوعاً في الورك الأيسر، كما تنتشر أكثر بين الطفل الأول وأيضاً عند الفتيات، ويعاني في الولايات المتحدة وحدها بين 1 أو 2 من كل 1000 طفل من خلع الورك الولادي. (1)

بدون تلقي العلاج الباكر قد يؤدي خلع الورك الولادي إلى:

  • مشاكل في الحركة كالعرج
  • الألم
  • الإصابة بالتهاب المفاصل التنكسي في الورك والظهر
  • اختلاف في طول الساقين
  • انخفاض في خفة الحركة

ومع التشخيص والعلاج الباكرين، فإنه من غير المرجح أن يحتاج الطفل إلى عملية جراحية، وبالتالي يكبرويتطور جسمه وعظامه بشكل طبيعي.

الأعراض والعلامات

لا يسبب خلع الورك الولادي الألم عند الأطفال، لذلك قد يكون من الصعب ملاحظة الحالة وقد يلاحظ الآباء ما يلي:

  • سماع صوت أو الشعور بطقة في ورك الطفل
  • عدم تساوي طول الطرفين السفليين
  • عدم تحرك أحد الوركين أو الساقين نفس حركة الجانب الآخر
  • عدم تناظر الطيات الجلدية تحت الأرداف أو على الفخذين
  • ظهور عرج عند الطفل عند البدء في المشي

يجب أن يتم فحص الأطفال الذين لديهم أي من هذه العلامات من قبل الطبيب المختص، فالتشخيص المبكر يساعد في العلاج ويعطي فرص أفضل للطفل بتجنب المضاعفات الناتجة عن اهمال الحالة.

أسباب خلع الورك الولادي

يؤدي مزيج من العوامل إلى خلع الورك الولادي وقد تتدخل العوامل الوراثية بشكل جزئي، حيث تميل الحالة إلى التواجد في عائلات معينة، كما وتؤثر بعض العوامل داخل الرحم، على سبيل المثال:

  • استجابة الجنين لهرمونات الأم أثناء الحمل
  • الرحم الضيق الذي يجعل من الصعب على الجنين التحرك
  • المجيء المقعدي، أي ولادة الطفل من أسفله (المؤخرة) بدلاً من خروج الرأس أولاً

وقديحدث خلع الورك الولادي لاحقاً بعد الولادة، كما من الممكن أن يترافق مع حالات أخرى، مثل:

  • الصعر العضلي الخلقي (حالة تسبب انحناء الرأس)
  • تقارب مشط القدم
  • خلع الركبة الخلقي
  • بالإضافة إلى الحالات التي تتميز بزيادة كمية الكولاجين من النمط الثالث

التشخيص

يتم فحص الوركين عند الطفل كجزء من الفحص البدني لحديث الولادة في غضون 72 ساعة من الولادة، ويتضمن الفحص تحريك مفاصل الورك بلطف للتحقق مما إذا كانت هناك أي مشاكل، وهذا الفحص لا يسبب أي انزعاج للطفل.

وهنالك عدة طرق لتشخيص حالة خلع الورك الولادي وهي تشمل:

١- مناورة بارلو

يجري الطبيب مناورة بارلو، وهو مناورة تستخدم للكشف عن عدم استقرار الورك؛ ويتم الاختبار كما يلي:

  • يثبت الطبيب الحوض بإحدى يديه بينما يمسك بيده الأخرى الركبة ويثني الورك 90 درجة
  • يضع الطبيب ابهام يده على الجانب الداخلي لأعلى الفخذ بينما تكون باقي الأصابع على الجانب الخارجي.
  • يتم تطبيق قوة على عظم الفخذ حيث يتم تبعيد الفخذ بلطف بمقدار 10-20 درجة.

ويعتبر اختبار بارلو إيجابياً إذا كان ممكناً خروج الفخذ من مكانه باستخدام هذه المناورة.

طبيب يفحص ورك طفل حديث الولادة
تشخيص حالة الورك لطفل حديث الولادة

٢- اختبار أورتولاني

يتم إجراء الاختبار بالشكل التالي:

  • يوضع الطفل والوركين مثنيين 90 درجة
  • يضع الطبيب إبهامه على الجانب الداخلي لأعلى الفخذ وتبقى باقي الأصابع على الجانب الخارجي
  • يتم تثبيت حوض الطفل من خلال الإمساك بالطرف المقابل واستخدام اليد لتقريب الفخذ برفق

يكون اختبار أورتولاني إيجابي أي أن هنالك حالة خلع ورك ولادي عندما يمكن سماع طقة أو الشعور بها عند عند الحوض.

٣- اختبار غاليازي (اختبار أليس)

يتم إجراء الاختبار بثني الوركين 45 درجة، وثني الركبتين 90 درجة ووضع القدمين بشكل مسطح على طاولة الفحص، ويبحث الطبيب عن التناظر في مستوى الركبتين؛ حيث يدل غياب التناظر على أن اختبار غاليازي إيجابي.

كما تجرى أيضاً اختبارات أخرى منها ما يستخدم لكشف الخلع ثنائي الجانب.

٤- التصوير بالموجات فوق الصوتية

يجب أن يتم فحص الطفل بالموجات فوق الصوتية للورك بين الأسبوعين 4 و6 إذا كان الطبيب يعتقد أن المفصل غير مستقر، أو إذا كانت هناك أي من عوامل الخطورة المذكورة.

كما قد يتم اللجوء إلى صورة شعاعية بسيطة والتصوير الطبقي المحوري المحوسب والرنين المغناطيسي في بعض الحالات.

علاج خلع الورك الولادي

١- حزام بافليك

عادةً ما يتم علاج الأطفال الذين تم تشخيصهم بخلع الورك الولادي في وقت مبكر من الحياة باستخدام جبيرة خاصة تسمى حزام بافليك، حيث يؤمن هذا الحزام الاستقرار لكلا الوركين ويسمح لهما بالتطور بشكل طبيعي.

يجب ارتداء الحزام باستمرار لعدة أسابيع وعدم إزالته من قبل أي شخص باستثناء الطبيب، كما وتقدم المستشفى تعليمات مفصلة حول كيفية الاعتناء بالطفل أثناء ارتداء الحزام، مثل:

  • كيفية تغيير ملابس الطفل دون إزالة الحزام
  • تنظيف الحزام إذا كان متسخاً، حيث يمكن تنظيفه باستخدام المنظفات وفرشاة أسنان قديمة بدون إزالته
  • وضعية الطفل أثناء النوم، فيجب وضعه على ظهره وليس على جانبه
  • كيفية تجنب تهيج الجلد في منطقة الحزام
  • كما وتقدم تعليمات حول إزالة واستبدال الحزام لفترات زمنية قصيرة إلى أن يتم إزالته بشكل دائم.

يتم تشجيع الأهل على السماح للطفل بالتحرك بحرية عندما يتم نزع الحزام؛ وغالباً ما ينصح بالسباحة.

٢- الجراحة

إذا تم تشخيص الطفل بحالة خلع الورك الولدي بعد عمر السته أشهر، وفي حال لم يساعد حزام بافليك، فيكون هنالك حاجة لإجراء عمل جراحي.

وتعتبر جراحة "الرد" هي الإجراء الأكثر شيوعاً حيث يتم إعادة رأس الفخذ إلى مكانه ضمن تجويف الورك.

تتم هذه الجراحة تحت التخدير العام، ويمكن القيام بها بطريقتين:

  • الرد المغلق: حيث يتم وضع رأس الفخذ ضمن الورك دون إجراء شق كبير.
  • الرد المفتوح: والذي يتم فيه إجراء شق في الفخذ للسماح للجراح بوضع رأس الفخذ في مكانه.

يحتاج الطفل بعد الجرحة إلى ارتداء جبيرة لمدة 12 أسبوعاً على الأقل، ومن ثم يتم فحص الورك تحت التخدير العام مرة أخرى بعد 6 أسابيع للتأكد من استقرار الفخذ والورك.

وبعد ذلك من المحتمل أن يرتدي الطفل جبيرة لمدة 6 أسابيع أخرى على الأقل للسماح للورك بالاستقرار بشكل كامل.

قد يحتاج بعض الأطفال أيضاً إلى الخضوع إلى جراحة على العظام أثناء الرد المفتوح، أو في وقت لاحق بعد العملية، وذلك لتصحيح أي تشوهات حصلت في العظام.

اختلاطات العلاج

يعتبر تكرار الخلع والتنخر العظمي (تموت الأنسجة العظمية) من المضاعفات الأساسية للعلاج؛ وعلى المدى الطويل، يكون أداء الوركين جيداً إن لم تحدث مضاعفات متعلقة بمعالجة خلع الورك الولادي.

حيث هنالك احتمال 1,6% بحدوث خلع مرة ثانيةً، ونسبة 3% احتاجوا جراحة إضافية. (2)

علامات المرحلة المتأخرة لخلع الورك الولادي

في بعض الأحيان يمكن أن تتطور مشاكل الورك أو تظهر لاحقاً بعد الفحوص والاختبارات، ولذلك من المهم التواصل مع الطبيب عند ملاحظة أي أعراض مثل:

  • عدم القدرة على إبعاد إحدى الساقين بشكل جانبي بقدر الأخرى عند تغيير الحفاض.
  • أو سحب إحدى الساقين عندما يزحف الطفل أو أن إحدى الساقين تبدو أطول من الأخرى
  • ملاحظة عرج أثناء المشي

وفي هذه الحالة يتم متابعة الطفل من قبل أخصائي تقويم العظام في المستشفى لإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية والتأكد من سبب المشكلة، وبدء العلاج بحسب ما يجده الطبيب مناسباً.