داء المقوسات: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - OB/GYN
الكاتب - أخر تحديث 9 نوفمبر 2022

ما هو داء المقوسات؟

داء المقوسات "Toxoplasmosis" أو المتعارف عليه بداء القطط هو مرض ناتج عن عدوى بطفيلي يعرف بالمقوسة الغوندية، وهو عبارة عن كائن وحيد الخلية ينتشر في جميع أنحاء العالم ويميل إلى إصابة الطيور والثدييات، حيث تنتقل العدوى عادةً عبر البيوض التي تدخل للجهاز الهضمي للإنسان.

حسب تقديرات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC فإن هذا المرض يصيب أكثر من 11% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الـ 6 سنوات.

بالإضافة إلى ذلك فإن انتشار المرض يكون أعلى في المناطق ذات المناخ الحار والرطب، وذلك لكون هذه البيئات مناسبة لنمو البويضات الخاصة بهذا الطفيلي.

طرق انتقال داء المقوسات

دورة حياة الطفيلي "المقوسة الغوندية"

  • بدايةً يكون على شكل أكياس تسكن نسيج الحيوانات العاشبة
  • ثم تنتقل عبر أكل لحوم هذه الحيوانات إلى القطط
  • داخل أمعاء القطط تتزاوج الأشكال الحية الخارجة من الأكياس وينتج عن ذلك البويضات، ويحتاج هذا الأمر حوالي 1-3 أسابيع
  • ثم تخرج هذه البيوض مع البراز لتصل إلى الوسط الخارجي
  • تحتاج البيوض من 1 إلى 5 أيام لتصبح معدية، وتنتقل إلى الإنسان من خلال الشراب أو الطعام الملوَّث بها.

طرق العدوى

تنتقل العدوى إلى الإنسان بعدة طرق نذكر منها(1):

  • تناول لحوم الحيوانات المطبوخة بشكل غير جيّد مثل لحم الضأن و الخنزير والغزلان
  • شرب حليب الماعز الملوث بالبيوض وغير المبستر
  • وصول البيوض بشكل مباشر للفم وذلك من خلال اللمس غير المقصود للأماكن الملوثة
  • شرب المياه الحاوية على الطفيلي
  • استخدام الملاعق أو السكاكين التي كانت على تماس مع اللحوم النيئة الملوثة
  • انتقال العدوى من الأم المُصابة إلى طفلها
  • يمكن وبحالات نادرة أن تحدث العدوى بسبب نقل دم مريض مصاب، أو نتيجة زرع أعضاء لمريض مصاب بداء المقوسات

أعراض داء المقوسات

يمكن تقسيم الأعراض بناءً على نوع المرض المسبِب، حيث له نوعان أساسيان.

١- داء المقوسات الخلقي

يحدث الداء الخِلقي إذا أصيبت الأم الحامل لأول مرة بهذه الجرثومة خلال الحمل، بحيث ينتقل الطفيلي المُسبب للجنين.

ويختلف مدى الضرر الحاصل من حالة لأخرى، حيث تطال التأثيرات الجهاز العصبي والأذن والعين بالإضافة للجلد، وعادةً يولد الطفل المصاب قبل الموعد المتوقع.

يمكن أن تظهر علامات المرض عند ولادة الجنين، أو قد تتأخر لعمر المراهقة. وتضم:

  • وجود ضخامة في الكبد والطحال
  • أذية الشبكية وأجزاء أخرى من العين تؤدي لمشاكل في الرؤية 
  • سوء تغذية
  • نقص إلى فقدان بحاسة السمع
  • اليرقان (اصفرار الجلد)
  • الإقياء
  • انخفاض وزن الجنين عند الولادة
  • ظهور طفح جلدي على شكل بقع حمراء صغيرة أو كدمات عند الولادة
  • تغير شكل وحجم الجمجمة
  • تحدث أذية في الجهاز العصبي والدماغ، تتراوح شدتها حسب كل حالة، وقد تشمل:
    • نوبات اختلاجية (صرعية)
    • إعاقة ذهنية

٢- داء المقوسات المكتسب

نادراً ما تظهر الأعراض في الشكل المكتسب من العدوى، كما تكون مشابهة لأعراض الإنفلونزا. حيث تتضمن:

  • ارتفاع درجة الحرارة (حُمّى)
  • آلام عضلية
  • تعب عام
  • الشعور بالمرض
  • ألم حلق
  • صعوبة في البلع
  • ضخامة العقد اللمفاوية

عوامل خطورة الإصابة

يوجد عدة عوامل قد تزيد من احتمالية الإصابة بداء المقوسات، والتي تضم:

  • وجود قطة في المنزل
  • تنظيف فضلات القطط
  • تناول اللحوم النيئة أو غير المطبوخة بشكل جيد
  • تناول الخضار والفواكه غير المغسولة
  • شرب المياه الملوثة
  • السفر للمناطق ذات الانتشار الواسع لهذا الطفيلي وخاصةً المناطق ذات المناخ الرطب والحار
  • عدم الاعتناء بالنظافة الشخصية

تشخيص داء المقوسات

يعد تشابه الأعراض بداء المقوسات بمرض الإنفلونزا يمكن أن يسبب بعض الارباك في التشخيص، إلا أن القصة المرضية وأسئلة الطبيب خلال الفحص السريري يمكن أن توجه نحو التشخيص الصحيح.

وتتضمن الأسئلة:

  • زمن بدء الأعراض وشدتها
  • في حال كان هناك قط في البيت أو تعامل المريض مع حيوانات أليفة في الفترة الماضية
  • كما يسأل الطبيب أيضاً عن أنواع الأطعمة المتناولة
  • بالإضافة للمناطق التي زارها المريض في الآونة الأخيرة

وخلال الفحص السريري يبحث الطبيب عن علامات وجود أذية دماغية أو بصرية، بالإضافة لفحص العقد اللمفاوية المتضخمة.

ولتأكيد التشخيص يُجرى تحليل دم لتحري مستوى أضداد المقوسات، وهي أجسام بروتينية مناعية تظهر عند وجود الطفيلي في الجسم، ويساعد نوع ومستويات هذه الأضداد في تحديد وجود عدوى حالية أو سابقة.

يمكن أن يساعد التصوير الطبقي المحوري (CT) والرنين المغناطيسي (MRI)، في كشف أي أذية موجودة في الدماغ.

تشخيص الإصابة عند الجنين

يشخص داء المقوسات لدى الجنين خلال الحمل عبر الأمواج فوق الصوتية أو من خلال بزل السلى (عينة من السائل الأمينوسي).

كما يخضع لفحوص إضافية بعد الولادة، تشمل:

  • فحص العين
  • الفحص العصبي
  • التصوير الطبقي المحوري للرأس
  • تحليل السائل النخاعي المأخوذ أثناء البزل القطني (البزل الشوكي)

علاج داء المقوسات

لا يتطلب داء المقوسات عادةً أي تدخل علاجي، ولكن هناك بعض الخيارات العلاجية التي قد تطلب حسب شدة الحالة وتشمل:

  • يمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية المضادة للطفيليات مثل البيريميثامين أو السلفاديازين، وقد تختفي الأعراض دون أي علاج خاصةً عند الأشخاص الأصحاء.
  • قد يضيف الطبيب حمض الفوليك (فيتامين B9) مع العلاج سابقاً، وذلك لأن البيريميثامين يعيق امتصاصه في الجسم.
  • الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) أو مرض الإيدز (AIDS): يضم  العلاج تناول البيريميثامين مع السلفاديازين أو الكليندامايسين.
  • النساء الحوامل والرضع: يوصى عادةً بالسبيرامايسين للنساء الحوامل المصابات واللواتي لم ينقلن الإصابة إلى الجنين بعد.
  • أما في حال وصلت العدوى للجنين، يوصي الأطباء عادةً بالعلاج بالبيريميثامين والسلفاديازين، اللذان لا يقضيان على الطفيلي بشكل كامل، وإنما يبيقانه بحالة كامنة.
  • بعد الولادة يمكن علاج الطفل بأدوية البيريميثامين والسلفاديازين وحمض الفوليك.

الوقاية من داء المقوسات

إن وجود قط في المنزل يعد من أهم عوامل الخطورة، لذا لابد من اتِّباع توصيات محددة للوقاية من انتقال داء المقوسات، والتي تضم:

  • الحفاظ على القط داخل المنزل قدر الإمكان، ومرافقته في حال الخروج
  • منع القط من صيد وتناول الطيور والحيوانات الأخرى
  • الاعتماد على الأطعمة الجافة والمعلبة
  • العناية بنظافة الخضار والفواكه قبل تناولها
  • الطبخ الجيّد للحوم قبل تناولها