دليلك عن المضادات الحيوية: الأنواع والاستخدامات

الكاتب - أخر تحديث 21 أغسطس 2023

المضادات الحيوية أو الصادات الحيوية "Antibiotics" هي أدوية قوية تستخدم في علاج أو الوقاية من بعض أنواع العدوى الجرثومية. حيث تعمل على قتل الجراثيم أو منع تضاعفها في الجسم.

يستطيع الجهاز المناعي عادةً قتل بعض أنواع الجراثيم قبل أن تتضاعف وتسبب أي أعراض. وذلك من خلال مهاجمة خلايا الدم البيضاء للجراثيم الضارة. كما يستطيع الجهاز المناعي محاربة العدوى والتصدي لها حتى إن تضاعف عدد الجراثيم.

ولكن في بعض الأحيان يكون عدد الجراثيم كبيراً، ولا يتمكن الجهاز المناعي من القضاء عليها جميعاً، وفي هذه الحالة تكون المضادات الحيوية مفيدة.

وقد كان البنسلين "Penicillin" أول مضاد حيوي تم اكتشافه؛ وفي الواقع لا تزال المضادات الحيوية التي تعتمد على البنسلين في مكوناتها متاحةً لعلاج مجموعة متنوعة من أنواع العدوى، نذكر من هذه الأدوية:

  • الأمبيسيلين "Ampicillin"
  • الأموكسيسيلين "Amoxicillin"
  • والبنسلين من النوع ج " Penicillin G"

وتتوفر أنواع عديدة من المضادات الحيوية الحديثة، وتحتاج وصفة طبية ليتم صرفها من قبل الصيدلي. إلا أن بعض المضادات الحيوية الموضعية تتوفر على شكل كريمات ومراهم ولا تحتاج إلى وصفة طبية.

آلية عمل المضادات الحيوية

تستخدم المضادات الحيوية لعلاج العدوى الجرثومية، وبعضها يكون متخصصاً للغاية وفعالاً فقط ضد أنواع معينة من الجراثيم.

بينما تهاجم أنواع أخرى مجموعة واسعة من الجراثيم، بما في ذلك تلك المفيدة للإنسان، وتسمى بالمضادات الحيوية واسعة الطيف.

وفي الواقع هناك طريقتان رئيسيتان تستهدف بها المضادات الحيوية الجراثيم:

  • إما أن تمنع تكاثر الجراثيم
  • أو تقتل الجراثيم

وقد يستغرق الأمر بضع ساعات أو أيام بعد تناول الجرعة الأولى قبل أن يشعر المريض بالتحسن.

أنواع المضادات الحيوية

هناك العديد من المضادات الحيوية المتاحة والتي تأتي بأسماء تجارية مختلفة. وعادةً ما يتم تصنيفها بناءً على كيفية عملها. حيث يعمل كل نوع ضد أنواع معينة من الجراثيم أو الطفيليات، ولذلك يتم استخدام عدة أنواع مختلفة من المضادات الحيوية لعلاج أنواع مختلفة من العدوى.

وبالطبع يوجد العديد من أنواع المضادات الحيوية والتي تستعمل بحسب المرض والجراثيم المستهدفة، وتشمل بعض الأنواع الرئيسية الأكثر شيوعاً ما يلي:

  • البنسلينات "Penicillins" مثل:
    • فينوكسي ميثيل بنيسيلين "Phenoxy-Methyl-Penicillin"
    • فلوكلوكساسلين "Flucloxacillin"
    • أموكسيسيلين "Amoxicillin"
  • السيفالوسبورينات "Cephalosporins"، مثل:
    • سيفاكلور "Cefaclor" 
    • سيفادروكسيل "Cefadroxil"
    • سيفالكسين "Cefalexin"
  • التتراسكلينات "Tetracyclines" مثل:
    • تتراسكلين "Tetracycline"
    • دوكسيسكلين "Doxycycline"
    • ليميسيكلين "Lymecycline"
  • الأمينوغليكوزيدات "Aminoglycosides" مثل:
    • جنتامايسين "Gentamicin"
    • توبرامايسين "Tobramycin"
  • الماكروليدات "Macrolides" مثل:
    • إريثرومايسين "Erythromycin"
    • أزيثرومايسين "Azithromycin"
    • كلاريثرومايسين "Clarithromycin"
    • كليندامايسين "Clindamycin"
  • السلفوناميدات "Sulfonamides" وتريمتوبريم "Trimethoprim"، مثل كوتريموكسازول "Co-trimoxazole"
  • ميترونيدازول "Metronidazole" وتينيدازول "Tinidazole"
  • الكينولونات "Quinolones" مثل
    • سيبروفلوكساسين "Ciprofloxacin"
    • ليفوفلوكساسين "Levofloxacin"
    • نورفلوكساسين "Norfloxacin"
  • نتروفورانتوئين "Nitrofurantoin"

مقاومة المضادات الحيوية

تحدث مقاومة المضادات الحيوية "Antibiotic Resistance" عندما تتوقف المضادات الحيوية عن التأثير على الجراثيم، وغالباً ما يحدث ذلك نتيجة الوصف الخاطئ أو المتكرر للصادات أو عدم اتباع ارشادات الطبيب والالتزام بالجرعات الصحيحة.

على سبيل المثال يمكن أن تطور الجراثيم المعوية "Enterobacterales" والتي من أهم أمثلتها الإشريكية القولونية (E.coli)، مقاومة للصادات الحيوية من فئة الكاربابينيم "Carbapenems" حيث يمكن أن تسبب الجراثيم المعوية ذات الرئة والتهاب السحايا وغيرها من الأمراض.

وتشكل الجراثيم المعوية المقاومة للكاربابينيم (CRE) مصدر قلق كبير للأشخاص في المستشفيات وغيرها من أماكن الرعاية الصحية. حيث يعتقد الخبراء أنها قد تؤدي إلى:

  • زيادة وقوع المرض
  • انخفاض فعالية العلاج الأولي بالصادات الحيوية
  • الحصول على نتائج سيئة

ومع الأسف فإن مقاومة المضادات الحيوية تعتبر الآن واحدة من أكبر تحديات الصحة العامة. ولمنع انتشارها ينصح الأفراد باتباع النصائح التالية:

  • استخدام المضادات الحيوية فقط عندما يصفها أخصائي صحي معتمد.
  • عدم طلب الدواء على الإطلاق إذا قال الطبيب بأن المريض لا يحتاج إليها.
  • اتباع نصيحة الطبيب دوماً عند استخدام أي دواء بالإضافة إلى ذلك يجب الالتزام بالجرعات التي يصفها.
  • تجنب مشاركة أو أخذ ما يبقى من الأدوية بعد انتهاء العلاج.
  • الوقاية من العدوى عن طريق غسل اليدين بانتظام وإعداد الطعام بطريقة صحية وتجنب الاتصال الوثيق مع المرضى وممارسة الجنس الآمن وأخذ اللقاحات بالشكل المطلوب.
  • إعداد الطعام بطريقة صحية، وذلك عن طريق ما يلي:
    • الحرص على نظافة الطعام
    • فصل الطعام النيئ عن المطبوخ
    • طهي الطعام جيداً
    • تخزين الطعام في درجات حرارة آمنة
    • استخدم المياه والأطعمة النيئة الآمنة والصالحة للاستهلاك
    • اختيار الأطعمة التي تم إنتاجها دون استخدام المضادات الحيوية من أجل تعزيز النمو أو الوقاية من الأمراض في الحيوانات السليمة

الاستخدام

تستخدم المضادات الحيوية لعلاج أو الوقاية من بعض أنواع العدوى الجرثومية، وهي غير فعالة ضد العدوى الفيروسية مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا، ويتم استخدامها غالباً في الحالات التالية:

  • المشاكل غير الخطيرة والتي قد لا تزول بدون استخدام الأدوية
  • المشاكل غير الخطيرة ولكنها يمكن أن تنتشر إلى أشخاص آخرين إذا لم يتم علاجها على الفور، مثل القوباء "Impetigo" أو عدوى الكلاميديا "Chlamydia" المنقولة جنسياً.
  • عندما تشير الدلائل إلى أن المضادات الحيوية يمكن أن تسرع بشكل كبير من التعافي، مثل العدوى التي تصيب الكلية.
  • المشاكل التي تنطوي على خطر حدوث مضاعفات خطيرة، مثل التهاب النسيج الخلوي "Cellulitis" أو ذات الرئة "Pneumonia".

الاستخدام الوقائي

يتم إعطاء المضادات الحيوية أحياناً للوقاية من حدوث العدوى، وهذا ما يُعرف بالعلاج الوقائي، وهو يعطى عادةً في حالات مثل:

  • الجراحة: حيث يوصى عادةً بأخذ المضادات الحيوية عند الخضوع لعملية جراحية في منطقة معينة، حيث يكون هناك خطر أعلى للإصابة بالعدوى.
  • عند الأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة بالعدوى، ومنهم:
    • الذين تزيد أعمارهم عن 75 عاماً
    • الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 72 ساعة والمصابين بعدوى جرثومية مؤكدة
    • الأطفال المعرضون لخطر الإصابة بعدوى جرثومية
    • الأشخاص الذين يعانون من قصور القلب
    • الأشخاص الذين يأخذون الأنسولين للسيطرة على مرض السكري
    • الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة
  • اللدغات أو الجروح: قد يوصى بالمضادات الحيوية في حال الجرح الذي يحتمل أن يصاب بالعدوى، بما في ذلك عضات الحيوان أو الإنسان أو الجروح التي لامست التربة أو البراز.
  • الحالات الطبية: هناك العديد من الحالات الطبية التي تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، بالتالي تستوجب الوقاية، حيث أن يزداد احتمال الإصابة في حال:
    • استئصال الطحال
    • أخذ العلاج الكيميائي للسرطان
    • في حال الإصابة بفقر الدم المنجلي
  • حالات العدوى المتكررة مثل:
    • التهاب النسيج الخلوي
    • عدوى المسالك البولية
    • الهربس التناسلي "Genital herpes"
    • الحمى الرثوية "Rheumatoid fever"

الآثار الجانبية

عادةً ما تسبب المضادات الحيوية الآثار الجانبية التالية:

  • الإسهال
  • الغثيان أو الإقياء أو كليهما
  • الطفح الجلدي
  • انزعاج في المعدة
  • الحساسية لأشعة الشمس عند أخذ التتراسيكلينات
  • العدوى الفطرية في الفم والجهاز الهضمي والمهبل مع بعض أنواع المضادات الحيوية أو نتيجة الاستخدام لفترات طويلة

هذا بالإضافة إلى بعض الآثار الجانبية غير المعتادة والنادرة نوعاً ما والتي تتضمن ما يلي:

  • انخفاض عدد الصفيحات الدموية عند أخذ السيفالوسبورينات والبنسلين مثلاً
  • الآلام الشديدة عند أخذ الفلوروكينولونات
  • فقدان السمع عند تناول الماكروليدات أو الأمينوغليكوزيدات
  • انخفاض تعداد الخلايا المحببة (نوع من خلايا الدم البيضاء) عند تناول البنسلين
  • تشكل الحصيات الكلوية عند تناول السلفوناميدات

الآثار الجانبية المرتبطة بالتحسس

قد يصاب بعض الأشخاص برد فعل تحسسي تجاه بعض أنواع الصادات الحيوية، وخاصةً البنسلين، وقد تشمل الآثار الجانبية ما يلي:

  • الطفح الجلدي
  • انتفاخ اللسان والوجه
  • السعال
  • الوزيز
  • صعوبة في التنفس

وقد تكون ردود الفعل التحسسية تجاه هذه الأدوية بشكل فوري أو متأخر، أي أن الشخص قد يعاني من الآثار في غضون ساعة أو في غضون أسابيع، وفي حالات نادرة قد يعاني المريض من رد فعل تحسسي خطير ومميت، ويستدعي ذلك التدخل الإسعافي العاجل.