دوار الوضعة الانتيابي الحميد

الكاتب - أخر تحديث 25 يوليو 2022

يعتبر دوار الوضعة الانتيابي الحميد (BPPV) من أحد أهم أسباب الدوار الدهليزي، وهو حالة شائعة تسبب الشعور المفاجئ بالدوار سواء كان شعور المريض بأنه يدور أو الشعور بالمحيط يدور من حوله.

فما هي هذه الحالة؟ وما طرق علاجها المتبعة؟

أجزاء الأذن والآلية المرضية

تتكون الأذن من ثلاثة أجزاء: الأذن الخارجية والأذن الوسطى والأذن الداخلية.

وتتكون الأذن الخارجية من الصيوان، والذي يؤدي إلى القناة السمعية الخارجية، وتنغلق في نهايتها بواسطة غشاء الطبل؛ وتتمثل وظيفة الأذن الخارجية في تجميع الموجات الصوتية وتوجيهها إلى غشاء الطبل.

أما الأذن الوسطى فهي عبارة عن تجويف ضيق مملوء بالهواء؛ وهي تضم سلسلة من ثلاث عظام صغيرة تنقل الصوت من غشاء الطبل إلى الأذن الداخلية، والتي تعتبر نظاماً معقداً من الممرات والتجاويف المملوءة بالسوائل، وتتكون من وحدتين أساسيتين:

  • الجهاز الدهليزي: الذي يتكون من الدهليز (المؤلف من القريبة والكييس)، والقنوات نصف الدائرية؛ وهو يلعب دوراً مهماً في التوازن.
  • القوقعة: وتحتوي على العضو الحسي للسمع الذي يساهم بنقل حس السمع إلى الدماغ.

ولكن في دوار الوضعة الانتيابي الحميد تتم إزاحة بعض بلورات كربونات الكالسيوم التي تكون موجودةً بشكل طبيعي ضمن مادة هلامية في القُريبة، وتهاجر هذه البلورات إلى واحدة أو أكثر من القنوات نصف الدائرية في الأذن الوسطى.

مقطع تشريحي لأجزاء الأذن
مقطع تشريحي لأجزاء الأذن

أعراض دوار الوضعة الانتيابي الحميد

تسبب حالة دوار الوضعة الانتيابي الحميد نوبات من الدوار ناتجة عن الحركة والتغيرات في الوضعية؛ حيث يؤدي تغير وضعية الرأس مهما كانت بسيطة في هذه الحالة مثل إمالته للخلف إلى دوار مفاجئ فيشعر المريض أنَّ الغرفة تدور من حوله.

ودوار الوضعة الانتيابي الحميد ليس علامة على وجود مشكلة خطيرة ويزول عادةً لوحده خلال ٦ أسابيع من الحالة الأولى، لكن يمكن أن تكون أعراضه مخيفة وخطيرة خاصةً عند كبار السن.

ويتفاوت الشعور بالدوار من خفيف إلى حاد ويستمر عادة بضع دقائق فقط؛ وقد يرافقه أعراض أخرى ، مثل:

  • الدوخة
  • خفة الرأس
  • الشعور بعدم التوازن
  • الغثيان
  • الإقياء
  • الرأرأة وهي حالة طبية تسبب حركات عين سريعة لاإرادية

ويعاني نصف الأشخاص فوق سن ٦٥ عاماً من نوبة دوار الوضعة الانتيابي الحميد، ويمكن أن يؤدي عدم الثبات الناتج عنه إلى السقوط، والذي يشكل سبباً رئيسياً للكسور عند هذه الفئة العمرية.

أسباب دوار الوضعة الانتيابي الحميد

رغم إصابة الكثير من الأشخاص بهذه الحالة خاصة كبار السن، إلا أنه لا يوجد سبب معين لحدوث دوار الوضعة الانتيابي الحميد.

ولكن هناك بعض الحالات التي قد تكون سبباً في حدوث نوبة الدوار، مثل:

  • إصابات حادة أو بسيطة في الرأس
  • عدم تغيير حالة الرأس لفترة طويلة
  • التمارين الرياضية الشديدة
  • أمراض الأذن الداخلية الأخرى (الإقفارية، الالتهابية، المعدية)

ويمكن أن يؤدي تحريك الرأس إلى الدوار باعتبار أنَّ البلورات تستجيب للجاذبية؛ حيث يمكن أن تؤدي المواقف والحركات التالية للرأس إلى الدوار لدى الأشخاص المصابين:

  • قلب الرأس
  • التحرك في السرير
  • إمالة الرأس نحو الأمام أو الخلف وغيرها من الحركات
أجزاء الجهاز الدهليزي
أجزاء الجهاز الدهليزي

التشخيص

أصبح من السهل مع التقدم الطبي تشخيص هذه الحالة حيث يمكن إجراء التشخيص في العيادة اعتماداً على السجل المرضي والفحص البدني للمريض.

كيف يتم تحديد الجانب المصاب؟

  • يجلس المريض على السرير بحيث يبقي الرأس متدلياً قليلاً فوق نهاية السرير
  • يطلب الطبيب أن يدير المريض رأسه إلى اليمين والاستلقاء بسرعة
  • يتم الانتظار لدقيقة واحدة
  • في حال شعور المريض بالدوار، فإن الأذن اليمنى هي الأذن المصابة
  • إذا لم يحدث دوار، يعود المريض لوضعية الجلوس مجدداً
  • الانتظار لمدة دقيقة واحدة
  • يطلب الطبيب من المريض إدارة الرأس إلى اليسار والاستلقاء بسرعة
  • يتم الانتظار لدقيقة واحدة
  • في حال شعور المريض بالدوار، فإنَّ الأذن اليسرى هي الأذن المصابة

العلاج

يعتمد العلاج في أغلب الأوقات على تصحيح دوار الوضعة الانتيابي الحميد ميكانيكياً.

وذلك بمجرد أن يحدد الطبيب القناة أو (القنوات) التي توجد بها البلورات، ويمكن أن يجري المناورة المناسبة للعلاج.

مناورة إعادة تموضع الجسيمات

يستغرق إجراء إعادة تموضع الجسيمات حوالي ١٥ دقيقة، ويتضمن سلسلةً من الحركات الجسدية التي تعتمد على تغيير وضعية الرأس والجسم.

والهدف من هذه الحركات هو إعادة البلورات إلى مكانها الأصلي في القريبة، وذلك بطرحها خارج القنوات النصف دائرية.

ومن الممكن أن يحتاج المريض إلى المزيد من التمارين والحركات في حال استمرت الحالة والأعراض.

العلاجات الأخرى

لا يوجد داعٍ للعلاج الدوائي الدائم إلا إذا كان المريض يعاني من غثيان شديد أو إقياء؛ عندها يمكن وصف الأدوية لمعالجة الغثيان، خاصةً إذا كان الشخص غير قادر على تحمل مناورات إعادة التموضع.

ونادراً ما تكون الجراحة ضرورية لعلاج هذه الحالة؛ وفي حالات نادرة، قد يوصي الطبيب بإجراء جراحي لسد القناة الهلالية الخلفية؛ وفي حين أنَّ هذا الإجراء يعالج المشكلة، فإنه ينطوي على بعض المخاطر، بما في ذلك فقدان السمع.

وعلى المدى الطويل، يتكرر دوار الوضعة الانتيابي الحميد في حوالي نصف عدد الأشخاص الذين يعانون منه.

أما بالنسبة لأولئك الذين يعانون منه بشكلٍ دائم، يمكن أن تساعدهم التمارين المنزلية في التعامل مع الأعراض بأنفسهم.

مرحلة ما بعد العلاج

تم إجراء العديد من الدراسات حول فعالية مناورات علاج دوار الوضعة الانتيابي الحميد، فقد وصلت نسبة الدقة المتعلقة بالمناورات العلاجية إلى ٩٠٪ خلال ١-٣ علاجات.

ومن الممكن أن تشمل حالة دوار الوضعة الانتيابي أكثر من قناة واحدة تحوي البلورات، وخاصةً بعد الإصابة الرضية، وفي هذه الحالة يضطر المعالج لتصحيح كل قناة على حدا.

كما قد ينصَح الأطباء بتجنب اتخاذ أوضاع معينة للرأس لبضعة أيام بعد العلاج.

وحتى بعد الانتهاء من الإجراءات العلاجية وعودة البلورات إلى الموقع الصحيح وتوقف الإحساس بالدوران، يمكن أن يشعر المصاب في كثير من الأحيان بحساسية خفيفة للحركة وعدم الثبات.

لذلك من المهم المتابعة مع المعالج حتى يتمكن من تقييم ذلك وتقديم تقنيات للتمرن في المنزل والتي عادةً ما تصحح المشكلة على الفور.