سرطان الثدي: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - OB/GYN
الكاتب - أخر تحديث 9 أكتوبر 2023

يعد سرطان الثدي أحد كثر أنواع السرطان انتشاراً حول العالم، فهو يصيب الإناث والذكور -علماً أن نسبة إصابة الذكور به تكون نادرة- ومن هنا تأتي أهمية التوعية الدائمة حول طرق كشفه وتشخيصه بشكل مبكر، لما لذلك من دور في العلاج وتأثيره على حياة المرضى.

فما هي أنواع سرطان الثدي؟ وكيف يتم تشخيصه؟ سنتعرف على هذه الجوانب كلها ضمن هذا المقال.

بنية الثدي

يتكوّن نسيج الثدي بشكل عام عند الجنسين (ذكور وإناث) من منطقتين هما غدة الثدي ونسيج شحمي يحيط بها.

يمتلك كلا الجنسين الذكور والإناث ثديين، لكن ما يختلف بينهما هو أن نسيج الثدي لدى الذكور يكون ضامراً تقريباً، كما أن النسيج الشحمي لدى الرجال يشكل أغلب مكونات الثدي.

في حين أن غدة الثدي لدى الإناث تكون متطورةً أكثر ومسؤولةً عن إنتاج الحليب أثناء فترة الإرضاع.

يمكن تقسيم غدة الثدي تشريحياً إلى "فصوص" تحتوي على الخلايا المسؤولة عن إفراز الحليب وتشكيله، ويخرج من هذه الفصوص "قُنَيّات" تقوم بنقل مفرزات الفصوص إلى حلمة الثدي، حيث يوجد حوالي 20 قناة رئيسية تصب في حلمة الثدي.

يمكن أن يحدث سرطان الثدي على أي جزء من الأقسام التشريحية السابقة.

أنماط سرطان الثدي

يمكن تقسيم سرطان الثدي بناءً على الخلايا المصابة بالتحول السرطاني وأجزاء الثدي المصابة بالورم، حيث يمكن أن يحدث سرطان الثدي على أي من الأجزاء التشريحية في الثدي.

وهو يقسم إلى أنماط بعضها من النمط الهجومي العنيف، والبعض الأخر يمكن اعتبارها غير هجومية.

وهذه الأنماط هي:

  • الكارسينوما القنيوية المتوضعة ضمن مكانها: يتواجد الورم ضمن القنيات اللبنية للثدي ولا يتجاوزها إلى النسج المحيطة بها، وبالتالي فإن هذا النمط يعد غير هجومي.
  • الكارسينوما الفصية المتوضعة ضمن مكانها: ينشأ هذا النمط من السرطان على الخلايا الغدية المنتجة للحليب، وغير هجومي أيضاً.
  • الكارسينوما القنيوية الغازيَة: يعتبر هذا النمط الأكثر شيوعاً بين أنماط سرطان الثدي، ويكون سليماً في البداية ثم يبدأ يبدأ بغزو الأعضاء والنسج المحيطة.
  • الكارسينوما الفصية الغازية: يمكنه أن تتجاوز الغدد المفرزة للحليب، وتبدأ بغزو النسج المحيطة، ولذلك تعتبر من النمط العنيف.
  • داء "باجيت" في حلمة الثدي: يصيب هذا النمط الأقنية اللبنية الموجودة ضمن الحلمة، كما قد يصيب الجلد لاحقاً، وخاصةً منطقة "لعوة حلمة الثدي" وهي منطقة ما حول الحلمة.
  • السرطان الورقي: يعد نمطاً نادراً من سرطان الثدي، وتكون أغلب الحالات المصابة به سليمةً.
  • السرطان الالتهابي: وهو نمط نادر لكن يعتبر أعنف أنماط سرطان الثدي وأشدها بالإضافة لقلة العلاجات المتوفرة له. ويبدو في بداية الأمر كما لو أن جلد الثدي مصاب بالتهاب، ولكن خلف هذا الالتهاب تكون الخلايا السرطانية تنتشر داخل الثدي، بالإضافة لذلك فقد يحدث "غؤور في حلمة الثدي" أي قد تتراجع للخلف وتنقلب.
  • ومن الأنماط الأخرى السرطان الحليمي، والسرطان اللبي، والسرطان القنوي.

أعراض الإصابة بسرطان الثدي

تكون أغلب السرطانات في البداية غير عرضية، إلا أن العلامة الأولى التي قد تستطيع المرأة ملاحظتها بحالة سرطان الثدي هي وجود كتلة أو سماكة في نسيج الثدي لديها.

وكون أغلب الكتل التي قد تظهر في الثدي تكون حميدة، هذا لا يعني تجاهل الأمر، بل عند ملاحظة وجود أي كتلة في الثدي ومحيطه يجب استشارة الطبيب للتأكد من طبيعة هذه الكتلة.

خاصة في حال ملاحظة أي من الأعراض التالية:

  • حدوث تغير في شكل أو حجم الثديين أو أحدهما.
  • خروج سوائل قيحية من حلمة الثدي، وخصوصاً عندما تكون هذه السوائل ممزوجةً بالدم.
  • ظهور كتلة أو تورم في الإبطين
  • تغير شكل حلمة الثدي أو تراجعها
  • ظهور انخفاضات على سطح الجلد الذي يغطي نسيج الثدي، حيث تدعى هذه العلامة المهمة بعلامة "قشر البرتقال".
  • ظهور طفح على الجلد حول حلمة الثدي، والذي يشبه الإكزيما الجلدية، وقد تكون هذه العلامة هي إنذار في حالة وجود السرطان.
  • لا يعد وجود الألم من الأعراض المميزة لسرطان الثدي.
  • قد يحدث لدى البعض خسارة غير متوقعة في الوزن ونقص في الشهية.

عوامل الخطورة للإصابة بسرطان الثدي

هنالك مجموعة من عوامل الخطورة التي قد تزيد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي، وهي تقسم لنوعين:

أ- عوامل غير قابلة للتعديل
  • العمر: يزداد احتمال الإصابة مع التقدم في العمر، حيث تكون أغلب الحالات لدى النساء بعد سن الخمسين.
  • الطفرات الوراثية: تم ملاحظة ارتباط الطفرات الحاصلة على المورثة BRCA1 وBRCA2 مع هذا السرطان.
  • سن بدء الطمث وسن اليأس: تزداد احتمالية الإصابة بالسرطان لدى الإناث اللاتي يصِلْن للبلوغ في عمر مبكر، واللاتي يصلن لسن اليأس بعمر متأخر نسبياً.
  • زيادة كثافة نسيج الثدي: تزيد هذه الحالة من صعوبة الحصول على تصوير شعاعي واضح للثدي، وبالتالي قد يجعل من كشف السرطان أمراً صعباً.
  • سوابق إصابة بسرطان الثدي: أو أي أمراض في الثدي غير سرطانية لدى المريضة نفسها. فالنساء اللاتي تعرضْن للإصابة بسرطان الثدي سابقاً قد يتعرضن للإصابة مرة أخرى.
  • سوابق عائلية للإصابة بسرطان الثدي أو سرطان المبيض: تزداد احتمالية إصابة الأنثى في حال كان لديها أقرباء قد أصبن بالسرطان سابقاً.
  • التعرض السابق للعلاج الإشعاعي: تعرض الأنثى للإشعاع في منطقة الصدر أو الإبط تزيد من احتمالات الإصابة بسرطان الثدي.
  • استخدام بعض الأدوية: كدواء "دي إتيل ستيل بريستول DES" والذي كان يعطى سابقاً للمرأة الحمل للوقاية من حالات الإجهاض.
ب- عوامل قابلة للتعديل
  • قلة الأنشطة الحركية والفيزيائية: يزداد احتمال الإصابة لدى النساء قليلات النشاط
  • زيادة الوزن أو السمنة بعد سن اليأس.
  • الحبوب الهرمونية: تناول بعض الأدوية الهرمونية للتخفيف من أعراض سن اليأس قد يزيد من إمكانية الإصابة بالسرطان، كذلك الأمر بالنسبة لبعض أدوية منع الحمل.
  • التاريخ الإنجابي للمرأة: تأخر حصول الحمل لدى المرأة لبعد سن الثلاثين أو اللاتي لا يرضعن الجنين يزيد من احتمالية الإصابة لديهن.
  • الإسراف في شرب الكحول

تشخيص سرطان الثدي

١- طرق المسح للكشف المبكر عن سرطان الثدي

توجد العديد من التوصيات حول العمر الذي يجب أن يبدأ عنده المسح من أجل الكشف المبكر عن الإصابة.

  • توصى المرأة بإجراء فحص سريري لدى الطبيب المختص كل ثلاث سنوات ابتداءً من سن الأربعين.
  • ينصح بإجراء التصوير الشعاعي للثدي "Mammography" وتصوير بالأمواج فوق الصوتية "Ultrasonography" كل سنتين بعد سن الأربعين في حالة عدم وجود تاريخ عائلي لسرطان الثدي. وينصح بإجراء هذه الفحوص ستوياً في حال وجود تاريخ عائلي لسرطان الثدي.

بالإضافة للطرق السابقة تنصح كل امرأة بتعلّم طريقة الفحص الذاتي للثدي، والتي تسمح بالتعرف على شكل وملمس الثدي الطبيعي، وبالتالي ملاحظة أي تغيير يطرأ عليهما.
وخاصةً بعد سن 35 وذلك عقب كل دورة شهرية وبعد سن اليأس وانقطاع الدورة مرة واحدة شهرياً في يومٍ محدد.

٢- طرق تشخيص سرطان الثدي

بعد اجراء الاختبارات الروتينية وفي حال الشك بوجود سرطان الثدي ولتأكيد التشخيص أو نفيه يأخذ الطبيب خزعة من نسيج الآفة أو الورم، ويتم اختبارها ودراستها ضمن المختبر لتحديد طبيعتها.

وفي حال تأكد الطبيب من الطبيعة السرطانية للآفة، فسوف تخضع المريضة لمجموعة من التحاليل والفحوصات اللاحقة المعمقة على الخزعة لتحديد درجة السرطان والمرحلة التي وصل لها وامتداده.

بالإضافةً لإجراء التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوري لكامل الجسم، لكشف أي انتقال للورم السرطاني ضمن الجسم.

مراحل الإصابة

إنّ تحديد مراحل سرطان الثدي يتم بالاعتماد على النظام العالمي "TNM" لتقييم السرطانات (1)، حيث تشير هذه الأحرف للنقاط التي يتم دراستها لتحديد مرحلة الورم.

  • الحرف "T" يشير للورم "Tumor": يتم دراسة موقع وامتداد الورم على وجه الخصوص بالإضافةً لحجمه وأبعاده.
  • الحرف "N" يشير للعقد اللمفاوية "Nodes": يبحث الأطباء عن العقد اللمفاوية القريبة من منطقة الورم مع تحديد إمكانية إصابتها بالسرطان وعددها وتوضعها.
  • الحرف "M" يشير للنقائل من الورم "Metastases": يتم فيه دراسة الجسم كاملاً، وتكون نتيجة هذا المسح إما وجود نقائل أو لا.
    • النقائل هي خلايا من السرطان الأساسي تتواجد في مناطق وأعضاء من الجسم بعيدة عن العضو الأساسي المصاب بالسرطان.

وبناءً على الفحوص السابقة يمكن تحديد مراحل سرطان الثدي بما يلي:

١- المرحلة الأولى

يمكن تقسيم هذه المرحلة إلى تصنيفين، وهما:

  • المرحلة 1A: لا تتجاوز أبعاد السرطان في هذه المرحلة "2سم"، كما يتوضع ضمن الثدي فقط.
  • المرحلة 1B: ويكون فيها حجم الورم أقل من "2سم" إلا أنه توجد عقد لمفاوية قريبة من منطقة الورم مصابة بالسرطان.

٢- المرحلة الثانية

تقسم هذه المرحلة إلى مجموعتين، هما:

  • المرحلة 2A: يقيس حجم الورم في هذه المرحلة فهو إما لا يتجاوز "2سم" و يتواجد في أكثر من عقدة لمفاوية أو أنه يقيس بين "2 وحتى 5 سم" من دون إصابة العقد اللمفاوية.
  • المرحلة 2B: يصل حجم الورم ما بين "2 وحتى 5 سم" مع إصابة أكثر من عقدة لمفاوية وحتى ثلاثة عقد لمفاوية في منطقة الإبط أو يكون حجم الورم أكثر من "5 سم" مع عدم إصابة أية عقدة لمفاوية.

٣- المرحلة الثالثة

على الرغم من عدم وصول الورم إلى الأعضاء والعظام إلا أن هذه المرحلة تعتبر من المراحل المتقدمة للسرطان.، ويتم تقسيمها إلى ثلاث مراحل:

  • المرحلة 3A: في هذه المرحلة يكون هنالك ما بين 4 وحتى 9 عقداً لمفاويةً مصابة بالسرطان في منطقة الإبط أو يكون حجم الورم أكبر من "5 سم" مع إصابة 1 وحتى 3 عقداً لمفاويةً بالسرطان.
  • المرحلة 3B: يصل الورم في هذه المرحلة إلى عظام جدار الصدر في منطقة السرطان أو يصيب الجلد المحيط بالثدي.
  • المرحلة 3C: وفيها يصيب الورم 10 أو أكثر من العقد اللمفاوية أو قد يصيب المنطقة فوق وتحت عظم الترقوة.

يجدر الإشارة إلى أنّ نسبة الشفاء ضمن هذه المرحلة تصل حتى 68%.

٤- المرحلة الرابعة

تصل فيها الخلايا السرطانية إلى منطقة بعيدة عن الورم وعن العقد اللمفاوية المحيطة بمنطقة السرطان. فقد تصل النقائل في هذه المرحلة إلى أي عضو في الجسم، وخاصةً العظام والرئتين إضافةً للكبد والدماغ. لكن تشخيص السرطان ضمن هذه المرحلة يجعل من إمكانية النجاة 28%.

علاج سرطان الثدي

يتم وضع الخطة العلاجية لكل مريضة على حدى، وذلك بناءً على الفحوصات والتحاليل التي تم إجراؤها.

علماً أن الوصول إلى النتيجة الأفضل للعلاج تعتمد بشكل كبير على الكشف المبكر عن السرطان. (2)

ومن الخيارات العلاجية المتاحة:

  • العلاج الشعاعي: ينصح بهذا العلاج قبل العمل الجراحي لتصغير حجم الورم أو قد يجرى بعد العمل الجراحي للقضاء على البقايا الورمية.
  • العلاج الهرموني: قد يجرى هذا الإجراء للنساء اللاتي لديهن مستقبلات خلوية للأدوية الهرمونية على سطح الخلايا السرطانية.
  • العلاج المناعي: يستخدم هذا النمط العلاجي في حال وجود مستقبلات خلوية له على سطح الخلايا السرطانية. (3)
  • العلاج الكيميائي: يعد هذا الإجراء أحد الخيارات العلاجية الذي قد يطبق بمفرده أو مع العلاج الشعاعي بعد إجراء العمل الجراحي.

الجراحة

تخضع معظم النساء المصابات بالسرطان إلى عمل جراحي كجزء من الخطة العلاجية، فيتم استئصال جزء من الثدي والذي يدعى "استئصال الثدي الربعي" أو قد يتم استئصال الثدي المصاب بشكل كامل والذي يدعى "استئصال الثدي الكامل".

كما أن الجرّاح يمكن أن يستأصل العقد اللمفاوية في الإبط والصدر للقضاء على أية بؤرة ورمية يمكن أن تسبب أي سرطانات.