أنواع فحص السكري في المختبر

الكاتب - أخر تحديث 23 مايو 2023

إن الخضوع إلى فحص السكري هو أفضل خطوة نبدأ بها لتشخيص مرض السكري مبكراً ولمتابعة تغيراته عند المرضى.

هذا الأمر ضروري خاصة مع تحول السكري إلى داء العصر الحالي الذي ينتشر بشكل واسع في أنحاء العالم ويتسبب بالعديد من الأمراض المزمنة كمضاعفات له.

تشخيص داء السكري المبكر

داء السكري هو مرض مزمن ترتفع فيه مستويات سكر الدم بشكل كبير، ويعود ذلك إما لمشاكل في قدرة الجسم على إنتاج الأنسولين أو في عمل هذا الهرمون وتأثيره على خلايا الجسم.

رغم أن أعراض داء السكري على المدى القريب قد لا تبدو بهذه الخطورة إلا أنّ تأثيره على المدى الطويل هو ما يستدعي المتابعة.

فهو يزيد من مخاطر بعض أمراض القلب وله مضاعفات على الكلى و العيون وغيرها.

لتجنب هذه المضاعفات والاختلاطات ينصح دوماً بمحاولة تشخيص مرض السكري مبكراً، وخاصة لمن لديهم تاريخ عائلي بالإصابة بالسكري.

ولأنّ ملاحظة الأعراض وحدها لا تكفي لتشخيص المرض لذلك من الضروري اللجوء إلى التحاليل لتحديد نوع السكري.

وقد بينت الدراسات أن إجراء التحاليل والتشخيص المبكر لمرض السكري له أهمية كبيرة بتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

أنواع فحص السكري في المختبر

تعتمد اختبارات السكر على قياس سكر الدم بشكل أساسي، ولكن تختلف فيما بينها حسب آلية الفحص و توقيته وعدة متغيرات أخرى.

سنقدم لك أهم أنواع الفحوص المُتَّبعة لتشخيص أو مراقبة مرض السكري.

فحوصات الدم للسكري

تتضمن هذه الفحوصات تحليل عينة من الدم ضمن شروط معينة. فهناك عدة أنواع من فحوص الدم مثل:

١- قياس السكر الصيامي في الدم (FPG)

وهو أشيع الفحوص المجراة لتشخيص داء السكري، كما يكون عادًة ضمن الاختبارات الروتينية.

الشروط والتوقيت: يعتمد هذا الفحص على قياس مستويات سكر الدم بعد صيام الشخص المفحوص لمدة لا تقل عن ستة إلى ثمانية ساعات يمتنع فيها عن الطعام أو الشراب باستثناء شرب الماء.

ويفضل أن يجرى صباحًا في الساعة الثامنة لكونه توقيت مريحاً للمريض بعد أن يقضي صيامه خلال نومه.

٢- قياس سكر الدم العشوائي (RPG):

يقوم المخبري في هذا الفحص، بأخذ عينة دموية دون فترة صيام قبلها. ويُطلب من قبل الطبيب لأخذ نظرة عامة عن مستوى سكر الدم، مثلًا مع وجود أعراض وصفية لارتفاع سكر الدم قد يكون هذا الفحص كافيًا لبدء تدبير هذا الارتفاع، إلا أنه لا يكون كافيًا لتشخيص مرض السكري.

الشروط والتوقيت: لا يوجد أي وقت محدد لهذا الفحص ولا يتطلب أي شروط.

٣- قياس الخضاب الغلوكوزي (A1C):

يهدف هذا الفحص لقياس كمية الهيموغلوبين في الدم المرتبطة بالغلوكوز، ويعطي هذا الفحص متوسطاً تقريبياً لمستويات سكر الدم لحوالي ثلاثة أشهر (٨ إلى ١٠ أسابيع).

ويجرى هذا الفحص عادةً لمراقبة مستوى السكر في الدم، وليس لتشخيص المرض.

الشروط التوقيت: لا يوجد أي شروط مطلوبة للفحص، ويمكن أن يُجرى بأي توقيت.

إلا أن هناك حالات مرضية قد تؤثِّر في قيم التحليل مثل فقر الدم المنجلي، لذا من المهم أن يتم استشارة الطبيب عنها قبل قراءة التحليل.

اختبارات تحمّل السكر الفموية (OGTT)

تُستخدم هذه التحاليل في الحالات التي تكون فيها التحاليل السابقة غير حاسمة. وتعكس هذه الاختبارات مدى استجابة الجسم للكميات الكبيرة من السكر (الغلوكوز).

تتضمن منح الشخص المفحوص كمية من السكر عبر الفم. ومن ثم قياس قيم السكر بعد مدة زمنية.

يستخدم هذا الاختبار بشكل شائع من أجل كشف وجود السكري الحملي.

تنقسم هذه الاختبارات إلى اختبارين هما:

١- اختبار تحدي السكر

هو الفحص الأولي، لا يمكن أن يُشخَّص على أساسه وإنما يعطي صورة عن حالة الشخص.

الشروط والتوقيت:

  • يُجرى في أي ساعة من اليوم، ولا يلزمه أي شروط.
  • يَشرب المريض كوبا من محلول الجلوكوز المركَّز (بالنسبة للبالغين ٥٠ غ من الجلوكوز المذاب في ٢٥٠ إلى ٣٠٠ مل من الماء، أمّا جرعة الأطفال فتعتمد على وزنهم)
  • تؤخذ نتيجة الفحص بعد ساعة من شرب الغلوكوز.

٢- اختبار تحمّل السكر 

يُجرى عادةً بعد اختبار تحدي السكر، ويعطي قيمًا أدق، ويكون تشخيص الحالة بناءً على أرقامه.

الشروط والتوقيت

يجب الامتناع عن الطعام والشراب (باستثناء الماء) لمدة ثمان ساعات قبل الاختبار ويمكن اجراؤه في أي وقت، لكنه يتم عادًة في الصباح. وتتضمن مراحل الاختبار:

  • في البداية تؤخذ عينة من الدم من الوريد أو شحمة الأذن، وتسجل قيمة السكر الصيامية (المرجعية).
  •  ثم يجب على المريض شرب كوب من الغلوكوز وتكون الجرعة أكبر من اختبار تحدي السكر (بالنسبة للبالغين ٧٥ غ من الجلوكوز مذاب في ٢٥٠ إلى ٣٠٠ مل من الماء، أمّا جرعة الأطفال فتعتمد على وزنهم).
  • من ثم تؤخذ عينة أخرى لتحديد قيم السكر بعد ساعة، أما عند الحوامل فتؤخذ عينة ثانية بعد ساعتين.

يفضل أن يكون الشخص خلال فترة هذا الاختبار بلا طعام أو شراب أو تدخين حتى آخر عينة. كما يجب عليه أن يبتعد عن تناول مأكولات معينة وخاصة السكريات قبل الفحص نظراً لتأثر الاختبار بالنظام الغذائي.

قراءة نتائج فحص السكري

يعتمد تشخيص داء السكري على الأرقام الناتجة عن الفحوص آنفة الذكر، بالإضافة للأعراض المميزة للسكري (العطش وكثرة التبول).

سنضع أمامك الأرقام المُعتمدة لتشخيص داء السكري، وهي كالتالي:

التشخيصالسكر الصيامي ملغ / دلالسكر العشوائي ملغ / دلالخضاب الغلوكوزي %اختبارات تحمّل السكر الفموية ملغ / دل
الطبيعي٩٩ أو أقل
أقل من ٥.٧أقل من ١٤٠
ما قبل سكريبين ١٠٠ - ١٢٦
بين ٥.٧ - ٦.٤بين ١٤٠ - ١٩٩
السكري١٢٦ أو أكثر٢٠٠ أو أكثر٦.٥ أو أكثرأكثر من ٢٠٠

 إن الأرقام الموجودة أعلاه معتمدة عالميًا لتشخيص داء السكري، ولكن لا يمكننا أن نشخص الحالة بأنفسنا، وإنما نحتاج لمراجعة الطبيب.

المرشحون للفحص

يعد فحص السكري من الفحوص الروتينية، المُجراة بشكل اعتيادي عند القيام بكشف عام.

ولكن يوصى بإجراء فحص السكري لمن يعاني من أعراض توجه نحو داء السكري أو من تجاوز عمره ال٤٥ (كل ثلاث سنوات).

إضافة لذلك يفضل إجراؤه قبل ذلك بالنسبة لمن يحمل أحد عوامل الخطورة التالية:

  • زيادة الوزن أو السمنة، حيث أن هناك دور للسمنة في ظهور السكري النمط الثاني
  • كون الوالدين أو أحد الأخوة مصاباً بالسكري، حيث إن للوراثة دور مهم بالإصابة
  • الشعور بالتعب المستمر
  • النساء اللواتي عانين من السكري الحملي، أو كان طفلهم يزيد عن ٩ كلغ عند الولادة
  • زيادة الضغط الشرياني
  • الإصابة بالمبيض متعدد الكيسات
  • مستوى الدهون الثلاثية ≥٢٥٠ ملغ / دل و HDL (البروتين الدهني عالي الكثافة) في الدم ≤٣٥ ملغ/دل
  • تحاليل سابقة (بشكل خاص اختبارات تحمل السكر) تثبت وجود حالة ما قبل سكري

الخلاصة

في الختام، لابدّ أن نؤكد على أهمية الفحوص التي يطلبها الطبيب، فهي تهدف إلى إعطاء صورة واضحة عن عمل أعضاء الجسم ككل، وخاصة في حال وجود مشكلة معينة كمرض السكري.