الرئيسية الحالات اضطرابات الغدد جارات الدرق فرط نشاط الغدد جارات الدرق: الأعراض والعلاج

فرط نشاط الغدد جارات الدرق: الأعراض والعلاج

الكاتب - 3 يناير 2023

يمكن لفرط نشاط الغدد جارات الدرق أن يؤثر بشكل مباشر على مستويات الكالسيوم في الجسم فيتسبب بفرط الكالسيوم بالدم بالإضافة لأعراض أخرى.

فما هي أسباب هذه الحالة وكيف يمكن علاجها؟

ما هو فرط نشاط الغدد جارات الدرق؟

في البداية يجب شرح الغدد جارات الدرق وهي عبارة عن أربع غدد صغيرة بيضاوية الشكل، تشكل جزءً من جهاز الغدد الصماء في الجسم، وتقع هذه الغدد بجوار الغدة الدرقية في العنق، وعادةً ما تكون كل غدة بحجم حبة البازلاء.

تنتج الغدد جارات الدرق هرمون الغدة جار الدرقية أو الباراثورمون (PTH)، والذي يلعب دوراً رئيسياً في تنظيم مستويات الكالسيوم في الدم، والذي له دور مهم في جسم الإنسان ويمكن للتغيرات الطفيفة في مستوياته أن تسبب مشاكل في العضلات والأعصاب.

يحدث فرط نشاط الغدد جارات الدرق عندما تفرز واحدة أو أكثر من الغدد كميات كبيرة من هرمون الباراثورمون، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم.

وغالباً ما تكون الأعراض غائبة في بداية الحالة ولا يكون هناك أي علاج سوى المراقبة الدقيقة لصحة المريض أو الأدوية التي يتناولها.

ويمكن اللجوء إلى الجراحة إذا كانت الأعراض شديدة أو كان المريض يعاني من تضخم في الغدة.

أعراض فرط نشاط جارات الدرق

تختلف أشكال الإصابة بفرط نشاط جارات الدرق من شخصٍ إلى آخر؛ حيث يعاني البعض من أعراض خفيفة أو لا تظهر عليهم أية أعراض، بينما يعاني البعض الآخر من أعراض كثيرة.

وقد يتأخر التشخيص بسبب عدم وجود أعراض أو نتيجة أنها قد تكون عامة - مثل الشعور بالتعب - والاعتقاد بأن سببها حالة أخرى مثلاً.

تشمل العلامات المحتملة لفرط نشاط جارات الدرقية ما يلي:

  • الاكتئاب
  • التعب
  • الشعور بالعطش
  • كثرة التبول
  • الشعور بالإعياء وفقدان الشهية
  • ضعف العضلات
  • الإمساك
  • الآلام البطنية
  • فقدان التركيز
  • التخليط الخفيف

أعراض فرط كالسيوم الدم

إذا لم يتم علاج فرط نشاط جارات الدرقية، فقد ترتفع مستويات الكالسيوم ويؤدي ذلك إلى فرط الكالسيوم في الدم، مما قد يؤدي إلى:

  • الإقياء
  • النعاس
  • التجفاف
  • التخليط
  • التشنجات العضلية
  • آلام العظام والمفاصل
  • عدم انتظام ضربات القلب
  • ارتفاع ضغط الدم

أسباب فرط نشاط جارات الدرق

تقسم حالات فرط نشاط جارات الدرق إلى:

1- فرط نشاط جارات الدرق الأولي

والذي يرتبط عادةً بتضخم (فرط تنسج) الغدة جارة الدرقية، أو بنمو حميد (غير سرطاني) كالورم الغدي، أو في حالات نادرة يكون الورم سرطانياً خبيثاً.

وعادةً ما تكون أسباب التضخم غير محددة ولكنها قد تكون وراثية.

2- فرط نشاط جارات الدرق الثانوي

وتحدث عندما تؤدي بعض الحالات إلى حدوث تغير في مستويات الكالسيوم والفوسفات، مما يدفع الغدد جارات الدرقية للتعويض، وتشمل هذه الحالات:

  • الفشل الكلوي
  • نقص الكالسيوم في النظام الغذائي
  • أو فقدان الكثير من الكالسيوم في البول
  • اضطرابات الفيتامين D
    • وقد تحدث عند الأطفال الذين لا يتناولون مجموعة متنوعة من الأطعمة
    • ولدى كبار السن الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس بشكلٍ كافٍ أو الذين يعانون من سوء امتصاص الفيتامين D من الطعام مثل ما يحدث بعد جراحات علاج البدانة
  • مشاكل في امتصاص العناصر الغذائية من الطعام

عوامل الخطر

يحدث فرط نشاط جارات الدرقية بشكل رئيسي عند المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً ولكن يمكن أن يحدث أيضاً عند البالغين الأصغر سناً.

وتشمل عوامل الخطر ما يلي:

  • الجنس: حيث أنَّ النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال
  • العلاج الإشعاعي: يمكن أن يؤثر علاج سرطانات العنق الأخرى على الغدد جارات الدرقية
  • نقص التغذية: يمكن أن يؤدي نقص فيتامين D أو الكالسيوم الشديد والمستمر إلى تحفيز فرط نشاط جارات الدرق
  • تناول الليثيوم: وهو دواء يستخدم لعلاج اضطراب ثنائي القطب، ويمكن أن يؤثر على مستويات الكالسيوم

المضاعفات

يمكن أن يسبب فرط كالسيوم الدم مضاعفات مثل:

  • هشاشة العظام: ضعف العظام الذي يجعلها أكثر عرضة للكسور
  • قلة العظام: وهي حالة تسبق غالباً هشاشة العظام
  • الحصيات الكلوية وانسداد الكليتين وتلفهما
  • القرحة المعدية
  • التهاب البنكرياس
  • أمراض القلب والأوعية الدموية: تشير الأبحاث إلى أنَّ مستويات الكالسيوم المرتفعة ترتبط بارتفاع ضغط الدم وبعض أمراض القلب.
  • في الحالات الشديدة من فرط نشاط جارات الدرقية، يمكن أن تؤدي مستويات الكالسيوم المرتفعة إلى فشل كلوي سريع، أو فقدان للوعي، أو الدخول في غيبوبة، أو اضطرابات خطيرة في نظم القلب تهدد الحياة.

تشخيص الإصابة

عادةً ما يتم تشخيص فرط نشاط جارات الدرق باختبارات الدم الروتينية التي تقيس مستويات هرمون الباراثورمون والكالسيوم والمعادن الأخرى المتعلقة بالحالة.

بينما تشمل الاختبارات والفحوصات المحتملة الأخرى ما يلي:

  • اختبارات البول: يمكن أن يحدد تحليل البول كمية الكالسيوم التي يفرزها الجسم
  • اختبار كثافة العظام: يمكن أن يؤدي إلى اكتشاف أي فقد أو ضعف في العظام
  • الأشعة السينية والموجات فوق الصوتية والتصوير المقطعي المحوسب

علاج فرط نشاط جارات الدرق

في حال فرط نشاط جارات الدرق الخفيف (أي لا توجد أعراض، ومستويات الكالسيوم في الدم مرتفعة قليلاً فقط)، فمن الممكن ألا يعالجها الطبيب على الفور بل يقوم بمراقبة المؤشرات كالتالي:

  • مستويات الكالسيوم في الدم (كل ستة أشهر)
  • ضغط الدم (كل ستة أشهر)
  • وظائف الكليتين (كل عام)
  • كثافة العظام (كل عام إلى ثلاثة أعوام)

إذا قرر الطبيب أنَّ فرط نشاط جارات الدرق لا يحتاج إلى علاج فوري، فيجب أن يحرص المريض على:

  • شرب المزيد من الماء
  • المحافظة على النشاط وممارسة المزيد من التمارين للحفاظ على قوة العظام
  • عدم تناول مدرات البول الثيازيدية أو الليثيوم لأنّها يمكن أن تزيد من مستوى الكالسيوم في الدم.
  • يمكن أن يصف الطبيب مكمل فيتامين D إذا كان مستواه منخفضاً

إذا كان المريض يعاني من أعراض أكثر حدة أو لديه تضخم في واحدة أو أكثر من الغدد، فقد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية لإزالة الغدة أو الغدد مفرطة النشاط.

ويمكن للجراحة التي يجريها الجراح أن تعالج فرط نشاط جارات الدرق في حوالي 95٪ من الحالات.

العلاج الدوائي

تمت الموافقة على دواء "Cinacalcet" من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج فرط نشاط جارات الدرقية الثانوي، وهو يعمل عن طريق إرسال إشارات إلى الغدد جارات الدرقية لإنتاج كمية أقل من الباراثورمون.

وعلى الرغم من أن "Cinacalcet" مخصص لفرط نشاط جارات الدرق الثانوي، إلا أنَّ بعض الأطباء قد يصفونه لفرط نشاط جارات الدرق الأولي.

هناك نوع آخر من الأدوية يتم وصفه أحياناً وهي "Bisphosphonates"؛ والتي تساعد في منع فقدان الكالسيوم من العظام، مما يقلل من خطر الإصابة بالكسور وهشاشة العظام.