كيسات المبيض: الأنواع وطرق العلاج

المراجعة الطبية - OB/GYN
الكاتب - أخر تحديث 15 سبتمبر 2022

تقصد النساء عيادات الطب النسائي لمشكلاتٍ مختلفة، ولكن أبرزها مشكلة كيسات المبيض. حيث يشكل المبيضان الغدد التناسلية للأنثى، وهما مسؤولان عن إنتاج البويضات المسؤولة عن الإلقاح والتكاثر وإنتاج الهرمونات الأنثوية، التي تعطي الأنثى صفاتها عند البلوغ، وقد يصاب المبيضان بما يسمى كيسات المبيض.

تعريف كيسات المبيض

تسمى أيضاً "الكيّسات الإندومتريوزية" أو "الشوكولاتية"، ويمكن تعريفها بأنها أجربة مملوءة بسائل أو نسيجِ ما، تتوضع على المبيض، ويتراوح حجمها من حجم حبة الفول إلى حجم البرتقال.

معظم هذه الكيسات تكون حميدة، وتختفي من تلقاء نفسها، ولكن منها أنواع نادرة تكون خبيثة، وقد تؤدي لظهور سرطان المبيض.

تصيب هذه الكيسات الإناث في جميع الأعمار، ولكنها تكون أكثر شيوعاً في سن النشاط التناسلي، بالإضافة إلى أن احتمالية الإصابة بها تكون عند النساء في عمر متقدم أكثر من نظيراتهن في عمرٍ أصغر. 

أنواع كيسات المبيض

لها عدّة أنواع، تختلف عن بعضها البعض بآلية التشكُل والبنية وخطورة التحول لكتلة خبيثة. ولكن الأنواع الأكثر شيوعاً:

أولاً: الكيسات الوظيفية

والمقصود بالوظيفية هنا، أنها لا تتشكل لأسبابٍ مرضية. وإنما تحدث بشكل طبيعي. وهي:

١- الكيسات الجريبية:

 تتشكل خلال الدورة الشهرية للأنثى، يقوم المبيض بتشكيل البويضة ضمن كيس يدعى الجُريب، والتي بدورها تنمو وتمزق الجريب وتنطلق باتجاه الرحم.

ولكن في حالات محددة لا يتمزق هذا الجريب، ويستمر بالنمو مشكلًا الكيسة الجريبية، ولا تأتي هذه الكيسات بأي أعراض وتختفي بشكل تلقائي خلال فترة تمتد من شهر إلى ثلاثة أشهر.

٢- كيسات الجسم الأصفر:

يطلق الجريب المذكور البويضة بشكل طبيعي، ويتحول إلى ما يسمّى بالجسم الأصفر، والذي يكون مسؤول على إفراز هرمونات تؤمن وتثبت الحمل في حال حدوثه، ولكن في حال لم يحدث حمل يفترض أن يضمر ويزول. ولكنه في حالات معينة يبقى ويتحول لكيسة الجسم الأصفر، والتي تزول تلقائيًا مثل سابقتها بعد عدة أسابيع.

ثانياً: الكيسات المرضية

تخفي هذه الكيسات سببًا مرضيًا وراءها، وتضم:

١- الكيسات الإندوميتريوزية:  تعرف أيضًا بالكيسات الشوكولاتية، وتترافق مع مرض الانتباذ البطاني الرحمي، وفيه ينتقل نسيج من الرحم لأماكن أخرى كالمبيض، ويشكل النسيج المذكور هذه الكيسات.

٢- الكيسات الجلدانية:  تتشكل هذه الكيسات منذ الولادة، ولا يكون لها أعراض عادًة.

٣- الأورام الغدية الكيسية: من أكثر أنواع كيسات المبيض شوعاً، وقد تصل لأحجام كبيرة، ومنها ما قد يتحول لكتل خبيثة.

٤- الأورام الكيسية الخبيثة: نادرة الحدوث، وتُشاهد عند المُسنات فقط.

أعراض كيسات المبيض

لا تترافق كيسات المبيض بأعراض عادةً، إلا إذا تمزَّقت أو أصبحت بحجم كبير، ومن الأعراض الشائعة لها:

  • الإحساس بثقل أو ألم خفيف في البطن أو الحوض والانتفاخ البطني
  • ألم أثناء ممارسة الجنس
  • مشاكل في التغوط والرغبة المتكررة في التبول
  • عدم الانتظام بالدورات الطمثية وكمية غزارتها
  • الشعور بالشبع بعد تناول كميات قليلة من الطعام
  • في حالات نادرة قد تتأثر الخصوبة

أسباب كيسات المبيض

تتشكل معظم كيسات المبيض نتيجة تغيرات في مستوى الهرمونات الجنسية الأنثوية أو بسبب أمراض محددة، ومن أبرز الأسباب:

  • الحمل
  • تناول الأدوية الهرمونية التي تؤخذ لحالات العقم
  • استخدام مانعات الحمل الفموية الحاوية على بروجسترون فقط
  • العلاج بالتاموكسيفين وهو العلاج الهرموني لسرطان الثدي
  • الانتباذ البطاني الرحمي
  • المبيض المتعدد الكيسات وهو مرض يصيب المبيض ويتظاهر بعدد كبير من الكيسات، بالإضافة لأعراضٍ أخرى

المضاعفات

تؤدي بعض الكيسات لحدوث مضاعفات قد تكون خطيرة ويلزمها تدبير إسعافي، وأبرزها:

١- التسرطن: يمكن لبعض الأنواع أن تتحول إلى سرطان المبيض.

٢- مضاعفات هرمونية: يمكن لبعض الكيسات أن تنتج هرمونات، سواء أكانت هرمونية أم ذكرية، ويعقبها أعراض مميز.

٣- النزف داخل الكيسة: قد يتمزق أحد الشرايين مؤدياً لتجمع الدم داخل الكيسة.

٤- التمزق: قد يتمزق جدار الكيسة في بعض الحالات مؤدياً لخروج محتوى الكيسة لداخل المبيض، ويعقب عنه ألم شديد.

٥- انفتال المبيض: تشكل الكيسات ثقلاً إضافياً على المبيض، الأمر الذي يؤدي إلى انفتاله حول نفسه، وهذا ما يؤدي إلى ألم شديد يلزمه تدخل طبي فوراً.

علاج كيسات المبيض

يوجد عدة خيارات علاجية أمام كيسات المبيض، لذا بعد أن يقوم الطبيب بالفحص السريري والفحوصات الإضافية المناسبة، يعتمد الخيار الأنسب بناءً على، حجم الكيسة وخطورة تحولها لكيسة خبيثة بالإضافة لحجم الأعراض الموجود. ومن طرق العلاج المتبعة:

١- المراقبة

تختفي بعد الكيسات مثل الكيسات الوظيفية من تلقاء نفسها، دون الحاجة لأي علاج، ويبقى خيار المراقبة الأفضل لها.

لذا بعد أن يجد الطبيب عبر التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو) كيسة صغيرة وسليمة المظهر، يقرر اتجاه خيار المراقبة وبشكل خاص إذا كانت غير عرضية.

ولكن في حال شعور المريضة بأعراض مفاجئة يجب مراجعة الطبيب بشكل فوري وتشمل هذه الأعراض:

  • ألم حاد مفاجئ في البطن
  • سرعة في التنفس
  • إقياء وارتفاع درجة حرارة الجسم
  • الدوار أو فقدان الوعي
٢- العلاج الجراحي

يأخذ الطبيب احتمال العلاج الجراحي في حال اجتمعت عدة عوامل مثل حالة المريضة ونوع الكيس، وذلك في الحالات التالية:

  • الكيسة مستمرة رغم المراقبة والخيار الدوائي
  • الكيسة تكبر مع المراقبة
  • شكل الكيسة مشبوه عبر التصوير بالأمواج فوق الصوتية (تدل عدة علامات على الخباثة)
  • وجود ألم أو أي عرض آخر
  • عمر المُصابة متقدم (تتجاوز سن الإياس)

ويوجد خياران للجراحة هما:

١- الجراحة التنظيرية:

تُجرى في حال كانت الكيسة صغيرة الحجم (بحجم حبة الخوخ أو أصغر) وليس هناك ما يدل على الخباثة عبر الفحوص التصويرية. حيث يقوم الطبيب بإجراء عدة شقوق صغيرة بجانب السرة، وإدخال أدوات الجراحة واستئصال الكيسة.
تعد الجراحة التنظيرية بمنظار البطن هي الأكثر شيوعاً لعلاج حالة كيسات المريض.

٢- الجراحة المفتوحة:

إذا كان حجم الكيسة لا يسمح باستئصالها عبر الجراحة التنظيرية، أو كان الطبيب يشك بآفة خبيثة، حيث يقوم الطبيب بإجراء شق كبير واستئصال الكيسة وإرسالها لكي تُدرس تحت المجهر بشكلٍ فوري من أجل تأكيد أو نفي الخباثة. ففي حال الخباثة يُستأصل المبيض والأنسجة والأعضاء المجاورة، مثل الرحم.

الملخص

حالة كيسات المبيض من الحالات المنتشرة بين النساء ومعظم الأحيان يكون العلاج بالانتظار والمتابعة مع الطبيب المختص فقد تختفي الكيسات وحدها بعد أشهر.

ولكن في حالات خاصة قد تستدعي الحالة عمل جراحي، وخاصةً إن كانت المرأة قد تجاوزت سن الإياس، حيث تزداد نسبة الإصابة بسرطان المبيض.

ويجب الإشارة هنا إلى أن حالة كيسات المبيض بحد ذاتها ليست عاملاً يزيد من خطر الإصابة بسرطان المبيض.