مرض إبشتاين بار: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 14 سبتمبر 2023

ما هو مرض إبشتاين بار؟

مرض إبشتاين بار هو عدوى فيروسية تحدث غالباً نتيجة الإصابة بفيروس إبشتاين بار "Epstein–Barr virus" كما من الممكن أن تكون هناك فيروسات أخرى مُسببة لهذه الحالة. وينتمي هذا الفيروس لعائلة فيروسات الحلأ، ويأخذ اسم فيروس الهربس البشري وتظهر بعض الدراسات الاحصائية أن أكثر من 90% من سكان العالم يحملون الفيروس. (1)

كما يعرف هذا المرض بداء كثر الوحيدات الخمجي "Infectious Mononucleosis" ويعود سبب التسمية هذا لعشرينيات القرن الماضي، حين كانت النتائج المخبرية الخاصة لمجموعة من الطلاب المصابين بمرض بلعومي، تظهر ارتفاعاً في الخلايا أحادية النوى كاللمفاويات وخلايا أحادية النواة غير نمطية أخرى (كثر الوحيدات).

وتم التعرُّف لاحقا على فيروس إبشتاين بار على أنه العامل المُسبِب الأكثر شيوعاً، وبات يسمَّى أيضا بداء القبل، وذلك لانتشاره الواسع بين صفوف المراهقين والشباب عن طريق التقبيل.

طرق انتقال مرض إبشتاين بار

ينتقل فيروس إبشتاين بار بشكل أساسي عبر سوائل الجسم.

  • يمكن أن ينتقل من خلال اللعاب عبر:
    • التقبيل
    • مشاركة الطعام أو الشراب
    • استخدام الأواني والملاعق وفرشاة الأسنان الخاصة بالمُصابين
    • ملامسة اللعاب الخاص بالأطفال
  • يمكن أن ينتقل الفيروس أيضا عبر السائل المنوي خلال الاتِّصال الجنسي
  • وأيضا عن طريق الدم خلال عمليات نقل الدم أو عمليات زرع الأعضاء

قد تطول المدة بين العدوى الأولية وظهور الأعراض والتي تعرف بفترة الحضانة، والتي قد تستمر عادةً من أربعة إلى ستة أسابيع من الإصابة، وخلال هذه المدة قد ينقل المصاب الفيروس لفئة واسعة من المخالطين دون أن يعلم، وخاصةً عندما لا يكون أعراض موجهة لوجود العدوى.

فقد أظهر أحد التقارير حدوث إصابة لدى شاب بمرض إبشتاين-بار عقب 39 يوم من التقبيل من إحدى المصابات. (2)

بالإضافة أيضا لفيروس إبشتاين بار المسبب لهذا المرض، هنالك مجموعة أخرى من الفيروسات المرتبطة به وهي تشمل:

أعراض مرض إبشتاين بار

هنالك مجموعة من الأعراض التي تبدأ عند الإصابة بمرض إبشتاين بار والتي تشير لوجود عدوى ولكن غير محددة السبب، وغالباً ما تظهر ببطء وبالتدريج وتشمل:

١- الأعراض الشائعة

  • تعب عام
  • ألم في الحلق
  • تتضخم اللوزتان، وتظهر عليهما طبقة بيضاء مائلة للون الأصفر
  • تتضخم العقد اللمفاوية في الرقبة، وتصبح مؤلمة عن الجس (لمسها)
  • ارتفاع في درجات الحرارة (حُمَّى)
  • نعاس
  • فقدان شهية
  • آلام عضلية
  • قد يحدث طفح جلدي وردي اللون مُشابه لطفح الحصبة، ويظهر بشكل خاص بعد تناول الصادات الحيوية مثل الأمبيسلين أو الأموكسيسيلين

٢- الأعراض الأقل شيوعاً

  • ألم في الصدر
  • سعال
  • ضيق في التنفس
  • صداع
  • قشعريرة
  • اصفرار في الجلد أو العينين
  • تصلب في حركات الرقبة
  • رعاف
  • زيادة سرعة دقات القلب
  • الانزعاج من الضوء

المضاعفات

هنالك مجموعة من المضاعفات التي قد تظهر عند التأخر في تشخيص وعلاج مرض إبشتاين بار، وتضم:

  • تمزُّق الطحال: يعد من المضاعفات النادرة نسبياً فنسبة حدوثه لا تتجاوز 0.5% من الحالات، إلا أنه يحمل خطورة على حياة المريض وقد يسبب الوفاة (3)
  • التهاب الكلية: يحدث التهاب كلوي بنسبة قد تصل لـ 16%، أما إصابات الكلية الخطيرة مثل الأذية الكلوية الحادة فإنها من المضاعفات النادرة جداً (4)
  • فقر الدم الانحلالي: هو فقر دم بسبب مناعي ذاتي ويعد نادر الحدوث نسبياً. (5)
  • اضطرابات في الجهاز العصبي: التي تضم التهاب الدماغ والتهاب السحايا وغيرها من الحالات.
  • انسداد الطريق الهوائي العلوي: قل ما يظهر كأحد المضاعفات الخاصة بمرض إبشتاين بار إلا أنه خطير جداً ويحدث عند الأطفال والشباب بشكل خاص. (6)
  • اضطرابات في القلب: مثل التهاب عضلة القلب أو عدم انتظام دقات القلب.

التشخيص

يصل الطبيب عادةً لتشخيص مرض إبشتاين بار بناءً على الأعراض المُشاهدة، بالإضافة أيضا للفحص السريري المُتبع والفحوص المخبرية الإضافية.

ويتم التشخيص كالتالي:

١- القصة المرضية

تعد أول الخطوات وأكثرها أهمية، حيث يقوم الطبيب بسماع الشكوى الخاصة بالمريض، ومن ثم الاستفسار عن:

  • تاريخ بدء الشكوى المرضية
  • مدى تكرار حدوث الأعراض والمدة التي تستمر فيها
  • شدة الأعراض، والعوامل التي تخفف أو تزيد من شدتها
  • وجود اتصال جنسي أو حميمي في الفترة السابقة
  • وجود أعراض مشابهة لدى أحد من أفراد العائلة أو المقربين
  • وجود أمراض مزمنة عند المريض
  • أنواع الأدوية التي يتناولها المريض

٢- الفحص السريري

يجري الطبيب عادةً فحص جسدي كامل في حال وجود إصابة بمرض إبشتاين بار، كما يلاحظ الطبيب خلال الفحص:

  • ضخامة العقد اللمفاوية في الرقبة وتحت الإبط
  • ضخامة اللوزتين بالإضافة أيضا لملاحظة وجود غشاء أبيض مُصفر يغطي اللوزتين
  • وجود ضخامة في الكبد والطحال
  • طفح جلدي

٣- الفحوص الإضافية

تساعد بعض الفحوص في تأكيد الإصابة بالمرض وخاصةً في حال كانت الأعراض غير موجِّهة. وهي تشمل:

  • تعداد الدم الكامل (CBC) حيث يظهر
    • ارتفاع في تعداد كريات الدم البيضاء، وبشكلٍ خاص اللمفاويات (نوع من الكريات البيض)
    • انخفاض في نسبة العدلات (نوع من الكريات البيض)
    • انخفاض في أرقام الصفيحات
  • اختبار وظائف الكبد: هي مجموعة من القيم التي تقيس وظيفة الكبد والتي تكون مضطربة في حال الإصابة بالمرض
  • اختبار أحادي البقعة "Monospot test": هو اختبار سريع يكشف الأجسام المضادة (بروتينات تُفرز من الجهاز المناعي) المُفرزة من الجسم تجاه فيروس إبشتاين بار.
  • اختبار الاليزا "ELISA": فحص كيميائي، يهدف لكشف الفيروس أو الجسم المضاد الخاص به في الدم.
  • فحص تفاعل سلسلة البوليميراز (PCR): يمكن أن يُجرى هذا الاختبار على السائل الدماغي الشوكي (CSF) أو من مسحات الحلق.

علاج مرض إبشتاين بار

لا يوجد علاج معين للتخلص من فيروس إبشتاين بار، ويعتبر علاج الأعراض هو الخيار الرئيسي مع الانتظار حتى يحدث الشفاء بشكل طبيعي، ويحدث ذلك عادة خلال 4-6 أسابيع.

وتشمل الخطوات المتعلقة بعلاج وتخفيف شدة الأعراض ما يلي:

  • يجب أن يحرص المريض على الحصول على قسم كبير من الراحة التي تساعد الجسم على محاربة الفيروس
  • شرب السوائل وخاصة المياه بكميات جيدة لتجنب الجفاف
  • تخفيف الالتهاب في البلعوم عبر الغرغرة بالماء والملح أو استخدام المسكنات التي يصفها الطبيب
  • تخفيف الألم وتخفيض الحرارة عبر تناول المسكنات مثل الباراسيتامول أو الأيبوبروفين، ويُفضل تجنب اعطاء الأسبرين للأطفال الصغار، وذلك لاحتمال حدوث ما يعرف بمتلازمة راي.
  • تجنُّب ممارسة الرياضة وخاصة الرياضات العنيفة خوفاً من حدوث تمزُّق الطِّحال، لذلك ينصح باستشارة الطبيب قبل البدء بأي تمرين.

يجب التنويه إلى أهمية عدم استخدام الصادات الحيوية، وذلك لكون العوامل المسببة لمرض إبشتاين بار هي فيروسية، واستخدام هذا النوع من الأدوية غير مفيد، بل ويمكن أن يسبب مضاعفات تتمثل بالطفح الجلدي.

الوقاية من مرض إبشتاين بار

يوجد مجموعة من النصائح التي تفيد في الحد من انتشار مرض إبشتاين بار، وهي تشمل بشكل عام الاعتناء بالنظافة الشخصية والتي توفر الوقاية من أغلب الأمراض المعدية، وتشمل بعض النصائح على سبيل المثال:

  • تجنب الاختلاط بالأشخاص المرضى
  • تجنب التقبيل وخاصةً في حال الإصابة بالمرض
  • يُفضل عدم مشاركة الأواني والملاعق والكؤوس مع أي شخص آخر
  • الابتعاد عن مشاركة السجائر
  • غسل الألعاب الخاصة بالأطفال التي توضع في الفم
  • ممارسة الرياضة بانتظام
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم
  • غسل اليدين باستمرار، وذلك بالماء والصابون واتباع الخطوات الصحيحة ولمدة 20 ثانية على الأقل.